خطبة عيد الأضحى المبارك 1407ه [1]


الحلقة مفرغة

الله أكبر .. الله أكبر .. الله أكبر .. الله أكبر .. الله أكبر .. الله أكبر .. الله أكبر .. الله أكبر .. الله أكبر! خلق الخلق وأحصاهم عدداً، وكلهم آتيه يوم القيامة فرداً.

الله أكبر! عنت الوجوه لعظمته، عز سلطانه، وعم إحسانه.

الله أكبر! كلما ذكره الذاكرون، الله أكبر! عدد ما هلل المهللون، وكبَّر المكبرون، وسبح المسبحون.

الله أكبر! كلما أحرموا بالحج ملبين، وقصدوا البيت الأمين، فطافوا وسعوا، وشربوا من زمزم، وصلوا خلف المقام، والتزموا الملتزم.

الله أكبر كبيراً، والحمد لله كثيراً، وسبحان الله بكرةً وأصيلاً.

الحمد لله رب العالمين، والعاقبة للمتقين، ولا عدوان إلا على الظالمين، أحمده سبحانه وأشكره، فتح أبوابه للتائبين، ورحمته قريبٌ من المحسنين.

وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له إله الأولين والآخرين، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمداً عبده ورسوله، بعثه رحمةً للعالمين، أدَّى الرسالة، ونصح الأمة، وبلَّغ البلاغ المبين، صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله الطيبين الطاهرين، وعلى صحابته أجمعين، ومن دعا بدعوته واهتدى بهديه إلى يوم الدين، وسلم تسليماً كثيراً.

الله أكبر ... الله أكبر لا إله إلا الله .. والله أكبر .. الله أكبر .. ولله الحمد.

أما بعــد:

فيقول الله تعالى: وَإِذْ بَوَّأْنَا لِإِبْرَاهِيمَ مَكَانَ الْبَيْتِ أَنْ لا تُشْرِكْ بِي شَيْئاً وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْقَائِمِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ [الحج:26] بيت الله المعظم هو رمز الحنيفية السمحة ... ملة إبراهيم ... إمام الحنفاء، جعل الله به الأسوة بالدين، وبه الاقتداء في البراءة من الشرك وأهله: قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَداً حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ [الممتحنة:4] وأمر نبينا محمداً صلى الله عليه وسلم باتِّباع هذه الملة، والسير على هذه الطريقة، قال تعالى: ثُمَّ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ أَنِ اتَّبِعْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفاً وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ [النحل:123] فجدد المصطفى هذه الملة، وأنار السبيل، ودعا إلى عبادة الله وحده، وإخلاص الدين له، فالعبادات بأنواعها محض حق الله، فلا معبود بحقٍ إلا الله، الواحد الأحد الفرد الصمد، فالدعاء لله وحده، والخوف والرجاء من الله وحده، والشفاعة لله جميعاً، هذا هو أصل الدين وقاعدته، وهو منطلق هذه البيت المشرف، وأخص خصائصه، فيطهر من الشرك ورجس الأوثان، وتلتقي عليه جموع المؤمنين الموحدين، وتتوجه إليه الأبدان والأفئدة، تلك خصيصة ظاهرة.

الأمان والحرمة للبيت الحرام وأهله

وخصيصة أخرى وميزة عظمى لهذا البيت ولأهله ووفوده تلك الخصيصة المتمثلة في قول الحق تبارك وتعالى: وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِلنَّاسِ وَأَمْناً [البقرة:125] فما برح بحفظ الله وكنفه يطاول الزمان في منعة من الله وأمان، يتطلع إليه المسلمون، ويتنافس في تفيؤ ظلاله المتنافسون، يعيشون في أمنه وأمانه، وتوافر أرزاقه، وتكاثر خيراته قال تعالى: أَوَلَمْ نُمَكِّنْ لَهُمْ حَرَماً آمِناً يُجْبَى إِلَيْهِ ثَمَرَاتُ كُلِّ شَيْءٍ رِزْقاً مِنْ لَدُنَّا [القصص:57].

حرمة زعزعة أمن الحرم

تلك نعمة يفيض بها الله على هذا البيت وأهله وقاصديه يمتن بها عليهم.

وإن مما يتنافى مع حرمة هذا البيت، ومع أمن هذا البيت: السعي في زعزعة أمن آمنيه، وبث القلاقل فيهم، وإحداث الفتن بينهم، وإثارة الشغب حولهم.

كيف وقد خاطب الله أهل الإيمان، وناداهم بنداء الإيمان؛ لتجنب امتهان حرمة شعائر هذا البيت، زماناً ومكاناً، فقال عز من قائل: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُحِلُّوا شَعَائِرَ اللَّهِ وَلا الشَّهْرَ الْحَرَامَ [المائدة:2]؟! فكيف يكون حال من لم يُعظِّم شعائر الله ولا الشهر الحرام؟!

واجب المسلمين نحو بيت الله الحرام

إن واجب كل مسلم أن يسهم في تهيئة الجو الآمن المطمئن؛ ليؤدي حجاج هذا البيت مناسكهم، ويقفوا بين يدي مولاهم، قائمين وعاكفين، وركعاً وسجوداً بخشوعٍ وأمان، منقطعين عن الشواغل، متبتلين إلى الله بصدق التوجه.

بل لقد نهى الله -سبحانه وتعالى- عن مجرد الجدال تعظيماً لحرمة الزمان والمكان، وانصرافاً للتزود بالتقوى حيث يكمل جلال الموقف، وجو السكينة الذي يجب أن يتهيأ لوفد الله، ولضيوف الرحمن، فمن خالف ذلك وأراد بهذا البيت سوءاً فقد توعده الله بقوله: وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ [الحج:25].

وإن ما أقدم عليه بعض الحجاج من إثارة الشغب، وإحداث القلاقل والفتن، وترويع الآمنين في جوار هذا البيت وما تسبب عن ذلك من قتل نفوسٍ بريئة لا يرتضيه مؤمنٌ يقدر لهذا البيت حرمته، ويعرف له قدسيته؛ مهما كانت المقاصد والغايات ... فكيف إذا كانت أهدافاً مشبوهة، وغاياتٍ مدخولة؟!

فحقٌ على كل مؤمنٍ قصد هذه البقاع الطاهرة، يرجو الرحمة، ويؤمل في مغفرة الله له ويتطلع إلى حجٍ مبرور؛ حقٌ عليه أن يتجنب كل ما يشوش على الآمنين أمنهم، وعلى المتعبدين عباداتهم؛ من صخبٍ ومجادلات ورفع أصواتٍ بما لا يليق، فلا تحلّوا شعائر الله ولا الشهر الحرام إن كنتم مؤمنين.

وخصيصة أخرى وميزة عظمى لهذا البيت ولأهله ووفوده تلك الخصيصة المتمثلة في قول الحق تبارك وتعالى: وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِلنَّاسِ وَأَمْناً [البقرة:125] فما برح بحفظ الله وكنفه يطاول الزمان في منعة من الله وأمان، يتطلع إليه المسلمون، ويتنافس في تفيؤ ظلاله المتنافسون، يعيشون في أمنه وأمانه، وتوافر أرزاقه، وتكاثر خيراته قال تعالى: أَوَلَمْ نُمَكِّنْ لَهُمْ حَرَماً آمِناً يُجْبَى إِلَيْهِ ثَمَرَاتُ كُلِّ شَيْءٍ رِزْقاً مِنْ لَدُنَّا [القصص:57].

تلك نعمة يفيض بها الله على هذا البيت وأهله وقاصديه يمتن بها عليهم.

وإن مما يتنافى مع حرمة هذا البيت، ومع أمن هذا البيت: السعي في زعزعة أمن آمنيه، وبث القلاقل فيهم، وإحداث الفتن بينهم، وإثارة الشغب حولهم.

كيف وقد خاطب الله أهل الإيمان، وناداهم بنداء الإيمان؛ لتجنب امتهان حرمة شعائر هذا البيت، زماناً ومكاناً، فقال عز من قائل: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُحِلُّوا شَعَائِرَ اللَّهِ وَلا الشَّهْرَ الْحَرَامَ [المائدة:2]؟! فكيف يكون حال من لم يُعظِّم شعائر الله ولا الشهر الحرام؟!

إن واجب كل مسلم أن يسهم في تهيئة الجو الآمن المطمئن؛ ليؤدي حجاج هذا البيت مناسكهم، ويقفوا بين يدي مولاهم، قائمين وعاكفين، وركعاً وسجوداً بخشوعٍ وأمان، منقطعين عن الشواغل، متبتلين إلى الله بصدق التوجه.

بل لقد نهى الله -سبحانه وتعالى- عن مجرد الجدال تعظيماً لحرمة الزمان والمكان، وانصرافاً للتزود بالتقوى حيث يكمل جلال الموقف، وجو السكينة الذي يجب أن يتهيأ لوفد الله، ولضيوف الرحمن، فمن خالف ذلك وأراد بهذا البيت سوءاً فقد توعده الله بقوله: وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ [الحج:25].

وإن ما أقدم عليه بعض الحجاج من إثارة الشغب، وإحداث القلاقل والفتن، وترويع الآمنين في جوار هذا البيت وما تسبب عن ذلك من قتل نفوسٍ بريئة لا يرتضيه مؤمنٌ يقدر لهذا البيت حرمته، ويعرف له قدسيته؛ مهما كانت المقاصد والغايات ... فكيف إذا كانت أهدافاً مشبوهة، وغاياتٍ مدخولة؟!

فحقٌ على كل مؤمنٍ قصد هذه البقاع الطاهرة، يرجو الرحمة، ويؤمل في مغفرة الله له ويتطلع إلى حجٍ مبرور؛ حقٌ عليه أن يتجنب كل ما يشوش على الآمنين أمنهم، وعلى المتعبدين عباداتهم؛ من صخبٍ ومجادلات ورفع أصواتٍ بما لا يليق، فلا تحلّوا شعائر الله ولا الشهر الحرام إن كنتم مؤمنين.