ريدَ لوماً فزاد في الحبّ وجدا
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
ريدَ لوماً فزاد في الحبّ وجدا | مستهامٌ تخيّل الغيَّ رشدا |
مازج الحبَّ مرة فأراه | أنَّ هزل الغرام يصبح جدا |
ورمى قلبه بجذوة نار | أوقدته بلاعج الشوق وقدا |
من غرام رمى به كل مرمى | يتلظى فلم يجد عنه بدا |
لوصغى للعذول ما كان أمسى | دنفاً في شؤونه يتردى |
يسأل الركب عن منازل نجد | ناشداً منه خلّفتَ نجدا |
يتشافى من عهدها بالأحاديـ | لازمٌ في أهليه لا يتعدى |
فهو يقضي لها حقوقاً عليه | ويؤدي ما ينبغي أن يؤدى |
يا ابن ودّي وأكثر الناس حقاً | في التصابي عليك أكثر ودّا |
كفكف الدمع ما استطعت فإنّي | لست أستطيع للمدامع ردا |
وإذا ما دعوت للصَّبر قلبي | كان لي يا هذيم خصماً ألدا |
زارني طارق الخيال ووافى | من سليمى يجوب غوراً ووهدا |
كيف زار الخيال في غسق اللـ | ـيل إلى أعيني وأني تسدى |
وتوالى حر الحشا وتولّى | إذ تصدّى لمغرم ما تصدى |
وشجتني والصبّ بالبنين يشجي | أنيق في ظعون ظيماء تحدى |
ورسوم من آل ميٍ بوالٍ | أصبحت فيه أعين الركب تندى |
بعدما كان للنياق مناخاً | ولعهد الهوى مراحاً ومغدى |
زجر العيس صاحبي يوم أقبلـ | ـن عليها فقلت مهلاً رويدا |
خَلَّنا والمطيّ نستفرغ الدمـ | ع لأطلالها ونذكر عهدا |
ونعاني أسى ً لأرسم دار | شقيت من بعاد سلمى وسعدى |
يا سقتها الماء وبل غوادٍ | حاملاتٍ للريّ برقاً ورعدا |
كلَّما قطَّبتْ من الجوّ وجهاً | عاد فيها بياضه مسودّا |
من نياق ضوامر جاوز الوجد | بأحشائها من الحبّ حدّا |
أنت أعلى يداً وأطول باعاً | ذي الصفات العلى ذميلاً ووخدا |
كلّما أصدرت أياديه وفداً | أوردت من غير جدواه وفدا |
باذل من نفيس ما يقتنيه | من نوال ما يخجل الغيث رفدا |
أريحيٌّ تهدى إليه القوافي | والقوافي لمثل علياه تهدى |
ميرينا السحاب يمطر وبلاً | ونريه الرياض تنبت وردا |
ينظم المجد من مناقب علياه | بجيد الأنام عقداً فعقدا |
ولآبائه الكرام الأعالي | زادهم ربهم نعيماً وخلدا |
حضرات تطوى إليها الفيافي | وتقّد البيداء بالسير قدا |
إنْ سرت من ثنائهم نفحات | عاد فيها حر الهواجر بردا |
فكأن السرّ الإلهي منهم | لازمٌ في أهليه لا يستعدى |
يا عليّ الجناب وابن عليّ | أكرم الناس أحسن الناس جدا |
أنت أعلى يداً باعاً | في المعالي وأنت أثقب زندا |
هل تدانى برفعة وعلاء | أو تضاهى فلم نجد لك ندّا |
مثلت لي أيديك وهي تهادي | مثل وبل الغمام بل هي أندى |
لا أرى الورد بعد ظلك عذباً | لا ولا العيش بعد جودك رغدا |
كلّما قلت أورد العدم نقصي | مدّني بالنوال جودك مدّا |
يرتجي غيري الثراء وأرجو | منك بعد الثراء عزاً ومجدا |
فإذا زدتُ من جنابك قرباً | زدت عن خطة النوائب بعدا |
كل يوم أنال منك مراماً | من بلوغ المنى وأبلغ قصدا |
فإذا كنت راضياً أنت عني | لا أبالي أنْ يضمر الدهر حقدا |
إنَّ نعماك كلّما صيرتني | لك عبداً أرى لي الدهر عبدا |
لست أقضي شكرانها ولو أنّي | أملأ الخافقين شكراً وحمدا |
فاهنأ يا سيّدي بأشراف عيد | كل عام عليك يرزق عودا |