خطب ومحاضرات
/home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f800c4caaf1f6345c5d1b344c3f9ad5482181c14_0.file.audio_show.tpl.php on line 55
Warning: Attempt to read property "value" on null in /home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f800c4caaf1f6345c5d1b344c3f9ad5482181c14_0.file.audio_show.tpl.php on line 55
Warning: Trying to access array offset on value of type null in /home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f800c4caaf1f6345c5d1b344c3f9ad5482181c14_0.file.audio_show.tpl.php on line 55
/audio/35"> الشيخ محمد صالح المنجد . /home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f800c4caaf1f6345c5d1b344c3f9ad5482181c14_0.file.audio_show.tpl.php on line 58
Warning: Attempt to read property "value" on null in /home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f800c4caaf1f6345c5d1b344c3f9ad5482181c14_0.file.audio_show.tpl.php on line 58
Warning: Trying to access array offset on value of type null in /home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f800c4caaf1f6345c5d1b344c3f9ad5482181c14_0.file.audio_show.tpl.php on line 58
/audio/35?sub=16019"> خطب عامة
Warning: Undefined array key "Rowslist" in /home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f800c4caaf1f6345c5d1b344c3f9ad5482181c14_0.file.audio_show.tpl.php on line 70
Warning: Attempt to read property "value" on null in /home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f800c4caaf1f6345c5d1b344c3f9ad5482181c14_0.file.audio_show.tpl.php on line 70
المرأة المسلمة على عتبات الزواج [1-2]
الحلقة مفرغة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً وبعد:
فهذه فرصة طيبة أن نلتقي من رواء حجاب لنتذاكر سوياً في مسألة من المسائل المهمة التي تحتاج إليها المرأة المسلمة، وسيكون حديثنا - إن شاء الله - عن المرأة المسلمة على عتبة الزواج، وهذا موضوع عبارة عن جزء من موضوعٍ أطول منه وهو الكلام عن العلاقات الزوجية في الإسلام، وعن أسباب السعادة الزوجية، ولكن سنخصص هذه الليلة بالحديث عما قبل الزواج.
لقد جعل الله عز وجل الزواج نعمة من النعم التي أنعم بها علينا، فكان من آياته سبحانه وتعالى أن جعل لنا من أنفسنا أزواجاً لنسكن إليها، وجعل بين الزوج وزوجته مودة ورحمة سبحانه وتعالى، حتى تتكون الأسرة المسلمة التي يتألف منها المجتمع المسلم، ولقد كان الإسلام ديناً عظيماً عندما شرع الله فيه من الأسباب التي تكفل الاستقامة والإنتاج في الأسرة المسلمة، وحمى الله هذا المجتمع الذي يقوم على الكتاب والسنة من الرذيلة والفواحش بأنواعها، وأوجد العلاج للمشاكل أو المشكلات التي تحدث، وقبل ذلك شرع من أسباب سد الذرائع ما يمنع وقوع هذه المشكلات أصلاً، والمرأة المسلمة تحتاج إلى الزواج لعفاف نفسها، والقيام بدورها في إنجاب الأولاد وتربيتهم، والقيام بشأن الزوج والبيت، والتقرب إلى الله عز وجل بهذه الأمور جميعاً، يقول الله سبحانه وتعالى: وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ [النور:31] وهذا الأمر منه عز وجل مفيدٌ جداً في حماية المرأة المسلمة من أنواع الانحراف.
ولذلك نجد أن من أسباب المشكلات الحادثة في الحياة الزوجية مشكلة معينة؛ وهي قضية عدم قناعة كلٌ من الزوجين بالآخر، نجد أن من أسباب هذه المشكلة عدم غض البصر، فإذا داومت المرأة على النظر إلى الرجال الأجانب حتى انطبعت في مخيلتها صورٌ كثيرة للرجال، فأنَّى لها أن تقنع بمن يتقدم إليها أو بزوجها إذا كانت متزوجة؟!
وقل العكس بالنسبة للرجل أيضاً، عندما يفتح الرجل بصره على أشكال متنوعة من النساء، في مسلسلات وعلى صفحات المجلات، وفي الشارع وفي الطريق والأماكن العامة فإنه لا بد أن يحصل عنده نوعٌ من عدم القناعة بزوجته في الغالب، أو إذا أراد أن يتقدم لخطبة امرأة فإنه لا يزال يقارن بين الصور التي نظر إليها وبين الصورة التي يراها أمامه، وفي الغالب فإن الصور التي رآها ستتميز بوجه من الوجوه عن الصورة التي ينظر إليها بعد زواجه أو أثناء خطبته، ولذلك كان من حكمة الله ومن رحمته أن جعل غض البصر أمراً واجباً حتى تسد جميع منافذ الشيطان.
ومن صفات المرأة المسلمة المتعلقة بمرحلة ما قبل الزواج: الحياء، وهو لازم ومطلوب للمرأة في جميع أوقات حياتها، ولكنه مهمٌ جداً خصوصاً للفتاة في سن الشباب، فإن الإسلام يكره المرأة الخراجة الولاجة المزاحة المتبذلة التي لا تقر في بيتها، كما قال الله عز وجل: وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى [الأحزاب:33] ولذلك عندما وُصِف صلى الله عليه وسلم في حيائه بأنه أشد حياءً من العذراء في خدرها، وهذا دالٌ على شدة حيائه صلى الله عليه وسلم؛ لأن المرأة في تلك الحالة تكون في أشد درجات الحياء، وبعض الفتيات قد تحاول إظهار نفسها أمام بنات جنسها بشخصية غير شخصيتها الحقيقية بنوع من التبذل لتشتهر بينهن، ولكن هذا الظهور بهذا المظهر المتكلف يساعد أو يسبب زوال أو تخفيف الحياء في نفسها، ولا بد أن تحافظ المرأة المسلمة على غض بصرها وعلى حيائها، حتى تهدى إلى الزوج المسلم وهي في كامل درجات الصيانة والعفاف، ولا يكون عندها دافعٌ أصلاً لمد عينيها إلى أمور أخرى.
كثيرٌ من الفتيات يتقن للزواج ولكن الذي يحصل عند البعض إضاعة الأوقات بالأماني، وإشغال الذهن بفارس الأحلام، فيضيع وقت ثمين من غير طائل، والإنسان مسئول عن تفكيره.. مسئول عن الأمور التي يشغل بها ذهنه، ولذلك يكون إشغال المرأة نفسها بدعاء الله أن يرزقها زوجاً صالحاً هذه عبادة، بدلاً من أن تضيع الوقت وتسرح في الأفكار وهي تفكر في طبيعة القادم الجديد، وهذا أمر نجده في الواقع موجوداً يسبب تشتت الفكر، وانشغال المرأة بالخيال عن الواقع الذي تعيش فيه، وتنشغل بالخيالات عن التفكيرات الجادة التي من المفروض أن تكون منشغلة بها، ومن التبذل الذي ذكرته أن تكون الفتاة في نوع من الصيانة، فمثلاً: لا تعرض نفسها على الرجال، ونجد في سيرة الصالحات أن هناك وسائط تتم بين المرأة والرجل المتقدم، ومسألة تخطي الأبوين من المسائل التي لا تحمد عقباها في العادة، والزوج في العادة هو الذي يبحث عن زوجة.
وأما الزوجة فلا مانع من أن يبحث وليها عن زوج صالح لابنته أو لأخته، وهذا واقع في سير الصحابة رضوان الله عليهم، وأن يعرض الرجل ابنته أو أخته على الرجل الصالح هذا كان من سنن السلف، لكن لا أن تعرض المرأة نفسها.
ولا داعي للاستدلال بالواهبة نفسها للرسول صلى الله عليه وسلم في هذا الأمر، ورسول الله صلى الله عليه وسلم له خصوصيات.
السبب الذي من أجله نطرق هذا الموضوع وهو موضوع " المرأة المسلمة على عتبة الزواج " لأننا نسمع قصصاً كثيرة في الواقع تدل على أن هناك نقصاً في الوعي من بعض النساء في موضوع اختيار الزوج أو الموافقة عليه.
فمثلاً أذكر لكن -أيتها الأخوات الكريمات- نموذجاً أو أكثر من أمور واقعية حصلت عند بعض النساء اللاتي تزوجن، حتى يتضح لكن ما أريد الوصول إليه من وراء عرض هذا الموضوع، امرأة تقول: تزوجت من رجل كان يظهر في البداية الخير والاستقامة، قدم إلي هدايا، لاطفني ولاطف أهلي، سألنا عنه قالوا: إنه إنسان طيب وأخلاقه طيبة، وبعد الزواج تبين ما يلي:
تارك للصلاة، يستهزئ بي وبديني وحجابي، أعطاني مهلة لأنزع الحجاب وأكشف وجهي على إخوانه، وأقدم الضيافة لأصحابه الرجال الأجانب، يقوم بنزع الحجاب عن رأسي بالقوة، حرمني من المناسبات الطيبة ولقاء أخواتي في الله، وحضور المحاضرات الإسلامية، مزق كتبي، وكسر الأشرطة الإسلامية التي لدي، يضربني باستمرار ويشتمني ويهينني حتى أمام أهله، ويقول: أنا أخذتك من الشارع، ومرة انفرد بي في غرفة وضربني حتى سال الدم، أسقطت مرتين أحدهما طفل له أربعة أشهر دفناه، الإسقاط كان نتيجة الضرب، يسافر إلى الخارج - بانكوك - لديه خطابات من نساء هناك، وصور بين أوراقه، يسافر للبلاد البعيدة للفاحشة، وللبلاد القريبة لشرب الخمور، ويتذرع بأن لديه أعمالاً تجارية، وهو يتعاطى المخدرات، لا ينفق علي وأعطاني مرة مائة ريال وقال: هذا مصروف السنة، اشتريت كثيراً من أغراض البيت من مالي الخاص حتى الحلويات أوفرها مما يضيفني إياه الناس من أجل الأولاد، يستهزئ بالدين ويقول: ما عليك مني، إذا أراد ربي أن يهديني هداني لا دخل لك بي، أنا ربي يحاسبني، أنا قلبي نظيف، (البيرة) التي أشربها فيها (1%) كحول، وإذا سألته: لماذا كنت سكراناً الليلة الماضية؟ قال: كنت أمثل عليك، إذا رآني أصلي وأدعو ربي قال مستهزئاً بي: أنت شحاذة ما عندك إلا الشحاذة من الله، يطلق في كل حين، أنا أظن أني أعيش معه في الحرام.
هذا نموذج من النماذج الموجودة في المجتمع نسأل الله العافية، لكن نقول: أيتها الأخوات! كيف وصل الأمر أصلاً إلى هذه الدرجة، وكيف حصل هذا أصلاً؟
ما حصل إلا لنتيجة نقص الوعي لدى مثل هذه المرأة المسكينة، طيبة متدينة لكن ليس هناك أسس تنظر من خلالها عند الموافقة على الزوج، ليس هناك وعي في البحث والسؤال، ليس هناك طرق صحيحة يعمل بها، ولذلك تكون النتيجة كوارث مدمرة، واكتشافات لمصائب، ولكن بعد فوات الأوان، اكتشافات في مراحل متأخرة جداً وكثير من الأحيان يريد أهل الفتاة أن يستمر الوضع لكي يستروا على ابنتهم ولا يريدون المشاكل وقد لا يكون الوضع في بيتهم مهيأ أصلاً لرجوع الفتاة وهم أرادوا أن يزوجوها، وينتهي هذا العبء والحمل، فيكون الرجوع مسألة صعبة جداً وقد تستمر المسكينة في هذه الحياة والسنوات تمضي وهي في هذا الذل والبؤس.
بعض النساء لا يعرفن أضرار الزواج من الشخص الفاسق الفاجر، ويكتفين بالسؤال الأول من أول وهلة، فقد يكون الشخص المسئول هو قريب لهذا المتقدم، وقد تكون خالته أو عمته وبالطبيعي فإنهن سيثنين عليه، فليست الأقارب الخلّص هنّ اللاتي تعتمد شهادتهن أصلاً في الرجل.
وأضرار الزواج من الكافر المرتد تارك الصلاة المستهزئ بالدين لا تحصى ولا تعد، وهذه نماذج ذكرناها نتيجة طبيعية حتمية لمن تتزوج برجل لا يخاف الله، ولو كان الشخص ذا أخلاق طيبة، ولكن يكون لديه انغماسٌ في الحرام كأن يعمل بوظائف محرمة كوظائف البنوك مثلاً، فهل يكون من الأمر المحمود أن تأكل من الحرام، وأن تطعم أولادها من الحرام، وتشرب من الحرام، وتلبس من الحرام.. وهكذا؟
وأي خيرٍ وأي بركة يكون في حياتها وحياة أولادها وبيتها وهي أهملت عندما عرفت بأن هذا وضع الزوج ولكن قالت: أقدم عليه؟!
يجب أن تكون المحاولة قائمة، والجهد مستمر لكشف المزيفين، وهذه طائفة من الناس يعلمون أن المرأة في الغالب تريد المتدين، ولذلك قد يظهرون التدين والالتزام لأجل الزواج فقط، قد يصلي في المسجد لأجل الزواج فقط، وينبغي أن يكون سؤال المرأة عبر أوليائها، أو عبر نساءٍ أخريات حتى تصل المسألة إلى أناس ثقات عندهم معلومات كافية عن وضع هذا الرجل، وقضية التحري مطلوبة ومهمة في هذا العصر الذي اختلط فيه الحابل بالنابل، وأصبح الوصول إلى معلومات صحيحة أمراً متعسراً، لذلك كان لا بد من دراسة الموضوع دراسة كافية، وعدم التسرع، وكثيراً ما تكون المرأة هي الخاسرة في مثل هذه القضايا.
هناك خطأ يحصل أحياناً لا بد من الإشارة إليه، وهو: أن بعض النساء قد يحصل عندها جرأة في السؤال عن الشخص، فتتصل هي مباشرة بمديره في العمل، أو تتصل مباشرة بأصدقائه، وتسأل بنفسها تريد أن تصل إلى معلومات، ولكن هذا الأمر ينافي مسألة الحياء التي سبق أن ذكرناها في البداية، وليس من المناسب أن تقوم المرأة بسؤال الرجال، يمكن أن تصل إلى الرجال عن طريق أوليائها، أو عن طريق صاحباتها المتزوجات من أزواج ثقات، فإنها تستطيع أن تصل في النهاية للمعلومات لكن بطريقة سليمة، ومسألة انفتاح المرأة على الرجال في الهاتف والكلام في الاجتماعات مسألة لا تحمد، وكثيراً ما كان لها نتائج سلبية جداً.
أريد أن أقول أيضاً: إن المتقدم أحياناً قد يزور أهل الفتاة، فإذا أذن المؤذن انطلق إلى المسجد ويريهم أنه يصلي، فعندما يدخل بها يظهر على حقيقته ويظهر على تركه للصلاة، ثم تقول إحدى النساء المسكينات: لا يصلي ويقول: ما عليك مني أنا سأعاقب بالنار لوحدي، أو يقول: لا يدخل النار أحد إلا أنا؟! ويقول متباهياً لزملائه في العمل: إذا أذن المؤذن فسوف أذهب إلى النوم أو أنشغل بأي شيء. ولا يحصل هذا الانشغال إلا إذا جاء وقت الصلاة، وهنا ينبغي عدم الانخداع بالمظاهر، أو الأشياء التي تبدو للوهلة الأولى، لا بد أن يكون هناك وعي في مسألة البحث في حال المتقدم، أحياناً يحصل المحذور ويصبح ويصير العقد على شخص، وبعد العقد يتبين حال الشخص، ولكن قبل الدخول هنا لا بد أن تكون المرأة لها موقف، وكونه حصل العقد هذا نصف المشوار، والرجوع في هذا الوقت أسهل بكثير جداً من الرجوع بعد الدخول، اسمعن إلى هذه القصة:
امرأة ملتزمة في الدين عقدت على شخص، ظهر لهم في البداية أنه إنسان متدين، وكانت تخرج معه أحياناً ولاحظت مرة من المرات أن الرجل إذا ظهر صوت الموسيقى في السيارة لا يهتم بخفض الصوت، فبدأت تخاف أن هذا الرجل غير متدين، الحسن البصري رحمه الله يقول: [ما أخفى إنسان شيئاً في صدره إلا وأظهره الله على صفحات وجهه أو فلتات لسانه] هذه قاعدة مهمة جداً أرجو أن تنتبهن لها أيتها الأخوات، لذلك فإن مثل هذا الشخص قد يُكشف وهذه المرأة لما رأت الشخص عنده نوع من التهاون بهذه الأشياء أرادت أن تستدرج الرجل وكان لديها شيء من الذكاء واستطاعت أن تصل به إلى النتيجة، فسألته: ما رأيك بالمغني الفلاني؟ ثم قالت له: أنا أحب أغاني فلان، وسردت له ما تعرفه عن هذا المغني في جاهليتها، وهذا الرجل كان طبعاً في البداية مستغرب من الحديث، ولما حصل الاسترسال في الكلام عن أمور من الجاهلية وقع الرجل ثم انفتح، وقال: الحمد لله، أنا كنت أظنك متشددة ومتزمتة ولكن -الحمد لله- أخيراً ظهرنا مثل بعض، وانفتح الرجل وصار يتكلم عن المعاصي والمنكرات، والأغاني والمسلسلات، وعما يراه ويسمعه، وظن بأن المرأة مثله وهي تقول وتومئ برأسها تستدرجه: نعم ثم. وبعد ذلك أوصلها إلى البيت فاتصل أهلها بعد ذلك، وقالوا للرجل: إن البنت لا تريدك.
ولكن الوصول إلى هذه المرحلة أصلاً خطر، لكن نقول للمرأة وللفتاة: لو حصل هذا لا يعني إكمال المشوار وقد تبين لك بعد العقد أن الرجل ليس من أهل الدين، وأنه لا يكافئك بالدين، فإذاً ليس من الخير الاستمرار معه، وطلب الفسخ والطلاق في هذه الحالة هو الشيء الذي من المفروض أن يحصل.
هناك بعض النساء يقلن في أنفسهن أمراً وهو أنها تقول: أنا معتادة الآن على عيوبه وسأحاول أن أهديه إن شاء الله، ولعل الله أن يهديه على يدي، ولعله يهتدي ويتأثر مني، هذا الكلام في الغالب لا يحصل لأسباب، منها: أن الرجل هو الأقوى، وهو المؤثر، وهو صاحب الشخصية وصاحب القوامة على المرأة، ولذلك من الصعب أن يتأثر الرجل بالمرأة، نحن لا ننكر أن هناك حالات متعددة يتأثر فيها كثيرٌ من الرجال بنسائهم، وكانت المرأة سبب هداية الرجل، وتأثر رجالٌ من تدين نسائهم، وكانت المرأة فاتحة خير كبير على الرجل، لكن أقول: إن المرأة عليها ألا تتساهل، ولا تقدم على مثل هذا إلا إذا كانت القرائن قوية جداً في إمكان إصلاح هذا الرجل، كأن يكون رجلاً مؤدٍ للواجبات على خلق حسن .. رجل عفيف، لكن قد يكون عنده بعض المعاصي البسيطة أقصد بالنسبة لغيره، كأن يستمع الغناء لكنه ليس متعلقاً به، إنسان قد يكون في ثوبه شيءٌ من الإسبال لكنه يقبل النصيحة، إذا توفرت القرائن على أن الرجل من الممكن إصلاحه، وتبين من مناسبات كثيرة أنه لين العريكة، وأنه يتقبل، وأنه إنسان على بداية الالتزام، فعند ذلك نستطيع أن نقول لهذه المرأة: توكلي على الله، واعزمي واستخيري الله في هذا الشخص ولا مانع من الإقدام عليه ما دام أنه يتأثر ويقبل النصيحة، وليس معانداً ولا متعجرفاً، فعند ذلك قد يكون هذا القرار فيه شيء كبير من الصواب.
هناك مشكلات كثيرة تحدث الآن في موضوع الزواج منها: كيف يتم الربط بين الشاب الصالح والفتاة الصالحة؟
طبعاً أهل الزيغ والضلال عندهم أساليب عجيبة في تعرف الفتيات على الرجال ولذلك تجدين -أيتها الأخت المستمعة- صفحات بعض المجلات عبارة عن صفحات للتعارف، وتنشر في بعضها الصور أو بدون صور مربع خالٍ وتحته بيانات ومعلومات: فلانة الفلانية العمر كذا .. البلد كذا .. المستوى التعليمي كذا .. وتريد رجلاً كذا، وكذلك رجال يكتبون في (صفحات التعارف) كما يسمونها، وهذه طريقة من أفشل الطرق، وكون هذه المرأة تعرض نفسها بهذا الشكل شيء مزرٍ، وكون الواسطة أو الوسيلة التي يتم بها هذا هي وسيلة من وسائل الفساد والمجون؛ مجلات سيئة وتافهة هي التي تصل الرجال بالنساء وهذه لا شك أنها وسيلة من وسائل الفساد.
والحقيقة أن كثيراً من النساء لا يعرفن إلى أين يتوجهن بحل لمشاكلهن، ولذلك نجد كثيراً من الفتيات خصوصاً في مرحلة المراهقة يتصلن لمحرري الصحف، أو بمحرري بعض الزوايا، أو بعض الصفحات في بعض المجلات والجرائد، وأحياناً ينطلقن من إخلاص ومن إرادة لمعرفة الحل ولكن يتجهن إلى الفسقة من أمثال هؤلاء المحررين طالبات حل مشاكلهن، وأنَّى لهذا الفاسق وأنَّى لهذا المفسد الذي يكتب بيده ما يغضب الله في صفحات الجرائد والمجلات أنَّى له أن يقدم الحل الشرعي لمثل هذه الفتاة الواقعة في مشكلة؟!
ويجب على المرأة أن تتجه لأهل الخير والصلاح، ويجب أن يقوم الصالحون والصالحات بدور الدلالة على الخير، يجب -مثلاً- أن يقوم بعض الأزواج وزوجاتهم بعمل حلقات للوصل بين الصالحين والصالحات، فمثلاً: يقوم الزوج من جهته بجلب المعلومات عن رجال صالحين يريدون الزواج، وتقوم الزوجة بحلقة الوصل مع النساء، فإذا عرف الزوج أن أحد إخوانه يبحث عن زوجة يخبر زوجته وهي تبحث له فيمن تعرف، هذه من الطرق الطيبة التي يجب أن تشجع وأن تكثر.
أما ما يحدث من بعض الفتيات اللاتي لا يتقين الله في مسألة البحث عن الزوج بطريقة غير شرعية، مثل: الهاتف، فيتصلن بالرجال الأجانب، أو يقبلن من الرجال الأجانب الاتصال بهن وتستمر الفتاة في الكلام في الهاتف، وترتبط بعلاقة مع هذا الشخص عبر الهاتف، وكثيراً ما يكون هذا الرجل لعاباً مستهزئاً متحايلاً يريد أن يوقع هذه المسكينة فريسة له، ويؤمنها في الزواج منها، وبأنه يحبها حباً شريفاً عفيفاً، وأن آخر هذه العلاقة التلفونية ستنتهي بزواج سعيد، هذا الكلام المعسول ينطلق من الكثيرين من الفجار عبر أسلاك الهاتف، وكثير من الفتيات خصوصاً في المراحل المبكرة من العمر ينخدعن بمثل هذا الكلام فتنجر للكلام مع الرجل، وتفتح صدرها له، وتفشي له بالمعلومات الخاصة عن أهلها وبيتها، وعن شخصيتها، وعن رغباتها وأحلامها، وعن تفكيرها، ويلعب بها ذلك الخبيث بالهاتف.
وفي كثير من الأحيان بل هو الأكثر وهو الغالب أن هذه العلاقات تنتهي نهاية مأساوية، ويلعب بها ثم يتركها فتتورط وقد عرف اسمها، ورقم هاتفها وعنوان بيتها، وما كان الهاتف في الغالب أبداً وسيلة خيرٍ مطلقاً للتزويج.
شوهد رجل متزوج لكن فيه فسق وفجور تزوج امرأة متحجبة، وكان يبحث عن المتحجبة، فاندهش أحد الناس ممن يعرفه وقال له: عجباً لك يا فلان! أنت إنسان غير معروف بالاستقامة والصلاح، فلماذا تحرص على المرأة المحجبة؟ ولماذا تريد الزواج بامرأة متدينة؟
فقال: أنا أريد إذا ذهبت إلى البيت أن أجد زوجتي في البيت، وليست خارجة مع شخص آخر، وهذا شيء حقيقي، كثير من الناس يريدون الاستقرار في البيت مع أنهم يقومون بعمل المعاصي والمنكرات، ولذلك الرجل الذي يستخدم الهاتف في إقامة الاتصالات والعلاقات هذا في داخله يحتقر تلك المرأة التي يتصل بها وتستجيب له، وهو يعلم -فعلاً- بأن هذه المرأة لا تصلح أن تكون زوجة، ولا تصلح أن تكون ربة أسرة وربة بيت؛ لأنها ليست أمينة، لو كانت أمينة لما حصل هذه الاستجابة منها، ولذلك فإن الورطات الحاصلة كثيرة في موضوع قضايا الاتصال بالهاتف.
هناك أيضاً فيما يتعلق بموضوع المرأة المسلمة على عتبة الزواج موضوع رؤية الخاطب للمخطوبة والمخطوبة للخاطب، ورؤية الخاطب للمخطوبة والمخطوبة للخاطب من سنة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، وأمر عليه الصلاة والسلام ذلك الرجل، فقال: (اذهب فانظر إليها فإنه أحرى أن يؤدم بينكما) وفي رواية: (اذهب فانظر إليها فإن في أعين الأنصار شيئاً) وكان في أعين الأنصار شيءٌ من الصغر فأمره أن يذهب فينظر حتى يرتاح لها ويطمئن لشكلها؛ لأن هذا الزواج ليس لعباً وله ما بعده.
وأحياناً تتحكم بعض العادات الاجتماعية في تطبيق هذه السنة، وتصبح الرؤية مستحيلة عند بعض الناس الذين لديهم عادات عجيبة، وتقاليد ليست من الإسلام، فإننا نرى بعض الآباء -مثلاً- مع الأسف لا يمكن أن يسمح للخاطب أن ينظر إلى ابنته أبداً، لكن في نفس الوقت ليس عنده أي مانع أن يأخذ البنت بالسيارة إلى السوق لتمشي في السوق متبرجة أو بغطاء شفاف ينظر إليها الغادي والرائح، سبحان الله! في الحرام لا مانع عندهم أن يرى الرجال الأجانب بناتهم أو أخواتهم، لكن إذا جئنا للحلال وإذا جئنا إلى السنة يقولون: لا يمكن أن ينظر، هذه عاداتنا، وهذه تقاليدنا.
فإذا تأكد الأب أو الولي بأن الخاطب جادٌ وأنه من أهل الصلاح والاستقامة، فإنه لا بد له أن يمكنه من تطبيق هذه السنة ومن تطبيق الأمر الذي جاءت به السنة وهو نظر الخاطب إلى المخطوبة، وعلى فرض أن هذا الأمر لم يتم وأن الأب ظل مصراً على رأيه فلا أقل من أن تأخذ المخطوبة وصفاً كاملاً ودقيقاً للمتقدم كما يأخذ هو ذلك عن طريق أمه أو خالته أو عمته من النساء اللاتي ذهبن يخطبن هذه المرأة له، وهنا يباح من الأمور في الوصف ما لا يباح في غيره، هنا موضوع زواج وموضوع ارتباط بين شخصين، لا بد أن يكون هناك بينة قبل الإقدام عليه، وهذا عمر وهذه معيشة، وزمن طويل.
وهذا حديث يبين كيف كانت استجابة الصحابة رضوان الله عليهم لرسول الله صلى الله عليه وسلم في قضايا التزويج، كانت الأنصار إذا كان لأحدهم أيمٌ لم يزوجها حتى يعلم هل للنبي صلى الله عليه وسلم فيها حاجة أم لا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لرجل من الأنصار: زوجني ابنتك، فقال: نعم يا رسول الله! وكرامة رسول الله صلى الله عليه وسلم ونعم عينه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إني لست أريدها لنفسي، قال: فلمن يا رسول الله؟ قال: لـجليبيب وجليبيب رجل من الصحابة لكنه لم يكن غنياً، ولا وجيهاً، فقال الرجل: يا رسول الله! أشاور أمها، وهذا يعني أن الأم لها رأي في الموضوع، فأتى الرجل لزوجته الأم، فأتى أمها فقال: رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب ابنتك، فقالت: نعم، ونعمت عينه، فقال: إنه ليس يخطبها لنفسه إنما يخطبها لـجليبيب ، فقالت: أجليبيب ؟! لا لعمر الله لا نزوجه، فلما أراد أن يقوم ليأتي رسول الله صلى الله عليه وسلم ليخبره بما قالت أمها، قالت الجارية: من خطبني إليكم؟ فأخبرتها أمها، قالت: أتردون على رسول الله أمره؟! ادفعوني فإنه لن يضيعني، فانطلق أبوها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبره قال: شأنك بها. فزوجها جليبيباً ، ثم خرج جليبيب رضي الله عنه في غزوة فاستشهد، فكانت هذه المرأة من النساء الخيرات اللاتي عرف عنها الخير قبل زواجها وبعد زواجها، وهذا الحديث صحيح رواه الإمام أحمد في المسند .
والشاهد هو قبول إشارة الرجل الطيب الخبير الصالح بالرجل المناسب للزوجة، هذا مما يوفر كثيراً من العناء، ولا بد للفتاة -عندما يتقدم إليها رجل- من أمرين: الاستشارة والاستخارة، والاستشارة هي مرحلة قبل الاستخارة، فإن معرفة المرأة للرأي ومعرفة ماذا يقول الناس الثقات في أمرها وأمر المتقدم إليها تساعد كثيراً في توضيح الرؤيا وفي اتخاذ القرار، ثم تكون الاستخارة في اللجوء إلى الله عز وجل.
بعض النساء تقول: هل أصلي صلاة الاستخارة مرة واحدة فقط أم أستطيع أن أصلي أكثر من مرة؟ فنقول: ذكر أهل العلم أنك تستطيعين أن تصلي أكثر من مرة صلاة الاستخارة حتى يحصل الارتياح..
أما ما يقوم به بعض الناس أو بعض الفتيات من أن تستخير لأختها أو البنت تستخير لأمها فلا أصل له في السنة، والاستخارة تكون من المرأة صاحبة الأمر، لا يستخير أحد عن أحد، وإنما يقوم بالاستخارة الرجل أو المرأة صاحبة الشأن: (إذا هم أحدكم بأمر فليركع ركعتين من غير الفريضة ...) الحديث.
ولا بد من الدخول في الحياة الزوجية بنفسية التفاؤل، لا نفسية الخوف والتشاؤم، وهنا نريد أن نذكر مشكلة بسيطة تحدث أحياناً وهي: أن هذا الخاطب أو هذه المخطوبة يكون ماضيها ليس بالحسن، ماضٍ فيه بعض المعاصي والمنكرات، وهنا تتحرج المرأة أو قد يتحرج الرجل: هل يجب عليه أن يخبر الفتاة أو أهل الفتاة بماضيه؟ ثم تقول هي في نفسها: هل يجب علي أن أخبر هذا الرجل بأنني كنت مثلاً أعاكس بالهاتف؟
فنقول: لا يشترط ذلك أبداً، وما دام ستره الله وسترها فليستر ولتستر على نفسها.. هذا إذا حصلت التوبة إلى الله، وانقطع ذلك المنكر، وتبدلت تلك الحياة السيئة بحياة طيبة صالحة، فما دامت التوبة حصلت فإنه لا يصلح أبداً ولا يشترط مطلقاً أن يصارح كلٌ منهما الآخر بما كان منه في الماضي، شيء حصل وانتهى والله يغفر ويتجاوز.
وهو عليه ألا يسمع كلام الناس فيها خصوصاً عن الماضي إذا تابت إلى الله، وهي كذلك إذا تأكدت من صلاحه واستقامته الآن، وأنه قد تاب توبة صالحة فإنها لا تسمع لكلام المجرحين فيه.
وهناك أمور قبل الزواج تكون أحياناً عقبات، مثل: المرأة الموظفة ما هو رأي الزوج في الوظيفة؟ هل يريد منها أن تترك الوظيفة أو أنه يسمح لها بالاستمرار في الوظيفة؟
المرأة تدرس في الكلية أو في الثانوية: هل يسمح الزوج لها بالاستمرار في التعليم أم لا؟
أولاً: هذه المسألة لا داعي لأن توضع .... وكثير من الناس يخطئون فيضعون شرط إكمال المرأة للوظيفة أو التعيين أو الدراسة قبل صلاح الرجل وتدينه، قبل التأكد من أي شيء، أول شيء يقال للرجل: المرأة تريد أن تعمل في الوظيفة أو تريد أن تستمر في التعليم.. وهكذا.
ولكنني أقول في نفس الوقت: إن الأمور ينبغي أن تكون واضحة من البداية، فبعض الناس يقولون: نتزوج وبعد ذلك لا نختلف، أو نزوجه ثم لا نختلف، أو هو يقول: أتزوج ثم لا أختلف. لا، ينبغي أن تكون الأمور واضحة من البداية، قد يتفق هو وإياها مثلاً على ترك الوظيفة، أو يتفق هو وإياها على الاستمرار في الوظيفة، وتفادياً لحصول الاختلافات في مسألة الراتب فإنه لا بد أن تكون الأمور واضحة أيضاً، فهو قد يتفق معها على أن تستمر في الوظيفة على أن تعطيه جزءاً من الراتب مقابل عدم تفرغها التام لشئون البيت، وإذا اصطلحت هي وإياه على أي شيء كان طيباً، وإذا شترطت هذا الشيء في العقد كان لازماً للرجل، فإذا لم تشترطه في العقد فإنه ليس بلازم، فإن له أن يمنعها من الدراسة أو الوظيفة إذا لم يكن ذلك شرطاً في العقد.
المقصود هو أن تكون المسائل واضحة حتى لا تحدث مشاكل في المستقبل، وفي الوقت الذي نقول فيه للمرأة: المهم الزواج، قدمي الزواج على أي شيء، وما دام الرجل صالحاً نقول للرجل: لا تجعلها عقبة، تزوجها ثم حاول أن تقنعها بالحسنى والتجربة -تجربة الحياة الزوجية- ستبين لها على أية حال ما هو الأصلح، وإذا كان الزوج عاقلاً والزوجة عاقلة فإنهما -إن شاء الله- لن يختلفا على أي مسألة من هذه المسائل في الغالب.
رفض الزواج برجل قد تزوج ثم طلق أو رجل عنده أولاد
لكن الحقيقة أن الرجال يختلفون فمنهم -فعلاً- من يكون طلق زوجته لأنه إنسان سيئ لا يمكن أن تعيش معه وطلبت الطلاق وطلقها، وفي بعض الأحيان يكون الرجل هو المظلوم وتكون المرأة لا يمكن أن يُعاش معها وأن يصبر عليها فطلقها لسوء في خلقها أو في دينها، فيجب هنا أن يتأكد لماذا طلق الرجل؟ فإذا كان رجلاً معروفاً بالصلاح .. معروفاً بالاستقامة وسبب الطلاق هو أنه لم يصبر منها على السوء في دين أو خلق، أو لم يتفاهما بدون أسباب شرعية، لم يحصل اتفاق، أو تقابل نفسي، فعند ذلك لا يصح أن تجعل قضية أن الرجل سبق له الزواج، وتجعل هذا الأمر عقبة في طريق قبول هذا الشخص في تقدمه لإحدى النساء، وتزداد المشكلة عندما يكون للرجل أولاد من امرأة سابقة، فبعض النساء تقول: لا أريد الرجل لا يمكن أوافق عليه، لماذا؟
تقول: عنده أولاد، أنا ما عندي استعداد أن أربي أولاد غيري، نقول: التكافل من دين الإسلام، وإذا كان الرجل طيباً وصالحاً لم يتقدم أحسن منه أو لم يتقدم أحد والمرأة قد تكون في سن متقدمة نوعاً ما، فلماذا ترفض؟
لأن عنده أولاد، أليست تؤجر على تربية أولاد زوجها ولو من امرأة أخرى؟
صحيح أن المسألة فيها إشكالات اجتماعية، صحيح أن القضية ليست مثل أن يتقدم إنسان لم يسبق له الزواج ولا يوجد عنده أولاد، لكن لا يعني أن الإنسان الذي يأتي وعنده أولاد يشطب عليه ويوضع في القائمة السوداء لمجرد أنه سبق له الزواج أو مجرد أن عنده أولاداً.
موافقة المرأة الزواج برجل عنده عيوب خَلْقية ثم ترفضه
والرجل ما دام صالحاً وذا دين وخير فإن الدين والصلاح والخلق الحسن أهم من بعض العيوب الخَلْقِيَّة، ولكن مع ذلك نقول للمرأة: أنت أعرف بنفسك، إذا كنت تعرفين بأنك لن تصبري على الحياة معه في المستقبل فلا بد من اتخاذ الموقف الصحيح من الآن.
رفض المرأة الزواج برجل متزوج
أحياناً يكون من المشاكل التي توجد على عتبة الزواج أن يتقدم شخص متزوج بامرأة أخرى، وقد يكون المتقدم إليها بلغت سناً لا بأس به، وامرأة بنصف رجل خير من امرأة بلا رجل، وامرأة بربع رجل خير من امرأة بلا رجل، ولذلك بعض الأشياء الاجتماعية الموجودة الآن مما تأثرنا به من الكفار ينبغي أن يزال، وينبغي أن تكون الحياة طبيعية كما كانت عند القدامى، ينبغي أن تكون حياة طبيعية في حالة إقدام الرجل على الزواج بامرأة أخرى، كذلك عندما يتقدم لامرأة وهي تحتاج إلى رجل ويكون عنده زوجة يجب ألا تكون الزوجة الأولى عائقاً أيضاً، ويرفض الشخص لمجرد أنه متزوج، إذا كانت المرأة المتقدم لها لم يتقدم لها شخص آخر نحن نقول: لا يشترط وليس بلازم أن كل امرأة يتقدم لها إنسان متزوج عنده زوجة لا بد أن توافق عليه، نقول: هي حرة، هي لا تريد رجلاً متزوجاً ليس هناك إشكال، لكن أحياناً لا يتقدم أحد، لا يوجد إلا هذا الرجل، فهل يُرفَض لأنه متزوج بامرأة أخرى؟
خصوصاً وأنه لا يجوز في الشرع أن تسأل الزوجة أو المخطوبة، تقول للخاطب: لا أتزوجك حتى تطلق زوجتك، هذا الشرط حرامٌ؛ لأنه عليه الصلاة والسلام نهى عن هذا، ونهى أن تسأل المرأة طلاق أختها لتكفأ ما في صفحتها، ولذلك المسألة هذه مع ما فيها من الدقة والحساسية لكن الرضا بما أنزل الله عامل مهم في حل كثير من المشاكل.
تكبر الزوجة على الزوج
نحن الآن نتكلم مع النساء ولو تكلمنا مع الرجال لقلنا كلاماً مشابهاً في تكبر الرجل على زوجته، أو ظلمه لها.
من الأمور المهمة في هذا الجانب في قضية ما قبل الزواج أو على عتبة الزواج: لا بد أن تكون المرأة المسلمة عاملاً مساعداً في تيسير الزواج وتسهيله، فمثلاً: الأهل قد يطلبون مهراً عالياً وثياباً وذهباً وخدامة.. ونحو ذلك، ينبغي أن تكون الفتاة المسلمة المتدينة عاقلة، فتقنع أهلها بأنه لا داعي لكل هذه الطلبات، وأنها لا تريد كل هذا المهر، ولا كل هذا الذهب، ولا كل هذه الثياب، خصوصاً إذا كان الزوج ليس بمستطيع ولا مقتدر، بل إنه سيستدين لأجل الوفاء بهذه الطلبات.
وهذه قصة جميلة سمعتها من رجل عن زوجته قال: في بداية الزواج عندما تقدمت طلبوا ذهباً بكذا وكذا، فقلت: لها أن تنزل إلى السوق وتختار ما تشاء، هذه الفتاة العاقلة لما نزلت إلى السوق وأهلها يقولون لها: تريدين هذا الطقم؟ فتنظر في ثمنه، فإذا كان مرتفعاً تقول: لا يعجبني، ثم يرونها طقماً آخر فتنظر في ثمنه فإن كان مرتفعاً تقول: هذا ما أعجبني.. وهكذا، حتى تصل إلى طقم معقول القيمة لا بأس بثمنه تقول: نعم، هذا هو الذي أريده، فهنا تكون الحكمة، لا بد أن تكون الفتاة عاملاً مساعداً في تيسير الزواج، الأهل لهم ضغط صحيح، وإذا صمموا ولا بد فهي قد توافق ظاهرياً وبعد الزواج تتنازل لزوجها عن أشياء مما غرمه من الديون ودفعه إليها فيرد به دينه، هذا أيضاً من العقل والحكمة.
رفض الزوج بسبب تعلق المرأة بصديقاتها
فتبدأ تكره الزوج وتكره الزواج وتقول: لا أريده، هذه المشكلة ناشئة من أسباب، منها: عدم تقدير أبعاد الأمور، وعدم الإحساس بالمسئولية، تقديم استئناس سنة أو سنتين على حياة كاملة، وأولاد وعفة، وإنشاء بيت.. إلخ، هي الآن عاشت معهن هذه الفترة فهل تضمن أنها ستعيش معهن إلى النهاية؟
ألسن سيتزوجن وينشغلن بالزوج والبيت؟ وما هو الأهم؟
هذا التفكير هو الذي يجعل الأمور ترجع وتستقر في الميزان الصحيح.
ثم إننا نقول للزوج: إن عليه ألا يقطع زوجته عن صويحباتها، ولا يحرمها من زيارتهن وصلتهن، وهو عليه الصلاة والسلام كان يسرب إلى عائشة صديقاتها يلعبن معها في بداية الزواج ليراعي نفسية زوجته.
وسبق أن تكلمنا عن موضوع التعلق الذي يحصل بشكل غير طبيعي وقد يصل إلى حدٍ غير شرعي من بعض الفتيات بزميلاتهن، فبقاء هذا التعلق يؤدي إلى كره الزوج في المستقبل؛ لأن قلبها ما زال متعلقاً بشخصيات أخرى، بشكل غير طبيعي ينتج عنه كره للزوج، وهذه حالة عسى ألا تكون ظاهرة ولا كثيرة.
اشتراط المرأة أن يكون الزوج عالماً
طيب.. هذا الرجل يمكن أن يذهب إلى أي شخص آخر ليحلها له مثلاً، وكونه قد يبحث في بعض الكتب ليأتي بالحل، هذه طريقة عقيمة وطريقة لا تدل على وعي جيد، ونقول: بعض الفتيات عندهن فرصة للقراءة والاطلاع أكثر من الرجال، فهي تمكث في البيت لفترة طويلة تتمكن فيها من القراءة واستماع الأشرطة، التلخيص، الحفظ... إلخ.
أما الشاب فقد يكون مشغولاً بالدعوة، يخرج من البيت كثيراً، لا يجلس مثلما تجلس هي، فإذاً لا داعي للشروط التعجيزية التي تدل على أن هذه الفتاة تعيش في جهة والواقع في جهة أخرى، بعض الشباب قد لا يحفظ الأربعين النووية، وهي تقول: أريد كذا وكذا، والخلاصة أن بعض الفتيات تريد رجلاً على شرط البخاري ونحن نقول: يكفي أن يكون زوجاً على شرط الحديث الصحيح.
نعم، لا بأس باستطلاع رأي الشخص المتقدم عن طريق الثقات، مثلاً: كيف عقيدته؟ ما مدى التزامه بالسنة؟ ما مدى تمسكه بالدليل، ما مدى علمه مثلاً؟ لا بأس أن يُسأل عن هذه الأمور، لكن أنه يحصل تدقيق شديد جداً في قضايا عميقة لا تقدح في التزام الشخص ولا في تدينه فهذا ليس من الحكمة في شيء.
جهل المرأة ببعض الأحكام الشرعية
أحياناً يتقدم المرأة رجل سبق له الزواج، فبعض الناس يجعلون هذا عقبة، يقولون: سبق لك الزواج وطلقت! يمكن أنك إنسان سيئ؛ لماذا طلقت؟ ولماذا لم تكمل الحياة مع زوجتك الأولى؟ ولماذا.. ولماذا؟
لكن الحقيقة أن الرجال يختلفون فمنهم -فعلاً- من يكون طلق زوجته لأنه إنسان سيئ لا يمكن أن تعيش معه وطلبت الطلاق وطلقها، وفي بعض الأحيان يكون الرجل هو المظلوم وتكون المرأة لا يمكن أن يُعاش معها وأن يصبر عليها فطلقها لسوء في خلقها أو في دينها، فيجب هنا أن يتأكد لماذا طلق الرجل؟ فإذا كان رجلاً معروفاً بالصلاح .. معروفاً بالاستقامة وسبب الطلاق هو أنه لم يصبر منها على السوء في دين أو خلق، أو لم يتفاهما بدون أسباب شرعية، لم يحصل اتفاق، أو تقابل نفسي، فعند ذلك لا يصح أن تجعل قضية أن الرجل سبق له الزواج، وتجعل هذا الأمر عقبة في طريق قبول هذا الشخص في تقدمه لإحدى النساء، وتزداد المشكلة عندما يكون للرجل أولاد من امرأة سابقة، فبعض النساء تقول: لا أريد الرجل لا يمكن أوافق عليه، لماذا؟
تقول: عنده أولاد، أنا ما عندي استعداد أن أربي أولاد غيري، نقول: التكافل من دين الإسلام، وإذا كان الرجل طيباً وصالحاً لم يتقدم أحسن منه أو لم يتقدم أحد والمرأة قد تكون في سن متقدمة نوعاً ما، فلماذا ترفض؟
لأن عنده أولاد، أليست تؤجر على تربية أولاد زوجها ولو من امرأة أخرى؟
صحيح أن المسألة فيها إشكالات اجتماعية، صحيح أن القضية ليست مثل أن يتقدم إنسان لم يسبق له الزواج ولا يوجد عنده أولاد، لكن لا يعني أن الإنسان الذي يأتي وعنده أولاد يشطب عليه ويوضع في القائمة السوداء لمجرد أنه سبق له الزواج أو مجرد أن عنده أولاداً.
كذلك من الإشكالات التي تحدث أن المرأة قد توافق على الرجل في البداية وفيه بعض العيوب -مثلاً- تكون امرأة متحمسة وتطلب صاحب الدين -مثلاً- فيكون الرجل فيه بعض العيوب الخلقية على سبيل المثال، قد يكون فيه عيب في خلقته قد يكون إنسان ضعيف ذات اليد ليس ميسوراً وهي من عائلة غنية، وقد تكون أيضاً جميلة وهو فيه عيب، ففي البداية بعض الفتيات يتحمسن فيوافقن، نقول: إذا كان الحماس صادقاً فإن الله سيوفقها وإياه، ولكن أحياناً يكون حماساً في القبول لكن دون مصارحة حقيقية للنفس، فإذا خف حماس المرأة بعد الزواج بدأت تنظر لماذا أغفلته سابقاً، وبدأت تقول: هاه هذا غير مكافئ لي، هذا غير مساوٍ لي، أنا أستحق أحسن من هذا الرجل.. وهكذا، فيجب أن تصدق المرأة مع نفسها قبل الموافقة.
والرجل ما دام صالحاً وذا دين وخير فإن الدين والصلاح والخلق الحسن أهم من بعض العيوب الخَلْقِيَّة، ولكن مع ذلك نقول للمرأة: أنت أعرف بنفسك، إذا كنت تعرفين بأنك لن تصبري على الحياة معه في المستقبل فلا بد من اتخاذ الموقف الصحيح من الآن.
هناك أمر آخر وهو أن لدى بعض النساء موقف معين من زواج الرجل بامرأة أخرى، ونحن نقول: ما دامت المرأة تقر بما أنزل الله وتعترف به فهذا هو الأساس، أما كونها يوجد عندها غيرة فهذا شيء طبيعي وقد حصل مع نساء الرسول صلى الله عليه وسلم، ولكن ينبغي ألا تتراجع المرأة تحت مصارف الغيرة فتنكر شرع الله أو تبغضه، فإن المسألة إذا وصلت إلى هذا الحد فإنه يخشى عليها من الكفر والعياذ بالله، وبعض النساء يتحمسن في البداية وتقول: أنا راضية بقضاء الله، وإذا أردت أن تتزوج أنا ما عندي مانع.. إلخ، فإذا تزوج حصلت المشاكل بعد ذلك، فيجب أن تنطلق المرأة من الإيمان بما أنزل الله في كتابه، وليقينها بأن ما فرض الله هو الخير للناس، وينبغي ألا تكون الدعوة القائمة عند البعض بأننا لا نرى مانعاً من الزوجة الثانية، وأننا لا نرى إشكالاً فيه، وأننا.. وأننا.. وبعد ذلك يحصل شيء آخر.
أحياناً يكون من المشاكل التي توجد على عتبة الزواج أن يتقدم شخص متزوج بامرأة أخرى، وقد يكون المتقدم إليها بلغت سناً لا بأس به، وامرأة بنصف رجل خير من امرأة بلا رجل، وامرأة بربع رجل خير من امرأة بلا رجل، ولذلك بعض الأشياء الاجتماعية الموجودة الآن مما تأثرنا به من الكفار ينبغي أن يزال، وينبغي أن تكون الحياة طبيعية كما كانت عند القدامى، ينبغي أن تكون حياة طبيعية في حالة إقدام الرجل على الزواج بامرأة أخرى، كذلك عندما يتقدم لامرأة وهي تحتاج إلى رجل ويكون عنده زوجة يجب ألا تكون الزوجة الأولى عائقاً أيضاً، ويرفض الشخص لمجرد أنه متزوج، إذا كانت المرأة المتقدم لها لم يتقدم لها شخص آخر نحن نقول: لا يشترط وليس بلازم أن كل امرأة يتقدم لها إنسان متزوج عنده زوجة لا بد أن توافق عليه، نقول: هي حرة، هي لا تريد رجلاً متزوجاً ليس هناك إشكال، لكن أحياناً لا يتقدم أحد، لا يوجد إلا هذا الرجل، فهل يُرفَض لأنه متزوج بامرأة أخرى؟
خصوصاً وأنه لا يجوز في الشرع أن تسأل الزوجة أو المخطوبة، تقول للخاطب: لا أتزوجك حتى تطلق زوجتك، هذا الشرط حرامٌ؛ لأنه عليه الصلاة والسلام نهى عن هذا، ونهى أن تسأل المرأة طلاق أختها لتكفأ ما في صفحتها، ولذلك المسألة هذه مع ما فيها من الدقة والحساسية لكن الرضا بما أنزل الله عامل مهم في حل كثير من المشاكل.