أرشيف المقالات

رفق النبي - صلى الله عليه وسلم -

مدة قراءة المادة : 5 دقائق .
رفق النبي
- صلى الله عليه وسلم -

كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رفيقًا، ليِّنَ الجانب في القول والفعل، يأخذ بالأسهل، ويدعو إلى الرفق في الأمر، ويبين عظيم ثوابه، ويُثني على من يتصفون به.
 
فهذا رفقه بأمته يرويه لنا الإمام مسلم عن عبدالله بن عمرو - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - تلا قول الله - عز وجل - في إبراهيم - عليه السلام -: ﴿ رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ فَمَنْ تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي وَمَنْ عَصَانِي فَإِنَّكَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ﴾ [إبراهيم: 36].
 
وقول عيسى - عليه السلام -: ﴿ إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ﴾ [المائدة: 118].
 
فرفع يديه - صلى الله عليه وسلم - وقال: ((اللهم أمتي أمتي، وبكى))؛ فقال الله - عز وجل -: ((يا جبريل، اذهب إلى محمد - وربُّك أعلم - فسَلْه: ما يبكيك؟)) فأتاه جبريل - عليه السلام - فسأله، فأخبره رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بما قال - وهو أعلم - فقال الله - عز وجل -: ((يا جبريل، اذهب إلى محمد، فقل له: إنا سنرضيك في أمتك ولا نَسوءك))[1].
 
وعن جرير - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((من يُحرَمِ الرفقَ، يُحرَمِ الخيرَ))[2].
 
وعن عائشة - رضي الله عنها - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ((إن اللهَ رفيقٌ، يحب الرفقَ في الأمر كلِّه)) [3].
 
وعنها - رضي الله عنها - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((إن الرفقَ لا يكون في شيء إلا زانه، ولا يُنزَع من شيء إلا شانه)) [4].
 
وعن أبي الدرداء - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((من أُعطي حظَّه من الرفق فقد أُعطي حظَّه من الخير، ومن حُرم حظه من الرفق فقد حُرم حظَّه من الخير)) [5].
 
وقال: ((ما شيءٌ أثقل في ميزان المؤمن يوم القيامة من خُلُق حسن، وإن الله ليُبغض الفاحش البذيء))[6].
 
وعن أنس - رضي الله عنه - قال: قال النبي - صلى الله عليه وسلم - : ((إني لأقوم في الصلاة أريد أن أطوِّل فيها، فأسمع بكاء الصبي، فأتجوَّز في صلاتي؛ كراهية أن أشقَّ على أمِّه)) [7].
 
إلى غير ذلك من الأحاديث التي تبيِّن فضل الرِّفق، وتحثعلى التخلق به، وتذمُّ العنف، وتوضح أن الرفق سبب لكل خير، وأن الله - تعالى - يُثيب عليه ما لا يثيب على غيره؛ ذلك أنه يتأتى بالرفق من الأغراض ويسهُل به من المطالب ما لا يتأتى ويسهُل بغيره.
 
فانظر إلى رِفْق رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بأمَّتِه وبمن حوله بهذا الكمال البشري الذي لم يبلغه ولن يبلغه بشَر، فنعم القدوةُ والأسوة الحسنة هو رسول الله - صلى الله عليه وسلم.

[1] رواه مسلم 202.

[2] رواه مسلم 2592.

[3] رواه البخاري 6528، ومسلم 2165.

[4] رواه مسلم 2594.

[5] رواه البخاري في الأدب المفرد 464، والترمذي (2013 -2002) مقطعًا، وصححه الألباني في صحيح الجامع 6055.

[6] نفس التخريج السابق.

[7] رواه البخاري 707، ومسلم 470.

شارك الخبر

ساهم - قرآن ١