خطب ومحاضرات
/home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f800c4caaf1f6345c5d1b344c3f9ad5482181c14_0.file.audio_show.tpl.php on line 55
Warning: Attempt to read property "value" on null in /home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f800c4caaf1f6345c5d1b344c3f9ad5482181c14_0.file.audio_show.tpl.php on line 55
Warning: Trying to access array offset on value of type null in /home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f800c4caaf1f6345c5d1b344c3f9ad5482181c14_0.file.audio_show.tpl.php on line 55
/audio/142"> الشيخ ابو بكر الجزائري . /home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f800c4caaf1f6345c5d1b344c3f9ad5482181c14_0.file.audio_show.tpl.php on line 58
Warning: Attempt to read property "value" on null in /home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f800c4caaf1f6345c5d1b344c3f9ad5482181c14_0.file.audio_show.tpl.php on line 58
Warning: Trying to access array offset on value of type null in /home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f800c4caaf1f6345c5d1b344c3f9ad5482181c14_0.file.audio_show.tpl.php on line 58
/audio/142?sub=113"> هذا الحبيب يا محب
Warning: Undefined array key "Rowslist" in /home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f800c4caaf1f6345c5d1b344c3f9ad5482181c14_0.file.audio_show.tpl.php on line 70
Warning: Attempt to read property "value" on null in /home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f800c4caaf1f6345c5d1b344c3f9ad5482181c14_0.file.audio_show.tpl.php on line 70
هذا الحبيب يا محب 118
الحلقة مفرغة
الحمد لله، نحمده تعالى ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، أرسله بالحق بشيراً ونذيراً بين يدي الساعة، من يطع الله ورسوله فقد رشد، ومن يعص الله ورسوله فلا يضر إلا نفسه ولا يضر الله شيئاً. أما بعد:
ها نحن في أحداث السنة الحادية عشرة وهي أحداث جسام، وأعظمها: وفاة الحبيب صلى الله عليه وسلم.
قال: [أسماء الذات المحمدية] نريد أن نعرف أسماء رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهذه المعرفة واجبة، فإذا سئلت: من نبيك؟ تقول: لا أدري، وهذا لا يصح أبداً.
قال المؤلف غفر الله له ولكم ورحمه وإياكم وسائر المؤمنين: [إن لكل ذات اسماً -أو أسماء- تعرف بها] هذه طبيعة الحال، فكل ذات لها اسم أو أسماء من أجل أن تعرف بها [من بين سائر الذوات، وهذا أمر مقرر في جميع الشرائع، ومستقر في النفوس، وملازم للفطرة، ومقبول لدى العقول، وبقدر شرف الذات وسموها وكمالها تكثر أسماؤها وصفاتها] هذه لطيفة، فتكثر أسماء الذات بسبب علوها وشرفها ومنزلتها [حتى تجل عن الحصر؛ فإن لله تعالى مائة اسم إلا اسماً] أي: اسماً واحداً، وهذا الذي أطلعنا الله عليه وعلمناه، وهناك أسماء لا يعلمها إلا هو أو من شاء من عباده.
قال: [وقد ذكرت في القرآن متفرقة، وذكرت في السنة مجملة] فأسماء الله تسعة وتسعون اسماً موجودة في القرآن، لكن في سور متعددة وآيات مختلفة، وقد جاءت في السنة مجملة.
قال: [وأما الحبيب صلى الله عليه وسلم فإن له خمسة أسماء، وليس هذا لغيره من سائر إخوانه الأنبياء فضلاً عمن دونهم] أي: ما أعطي نبي خمسة أسماء إلا نبينا صلى الله عليه وسلم [وقد جاء ذكر أسمائه الخمسة في حديث مالك في موطئه وهي] أي: الأسماء الخمسة، وهيا لنحفظها [محمد، أحمد، المقفي، العاقب، الحاشر] وأكثرنا يعرف محمداً وأحمد، ويبقى ثلاثة: المقفي، العاقب، الحاشر. فالمقفي أي: الذي قفى الأنبياء كلهم وجاء بعدهم، فهو مقفيهم، وهو العاقب الذي يحشر الناس على عقبه من ورائه وهو أمامهم، أو الذي هو عقب الأنبياء، والحاشر هو الذي يحشر الناس وراءه، فيقودهم إلى ساحة فصل القضاء.
قال: [وأما صفاته صلى الله عليه وسلم مثل نبي الرحمة، نبي الملحمة، نبي التوبة، فهي كثيرة جداً ويطول ذكرها، وقد كتب قدر منها في الجدار القبلي لمسجده صلى الله عليه وسلم] أي: كتبت هذه الصفات في الجدار القبلي للمسجد النبوي [وما كان ينبغي أن تكتب أسماؤه وصفاته على الجدران والحيطان، وإنما على ألواح الذهب، ولكن أكثر الناس لا يعلمون] هذه لطيفة، فلا يجوز أن نكتبها على الجدار، فقد يسقط ويبولون عليه، أما ألواح الذهب فنعم، ولكن أكثر الناس لا يعلمون.
قال: [ما له علاقة بالذات المحمدية] هنا نريد أن نعرف ما له علاقة بذات نبينا صلى الله عليه وسلم، وذلك [كالزوجات والأولاد والموالي والممتلكات له كالمراكب وأنواع السلاح] وكل ذلك حتى نعرف نبينا معرفة وافية كاملة.
قال: [أولاً: أزواجه صلى الله عليه وسلم] والأزواج جمع زوج لا زوجة، وخيفة أن يغلط الناس قلنا: زوجة بالهاء، وإلا فالزوج ذكر والزوج أنثى، وأنت كفرد تكون زوجاً إذا انضم إليك آخر، فأنت زوج، وهو زوج.
قال: [أجمل ابن الكلبي -كما ذكر ذلك ابن الأثير - القول في زوجات رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: تزوج النبي صلى الله عليه وسلم خمس عشرة امرأة، ودخل بثلاث عشرة منهن، وجمع بين إحدى عشرة منهن، وتوفي صلى الله عليه وسلم عن تسع منهن رضي الله عنهن] فمجمل أزواجه خمس عشرة، واللاتي بنى بهن ثلاث عشرة، واللاتي توفي وهن في حجراته تسع نسوة.
قال: [وتفصيل ذلك كالآتي] فلنستمع [تزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم أول من تزوج خديجة بنت خويلد ] رضي الله تعالى عنها، فأحبوها بحب نبيكم لها [وكانت قبل] أي: قبل أن يتزوجها الرسول صلى الله عليه وسلم [تحت عتيق بن عائذ بن عبد الله بن مخزوم ، فمات عنها وتزوجها بعده أبو هالة بن زرارة بن النباش التميمي ، فولدت له هند بن أبي هالة ، ثم مات عنها فتزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم] أي: أن خديجة تزوجت أول مرة ثم مات زوجها أو طلقها، ثم تزوجت مرة أخرى ثم مات زوجها أو طلقها، ثم تزوجها بعد ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم.
قال: [وهي أم أولاده كافة إلا إبراهيم فإنه من مارية القبطية جاريته التي أهداها إياه الملك المقوقس ملك القبط وهو بالمدينة النبوية] لأن الرسول يقول: ( واستوصوا بأهل مصر خيراً، فإن لهم ذمة ورحماً ) فـهاجر أم إسماعيل قبطية مصرية، ومارية أم إبراهيم كذلك، ولهذا قال: ( فإن لهم ذمة ورحماً ) فنحترمهم، ونستوصي بهم خيراً أيضاً.
قال: [ثم تزوج] أي: بعد خديجة [ عائشة بنت أبي بكر الصديق ، وكانت صغيرة السن، فلم يبن بها] أي: بمكة [حتى هاجر إلى المدينة المنورة وهاجرت أسرتها الكريمة] فثاني زوجاته عائشة ، تزوجها بمكة، أي: عقد فقط، فهي صغيرة عمرها سبع سنوات، ولما هاجروا وهاجرت هي ووالدها وأمها وأسرتها، وبنى بها لما بلغت العاشرة من عمرها أو التاسعة.
قال: [ثم تزوج صلى الله عليه وسلم بمكة سودة بنت زمعة وهي ثيب] أي: ليست ببكر [إذ كانت تحت السكران بن عمرو أخي سهيل بن عمرو] ذاك الزعيم المعروف الذي مثل قريشاً في الحديبية رضي الله عنه [وكان قد هاجر إلى الحبشة فتنصر ومات بها كافراً] والعياذ بالله [فزوجه بها والدها زمعة بن قيس ، وخطبتها له خولة بنت حكيم امرأة عثمان بن مظعون رضي الله عنه، فدخل بها بمكة وأصدقها أربعمائة درهم.
ثم تزوج حفصة بنت عمر بن الخطاب ، وكانت قبله تحت خنيس بن حذافة السهمي ] فطلقها أو مات عنها ثم تزوجها الرسول [وأمهرها صلى الله عليه وسلم أربعمائة درهم.
ثم تزوج أم سلمة بنت أبي أمية المخزومية ، وكانت عند أبي سلمة بن عبد الأسد شهيد أحد رضي الله عنه، ثم تزوج زينب بنت خزيمة أم المساكين ] ولقبت بـأم المساكين لرحمتها بالضعفة والفقراء والمساكين [وكانت عند الطفيل بن الحارث بن عبد المطلب ، وماتت عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولم يمت في حياته من نسائه إلا هي] فهي الوحيدة التي ماتت في حياة الرسول [و خديجة قبلها] فـخديجة ماتت قبلها في مكة.
قال: [ثم تزوج جويرية بنت الحارث بن أبي ضرار الخزاعية من بني المصطلق، وكانت عند مالك بن صفوان المصطلقي ، ولم تلد له شيئاً] فتزوجها الرسول صلى الله عليه وسلم بعده، فهي سبيت مع السبي، وأعتقها ثابت بن قيس بمقابل، والرسول دفع مقابل العتق وتزوجها برضاها، وقد تقدمت هذه الحادثة.
قال: [ثم تزوج أم حبيبة بنت أبي سفيان بن حرب ] أخت معاوية [وكانت عند عبد الله بن جحش ، وهو من مهاجرة الحبشة وتنصر ومات بها] أي: بالحبشة [فأرسل النبي صلى الله عليه وسلم إلى النجاشي فخطبها عليه وتزوجها وهي بالحبشة، وتولى عقد نكاحها خالد بن سعيد بن العاص ، ودفع مهرها النجاشي، وكان أربعمائة دينار، واسم أم حبيبة رملة .
ثم تزوج زينب بنت جحش ، وكانت عند زيد بن حارثة مولاه، فزوجه الله تعالى بها، وبعث في ذلك جبريل، فكانت رضي الله تعالى عنها تفخر على نساء رسول الله صلى الله عليه وسلم وتقول: أنا أكرمهن ولياً وسفيراً] فالسفير جبريل، والولي هو الله رب العالمين [وهي أول من توفي من زوجات الرسول صلى الله عليه وسلم بعد وفاته، فقد توفيت في خلافة عمر رضي الله عنهما وأرضاهما، ثم تزوج صفية بنت حيي بن أخطب النضرية] أي: من بني النضير [وكانت قبله عند سلام بن مشكم فمات عنها، وخلفه عليها كنانة بن الربيع بن أبي الحقيق] اليهودي [فقتل في خيبر، ثم أعتقها رسول الله صلى الله عليه وسلم وتزوجها؛ لأنها كانت من سبي خيبر] هذه صفية .
قال: [ثم تزوج ميمونة بنت الحارث الهلالية ، وكانت قبله تحت عمير بن عمرو الثقفي ، ثم تزوجها بعد عمير أبو زهير بن عبد العزى ، ثم تزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم بعده، وهي خالة عبد الله بن عباس رضي الله عنهما، تزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم في عمرة القضاء، عقد عليها بمكة بعد التحلل من العمرة، وبنى بها بسرف] وماتت أيضاً بسرف رضي الله عنها [كما تقدم بيانه في عمرة القضاء].
قال: [ثم تزوج شراف بنت خليفة الكلبي ، وتوفيت قبل أن يبني بها] أي: ما دخل بها [وهي أخت دحية بن خليفة الكلبي رضي الله عنه، ثم تزوج امرأة من بني كلاب وتوفيت قبل البناء بها.
ثم تزوج الشنباء بنت عمرو الغفارية ، فلما مات ابنه إبراهيم قالت: لو كان نبياً ما مات ولده، فطلقها] أي: لما مات إبراهيم في السنة الأولى من ولادته قالت لجهلها: لو كان نبياً ما يموت ولده، فقال لها: التحقي بأهلك، أي: طلقها.
قال: [ثم تزوج عربة بنت جابر الكلابية ، فلما قدمت عليه صلى الله عليه وسلم استعاذت بالله منه، ففارقها وقال: ( منيع عائذ الله )] فاستعاذت بالله من الرسول، فقال: منيع عائذ الله، فاذهبي إلى أهلك.
قال: [ثم تزوج العالية بنت ظبيان فبنى بها، ثم فارقها وردها إلى أهلها لعلة كانت بها] وهي البرص، ولهذا إذا تزوج المرء امرأة ووجد فيها علة حقيقية فله أن يفارقها ويطلقها، ولكن المهر لها.
قال المؤلف: [المذكورات هن النسوة اللاتي تزوجهن رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكرناهن تفصيلاً لا إجمالاً. وأما السراري فلم يكن له صلى الله عليه وسلم سوى مارية بنت شمعون القبطية وريحانة بنت زيد القرظية أو النضرية] فقط، فما عنده مملوكات، فـمارية القبطية أهداها إياه ملك مصر، وكذلك ريحانة .
قال: [ومما ينبغي أن يقال هنا ويعلم ] أي: بعد ما سمعنا الذي سمعناه [أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يتزوج بكراً قط إلا عائشة رضي الله عنها] ونفهم من هذا أنه لو كانت الغريزة الجنسية هي الدافعة للنبي صلى الله عليه وسلم فما كان ليتزوج العجائز، ووالله ما كان يتزوجهن إلا إكراماً لهن ومراعاة لآبائهن أو إخوانهن، وليس للغريزة، ولنتأمل هذا.
أما عائشة فقد زوجه أياها أبو بكر وأمها، فما إن ماتت خديجة وحتى يطمئنون قلبه ويروحون على نفسه زوجوه عائشة.
قال: [وكان زواجه بها إكراماً لوالدها الصديق الوفي والأخ الصادق الأخوة، الذي آزره منذ اللحظات الأولى في دعوته وحمل رسالته، وبهذا يتبين بوضوح لذوي العقول والبصائر] ماذا يتبين لهم؟ [أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يتزوج امرأة من نسائه الثلاث عشرة اللائي بنى بهن لمجرد الرغبة في الاتصال الجنسي، وإنما كان لأهداف سامية وغايات شريفة لم يَسْمُ إليها] أي: هذه الغايات والمراتب العالية [غير الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم. فقد تزوج خديجة بعد رغبتها في الزواج منه لتكون قاعدة دعوته، وأمينة سره، ومأوى نفسه عند اشتداد الخوف به وحلوكة الأيام والليالي عليه] كما عانى رسول الله في مكة.
قال: [وتزوج أم حبيبة وأم سلمة وسودة وميمونة وأم المساكين وهن أرامل مرملات؛ إيواء لهن لما فقدن أزواجهن، ولما أصابهن من عذاب واضطهاد في ذات الله تعالى. وزوجه ربه تبارك وتعالى زينب بنت جحش وهو كاره لذلك خاشٍ من أن يقول الناس: محمد تزوج امرأة زيد الذي تبناه] أما قال تعالى: زَوَّجْنَاكَهَا لِكَيْ لا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ [الأحزاب:37] .
قال: [وتزوج حفصة بنت عمر الثيب؛ إكراماً لـعمر وتحقيقاً لرغبته في أن تكون بنته في بيت النبوة الطاهر، وتصبح حفصة بنت عمر من أمهات المؤمنين.] فقد كان عمر يرغب في أن تكون ابنته حفصة في بيت النبوة، وهل يوجد مؤمن لا يرغب في هذا؟! فيا ليت أمهاتنا كلنا عنده [وإذا لم يكرم الرسول صلى الله عليه وسلم عمر بن الخطاب من أصحابه فمن يكرم إذاً؟
وتزوج صفية وجويرية مسحاً لدموعهما وإذهاباً لحزنهما لموت زوجيهما في معركة قتال دارت بين رسول الله صلى الله عليه وسلم وبين رجالهما. وهكذا ما تزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم لغير الله] وكيف لا وهو وقف على الله، فالحياة والموت كلها لله [ولا بدون إذن من الله ورضا الله] أي: ما تزوج إلا بإذن الله، ورضا الله كذلك.
قال: [ألا قاتل الله الطاعنين في الكمال المحمدي] فالعنوهم [وقطع ألسنة الجاهلين ببغاوات أعداء الإسلام من يهود ونصارى ومجوس ومشركين الذين يهرفون بما لا يعرفون] أي: قالوا: كيف يتزوج نبيك تسع؟
إذاً عدد الأزواج خمس عشرة، وبنى بثلاث عشرة، واللتان ما بنى بهما طلقهما قبل البناء وبعد العقد، وأول زوجاته هي خديجة ، وزوجته التي عقد الله لها النكاح هي زينب بنت جحش من أجل إبطال ما عرف وتعارفوا عليه بالتبني، فمحمد صلى الله عليه وسلم تبنى زيد بن حارثة الذي أهدته له خديجة ، فهو عبد لـخديجة ، فلما أحسن إليه تبناه في مكة وأعلن عن ذلك، وكان التبني شائعاً بين العرب، فأراد الله أن يبطل هذه العادة.
لكن من يقوى على أن يتزوج امرأة ابنه؟ فبدأ الله برسوله؛ لأنه أقدر على هذا منهم، فخطبها لـزيد مولاه، فتزوجها زيد وبذلك بطل التبني، ثم بعد ذلك ما أطاق زيد العيش مع هذه الشريفة، وقد كان أخوها عبد الله بن جحش بطل الأبطال، وأول غاز غزا بسرية، فما أطاق فكان يشكو إلى الرسول: يا رسول الله! ما أطيق الحياة مع هذه، فيقول له: اصبر، كما قال تعالى: أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّهَ وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَاهُ فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِنْهَا وَطَرًا زَوَّجْنَاكَهَا لِكَيْ لا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْوَاجِ أَدْعِيَائِهِمْ إِذَا قَضَوْا مِنْهُنَّ وَطَرًا [الأحزاب:37] فهذه زينب أم المؤمنين، وهي أمنا، وهي خير من ألف أم لنا، وهذا الشرف كيف نحصل عليه بدون لا إله إلا الله محمد رسول الله؟ الحمد لله.
قال: [أولاده صلى الله عليه وسلم: إن النبي صلى الله عليه وسلم مثله مثل غيره من أنبياء الله ورسله، إذ كانت لهم أزواج، وكان لهم أولاد من بنين وبنات] أليس كذلك؟ [وهذا من الكمال لا من النقصان، قال تعالى: وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلًا مِنْ قَبْلِكَ وَجَعَلْنَا لَهُمْ أَزْوَاجًا وَذُرِّيَّةً [الرعد:38]. وقال تعالى في خطابه إياه صلى الله عليه وسلم: فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهِ [الأنعام:90]] أي: اقتد بالأنبياء من قبلك، فإن لهم أزواجاً، وبنون، وبنات، وأولاد.
قال: [ومن هنا تزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم ما سبق بيانه من النساء اللائي شرفهن الله تعالى بصحبة نبيه وخليله محمد صلى الله عليه وسلم، إلا أنه لم ينجب من نسائه إلا اثنتان] فلم ينجب من نساء الرسول إلا اثنتان فقط [هما: خديجة بنت خويلد الأسدية القرشية ، ومارية بنت شمعون القبطية المصرية] فـخديجة أنجبت كل أولاد الرسول من بنين وبنات، ومارية القبطية أنجبت واحداً اسمه إبراهيم ، فقد سماه على جده.
لكن هل ما زال الأقباط يسمون شمعون في مصر إلى الآن؟
أظن أنه في لبنان ما زال اسم شمعون موجوداً، فهي تسمية نصرانية قديمة، ومعنى شمعون جاء من الشمعة، فهي تنير وتضيء.
قال: [فـخديجة أنجبت من الذكور: القاسم وعبد الله والطيب أو الطاهر، وماتوا صغاراً] وقلنا: (والطيب أو الطاهر ) للخلاف بين أهل العلم، أما القاسم فلا شك فيه، وبه كني أبو القاسم صلى الله عليه وسلم، قال: (و عبد الله والطيب أو الطاهر ) فإما عبد الله الطيب أو عبد الله الطاهر ، فـعبد الله هو الطيب أو الطاهر ، أي: هو واحد منهما، فهم ثلاثة أبناء من خديجة .
قال: [لم يبلغ الحنث منهم أحد، وماتوا ودفنوا بمكة قبل الهجرة] وتعرفون ذاك الوعد الصادق: ( من مات له ثلاثة أولاد وصبر شفعن له ودخل الجنة )، وأول من ابتلي فينا هو رسول الله، فثلاثة أولاد له ماتوا في مكة قبل الحنث وهم أطفال.
قال: [وأنجبت من الإناث: زينب ورقية وأم كلثوم وفاطمة ، وكلهن كبرن وتزوجن. فـزينب تزوجت من أبي العاص بن الربيع ، ورقية وأم كلثوم تزوجهن عثمان بن عفان رضي الله عنه واحدة بعد واحدة] فماتت الأولى ثم تزوج الثانية، ولهذا يلقب بـذي النورين ؛ لأنه تزوج بنتي رسول الله صلى الله عليه وسلم، فذو النورين عثمان بن عفان.
قال: [وتوفاهن الله تعالى عنده] أي: عند عثمان [و فاطمة تزوجها علي بن أبي طالب ، وأنجبت الحسن والحسين ، وهما أصل الأشراف في العالم الإسلامي إلى اليوم وبعد اليوم؛ إذ بارك الله تعالى في نسلهما كرامة الله لآل البيت.
ومارية القبطية أنجبت إبراهيم، ومات وهو رضيع لم يفطم بعد، ودفن بالبقيع، كما دفنت كل من أم كلثوم ورقية بالبقيع، وكذا فاطمة رضي الله عنها] ويقول بعضهم: إنها مدفونة في حجرتها، والصحيح أنها في البقيع، وإنما غسلها علي رضي الله عنه بنفسه، وماتت بعد وفاة الرسول بأشهر، وهي أول من مات من أهله بعده.
قال: [موالي الحبيب صلى الله عليه وسلم: إن المراد من الموالي: أولئك الأرقاء الذين أعتقهم رسول الله صلى الله عليه وسلم وشرفوا بخدمته يوماً من الدهر، وهذه قائمة بأسمائهم:
أولاً: زيد بن حارثة الكلبي وولده أسامة بن زيد ، وهما الحب وابن الحب لرسول الله صلى الله عليه وسلم.
ثالثاً: ثوبان ، ويكنى بـأبي عبد الله أصابه من السراة، سكن حمص بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم ومات بحمص.
شقران ، واسمه صالح ، قيل: إنه من الحبشة، وقيل: من الفرس، وغالب الظن أنه من الفرس الذين كانوا يسكنون اليمن من بقايا الجيوش التي دخلت اليمن من الفرس في الجاهلية قبل الإسلام كما تقدم بيانه في هذه الرسالة.
أبو رافع ، واسمه إبراهيم القبطي كان لآل العباس فأسلم، ووهبه العباس لرسول الله صلى الله عليه وسلم فأعتقه وزوجه فأنجب أولاداً، وكان ينحت القداح] هذه مهنته [وكان كاتباً، واستكتبه علي رضي الله عنه] أي: جعله كاتباً عنده في الدولة.
قال: [سلمان الفارسي الأصبهاني ، كان مملوكاً في آخر أيامه قبل الإسلام ليهودي، فكاتب اليهودي، وأعانه الرسول صلى الله عليه وسلم حتى عتق.
سفينة ، وكان لـأم سلمة فأعتقته، واشترطت عليه خدمة رسول الله صلى الله عليه وسلم مدة حياته، فقبل بالشرط ونفذه، فخدم رسول الله صلى الله عليه وسلم وشرف بذلك، ويا ليتني كنت أنا وأمي وأولادي خدماً لرسول الله صلى الله عليه وسلم مدة حياته] أما تتمنون هذا؟ يا ليتنا.
قال: [أنسة ، ويكنى أبا مشرح وهو من مولدي السراة، وكان يأذن على رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا جلس، توفي في حياة أبي بكر رضي الله عنه] أي: كان بواباً للرسول صلى الله عليه وسلم.
قال: [أبو كبشة ، واسمه سليم ، اشتراه الرسول صلى الله عليه وسلم وأعتقه، وشهد بدراً والمشاهد كلها، وتوفي يوم استخلف عمر رضي الله عنه وأرضاه.
رويفع ، ويكنى أبا مويهبة ، كان من مولدي مزينة، اشتراه النبي صلى الله عليه وسلم وأعتقه.
رباح الأسود ، وكان يأذن على رسول الله صلى الله عليه وسلم في المجلس، وهو الذي أخذ الإذن لـعمر حتى دخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم أيام آلى من نسائه.
فضالة اليماني نزل الشام.
مدعم ، قتل بوادي القرى بسهم عائر، أي: بسهم لا يعرف من رماه به.
أبو ضميرة ، قيل: كان من الفرس، أصابه رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض الوقائع وأعتقه.
يسار ، وكان نوبياً، أصابه رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض غزواته فأعتقه، وهو الذي قتله العرنيون الذين أغاروا على لقاح النبي صلى الله عليه وسلم.
مهران مولاه، حدث عن النبي صلى الله عليه وسلم.
حنين مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وهو جد إبراهيم بن عبد الله بن حنين ، كان يخدم رسول الله صلى الله عليه وسلم ويوضئه، ثم وهبه رسول الله صلى الله عليه وسلم لعمه العباس فأعتقه.
زيد أبو يسار راوي حديث: ( من قال: أستغفر الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه غفر له وإن كان فر من الزحف )] فـأبو يسار روى حديث رواه أبو داود والترمذي وفيه: ( من قال: أستغفر الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه غفر له وإن كان قد فر من الزحف )، والفرار من الزحف صاحبه هالك، فقوله: (أستغفر الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه) اجعلوها ورداً على الأقل ثلاث مرات بعد كل صلاة.
قال: [كركرة ، كان على ثقل النبي صلى الله عليه وسلم في بعض غزواته، ومات وهو غال -سارق- عباءة، فقال صلى الله عليه وسلم: ( هو في النار )] وهو في النار.
قال: [كيسان راوي حديث: ( إنا أهل بيت نهينا أن نأكل الصدقة ) رواه البغوي] أي: نهانا ربنا أن نأكل الصدقة، يعني: آل البيت.
قال: [أبو بكرة نفيع الثقفي ، تدلى ببكرة من حصن الطائف، فأعتقه الرسول صلى الله عليه وسلم مع أعبد كانوا معه، وطالب أهل الطائف بهم بعد إسلامهم، فلم يردهم الرسول صلى الله عليه وسلم إليهم وقال: ( هم عتقاء الله )].
نكتفي بهذا، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه.