نَعَمْ ما لهذا الأمر غيرك صالحُ
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
نَعَمْ ما لهذا الأمر غيرك صالحُ | وإنْ قيل هَلْ من صالحٍ قيل صالحُ |
سَعَيْتَ إلى نيل العُلى غيرَ كادحٍ | وغيرك يسعى للعلى وهو كادح |
وتاجرت للمجد الذي أنت أهله | وأنت بهاتيك التجارة رابح |
فهنِّيتَ من بين الشيوخ بخلعة ٍ | شذاها بأقطار العراقين فائح |
مطارُ فخار طار في الأرض صيته | فأنتَ مقيمٌ وهو في الأرض سائح |
بعلياك قد شدّ الوزارة أزْرَها | وزيرٌ لأبواب الأبّوة فاتح |
وإنَّ مشيراً قد أشار بما رأى | مشيرٌ لعمري في الحقيقة ناصح |
رأى بابن عيسى بعد عيسى صلاحها | وفي صالح الأعمال تقضى المصالح |
ورجح منك الجانب الضخم في العلى | وفي الناس مرجوح وفي الناس راجح |
لعلّ بك النار التي شبّ جمرها | من القوم تُطفى وهو إذ ذاك لافح |
وقد طوَّحَتْ من بعد عيسى وبندر | وفهدٍ بهاتيك الديار الطوائح |
بَكَتْها وَقَد تبكي المنازل أعْيَنٌ | وناحَتْ على تلك الرسوم النوائح |
وكانت أمورٌ قد أصابت فدَّمرت | وما حَسْنَتْ في العين منها المقابح |
أمورٌ قضت إنْ لا يرى الأمن قاطنٌ | لديها ولم يفرح بما كان نازح |
وَجَرَّت من الأرزاء كلّ جريرة | وسالت ولكن بالدماء الأباطح |
وقد جرّدوها بعد آل محمد | مثقَّفة ً تدمى وبيض صفائح |
وكانت حروب يعلم الله أنّها | سعيرٌ أهاجَتْه الرياح اللوافح |
وما نفعت فيهم نصيحة ناصح | وهل نفعت في الجاهلين النصائح؟ |
فذلك مقتول وذلك قاتل | وذلك مجروح وذلك جارح |
إلى أن بَلَغْتَ اليوم ما قد بلغته | وما هذه الأقسم إلاّ منائح |
ولاحت لنا منك المعالي بروقها | وبرق المعالي من محياك لائح |
وما أنت عمّا تبتغيه ببارح | وغيرك عنها لا محالة بارح |
وإنْ أحجمَ المقدام عن طلب العلى | فإنّك مقدامٌ إليها وجامح |
وإن غضَّ طرفٌ عن مكارم ماجد | فلا طرف إلاّ نحو جدواك طامح |
نعم أنتم البحر الخضمُّ لوارد | وأينَ من البحر الخضم الضحاضح |
منحت الذين استمطروك مكارماً | وكل كريم بالمكارم مانح |
ليأْمَنَ في أيّامك الغرّ خائفٌ | ويصدَح في روض البشارة صادح |
فخذها لدى علياك أولّ مدحة | ولي فيكم من قبل هذا مدائح |