فقه العبادات [53]


الحلقة مفرغة

المقدم: في لقائنا الماضي سألناكم عن بعض الأخطاء التي تقع في الحلق والتقصير، وذكرتم شيئاً منها: إما أن يحلق بعض الرأس ويترك بعضه، أو يقصر تقصيراً قليلاً لا يرى أثره على الرأس، فهل هناك أخطاء أخرى غير هذه الأخطاء التي تفضلتم بذكرها؟

الشيخ: الحمد لله رب العالمين، وأصلي وأسلم على نبينا محمد، وعلى آله وأصحابه أجمعين.

التحلل قبل الحلق أو التقصير

من الناس من يخطئ في الحلق أو التقصير خطأً ثالثاً، وذلك أنه إذا فرغ من السعي ولم يجد حلاقاً يحلق عنده أو يقصر ذهب إلى بيته فتحلل ولبس ثيابه ثم حلق أو قصر بعد ذلك، وهذا خطأٌ عظيم؛ لأن الإنسان لا يحل من العمرة إلا بالحلق أو التقصير؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه في حجة الوداع حين أمر من لم يسق الهدي أن يجعلها عمرة، قال: (فليقصر ثم ليحل) ، وهذا يدل على أنه لا حل إلا بعد التقصير، وعلى هذا؛ فإذا فرغ الحاج من السعي ولم يجد حلاقاً أو أحداً يقصر رأسه فليبقى على إحرامه حتى يحلق أو يقصر، ولا يحل له أن يتحلل قبل ذلك، فلو قدر أن شخصاً فعل هذا جاهلاً بأن تحلل قبل أن يحلق أو يقصر ظناً منه أن ذلك جائز فإنه لا حرج عليه؛ لجهله، ولكن يجب عليه حين يعلم أن يخلع ثيابه ويلبس ثياب الإحرام؛ لأنه لا يجوز له التمادي في الحل مع علمه بأنه لم يحل، ثم إذا حلق أو قصر تحلل.

من الناس من يخطئ في الحلق أو التقصير خطأً ثالثاً، وذلك أنه إذا فرغ من السعي ولم يجد حلاقاً يحلق عنده أو يقصر ذهب إلى بيته فتحلل ولبس ثيابه ثم حلق أو قصر بعد ذلك، وهذا خطأٌ عظيم؛ لأن الإنسان لا يحل من العمرة إلا بالحلق أو التقصير؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه في حجة الوداع حين أمر من لم يسق الهدي أن يجعلها عمرة، قال: (فليقصر ثم ليحل) ، وهذا يدل على أنه لا حل إلا بعد التقصير، وعلى هذا؛ فإذا فرغ الحاج من السعي ولم يجد حلاقاً أو أحداً يقصر رأسه فليبقى على إحرامه حتى يحلق أو يقصر، ولا يحل له أن يتحلل قبل ذلك، فلو قدر أن شخصاً فعل هذا جاهلاً بأن تحلل قبل أن يحلق أو يقصر ظناً منه أن ذلك جائز فإنه لا حرج عليه؛ لجهله، ولكن يجب عليه حين يعلم أن يخلع ثيابه ويلبس ثياب الإحرام؛ لأنه لا يجوز له التمادي في الحل مع علمه بأنه لم يحل، ثم إذا حلق أو قصر تحلل.

المقدم: بالنسبة للإحرام يوم التروية، هل هناك أخطاء يرتكبها الحجاج؟ وما علاجها؟

الشيخ: نعم هناك أخطاء في الإحرام بالحج يوم التروية، منها ما سبق ذكره من الأخطاء عند الإحرام في العمرة، وهو أن بعض الناس يعتقد وجوب الركعتين للإحرام، وأنه لا بد أن تكون ثياب الإحرام جديدة، وأنه لا بد أن يحرم بالنعلين، وأن يضطبع بالرداء من حين إحرامه إلى أن يحل.

تعمد الإحرام من المسجد الحرام

ومن الأخطاء في الإحرام للحج: أن بعض الناس يعتقد أنه يجب أن يحرم من المسجد الحرام، فتجده يتسلى ويذهب إلى المسجد الحرام ليحرم منه، وهذا خطأ؛ لأن الإحرام من المسجد الحرام لا يحل، بل السنة أن يحرم الإنسان بالحج من مكانه الذي هو نازلٌ فيه؛ لأن الصحابة الذين حلوا من إحرام العمرة بأمر النبي صلى الله عليه وسلم ثم أحرموا بالحج يوم التروية لم يأتوا إلى المسجد الحرام ليحرموا منه، بل أحرم كل إنسانٍ من موضعه، وهذا في عهد النبي عليه الصلاة والسلام، فيكون السنة للمحرم بالحج أن يكون إحرامه من المكان الذي هو نازلٌ فيه، سواءً كان في مكة أو في منى كما يفعله بعض الناس الآن، حيث يتقدمون إلى منى من أجل حماية الأمكنة لهم.

غسل ملابس الإحرام ليحرم بها

ومن الأخطاء أيضاً: أن بعض الحجاج يظن أنه لا يصح أن يحرم بثياب الإحرام التي أحرم بها في عمرته إلا أن يغسلها، وهذا ظنٌ خطأ أيضاً؛ لأن ثياب الإحرام لا يشترط أن تكون جديدةً أو نظيفة، صحيحٌ أنه كلما كانت أنظف فهو أولى، وأما أنه لا يصح الإحرام بها لأنه أحرم بها في العمرة فإن هذا ظنٌ ليس بصواب.

إذاً: هذا ما يحصل الآن من الأخطاء التي يرتكبها بعض الحجاج في الإحرام بالحج.

ومن الأخطاء في الإحرام للحج: أن بعض الناس يعتقد أنه يجب أن يحرم من المسجد الحرام، فتجده يتسلى ويذهب إلى المسجد الحرام ليحرم منه، وهذا خطأ؛ لأن الإحرام من المسجد الحرام لا يحل، بل السنة أن يحرم الإنسان بالحج من مكانه الذي هو نازلٌ فيه؛ لأن الصحابة الذين حلوا من إحرام العمرة بأمر النبي صلى الله عليه وسلم ثم أحرموا بالحج يوم التروية لم يأتوا إلى المسجد الحرام ليحرموا منه، بل أحرم كل إنسانٍ من موضعه، وهذا في عهد النبي عليه الصلاة والسلام، فيكون السنة للمحرم بالحج أن يكون إحرامه من المكان الذي هو نازلٌ فيه، سواءً كان في مكة أو في منى كما يفعله بعض الناس الآن، حيث يتقدمون إلى منى من أجل حماية الأمكنة لهم.