أرشيف المقالات

تفسير: (التائبون العابدون الحامدون السائحون الراكعون الساجدون الآمرون بالمعروف والناهون عن المنكر)

مدة قراءة المادة : 4 دقائق .
تفسير: (التائبون العابدون الحامدون السائحون الراكعون الساجدون الآمرون بالمعروف والناهون عن المنكر)

♦ الآية: ﴿ التَّائِبُونَ الْعَابِدُونَ الْحَامِدُونَ السَّائِحُونَ الرَّاكِعُونَ السَّاجِدُونَ الْآمِرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّاهُونَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَالْحَافِظُونَ لِحُدُودِ اللَّهِ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ ﴾.
♦ السورة ورقم الآية: التوبة (112).
♦ الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي: ﴿ التائبون ﴾ أَيْ: هم التَّائبون من الشِّرك ﴿ العابدون ﴾ يرون عبادة الله واجبةً عليهم ﴿ الْحَامِدُونَ ﴾ الله على كلِّ حال ﴿ السائحون ﴾ الصًّائمون ﴿ الراكعون الساجدون ﴾ في الفرائض ﴿ الآمرون بالمعروف ﴾ بالإِيمان بالله وفرائضه وحدوده ﴿ والناهون عن المنكر ﴾ الشِّرك وترك فرائض الله ﴿ والحافظون لحدود الله ﴾ العاملون بما افترض الله عليهم.
♦ تفسير البغوي "معالم التنزيل": ﴿ التَّائِبُونَ ﴾، قَالَ الْفَرَّاءُ: اسْتُؤْنِفَتْ بِالرَّفْعِ لِتَمَامِ الْآيَةِ وَانْقِطَاعِ الْكَلَامِ.
وَقَالَ الزجاج: التائبون رفع بالابتداء وَخَبَرُهُ مُضْمَرٌ الْمَعْنَى التَّائِبُونَ إِلَى آخَرِ الْآيَةِ لَهُمُ الْجَنَّةُ أَيْضًا، أَيْ: مَنْ لَمْ يُجَاهِدْ غَيْرَ مُعَانِدٍ وَلَا قَاصِدٍ لِتَرْكِ الْجِهَادِ، لِأَنَّ بَعْضَ الْمُسْلِمِينَ يَجْزِي عَنْ بَعْضٍ فِي الْجِهَادِ، فَمَنْ كَانَتْ هَذِهِ صِفَتُهُ فَلَهُ الْجَنَّةُ أَيْضًا، وَهَذَا أَحْسَنُ فَكَأَنَّهُ وَعَدَ الْجَنَّةَ لِجَمِيعِ الْمُؤْمِنِينَ كَمَا قَالَ: ﴿ وَكُلًّا وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنى ﴾ [النِّسَاءِ: 95]، فَمَنْ جعله تابعا للأول فلهم الوعد بالجنّة أيضا، وإن كان الوعد بالجنة خالصا للمجاهدين الموصوفين بهذه الصفات.
قوله: التَّائِبُونَ، أَيِ: الَّذِينَ تَابُوا مِنَ الشرك وبرئوا مِنَ النِّفَاقِ، ﴿ الْعابِدُونَ ﴾ الْمُطِيعُونَ الَّذِينَ أَخْلَصُوا الْعِبَادَةَ لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ ﴿ الْحامِدُونَ ﴾، الَّذِينَ يَحْمَدُونَ اللَّهَ عَلَى كُلِّ حَالٍ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ.
وَرَوَيْنَا عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «أَوَّلُ مَنْ يُدْعَى إِلَى الْجَنَّةِ يوم القيامة الذي يَحْمَدُونَ اللَّهَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ».
﴿ السَّائِحُونَ ﴾، قَالَ ابْن مَسْعُودٍ وَابْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: هُمْ الصَّائِمُونَ.
وَقَالَ سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ: إِنَّمَا سُمِّيَ الصَّائِمُ سَائِحًا لِتَرْكِهِ اللَّذَّاتِ كُلِّهَا مِنَ الْمَطْعَمِ وَالْمَشْرَبِ والمنكح.
وَقَالَ عَطَاءٌ: السَّائِحُونَ الْغُزَاةُ الْمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ.
رُوِيَ عَنْ عُثْمَانَ بْنَ مَظْعُونٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّهُ قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ ائْذَنْ لِي فِي السِّيَاحَةِ، فَقَالَ: «إِنَّ سِيَاحَةَ أُمَّتَيِ الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ».
وَقَالَ عِكْرِمَةُ: السَّائِحُونَ هُمْ طَلَبَةُ الْعِلْمِ.
﴿ الرَّاكِعُونَ السَّاجِدُونَ ﴾، يَعْنِي الْمُصَلِّينَ، ﴿ الْآمِرُونَ بِالْمَعْرُوفِ ﴾، بِالْإِيمَانِ، ﴿ وَالنَّاهُونَ عَنِ الْمُنْكَرِ ﴾، عَنِ الشِّرْكِ.
وَقِيلَ: الْمَعْرُوفُ السَّنَةُ وَالْمُنْكَرُ الْبِدْعَةُ.
﴿ وَالْحافِظُونَ لِحُدُودِ اللَّهِ ﴾، الْقَائِمُونَ بِأَوَامِرِ اللَّهِ.
وَقَالَ الْحَسَنُ: أَهْلُ الْوَفَاءِ بِبَيْعَةِ اللَّهِ.
﴿ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ ﴾.
تفسير القرآن الكريم

شارك الخبر

ساهم - قرآن ٣