يا ناجياً نحوَ كلِّ مَكْرُمَة ٍ
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
يا ناجياً نحوَ كلِّ مَكْرُمَة ٍ | يَبْلُغُ فيها أعاليَ الرُّتَبِ |
وطالباً بالكمال ما عَجَزَتْ | فحولُ قومٍ عن ذلك الطلبِ |
ومِن سهام الآراءِ فكرتُه | إنْ يرمِ فيها أغراضه يصبِ |
إنَّ الكتاب الذي نظرتَ به | أبلَغُ ما ألَّفوه في الكتب |
فلو تأمَّلَت في دقائقه | لقلْتَ هذا من أعجب العجب |
إنْ أطلقوا لفظة الكتاب فما | يشارُ إلاّ إليه في الكتب |
وغيره لا يفيدني أرباً | وأينَ كتبُ النحاة من أربي |
لأن هذا الإمام أعلمُ خلـ | ـق الله في نحو منطقِ العرب |
ولم يزل وهو مرجعهم | لدائرات العلوم كالقطب |
قد ناظرتْه الحسّاد من حَسَدٍ | فغالبته بالزُّور والكذب |
وراح يطوي الأحشاء من أسف | لكتمهم فضله على لهب |
وأدركتْه فمات مغترباً | بأرض شيراز حرفة ُ الأدب |
فإن تكن أنتَ عاشقه | لما حوى طيُّه من النخب |
نقلته إن أردت نسخته | ولا أبالي بشدَّة التعب |
وليس نقلي له على طمعٍ | ولا لمال يُرجى ولا نشب |
إنّ أياديك منك سابقة ً | عَليَّ قدماً في سالف الحقب |
هذا لساني يعُوقُه ثِقلٌ | وذاك عندي من أعظم النوب |
فلو تسبَّبْتَ في معالجتي | لنلتَ أجراً بذلك السبب |
وليسَ لي حرفة ٌ سوى أدبٍ | جمٍّ ونظم القريض والخطب |
من بعد داوود لا حرمتُ منى ً | فَقَدْ مَضَتْ دولة ُ الأدب |