متى أرى هذه الأيام مسعفة ً
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
متى أرى هذه الأيام مسعفة ً | والدَّهْرُ يُنجزُ وَعداً غَيرَ مَوعُودِ |
والنفس تقضي بمطلوبٍ لها وطراً | ينوب عن كل مفقودٍ بموجود |
ألقى خطوب الليالي وهي عابسة ٌ | كما تَصادَمَ جلمودٌ بجلمود |
فما أطعتُ الهوى فيما يرادُ به | ولا تطرَّيتُ بين الناي والعود |
ولا ركنتُ إلى صهباءَ صافية ً | قديمة ِ العصرِ من عصرِ العناقيد |
إنّي لأنزعُ مشتاقاً إلى وطني | والنوق تنزع بي شوقاً إلى البيد |
وطالما قَذَفَتْ بي في مفاوزها | أخْفافُ تلك المطايا الضُمَّر القود |
لئِنْ ظفرْتُ بمحمودٍ وإخوته | ظفرت من هذه الدنيا بمقصودي |
بِيضُ الوُجوه كأمثال البدور سَناً | يطلعن في أفقِ تعظيمٍ وتمجيد |
تروي شمائلهم ما كانَ والدهم | يرويه من كرمِ الأخلاق والجود |
فياله والدٌ عزَّ النظير له | وجاءَ منه لعمري خير مولود |
من طيّب طاب في الأنجاب محتده | كما يطيبُ عبيرُ الند والعود |
إذا ذكرتُ أياديه التي سَلَفَتْ | جاذبتُ بالمدح أطراف الأناشيد |
قلَّدتُ جيد القوافي في مدايحه | ما لا يُقَلَّدُ جيدُ الخرَّدِ الغيد |
يغرِّد الطرب النشوان حينئذٍ | فيها بأحسن تغريد وترديد |
أبو الخصيب خصيب في مكارمه | ومنزل السعد لا يشقى بمعود |
لا تصدر الناس إلاّ عنه في جدة | ونائل من ندى كفيه موردود |
يزيدني شكره فضلاً ومكرمة | كأنَّني قلتُ يا نعماءَه زيدي |
يرجو المؤمّل فيه ما يؤمّله | ليس الدُّعاءُ له يوماً بمردود |
تجري محبَّته في قلبِ عارفه | لفضله مثل مجرى الماء في العود |
فكلّما سرت مشتاقاً لزورته | وجدْتُ مسرايَ محموداً لمحمود |
وإن أتَتْه القوافي الغُرّ أتْحفَهَا | بشاهدٍ من معاليه ومشهود |
تلك المكارم تروى عن أبٍ فأبٍ | من الأكارم عن آبائه الصيد |
لله درّك ما أنداك من رجل | بيضٌ أياديك في أيامنا السود |
ليهنك العيدُ إذا وافاك مبتهجاً | بطلعة ً منك زانَتْ بهجة العيد |