يشقُّ عليَّ أنْ تشقى بحبسِ
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
يشقُّ عليَّ أنْ تشقى بحبسِ | وأنْ تبقى لرشٍّ أو لكنسِ |
تكبَّلُ بالحديد وكنتُ أخشى | محاذَرَة ً عليك من الدمقس |
وعزَّ عليَّ أنْ تبقى بدار | وما يُلفى بها غيرُ الأخسّ |
أَتَخْدِمُ كلَّ مبتذَل حقير | إذا ما بِيعَ لا يُشرى بفلس |
وكنتُ أغار إنْ رمقتك عينٌ | تلوّثُ عرض صاحبها برجس |
تطوف بك الوجوه الغبر منهم | كما طافت شياطين بإنسي |
ولو مكِّنتُ مما أشتهيه | خَدَمْتُك دون أصحابي بنفسي |
تقول سلوتني ونقضتَ عهدي | وخنتَ مودَّتي ونسيتَ أنسي |
معاذ الله أنْ أسلوك يوماً | ويومي في غرامك فوق أمس |
تحدّثُ عن هواك دموعُ عيني | بألسنة ٍ من العبرات خرس |
يجول عليك طول الليل فكري | وأصبح فيك محزوناً وأمسي |
وأذكرُ ما مضى من طيب عيش | فآكل راحتي وأعضُّ خمسي |
فمن غزلٍ يروق لديك مني | ومن نغم يَلَذُّ وشربِ كأس |
فآها ثم آهاً ثم آهاً | على قمرٍ يدير شعاع شمس |
فما أغلى ليالينا وأحلى | لقد بيعت لشقوتنا ببخس |
ليلي كانت اللّذات فيها | وأيّام لنا أيّام عرس |
مَضَتْ تلك السنون وفرّقتنا | حوادث من خطوب الدهر بؤس |
رماها من قضاء الله رامٍ | فأنفذَ سهمه من غير قوس |
ومن لي أنْ أزورك كلَّ يوم | وأنْ أسعى على عيني ورأسي |
عسى لطفٌ من الرحمن يأتي | ويسعدني بسعدٍ بعد نحس |
كما سعدَ العراقُ به ولاذت | برأفته أفاضل كلّ جنس |
أرى ما يطمع الراجين فيه | فأطمعُ في نجاتك بعد يأس |
سأُفْرِغُ للثناء عليه فكري | وإملاء القريض عليك طرسي |
ومنه إليك قد حان التفاتٌ | فأبشرْ في إزالة كل نكس |
فبادر بالدعاء له وأخلص | وأنذرْ نتفَ لحية ِ كلّ وكس |