يا قبرَ محمودِ لا جازَتْك غادية ٌ
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
يا قبرَ محمودِ لا جازَتْك غادية ٌ | تسقي ثراكَ بصوبٍ غير مفقودِ |
لقد فقدتُ بك المعروفَ أجمعه | يا خيرَ من راح مفقوداً لموجود |
وقد كرهتُ حياة لا أراك بها | مذ كان موتُك موت الفضل والجود |
وليس بعدك عيشي ما أسَرُّ به | ما العيش من بعد محمود بمحمود |
كنّا بفضلك في خصب وفي سعة | ومنهلٍ من ندى كفّيك مورود |
ونستظلّ بحيث الدهر هاجرة | ولا ظلال بظلٍّ منك ممدود |
أبكيك والحقّ أنْ أبكي عليك دماً | بأدمعٍ فوقَ خدّي ذات أخدود |
أنتَ الذي تحكي مناقبه | بشاهدٍ من معاليه ومشهود |
أيامه كانت العيادَ أذكرها | فلم تَرُقْ بعده لي طلعة ُ العيد |
ما بعد صاحب هذا القبر من أحَدٍ | يُرجى الخيرُ أو يُدْعى إلى الجود |
جَرَّبْتَ من بعده السادات أجمها | فصحَّ لي فيه بعد الله توحيدي |
وربّما قادني ظنّي إلى أرب | فخاب ظنّي ولم أظفر بمقصودي |
وليس من بعده حظٌّ لذي أَملٍ | ولا السراب وإنْ يطغى بمورود |
إنّي لأبكي عليه كلّما ذُكرت | أيامه البيضُ في أياميَ السُّود |
أبكي على کبن رسول الله يتركني | في فقده بين تنغيصٍ ونتكيد |
ليتَ المنايا بما غالت وما تركت | قد بَدَّلَتْ ألْفَ موجود بمفقود |
أذمُّ دهراً لعيشٍ لَسْتُ أَحْمدُه | ولستُ أحمدُ عيشاً بعد محمود |
بالعيد كنتُ أهنّيه وأمْدَحُه | فصِرْتُ أبكيه أو أرثيه بالعيد |