نَسيمُ الصَّبا أَهدى إلى القلب ما أهدى
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
نَسيمُ الصَّبا أَهدى إلى القلب ما أهدى | وقد حملتْ أرواحها الشيحَ والرندا |
ولي كَبدٌ حرَّى لعلّي أرى بها | بريّا نسيمٍ مرَّ بي سحراً بردا |
فأَصْبَحتُ أذري الدمع فذّاً وتَوْأماً | تخذُّ على خدَّيَّ حينئذ خدّا |
كأَنّي کعْتَصَرْتُ المعصرات بأَعْين | نثرنَ غداة َ البين من لؤلؤ عقدا |
فما بلَّ ذاك الدمع منّي حشاشة | أبى الله إلاَّ أنْ تضرّم لي وقدا |
ولام أُصَيْحابي فؤاداً متيَّماً | فما نَفَعَ اللومُ الفؤادَ ولا أجدى |
ذكرتُهم والدمع يجري فلم أكنْ | مَلَكْتُ لذاك الدمع يوم جرى ردّا |
وبتُّ أداري مهجة ً لم أجِدْ لها | خَلاصاً من الأشجان يوماً ولا بُدَّا |
وقلتُ لسعدٍ دَعْ ملامَك في الهوى | فمن زادني لوماً فقد زادني وجدا |
يُهَيّجُ وَجْدي وهو غير مساعدي | وما أنا لاقٍ منه إنْ لامني سعدا |
يقولَ اصطبر عمَّن تحبّ وإنّني | يريني الهوى من دون ما قاله سدّا |
و لاتشمِ البرق ايماني فإنَّه | متى لاح أوْرى في حشاشتك الزندا |
وإيّاك إيّاك الصَّريم وأهلهَ | فإنّ الظباءَ العُفْرَ تقتنص الأُسدا |
وهل نافعٌ ما قال من بعد ما رمى | لعينيه ريم الجزع سهم الردى عمدا |
بنفسي الغزالُ القانصي بلواحظٍ | من السّحرِ مرضى تمنع الأسدَ الوردا |
إذا ما رَمَيْن القلبَ سهماً أَصَبْنَه | كأنْ قَصَدَتْ في قتل عاشقها قصدا |
به أربي يا هل ترى هذه النوى | تُبَدّلُنا بالقرب من بُعدِها بعدا |
أرى النفس لا تهوى سوى من تَوَدُّه | ولم تتكَّلفْ مهجة ُ الوامق الودّا |