خطب ومحاضرات
/home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f800c4caaf1f6345c5d1b344c3f9ad5482181c14_0.file.audio_show.tpl.php on line 55
Warning: Attempt to read property "value" on null in /home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f800c4caaf1f6345c5d1b344c3f9ad5482181c14_0.file.audio_show.tpl.php on line 55
Warning: Trying to access array offset on value of type null in /home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f800c4caaf1f6345c5d1b344c3f9ad5482181c14_0.file.audio_show.tpl.php on line 55
/audio/162"> الشيخ محمد بن صالح العثيمين . /home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f800c4caaf1f6345c5d1b344c3f9ad5482181c14_0.file.audio_show.tpl.php on line 58
Warning: Attempt to read property "value" on null in /home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f800c4caaf1f6345c5d1b344c3f9ad5482181c14_0.file.audio_show.tpl.php on line 58
Warning: Trying to access array offset on value of type null in /home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f800c4caaf1f6345c5d1b344c3f9ad5482181c14_0.file.audio_show.tpl.php on line 58
/audio/162?sub=8879"> سلسلة فقه العبادات
Warning: Undefined array key "Rowslist" in /home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f800c4caaf1f6345c5d1b344c3f9ad5482181c14_0.file.audio_show.tpl.php on line 70
Warning: Attempt to read property "value" on null in /home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f800c4caaf1f6345c5d1b344c3f9ad5482181c14_0.file.audio_show.tpl.php on line 70
فقه العبادات [38]
الحلقة مفرغة
المقدم: في لقائنا الماضي تحدثنا عن الحج والعمرة وأيضاً شروط الحج والعمرة من حيث الإجزاء والوجوب، وبدأنا في أبرز آداب السفر للحج، وذكرتم أن هناك آداباً واجبة وآداباً مستحبة، فمن الآداب الواجبة: أن يكمل الإنسان واجبات الحج وأركانه، وأيضاً يتجنب محظورات الإحرام، وشرعتم في الآداب المستحبة، لكننا طلبنا منكم أن تكون في بداية لقائنا هذا، فنود أن تذكروا لنا أبرز آداب السفر إلى الحج من حيث الاستحباب؟
الشيخ: الحمد لله رب العالمين، وأصلي وأسلم على نبينا محمد، وعلى آله وأصحابه أجمعين.
الآداب المستحبة في سفر الحج أن يقوم الإنسان بكل ما ينبغي له أن يقوم به من الكرم بالنفس والمال والجاه من خدمة النفس وخدمة إخوانه وتحمل أذاهم والكف عن مساوئهم والإحسان إليهم، سواء كان ذلك بعد تلبسهم في الإحرام أو قبل التلبس في الإحرام؛ لأن هذه آداب عالية فاضلة تطلب من كل مؤمن في كل زمان ومكان، وكذلك الآداب المستحبة في نفس فعل العبادة كأن يأتي الإنسان بالحج على الوجه الأكمل، فيحرص على تكميله بفعل مستحباته القولية والفعلية التي ربما يتسنى لنا الكلام عليها إن شاء الله تعالى.
المقدم: طيب. ما دمنا عرفنا أيضاً الآداب الواجبة والآداب المستحبة، نود أيضاً أن نعرف ما ينبغي أن يستعد به المسلم لحجه، سواء كان قبل السفر أو في أثناء السفر؟
الشيخ: الذي ينبغي أن يستعد به المسلم في حجه وعمرته أن يتزود بكل ما يمكن أن يحتاج إليه في سفره؛ من المال والثياب والأثاث وغير ذلك؛ لأنه ربما يحتاج إليه في نفسه، أو يحتاجه أحد من رفقائه، وأن يتزود كذلك بالتقوى، وهي: اتخاذ وقاية من عذاب الله بفعل أوامر الله تعالى واجتناب نواهيه؛ لقول الله تعالى: وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُوْلِي الأَلْبَابِ [البقرة:197]، وما أكثر ما نجد من الحاجة في الأسفار، حيث يحتاج الإنسان إلى أشياء يظنها بسيطة أو يظنها هينة فلا يستصحبها معه في سفره، فإذا به يحتاج إليها أحد من رفقائه، فليكن الإنسان حزماً شهماً مستعداً لما يتوقع أن يكون وإن كان بعيداً.
المقدم: لكن أليس هناك الاستعداد المعنوي وهو غير الاستعداد المادي؟
الشيخ: الاستعداد المعنوي هو ما أشرت إليه من التقوى، فإن التقوى استعداد معنوي يستعد به الإنسان في قرارة نفسه للقاء الله تعالى ولليوم الآخر، فيحرص على أن يقوم بما أوجب الله عليه ويدع ما حرم الله عنه.
المقدم: بالنسبة للمواقيت، ما هي مواقيت الحج الزمانية؟
الشيخ: مواقيت الحج الزمانية تبتدئ بدخول شهر شوال، وتنتهي إما بعشر ذي الحجة، أو بيوم العيد، أو بآخر يوم من شهر ذي الحجة، وهو القول الراجح؛ لقول الله تعالى: الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ [البقرة:197]، وأشهر جمع، والأصل في الجمع أن يراد به حقيقته، ومعنى هذا الزمن أن الحج يقع في خلال هذه الأشهر الثلاثة، وليس يفعل في أي يوم منها، فإن الحج له أيام معلومة، إلا أن نسك الطواف والسعي إذا قلنا بأن شهر ذي الحجة كله وقت للحج، فإنه يجوز للإنسان أن يؤخر طواف الإفاضة وسعي الحج إلى آخر يوم من شهر ذي الحجة، ولا يجوز له أن يؤخرهما عن ذلك اللهم إلا لعذر، كما لو نفست المرأة قبل طواف الإفاضة، وبقي النفاس عليها حتى خرج ذي الحجة فهي إذاً معذورة في تأخير طواف الإفاضة. هذه هي المواقيت الزمنية في الحج.
أما العمرة فليس لها ميقات زمني، تفعل في أي يوم من أيام السنة، لكنها في رمضان تعدل حجة، وفي أشهر الحج اعتمر النبي عليه الصلاة والسلام، بل كل عمره في أشهر الحج، فعمرة الحديبية كانت في ذي القعدة، وعمرة القضاء كانت في ذي القعدة، وعمرة الجعرانة كانت في ذي القعدة، وعمرة الحج كانت أيضاً مع الحج في ذي القعدة، وهذا يدل على أن العمرة في أشهر الحج لها مزية وفضل؛ لاختيار النبي صلى الله عليه وسلم هذه الأشهر لها.
المقدم: لكن ما حكم الإحرام بالحج قبل دخول هذه المواقيت الزمانية؟
الشيخ: اختلف العلماء رحمهم الله في الإحرام بالحج قبل دخول أشهر الحج.
فمن العلماء من قال: إن الإحرام بالحج قبل أشهره ينعقد ويبقى محرماً بالحج، إلا أنه يكره أن يحرم بالحج قبل دخول أشهره.
ومن العلماء من قال: إنه إذا أحرم بالحج قبل أشهره، فإنه لا ينعقد ويكون عمرة، أي: يتحول إلى عمرة؛ لأن العمرة كما قال النبي عليه الصلاة والسلام: ( دخلت في الحج )، وسماها النبي صلى الله عليه وسلم الحج الأصغر، كما في حديث عمرو بن حزم المرسل المشهور، الذي تلقاه الناس بالقبول.
المقدم: أيضاً إذا عرفنا مواقيت الحج الزمانية، نود أن نعرف مواقيت الحج المكانية؟
الشيخ: المواقيت المكانية خمسة، وهي: ذو الحليفة، والجحفة، ويلملم، وقرن المنازل، وذات عرق.
أما ذو الحليفة: فهي المكان المسمى الآن بأبيار علي، وهي قريبة من المدينة، وتبعد عن مكة بنحو عشر مراحل، وهي أبعد المواقيت عن مكة، وهي لأهل المدينة، ولمن مر به من غير أهل المدينة.
وأما الجحفة: فهي قرية قديمة في طريق أهل الشام إلى مكة، وبينها وبين مكة نحو ثلاث مراحل، وقد خربت القرية، وصار الناس يحرمون بدلاً منها من رابغ.
وأما يلملم: فهو مكان في طريق أهل اليمن إلى مكة، ويسمى اليوم: السعدية، وبينه وبين مكة نحو مرحلتين.
وأما قرن المنازل: فهو جبل في طريق أهل نجد إلى مكة، ويسمى الآن: السيل الكبير، وبينه وبين مكة نحو مرحلتين.
وأما ذات عرق: فهي مكان في طريق أهل العراق إلى مكة، وبينه وبين مكة نحو مرحلتين أيضاً.
فأما الأربعة الأولى، وهي: ذو الحليفة، والجحفة، ويلملم، وقرن المنازل، فقد وقتها النبي صلى الله عليه وسلم، وأما ذات عرق، فقد وقتها النبي صلى الله عليه وسلم كما رواه أهل السنن من حديث عائشة رضي الله عنها، وصح عن عمر رضي الله عنه أنه وقتها لأهل الكوفة والبصرة حين جاءوا إليه، فقالوا: يا أمير المؤمنين، إن النبي صلى الله عليه وسلم وقت لأهل نجد قرناً، وإنها جور عن طريقنا، فقال عمر رضي الله عنه: انظروا إلى حذوها من طريقكم.
وعلى كل حال: فإن ثبت ذلك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فالأمر ظاهر، وإن لم يثبت فإن هذا ثبت بسنة عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وهو أحد الخلفاء الراشدين المهديين الذين أمرنا باتباعهم، والذي جرت موافقاته لحكم الله عز وجل في عدة مواضع، ومنها هذا، وهو أيضاً مقتضى القياس، فإن الإنسان إذا مر بميقات لزمه الإحرام منه، فإذا حاذاه صار كالمار به، وفي أثر عمر رضي الله عنه فائدة عظيمة في وقتنا هذا، وهو أن الإنسان إذا كان قادماً إلى مكة بالطائرة يريد الحج أو العمرة، فإنه يلزمه إذا حاذى الميقات من فوقه أن يحرم منه عند محاذاته، ولا يحل له تأخير الإحرام إلى أن يصل إلى جدة كما يفعله كثير من الناس، فإن المحاذاة لا فرق بين أن تكون في البر، أو في الجو، أو في البحر، ولهذا أهل البواخر التي تمر من طريق البحر فتحاذي يلملم أو رابغاً يحرمون إذا حاذوا هذين الميقاتين.
حكم الإحرام قبل المواقيت المكانية
الشيخ: حكم الإحرام قبل هذه المواقيت المكانية مكروه؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم وقتها، وكون الإنسان يحرم قبل أن يصل إليها فيه شيء من تعدي حدود الله سبحانه وتعالى، ولهذا قال النبي عليه الصلاة والسلام في الصيام: ( لا تقدموا رمضان بصوم يوم ولا يومين، إلا رجل كان يصوم صوماً فليصمه )، وهذا يدل على أنه ينبغي لنا أن نتقيد بما وقته الشرع من الحدود الزمانية والمكانية، ولكنه إذا أحرم قبل أن يصل إليها فإن إحرامه ناقص.