فخار الملوك بأعوانها
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
فخار الملوك بأعوانها | وخير البلاد بعمرانها |
وما ثبّت الله من دولة | بغير عدالة سلطانها |
ألست ترى دولة المسلمين | وما كان من آل عثمانها |
وما رفع الله من قدرها | وما عظّم الله من شأها |
وما بلغت فيه من قوة | تضاف لقوة إيمانها |
فدان الأنامُ إلى حكمها | ولا حكم إلاّ بقرآنها |
فكان الفتوح على عهدها | وسعد البلاد بأزمانها |
فيا لك من دولة أسِّت | قواعد أركان بنيانها |
فذلّل منها صعاب الأمور | وأبطل سائر أديانها |
وما جاءنا سيّد المرسلين | وقام الدليل ببرهانها |
إلى عهد أيام عبد العزيز | مجدّد أحكام إتقانها |
أميرٌ عليها رؤوف بها | وأهدى السيوف لأجفانها |
فنعم الرجال ونعم الكمال | بأفكارها وبأذهانها |
فلم تر يوماً كآرائها | ولا للحروب كشجعانها |
صناديد أبطالها في الوغى | وأبطال أقيال فرسانها |
وقد صدقته بما عاهدت | عليه العلى جهد إيمانها |
ومن نعمة شكرت للمليك | وقد أوجبت حق شكرانها |
أحال العراق إلى نامقٍ | ليصلح ما شان من شانها |
فذلّل منها الأمور | وقاد المعالي بأرسانها |
إذا افتخرت دولة بالرجال | وباهت محاسن أقرانها |
فمن فخر دولتنا نامق | بحسن المزايا وإحسانها |
وما زال نائله مَنْهلاً | لصادي الحشاشة ظمآنها |
أباد الطغاة وأفنى العصاة | ودمّرها بعد عصيانها |
وألبس تاج الفخار | وقرّب أشراف قطانها |
فكانت إليه أحبَّ الديار | وحبّ الديار لسكانها |
ومكّنه الله مِن عِزَّة ٍ | من الأمن غاية إمكانها |
فلاحت عليه سطور الهنا | قرأنا السرور بعنوانها |
وكم فتنة أوقدت قبله | فكان الخمود لنيرانها |
أحلّ رعيته في أمان | أقرّ الجميع بأوطانها |
وكلٌّ له منه ما يستحق | بوزن الرجال ورجحانها |
لدولته صارم باتر | يبت الخطوب بإيمانها |
وحزب من الله في عونها | وذلك أكبر أعوانها |
ومنذ تولى أمور العراق | وكفَّ يَدَيْ ظلم عدوانها |
وألبَس بغداد تاج الفخار | وكان جلاءً لأحزانها |
وفي البصرة الآن سعد السعود | يلوح لها من سليمانها |
حريص على جلب أعيانها | |
محَّبته مُزِجَت بالقلوب | مزاج النفوس بجثمانها |
وإنَّ البلاغة حيث انتمت | إليه قلائد عقيانها |
وتعرف من لفظه حكمة ً | تفسِّرُ حكمة لقمانها |
عقول الرجال بأقلامها | وفضل العقول بعرفانها |
كأنَّ ترسُّله خمرة ٌ | تطوف النوادر في حانها |
ويبعث إملاؤه نشوة ً | فيهدي السرور لنشوانها |
وإنَّ القوافي لدى فضله | تباع بأنفس أثمانها |
فمن ثمَّ يقطف نوارها | ويجني أزاهير بستانها |
وفي البصرة الفصل في حكمه | لعهد المسرة إبانها |
ولما أراد بها أنْ تكون | كروح الجنان وريحانها |
تسبّب في حفر أنهارها | ومنع خبائث جيرانها |
وعادت هنالك ماءً طهوراً | وعذباً فراتاً لعطشانها |
وكانت لعمرك فيما مضى | تشاب بأقذار أدرانها |
عسى أنْ تكون لسلطانها | مليك الملوك وخاقانها |
إليها برأفته لفتة | بسد المياه وطغيانها |
فحينئذ لم نجد آفة ً | بدفع مضرة طوفانها |