أترى في الوجود مثلَكَ عالِمْ
مدة
قراءة القصيدة :
4 دقائق
.
أترى في الوجود مثلَكَ عالِمْ | يردُ الناسُ بحرَه المتلاطمْ |
أنت من أشرف العوالم ذاتاً | إنما هذه الرجال عوالم |
أظهر الله فيك للناس سرّاً | ما لذاك السرّ الربوبيّ كاتم |
ولك الله ما برحت صراطاً | مستقيما وعارضاً متراكم |
وكل ظامٍ على مناهل ما أو | تيت من فضل ربك حايم |
تتلقى الأفهام منك وما تنـ | ـطق إلاّ بالحق والحقّ ناجم |
كلمات كأنهن سيوف | أين من فضلك السيوف الصوارم |
يا قوام الدين الحنيفيّ والـ | ـدين لعمري بمثل ذاتك قائم |
إنّما أنتَ رحمة في الأر | ض على أمَّة ِ لها الله راحم |
أنتَ للحق واليقين صباح | راح يجلو ليلاً من الشك فاحم |
شهد الله أنَّها معجزات | لم تسلم بالحق من لا يسالم |
حجج تفحم المجادل بالباطل | والجاحد الألّد المخاصم |
وضعت للورى موازين بالقـ | ـسط وفيها لا زال دفع المظالم |
طاوَلَتْ هذه السماء بأيدٍ | قصّرت دونها يدا كل ظالم |
لا تبالي إذا حكمْتَ بأمر اللـ | ـدي جادت يمينه بالكرائم |
آمرٌ بالمعروف ناهٍ عن المنكر | آتٍ بالحقّ ماضي العزائم |
وإذا ما أمرتَ لله أمراً | لست تخشى في الله لومة لائم |
لك جدُّ الكلام والكلم الطيّـ | ـب يؤني امرئٍ ما يلائم |
نَبَّهتْ من أرَدْتَ من سِنة الغـ | ـفلة فاستيقظ الذي كان نائم |
رجع المجرم الذي اقترف الذنـ | ـب منيباً فيها وأصبحَ نادم |
أعرَبتْ عن بلاغة ٍ لك أقلا | م فِصاحُ الإعراب وهي أعاجم |
غرّدت ما جرت بأيديك في | الطرس شبيهاً تغريدها بالحمائم |
نافثات وهي الجدوال للفضل | بقلب العدى سموم الأراقم |
اتَّبعنا بالحق ملّة إبراهيم حنيـ | ـفاً والحقُّ بالحقِّ قائم |
واتَّخذناه قبلة ً وإماماً | ومشيد البيت الرفيع الدعائم |
ـب يؤتي كل امرىء ٍ ما يلائم | سلكوا في الندى سبيل المكارم |
نشروا ذكر ما طوته الليالي | قبل هذا من عهد كعب وحاتم |
كتبولا فوق جبهة الدهر أنّ | الدهر عبدٌ لهم رقيق وخادم |
دَرَّ دَرُّ الندى أعاد أكُفّاً | منأناسٍ أعداؤهن الدراهم |
بأبي سادة الأنام جميعاً | |
من ليوث ضراغم وغيوث | وبحور سواهم وخضارم |
قال منهم للمكرمات قؤول | هكذا هكذا تكون المكارم |
يتعدى جميل فعلهم الناس | وإنْ كان ذلك الفعل لازم |
طهّر الله ذاتهم واصطفاهم | قبل ما ينتجون من صلب آدم |
دائم الفخر خالد الذكر ما غير | فخارٍ لكم مدى الدهر دائم |
واردٌ شرعة العلوم التي ليس | عليها إذا وَرَدْتِّ مزاحم |
لم ينلها سواك نعمة مولى | أنت فيها تحلّ طرق النعايم |
طالما حثحث النياق حثيثاً | راغبٌ في بديع فضلك هائم |
قد وفدنا على كريم إذا استُجـ | |
ووقفنا بموقف العلم والتد | ريس والفضل والندى والمكارم |
وشهدنا معالم المجد فيها | قد تعالت فيا لها من معالم |
ثم شِمْنا برق المكارم قد لا | ح سناه من بين تلك المباسم |
ولثمنا يدي عظيم قريب | من عظيم تعدَّه للعظائم |
كشفتْ غمَّة َ النوائب عنا | ثم نابت لنا مناب الغمائم |
لم تزل تتبع الجميل جميلاً | فهي إذ ذاك ساجم إثر ساجم |
هذه سيّدي عريضة داعيك | كانت عن الوداد تراجم |
كلّما أثبتت مديحك فيها | كان إثباتها لمحو المآثم |
أطلب العفو في مديحك والغفـ | ـران والصفح عن جميع الجرائم |
فتقبّل مني وما زال قدماً | ناثراً في مديحك العبد ناظم |
بقوافٍ على عداك عوادٍ | يا فدتك العدى ووجهك سالم |