إذا نَبَتِ الدّيارُ بِحرِّ قومٍ
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
إذا نَبَتِ الدّيارُ بِحرِّ قومٍ | فليس على المُفارقِ من جناح |
ومنذُ وجَدتُ من همي رسيساً | إلى روحي وأعوزني ارتباحي |
وما صَعَّرْتُ للأيام خدّي | ولم أخفضْ لنائبة ٍ جناحي |
وضاقَ بيَ الخناق فلمتُ نفسي | وإن لم يلحني باللّوم لاحي |
وقد أصبحت في زمنٍ ممارٍ | يريني الجدَّ من خللِ المزاح |
رَفَضْتُ إقامتي وَرَكِبتُ أمراً | حَرَيّاً أن يكونَ به صَلاحي |
تسيرُ بنا بلُجِّ البحر فُلك | كمثل الطَّير خافقة الجناح |
وما زلنا بها حتى حللنا | صَبَاحا في كويت آل الصبَّاح |
لدى قوم أعزّ الناس جاراً | وأندى بالنوال بطون راح |
أباة لا يطوف الضَّيم فيهم | ولا جار لهم بالمستباحِ |
غيوث مكارممٍ وليوث حربِ | وأكفاءُ الشجاعة ِ والكفاح |
نزلت بهم على سعة ٍ ورحبٍ | وأنس وابتهاجٍ وانشراح |
فقومٌ سادَ عبد الله فيهم | فبالبأسِ الشديدِ وبالسَّماح |
إذا نزلوا لعمرُ أبيك أرضاً | حَموهَا بالأسِنَّة والرِّماح |
فكم بدأوا بمكرمة وثنَّوا | وكم تحروا العدى نحر الأضاحي |
سَقَو أعداءهم حمرَ المنايا | بسمر الخطِّ والبيضِ الصفاح |
وما زالت مكارمهم تنادى | لدى الآمال حيَّ على الفلاح |
بأيديهم شكيمة ذي اقتدارٍ | تردَ الجامحين عن الجماح |
همُ وضعوا أفاويق المعالي | كما رَضَعَ الفَصيل من اللقاح |
إذا ما زرتُهم يَوماً وفى لي | ضميني للزيارة بالنجاح |
بهم أطلَقتُ ألسنَة القوافي | بما تمليه من كلمٍ فصاح |
لقد مُزجتْ محَبَّتهم بروحي | مزاج الراح بالماء القراح |
كأنَّ مديحهُم عندي عقارٌ | به كان اغتباقي واصطباحي |
ثملتُ بهم وما خامرت خمراً | ولا راحي بسطتُ لكأس راح |
ألذّ من المدامة للندامى | وها أنا في هواهم غير صاح |
ولو أنّي اقترحت على زماني | وأعطاني الزمان على اقتراحي |
لما فارقهم يوماً ومالي | إذا وفقتُ عنهم من براح |
ويأبى ذاك لي قَدَرٌ متاح | ونحن بقبضة القدر المتاح |