فتاوى نور على الدرب [735]


الحلقة مفرغة

السؤال: أيهما أفضل الدراسة لكي ينال الشخص الشهادة, أم التعليم الديني فقط, وحفظ القرآن, ودروس العقيدة, وجهونا في ضوء هذا السؤال؟

الجواب: يمكن للإنسان أن يجمع بين هذا وهذا, فيقرأ في المدارس والمعاهد والكليات النظامية, ويقرأ على المشايخ في المساجد, ويحفظ القرآن, ولا منافاة. وفي الوقت الحاضر أرى أنه لابد من أن ينال الإنسان الشهادة؛ لأن الوظائف الآن أصبح ميزانها تلك الشهادات, ولا يمكن أن يتوصل الإنسان إلى منزلة ينفع بها المسلمين النفع المطلوب إلا بالشهادات, حتى يتمكن من أن يكون مدرساً في المعاهد والمدارس والجامعات, يتمكن أن يكون قاضياً من القضاة, يتمكن أن يكون عضواً في هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر, المهم أن المجالات الآن أصبحت مبنية على الشهادة, والإنسان إذا طلب العلم لينال الشهادة لهذا الغرض. أي: لينفع المسلمين بما يحصل له من الوظائف, فإن هذه النية لا تقدح في الإخلاص؛ لأنه اتخذ هذه الشهادة وسيلة وذريعة لنيل أمر مقصود شرعي.

السؤال: ما حكم من يأمر أبناءه بالصلاة من سن التمييز حتى يبلغوا سن الخامسة عشرة, وبعد ذلك لا يستجيب هؤلاء الأطفال أو الأبناء لآبائهم, فبماذا توجهون الآباء نحو هذه المسئولية في المحافظة على الصلاة؟

الجواب: إني أظن أن من أتقى الله عز وجل, واتبع هدي النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم وإرشاده في أمر أولاده من ذكور وإناث في الصلاة لسبع وضربهم عليها لعشر, وسأل الله لهم الهداية, لا أظن أن الله عز وجل يخيبه في أولاده, وأنهم سيستقيمون, لكن المشكل أن بعض الناس يهمل هذه الأمانة, ولا يبالي بها صلى أولاده أم لم يصلوا, صلحوا أم فسدوا, استقاموا أم جاروا, ثم إذا كبروا عوقب بعقوقهم إياه؛ لأنه لم يتق الله فيهم, فلم يتقوا الله فيه, فلا أظن أن أحدا اتقى الله في أولاده, وسلك سبيل الشريعة في توجيههم إلا هدى الله سبحانه وتعالى أولاده.

السؤال: حديث الشريد بن سويد رضي الله عنه قال: ( أمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا جالس هكذا, وقد وضعت يدي اليسرى خلف ظهري, واتكأت على إليتي فقال: أتقعد قعدة المغضوب عليهم ). رواه أبو داود نرجو شرح الحديث؟

الجواب: الحديث معناه واضح, يعني: أن الإنسان لا يتكئ على يده اليسرى, وهي خلفه جاعلاً راحته على الأرض.

مداخلة: يقول: إذا قصد الإنسان أيضاً بهذه الجلسة الاستراحة, وعدم تقليد اليهود, هل يأثم بذلك؟

الشيخ: إذا قصد هذا فليجعل اليمنى معها ويزول النهي.

السؤال: ما رأي فضيلتكم في زيارة المرأة لقبر المصطفى صلى الله عليه وسلم؟

الجواب: اختلف أهل العلم رحمهم الله في هذه المسألة, فمنهم من قال: إنه يحرم عليها أن تزور قبر النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم؛ لأن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم لعن زائرات القبور, ومنهم من قال: لا بأس بذلك؛ لأنها وإن وقفت عند الحجرة, فإنها لم تزر القبر, إذ بينها وبين القبر جدران ثلاثة, فهي لم تصل إليه, وغاية ما هنالك أنها وقفت حول القبر, وأرى أن المسألة ما دامت قد اختلف فيها العلماء, ولم يؤثم أحد من العلماء المرأة إذا لم تزر قبر النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم, أرى ألا تزور القبر.

أولاً: أن هذا وإن كان بينها وبين القبر هذه الجدران تسمى عند الناس زيارة.

وثانياً: ما دام العلماء مختلفين في هذه المسألة, منهم من يقول: تأثم. ومنهم من يقول: لا تأثم أو تؤجر. فالسلامة أسلم, وهي إذا سلمت على النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم في أي مكان من الأرض, فإن سلامها يبلغ النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم.

السؤال: هل التسبيح بعد الصلاة يجب أن يكون في نفس المكان الذي يصلي فيه الشخص, تقول: لأني امرأة متزوجة ولي أولاد فلا أستطيع أن أجلس حتى أكمل التسبيح, فأكمله وأنا أقوم بشأن أفراد أسرتي؟

الجواب: لا يشترط في الذكر خلف الصلوات أن يكون في المكان. قال الله عز وجل: فَإِذَا قَضَيْتُمُ الصَّلاةَ فَاذْكُرُوا اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِكُمْ [النساء:103].

وقال عز وجل: في صلاة الجمعة فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلاةُ فَانتَشِرُوا فِي الأَرْضِ وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا [الجمعة:10]. لكن أهم شيء أن يكون قلبها حاضراً عند الذكر.

السؤال: ما صحة القول بأن أول علامات الساعة الكبرى هو طلوع الشمس من مغربها؟

الجواب: هذا ليس بصحيح, طلوع الشمس من مغربها متأخر؛ لأن الدجال , ويأجوج ومأجوج, ونزول عيسى, كلها قبل طلوع الشمس من مغربها.

السؤال: كنت أجلس في أحد المجالس, وسمعت أختين لا أعرفهما تسأل إحداهما الأخرى عن حكم شرعي, فأجابتها بأنها لا تعلم عن الحكم, وكانت هذه المرأة قد سمعت حكم هذا الأمر من أحد العلماء في برنامج نور على الدرب, تقول فهل: أخبرها رغم أنها لم توجه لي السؤال؟

الجواب: خلاصة هذا السؤال: أن امرأة سألت أخرى عن حكم مسألة شرعية, فقالت: لا أدري. وكان إلى جانبهما امرأة تعرف الحكم الشرعي, فهل تخبر هذه السائلة مع أنها لم تسألها. فالجواب: نعم تخبرها؛ لأنها محتاجة. كما لو أن المرأة سألت أخرى درهماً لتشتري به خبزاً لها. فقالت: ليس معي شيء. والأخرى معها الدرهم فتعطيها، بل هذا أبلغ؛ لأنه علم شرعي. فتقول المرأة الثالثة مثلاً: إني سمعت في نور على الدرب أن هذه المسألة حكمها كذا وكذا وحينئذ تنتفع السائلة والمسئولة.

السؤال: لقد تبت إلى الله تعالى والحمد لله, وأحافظ على الصلوات الخمس في أوقاتها, ولكن عندما أبدأ في الصلاة لا أستطيع أن أخشع في صلاتي وأتذكر ما كنت أفعله قبل الصلاة أو ما سوف أفعله بعد الصلاة أو أتذكر ما كنت أفعله من ذنوب ومعاصٍ في الماضي قبل توبتي. مع العلم بأنني أستعيذ بالله من الشيطان الرجيم أكثر من ثلاث مرات, فكيف أركز في الخشوع في الصلاة, وهل هناك دعاء يقال: لرد الشيطان ووسوسته؟

الجواب: شكي إلى النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم هذا, فأمر الشاكي أن يتفل عن يساره ثلاثة مرات, مستعيذا بالله من الشيطان الرجيم. قال: ففعلت هذا فأذهب الله عني ما أجد. وعلى هذا فنقول للسائل: افعل هذا, إذا أحسست بالاستغراق في الهواجيس فاتفل عن يسارك ثلاثة مرات وقل: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم, وسوف يذهب عنك ما تجد إنشاء الله.

السؤال: سمعت من بعض الناس بأنه من اللازم أن تقصر الأظافر بعد أربعين ليلة, فنرجو من فضيلتكم إيراد النص سواء من الكتاب أو السنة يؤيد هذا القول: وهل المقصود أظافر اليدين والرجلين أم أظافر اليدين فقط؟

الجواب: الحديث عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: ( وقت لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في الشارب والإبط والعانة والأظفار ألا تترك فوق أربعين يوماً أو قال: ليلة ). فالمسألة ليست خاصة بالأظفار, بل هي في الأظفار, وفي الإبط, وفي العانة, وفي الشارب, لا تترك فوق أربعين يوماً, ومن الخطأ أن بعض النساء خاصة تبقي أظفارها تطول, وبعضهن تقص أظفارها إلا ظفر إصبع واحدة, فتبقيه حتى يكون كرأس الحربة, وكل هذا من الجهل, وإلا فأظن أن المسلم إذا علم بحكم الله ورسوله فلن يحيد عنه, المهم ألا تترك هذه الأربعة فوق أربعين يوماً.

السؤال: هل هناك أدعية استفتاح مخصصة لصلاة الفريضة وأخرى مخصصة لصلاة النافلة؟

الجواب: ليس هنالك شيء مخصص إلا صلاة الليل, فقد كان النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم يستفتحها بقوله: ( اللهم رب جبرائيل وميكائيل وإسرافيل, فاطر السماوات والأرض, عالم الغيب والشهادة أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون, اهدني لما اختلف فيه من الحق بإذنك, إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم ). والباقي يستوي فيه الفرض والنفل, فيستفتح إما بقول: ( سبحانك اللهم وبحمدك, وتبارك اسمك, وتعالى جدك, ولا إله غيرك ). وإما بقول: ( اللهم باعد بيني وبين خطاياي كما باعدت بين المشرق والمغرب, اللهم نقني من خطاياي كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس, اللهم اغسلني من خطاياي بالماء والثلج والبرد ).

مداخلة: هل يكرر دعاء الاستفتاح في صلاة الليل في كل ركعتين؟

الشيخ: نعم, دعاء الاستفتاح مشروع عند كل تكبيرة إحرام, فإذا كبرت للإحرام في فريضة أو نفل فاستفتح.




استمع المزيد من الشيخ محمد بن صالح العثيمين - عنوان الحلقة اسٌتمع
فتاوى نور على الدرب [707] 3902 استماع
فتاوى نور على الدرب [182] 3690 استماع
فتاوى نور على الدرب [460] 3640 استماع
فتاوى نور على الدرب [380] 3496 استماع
فتاوى نور على الدرب [221] 3493 استماع
فتاوى نور على الدرب [411] 3474 استماع
فتاوى نور على الدرب [21] 3432 استماع
فتاوى نور على الدرب [82] 3431 استماع
فتاوى نور على الدرب [348] 3415 استماع
فتاوى نور على الدرب [708] 3337 استماع