لقدْ خَفَقَتْ في النّحر ألوية ُ النَّصْرِ
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
لقدْ خَفَقَتْ في النّحر ألوية ُ النَّصْرِ | وكانَ انمحاقُ الشَّرِّ في ذلك النّحر |
وفتحٌ عظيمٌ يعلمُ الله أنَّه | ليستصغر الأخطار من نوب الدهر |
عَلَتْ كلماتُ الله وهيَ عليَّة ٌ | بحدّ العوالي والمهنَّدة البيتر |
تبلَّج دينُ الله بعدَ تَقَطُّبِ | ولاحت أسارير العناية والبشر |
محا البغيَ صمصام الوزير كما محا | دُجى الليل في أضوائه مطلع الفجر |
وكرّ البلا في كرباء فأصبحت | مواقف للبلوى ووقفاً على الضر |
غداة أبادت مفسدي أهل كربلا | وكرَّت مواضيه بها أيَّما كرّ |
فدانت وما دانت لمن كان قبله | من الوُزَراء السابقين إلى الفخر |
وما أدركوا منها مراماً ولا مُنى ً | ولا ظفروا منها بلبٍّ ولا قشر |
وحذَّرهم من قبل ذلك بطشه | وأمهلهم شهراً وزاد على الشهر |
وعاملهم هذا الوزير بعدله | وحاشاه من جور |
وأنذرهم بطشاً شديداً وسطوة ً | وبالغ بالرُّسلِ الكرام وبالنُّذر |
ولو يصبر القوم الوزير عليهم | لقيل به عجز وما قيل عن صبر |
وصال عليهم عند ذلك صولة | ولا صولة َ الضرغام بالبيض والسمر |
وسار بجيش والخميس عرمرم | فكالليل إذ يسري وكالسيل إذ يجري |
وقد أفسدوا شرّ الفساد بأرضهم | إلى أن أتاهم منه بالفتكة البكر |
رمتهم بشهب الموت منه مدافعٌ | لها شررٌ في ظلمة كالقصر |
رأوا هول يوم الحشر في موقف الردى | وهل تنكر الأهوال في موقف الحشر؟ |
فدمّرهم تدمير عادٍ لبَغْيهم | بصاعقة ٍ لم تُبْقِ للقوم من ذكر |
ألم ترهم صرعى كأنَّ دماءهم | تسيل كما سالت متعقة الخمر |
وكم فئة ٍ قد خامر البغيُ قلبَها | على أنَّها بأحبولة الحصر |
فراحت بها الأجساد وهي طريحة ٌ | تداس على ذنب جنته لدى الوزر |
فإنَّ مرادَ جارٍ على الورى | ولا بدّ أنْ يجرى ولا بد أن يجري |
تجول المنايا بينهم بجنودها | بحيث مجال الحرب أضيق من شبر |
تلاطمَ فيها الموجُ والموجُ من دمٍ | تلاطمَ موجِ البحر في لجَّة البحر |
فلاذوا بقبر ابن النبيّ محمد | فهل سُرَّ في تدميرهم صاحب القبر |
فإن تركوا لا تترك السيف قتلهم | وإن ظهروا باؤوا بقاصمة الظهر |
ولا برحت أيّامه الغرُّ غرَّة ً | تضيءُ ضياء الشمس في طلعة الظهر |
ولا زال في عيدٍ جديد مؤرِّخاً | فقد جاءَ يوم العيد بالفتح والنصر |