سُرَيْنا لنمحو الإثم أو نغنم الأجرا
مدة
قراءة القصيدة :
4 دقائق
.
سُرَيْنا لنمحو الإثم أو نغنم الأجرا | لزورة من تمحو زيارته الوِزْرا |
وسارت وقد أرخى علينا الدجى سترا | بنا من بنات الماء للكوفة الغرا |
سبوحٌ سرت ليلاً فسبحان من أسرى | |
تخيّرتها السفائن مركبا | وأعْددْتُها للسير شرقاً ومغربا |
فكانت كمثل الطير إنْ رمت مطلبا | تمد جناحاً من قوادمه الصبا |
تروم بأكناف الغري لها وكرا | |
وكانت تحلّى قبل هذا تجمّلا | وقد غذيت فيما أمرّ وما حلا |
أظن على فقد الشهيد بكربلا | كساها الأسى ثوب الحداد ومن حلى |
تجمّلها بالصبر لاعجها أرعى | |
إلى موقف سرنا بغير توقف | يزيد بكائي عنده وتلهُّفي |
ولما تجارينا بفلك ومدنف | جرت وجرى كلُّ إلى خير موقف |
يقول لعينيه قفا نبك من ذكرى | |
ترامت بنا فلك فيا نعم مرتمى | إلى دُرّة الفخر التي لن تقوّما |
فخضنا إليه والبحر قد طمى | وكم غمرة خضنا إليه وإنما |
يخوض عباب البحر من يطلب الدرا | |
إلى مرقد يعلو السماكين منزلا | وقد نال ما نال الصراح من اعلى |
نسير ولا نلوي عن السير معدلا | نؤم ضريحاً ما الضراح وإنْ علا |
بأرفع منه لا وساكنه قدرا | |
فزوج ابنة المختار كان غضنفرا | علا وارتضته الطهر من سائر الورى |
أتعرف من هذا الذي طال مفخرا | هو المرتضى سيف القضا أسدُ الشرى |
عليّ الذرى بل زوج فاطمة الزهرا | |
عيون الورى إنْ لاحظت منه كنهه | ترد عن التشبيه حسرى فينتهوا |
وإنّ مقاماً لا ترى العين شبهه | مقام عليٍّ كرم الله وجهه |
مقام عليّ ردّ عين العلى حسرى | |
لقد صير الغبراء خضراء قبره | وأشرق فيها في الحيقة بدره |
وقد وافق الإعجاز لله دره | أثيرٌ مع الأفلاك خالف دوره |
فمن فوقه الغبرا ومن تحته الخضرا | |
أحاط بنا علماً فليت سليقة | تفيد علوماً عن عُلاه دقيقة |
مجازاً وقد جرنا إليه طريقة | أحطنا به وهو المحيط حقيقة |
بنا فتعالى أن نحيط به خُبرا | |
فطف في مقام حلّ فيه ولبّهِ | ترى العالم الأعلى حفيفاً بتربه |
فكالمسجد الأقصى وأي تشبه | تطوف منا الأملاك طائفة به |
فتسجد في محراب جامعه شكرا | |
فأثنى عليه من علا مثل دنا | وكلُّ بما أثنى أجاد وأحسنا |
فخرب من الدانين إذ ذاك أعلنا | وحزب من العالين يهتف بالثنا |
عليه بوجيٍ كدتُ أسمعه جهرا | |
حججنا إلى بيت علا بجنابه | عشية آوينا إلى باب غابه |
ومن قد سمت أركان كعبتنا به | جدير بأن يأوي الحجيج لبابه |
ويلمس من أركان كعبته الجدرا | |
فيوض علوم الله من قدم حوى | فقسّم منها ما أفاد وما احتوى |
ومن قبل ما يثوي ومن بعد ما ثوى | حريٌّ بتقسيم الفيوض وما سوى |
أبي الحسنين الأحسنين به أحرى | |
ظللنا وكم جان لديه ومذنب | وذي حاجة منا وصاحب مطلب |
يقبّل والأجفان تهمي بصيّب | ثرى ً منه في الدنيا الثراء لمترب |
وللمذنب الجاني الشفاعة في الأخرى | |
خدمنا أمير المؤمنين بموطن | نعفّر فيه الوجه قَصْدَ تيمُّنِ |
ويخدم قبر المرتضى كلُّ مؤمن | بأهداب أجفانٍ وأحداقِ أعين |
وحرّ وجوه عفّرتها يد الغبرا | |
أزلنا غباراً كان في قبر حيدر | فلاح كغمد المشرفيِّ المشهرّ |
ولا غرو في ذاك المكان المطهرّ | أمطنا القذى عن جفن سيف مذكر |
أجلّ سيوف الله أشهرها ذكرا | |
تبدى سنا أنواره وتبيَّنا | غداة جلونا قبره فتزيَّنا |
فحيّر أفهاماً وأبهر أعينا | فوالله ما ندري وقد سطع السنا |
جلينا قراباً أمْ جلونا له قبرا |