فقه العبادات [48]


الحلقة مفرغة

المقدم: في لقائنا الماضي سألنا عن الأخطاء التي تقع في الإحرام، وأيضاً في دخول الحرم، وتحدثتم عن التلبية والأخطاء التي تقع في التلبية، يعني: الناس لا يرفعون بها أصواتهم، أو يلبون تبعياً وهذا خلاف السنة، بقي علينا أن نعرف الأخطاء التي تأتي عند دخول الحرم؟

الشيخ: الحمد لله رب العالمين، وأصلي وأسلم على نبينا محمد، وعلى آله وأصحابه أجمعين.

من الأخطاء التي تكون من بعض الحجاج عند دخول المسجد الحرام:

اعتقاد دخول الحرم من باب معين

أولاً: أن بعض الناس يظن أنه لابد أن يدخل الحاج أو المعتمر من باب معين في المسجد الحرام، فيرى بعض الناس مثلاً أنه لابد إذا كان معتمراً أن يأتي من الباب الذي يسمى باب الاستسقاء، وأن هذا أمر مشروع، ويرى آخرون أنه لابد أن يدخل من باب السلام، وأن الدخول من غيره يكون إثماً أو مكروهاً، وهذا لا أصل له، فللحاج والمعتمر أن يدخل من أي باب كان، وإذا دخل المسجد فليقدم رجله اليمنى وليقل ما ورد في الدخول لسائر المساجد، فيسلم على النبي صلى الله عليه وسلم ويقول: اللهم اغفر لي ذنوبي وافتح لي أبواب رحمتك.

ابتداع أدعية معينة عند دخول الحرم

ثانياً: بعض الناس يبتدع أدعية معينة عند دخول المسجد ورؤية البيت، وهذه الأدعية لم ترد عن النبي صلى الله عليه وسلم، فيدعو الله بها، وهذا من البدع، فإن التعبد لله تعالى بقول أو فعل أو اعتقاد لم يكن عليه النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه بدعة وضلالة حذر منه رسول الله صلى الله عليه وسلم.

اعتقاد أن تحية المسجد الحرام هي الطواف

وهناك شيء ثالث يخطئ فيه بعض الناس حتى من غير الحجاج، وهو أنهم يعتقدون أن تحية المسجد الحرام الطواف، بمعنى: أنه يسن لكل من دخل المسجد الحرام أن يطوف، اعتماداً على قول بعض الفقهاء في أن سنة المسجد الحرام الطواف، والواقع أن الأمر ليس كذلك، فالمسجد الحرام كغيره من المساجد التي قال فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( إذا دخل أحدكم المسجد فلا يجلس حتى يصلي ركعتين )، ولكن إذا دخلت المسجد الحرام للطواف، سواء كان الطواف طواف نسك عمرة أو حج، أو كان طواف تطوع، كالأطوفة في بعض النسك، فإنه يجزئك أن تطوف وإن لم تصل ركعتين، هذا هو معنى قولنا: إن المسجد الحرام تحيته الطواف.

وعلى هذا فإذا دخلت لغير الطواف ولكن لشرعية الصلاة أو لحضور مجلس العلم أو ما أشبه ذلك، فإن المسجد الحرام كغيره يسن فيه أن يصلي ركعتين قبل أن يجلس بأمر النبي صلى الله عليه وسلم بذلك.

هذا الذي يحضرني الآن في أخطاء الناس عند دخول المسجد الحرام.

أولاً: أن بعض الناس يظن أنه لابد أن يدخل الحاج أو المعتمر من باب معين في المسجد الحرام، فيرى بعض الناس مثلاً أنه لابد إذا كان معتمراً أن يأتي من الباب الذي يسمى باب الاستسقاء، وأن هذا أمر مشروع، ويرى آخرون أنه لابد أن يدخل من باب السلام، وأن الدخول من غيره يكون إثماً أو مكروهاً، وهذا لا أصل له، فللحاج والمعتمر أن يدخل من أي باب كان، وإذا دخل المسجد فليقدم رجله اليمنى وليقل ما ورد في الدخول لسائر المساجد، فيسلم على النبي صلى الله عليه وسلم ويقول: اللهم اغفر لي ذنوبي وافتح لي أبواب رحمتك.