لمن السوابقُ والجياد الضمَّرُ
مدة
قراءة القصيدة :
5 دقائق
.
لمن السوابقُ والجياد الضمَّرُ | تخدي ويزجرها الغرام فتعثرُ |
حفَّت بها أمَمُ الرّجال كأنها | زمرٌ تساق إلأى الجنان وتحشر |
يتشرفون بحمل ثوبِ نبيّهم | فوق الرؤوس هو الطراز الأخضر |
وحلاوة الإيمان حشو قلوبهم | ولسانهم عن ذكره لا يفتر |
يبكون من فرحٍ به بمدامعٍ | كالدر فوق خدودهم تتحدر |
كلٌّ له مما اعتراه صبابة ً | كبد تذوب ومهجة تتسعر |
مترجلين كأنما مالت بهم | راحٌ يسكّر ذكرها أو تسكر |
وترى السكينة والوقار عليهم | والخيل من تيه بها تتبختر |
حَمَلَت ثياب نبِّينا وسعت به | سعياً على أيدي الليالي يشكر |
وتفاخروا في لثمها وتبركوا | حقّاً لمثلهم بها أن يفخروا |
أمّوا بها النّعمان حتى شاهدوا | إشراقَ نور ضريحه فاستبشروا |
حيث الهدى حيث المكارم والتقى | حيث الفضائل منه عنه تنشر |
أرضٌ مقدَّسة وترب طاهر | ومشاهد فيها الذنوب تكفر |
وبكوا سروراً في معاهد أنسِهِ | غشّى عيونهم السنا فاستعبروا |
لاحت لهم هذي القباب فهلّلوا | وبدا لهم هذا المقام فكبّروا |
هذا إمام المسلمين ومذهب ال | حقَّ المبين وسرّه والمظهر |
هذا مداد العلم هذا بابه | إنَّ العلوم بصدره تتفجر |
هذا صباح الحق هذا شمسه | قد راق منظره ورق المخبر |
هذا الذي في كل حال لم يزل | علماً على الأعلام لا يتنكر |
هذا الذي أوفى الفضائل كلَّها | فاز المُقِرّ بها وخاب المنكِر |
هذا المنى هذا الغنى هذا التقى | هذا الهدى هذا العلى والمفخر |
هذا الإمام الأعظم الفرد الذي | آثاره تبقى وتفنى الأعصر |
إنْ تنكر الأرفاض فضل إمامنا | عَرَفوا الحقيقة والصواب فأنكروا |
لعن الرَّوافض إنّما أخبارهم | كذِبٌ على آل النبي تُزَوَّر |
السادة الغر الميامين الألى | قد نزهوا مما سمته وطُهروا |
كذبت عليهم شيعة مخذولة | قالوا كما قال اليهود وكفَّروا |
وكذا الهشامان اللّذان تزندقا | فقضى بكفرهما الإمام وجعفر |
ساؤوا رسول الله في أصحابه | ويقولهم بالإفك وهو يكفر |
لعنوا بما قالوا وغُلَّت منهم ال | أيدي وذلوا بعدها واستحقروا |
هتكوا الحسين بكل عامٍ مرة ً | وتمثلوا بعداوة ٍ وتصوَّروا |
وَيلاهُ من تلك الفضيحة إنَّها | تطوى وفي أيدي الروافض تنشرُ |
كتموا نِفاقاً دينَهم ومخافة ً | فلو اسْتُطِيعَ ظهوره لاستظهروا |
أو كان ينفذ أمره لتأثَّروا | أو كان يسمع قولهم لتحيروا |
لا خير في دين ينافون الورى | عنه من الإسلام أو يتسزوا |
ليس التقى هذي التقيّة إنّما | هذا النّفاق وما هواه المنكر |
هم حرَّفوا كلمَ النّبي وخالفوا | هم بَدَّلوا الأحكام فيه وغيّروا |
لو لم يكن سَبُّ الصحابة دينَهم | لتهوَّدوا في دينهم وتنصرَّوا |
سبوا أئمَّتنا وأنجم ديننا | من نرتجي يوم المعاد ونذخر |
قد جاهدوا في الله حق جهاده | وتطاولوا لكنهم ما قصَّروا |
فتحوا البلاد ودوَّخوها عنوة | جمع الضلال بفتحها يتكسر |
إنّ الجهاد على الروافض لازمٌ | ويثاب فاعله عليه ويؤجر |
من لم يعادِهمُ فذاك مذبذبُ | أو لم يكفرهم فذاك مكفَّر |
يا قدوة الإسلام يا عَلَم الهدى | إنّ الهدى من نور علمك يظهر |
ولقد ورثت عن النبي علومه | فيه الفخار وفيه ما نتخير |
جئناك في ثوب النبّي محمّدٍ | |
ومنوّرٍ بضريح أفضل مرسلٍ | يا حبذا ذاك الضريح الأنور |
ومعفرٍ بتراب أشرفِ حضرة ٍ | فالمسكل بعض أريجه والعنبر |
هو رحمة ٌ للعالمين ورأفة ٌ | وهو البشير لخلقه والمنذر |
متوسّلين بسترِ قبرِ محمدٍ | ستر به قبر الرسول مستَّر |
يا ربَّنا بمحمَّد وبآلهِ | من منهم أثر الهداية يؤثر |
وبصحبه ألنّاصرين لدينه | من أوضحوا سبل الهدى إذا أظهروا |
يا ربب العلماء أعلام الهدى | العاملين بما تقول وتأمر |
نحن العبيد كما علمت بحالنا | والعَبْدُ يا ربّ العباد مقصّر |
كل يرجّي فضل رحمة ربه | ويخاف إيعاد الذنوب ويحذر |
متذلّلين مقصّرين لذنبهم | يا من يذلَ لعزّهِ المستكبر |
فاسبل علينا ثوب حلمك مالنا | إلا بحلمك يا كريمُ تستُّر |
واغفر يغفوك يا غفور ذنوبنا | إن الذنوب بجنب عفوك تغفر |
وانصر إمام المسلمين وجيشه | نعم الإمام لما به نستنصر |
يا رب سامْحنا على هفواتنا | فذنوبنا مما علمنا أكبر |
هذا عليٌّ قد أتى متوسلاً | يرجو الثواب إذا الخلايق تحشر |
فأجبه بالغفران واخذل ضدَّه | يا من يفوز بعفوه المستنصر |
واعلِ على رغم الأعادي قدره | وانصره إنك سيّدي مَن تنصرُ |
دمِّر به أهل الضلال جميعها | ليفرقوا في سيفه ويدَّمروا |
أيِّد به الدّين القويم فإنَّه | ذو غيرة بالدين لا يتغير |
لا يتقي في الله لومة لائم | خصم الأعادي والعدوُّ الأكبر |