أمَا والهوى بالوُجُوه الملاحِ
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
أمَا والهوى بالوُجُوه الملاحِ | لَقَد لَذَّ لي في الغرام کفتضاحي |
ومن ثمَّ رحتُ وقول العذول | يمرُّ بسمعي مرور الرياح |
حرامٌ عليَّ بدين الغرام | ركوني إلى ما تقول اللواحي |
ويا ربّما زادني صبوة | إذا ما لحاني على الحبّ لاحي |
ويوماً على غفلات الرقيب | نَحَرْتُ به الزقّ نحر الأضاحي |
وما العيشُ إن كان عيشاً يسرّ | سوى كأس راحٍ وخودٍ رداح |
بروضٍ تصِفّقُ أوراقه | وقبَّلَ بالقطر ثغر الأقاح |
أسّرحُ طرفي بتلك الرياض | بحيث کغتباقي وحيث کصطباحي |
وأسكرني طرف ذاك الغرير | بغير المدام فهل أنت صاح |
بروحي ذاك المليح الذي | يحيّي الندامى برَوح وراح |
تراءَتْ بوجه الحييّ الحليم | وتفعَلُ فِعْلَ السفيه الوقاح |
جنحنا إلى حلبات الكُمَيْت | وليس على مطرب من جناح |
فكدْتُ أطير سروراً به | ومن ذا يطير بغير الجناح |
ومستملح نامم سكره | على أَنَّ فيه بقيّات صاح |
فوسّدْتُه ساعدي والكرى | يخوض بعينيه حتّى الصباح |
فعانقتُ منه مكانَ العقودِ | وألبستُ منه مكان الوشاح |
فللّه من نشوات الصّبا | ولله من هفوات الملاح |
ومن رشفاتٍ ترشّفتها | تبلّ غليلي وتأسو جراحي |
أقولُ له هل تطيق النهوض | ولو مدَّ راحٍ إلى أخذِ راح |
فقد نبَّهتكَ ديوك الصباح | وأكثرنَ من غلبات الصياح |
فأومى إليَّ بهات الصبوح | وصرَّحَ في لفظ راح صراح |
فناولته الكأس مملوءَة ً | وغنَّيْتُه بالقوافي الصحاح |
فكان له غَزَلي كلُّه | وكان لسلمان جلُّ امتداحي |