حديث: فإذا كبر فكبروا
مدة
قراءة المادة :
7 دقائق
.
حديث: فإذا كبَّر فكبرواعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إنما جُعِل الإمام ليُؤتَم به، فإذا كبَّر فكبروا، ولا تكبروا حتى يُكبر، وإذا ركع فاركعوا، ولا تركعوا حتى يركع، وإذا قال: سمِع الله لمن حمده، فقولوا: اللهم ربنا لك الحمد، وإذا سجد فاسجدوا ولا تسجدوا حتى يسجد، وإذا صلى قائمًا فصلُّوا قيامًا، وإذا صلى قاعدًا فصلوا قعودًا أجمعين))؛ رواه أبو داود، وهذا لفظه، وأصله في الصحيحين.
المفردات:
جعل الإمام؛ أي: نُصِب الإمام وشرعت إمامته.
ليؤتم به؛ أي: ليُقتَدى به.
فإذا كبَّر فكبِّروا؛ أي: تكبيرة الإحرام أو تكبيرة الانتقال.
ولا تُكبِّروا حتى يُكبِّر؛ أي: لا تسابقوه أو تقارنوه بالتكبير، بل تابعوه، إذا بدأ فابدؤوا بعد بَدْئه.
ولا تركعوا حتى يركع؛ أي: لا تسابقوه، أو تقارنوه بالتكبير، بل تابعوه، إذا بدأ بالركوع فابدؤوا بعده بالركوع، وليس المراد لا تركعوا حتى ينتهي من ركوعه.
ولا تسجُدوا حتى يسجُدَ؛ أي: لا تسابقوه أو تقارنوه بالسجود، بل تابعوه.
وقد روى البخاري في صحيحه من حديث البراء رضي الله عنه، قال: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قال: ((سمِع الله لمن حمده))، لم يَحْنِ أحدٌ منا ظهره حتى يقعَ النبي صلى الله عليه وسلم ساجدًا، ثم نقع سجودًا بعده".
أجمعين: بالنصب على الحال؛ أي جلوسًا مجتمعين، أو على التأكيد لضمير مُقدَّر منصوب، كأنه قال: أعنيكم أجمعين.
أما رواية الرفع أجمعون، وهي في جميع الطرق في الصحيحين عدا رواية همام، فقد اختلف الرواة فيها؛ فرواها بعضهم عن همام بالنصب، ورواية الرفع على أنها تأكيد لضمير الفاعل في قوله: صلُّوا.
البحث:
قد روى البخاري هذا الحديث في صحيحه عن غير واحد من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم:
فمِن حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((إنما جعل الإمام ليؤتم به، فإذا كبر فكبروا، وإذا ركع فاركعوا، وإذا قال: سمع الله لمن حمِده، فقولوا: ربنا ولك الحمد، وإذا سجَد فاسجُدوا، وإذا صلى جالسًا فصلوا جلوسًا أجمعون)).
ورواه من حديث عائشة رضي الله عنها قالت: صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيته وهو شاكٍ، فصلى جالسًا، وصلى وراءه قوم قيامًا، فأشار إليهم أن اجلسوا، فلما انصرف قال: ((إنما جعل الإمام ليُؤتَم به، فإذا ركع فاركعوا، وإذا رفع فارفعوا، وإذا قال: سمع الله لمن حمده، فقولوا: ربنا ولك الحمد، وإذا صلى جالسًا فصلوا جلوسًا)).
ورواه من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ركِب فرسًا، فصرع عنه، فجحش شقه الأيمن، فصلى صلاة من الصلوات وهو قاعد، فصلينا وراءه قعودًا، فلما انصرف قال: ((إنما جُعِل الإمام ليؤتم به، فإذا صلى قائمًا فصلوا قيامًا، فإذا ركع فاركعوا، وإذا رفع فارفعوا، وإذا قال: سمِع الله لمن حمده، فقولوا: ربنا ولك الحمد، وإذا صلى قائمًا فصلُّوا قيامًا، وإذا صلى جالسًا فصلُّوا جلوسًا أجمعون)).
قال أبو عبدالله: قال الحميدي: قوله: ((إذا صلى جالسًا فصلوا جلوسًا))، هو في مرضه القديم، ثم صلى بعد ذلك النبيُّ صلى الله عليه وسلم جالسًا والناس خلفه قيامًا لم يأمرهم بالقعود، وإنما يؤخذ بالآخر فالآخر من أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وروى مسلم في صحيحه هذا الحديث من طريق أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((إنما الإمام ليؤتم به، فلا تختلفوا عليه، فإذا كبَّر فكبِّروا، وإذا ركع فاركعوا، وإذا قال: سمع الله لمن حمده، فقولوا: اللهم ربنا لك الحمد، وإذا سجد فاسجدوا، وإذا صلى جالسًا فصلوا جلوسًا أجمعون)).
وفي لفظ: ((إنما جعل الإمام ليؤتم به، فإذا كبَّر فكبِّروا، وإذا ركع فاركعوا، وإذا قال: سمع الله لمن حمده، فقولوا: اللهم ربنا لك الحمد، وإذا صلى قائمًا قيامًا، وإذا صلى قاعدًا فصلُّوا قعودًا أجمعون)).
ورواه مِن حديث عائشة رضي الله عنها قالت: اشتكى رسولُ الله صلى الله عليه وسلم، فدخل عليه ناسٌ مِن أصحابه يعودُونَه، فصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم جالسًا، فصلوا بصلاته قيامًا، فأشار إليهم أن اجلسوا فجلسوا، فلما انصرف قال: ((إنما جعل الإمام ليؤتم به، فإذا ركع فاركعوا، وإذا رفع فارفعوا، وإذا صلى جالسًا فصلُّوا جلوسًا)).
ورواه من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه قال: سقَط النبي صلى الله عليه وسلم عن فرس فجحش شقه الأيمن فدخَلْنا عليه نعوده، فحضرت الصلاة، فصلى بنا قاعدًا، فصلينا وراءه قعودًا، فلما قضى الصلاة قال: ((إنما جعل الإمام ليؤتم به، فإذا كبر فكبروا، وإذا سجد فاسجدوا، وإذا رفع فارفعوا، وإذا قال: سمِع الله لمن حمده، فقولوا: ربنا ولك الحمد، وإذا صلى قاعدًا فصلُّوا قعودًا أجمعون)).
ورواه عن جابر رضي الله عنه قال: اشتكى رسولُ الله صلى الله عليه وسلم، فصلينا وراءه وهو قاعد، وأبو بكر يُسمِع الناسَ تكبيرَه، فالتفت إلينا فرآنا قيامًا، فأشار إلينا فقعدنا، فصلينا بصلاته قعودًا، فلما سلم قال: ((إن كدتم آنفًا لتفعلون فعل فارس والروم، يقومون على ملوكهم وهم قعود، فلا تفعلوا، ائتموا بأئمَّتِكم، وإن صلى قائمًا فصلوا قيامًا، وإن صلى قاعدًا فصلُّوا قعودًا)).
وقد رأيت ما أشار إليه البخاري رحمه الله عن شيخه الحُمَيدي رحمه الله أن آخر الأمرينِ من رسول الله صلى الله عليه وسلم أن صلى في مرض موته والناس خلفه قيامًا.
ما يفيده الحديث:
1- تحريم مسابقة الإمام بالتكبير أو بالركوع أو السجود.
2- كراهية مقارنة الإمام بالتكبير أو بالركوع أو بالسجود.
3- وجوب متابعة الإمام.
4- عدم جواز تقديم المأموم على الإمام.
5- أن المقتدي يكتفي بقوله: ربنا ولك الحمد، أو اللهم ربنا لك الحمد، بعد قول الإمام: سمِع الله لمن حمِده.