عنوان الفتوى : حكم ما تراه النفساء بعد الأربعين من دم أو صفرة أو كدرة
انتهت مدة النفاس لزوجتي يوم أمس، وقد تحول ما ينزل منها في أواخر أيام النفاس من دم إلى سائل أصفر، وهو لا زال ينزل منها اليوم، رغم انتهاء مدة نفاسها يوم أمس. وقمنا بالاتصال بطبيب النساء لسؤاله عن ميعاد الدورة الشهرية القادمة بعد الولادة. هل تقوم زوجتي بنفس الحسابات التي كانت تقوم بها قبل الولادة أم لا؟
فأخبرنا أن الحسابات ستختلف، وربما تتأخر الدورة الشهرية لفترة بسبب الرضاعة الطبيعية. فأصبحنا لا نعلم حكم ما ينزل من صفرة، هل يعد حيضا أم استحاضة؟
مع العلم أنه لو عدنا لحسابات العادة الشهرية التي كانت تحسبها زوجتي قبل الحمل؛ فإنه كان من المتوقع أن تكون عادتها بعد أسبوع من اليوم، لكن كما ذكرت لكم، فطبيب النساء أخبرنا أن هذه الحسابات ستختلف بعد الولادة، وانتهاء النفاس، وقد تأخر.
فما حكم ما ينزل من زوجتي من صفرة؟ وماذا تفعل؟
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فأكثر مدة النفاس أربعون يوما عند الجمهور، وهو الذي نختاره، ونفتي به، فما تراه زوجتك بعد الأربعين؛ سواء كان دما، أو صفرة، أو كدرة؛ فإنه يعد استحاضة، ولا يكون حيضا منه إلا ما وافق زمن العادة السابقة على الحمل، وانظر الفتوى: 49899.
وعلى هذا؛ فزوجتك الآن مستحاضة، يجب عليها أن تغتسل، ثم تتوضأ لكل صلاة بعد دخول وقتها، وتصلي بوضوئها الفرض وما شاءت من النوافل حتى يخرج الوقت، فإذا مر الأسبوع، وجاء وقت عادتها، فما تراه في زمنها يعد حيضا.
والمستحاضة يجوز لزوجها أن يأتيها على الصحيح من قولي العلماء، ففي البخاري عن ابن عباس أنه قال في المستحاضة: يأتيها زوجها إذا صلت، الصلاة أعظم".
والله أعلم.