خطب ومحاضرات
رسالة الجهاد 2
الحلقة مفرغة
عرفتم فتح الله عليكم! أن الأعداء الذين يجب أن نجاهدهم بألسنتنا وأموالنا وأيدينا أربعة: النفس، الشيطان، الفساق، الكفار والمحاربون.
أولاً: النفس، نفسك جاهدها حتى لا تخضع للأبالسة والشياطين، وحتى تخضع للرحمن الرحيم فقط، فتحب ما يحب الله فقط، وتكره ما يكره الله، ثَمَّ تكون قد حكمتها، وسدتها، وتحكمت فيها، وجهاد النفس من أصعب أنواع الجهاد.
ثانياً: الشيطان الذي يزين أخبث الخبائث لك، كل المحرمات يزينها للناس كأنها الذهب والفضة حتى يقعوا فيها، وإن أردتم مثلاً حياً: اللواط: نزو الذكر على الذكر، هل هذا تقبله الفطرة البشرية والأخلاق الآدمية؟ لا. فكيف إذاً يقع في الأرض، وتوجد أندية في أوروبا للواط؟ الجواب كما يقول الله: وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ فَهُمْ لا يَهْتَدُونَ [النمل:24].
ثالثاً: الفساق، وهم الذين يتركون الواجبات، ويغشون المحرمات من المؤمنين والمؤمنات.
رابعاً: الكفار والمحاربون.
إذاً: عرفناهم فنجاهدهم بأموالنا وأنفسنا وألسنتنا.
والآن مع [ الفصل الثاني: في بيان كيفية جهاد الكفار والمحاربين] كان المفروض أن نقول: كيف نجاهد الكفار والمحاربين؟ هذا السؤال ضروري؛ لأننا عرفناهم أعداء، ونحن مأمورون بجهاد أعدائنا، فكيف نجاهد الكفار والمحاربين؟
قال: [ لتعلم أيها القارئ الكريم] ونحن نقول: لنعلم أيها المستمع الكريم [ أن جهاد الكفار والمحاربين يتم للمسلمين، ويصح منهم، ويثابون عليه بما أعد الله لمن يجاهد في سبيله من الرضوان والنعيم المقيم، إذ قال تعالى من سورة التوبة: الَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ أَعْظَمُ دَرَجَةً عِنْدَ اللَّهِ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ * يُبَشِّرُهُمْ رَبُّهُمْ بِرَحْمَةٍ مِنْهُ وَرِضْوَانٍ وَجَنَّاتٍ لَهُمْ فِيهَا نَعِيمٌ مُقِيمٌ * خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ [التوبة:20-22] ].
من هؤلاء؟ المجاهدون. فجهاد الكفار والمحاربين يتم للمسلمين، ويصح منهم، ويثابون عليه بما أعد الله لمن يجاهد في سبيله من الرضوان والنعيم المقيم، إذ قال تعالى في بيان ذلك: الَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ أَعْظَمُ دَرَجَةً عِنْدَ اللَّهِ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ * يُبَشِّرُهُمْ رَبُّهُمْ بِرَحْمَةٍ مِنْهُ وَرِضْوَانٍ وَجَنَّاتٍ لَهُمْ فِيهَا نَعِيمٌ مُقِيمٌ * خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ [التوبة:20-22].
قال: [ هذا هو الجهاد الموعود عليه بهذا الأجر العظيم، الجهاد الذي فرض الله تعالى على عباده المؤمنين، ويتم بأمرين:]
الأول: النية الصادقة
عرفتم هذه؟
الوطن! جاهدنا للوطن من إندونيسيا إلى موريتانيا وما أقمنا دولة إسلامية بعد ذلك؛ لأن جهادنا ما كان لله، بل كان للوطن، ووالله لا أقول هذا إلا على علم، أيما إقليم جاهدوا ليقيموا الدولة -والله- يقيموها، فهذا عبد العزيز لما جاهد أقام الدولة، سلوه، سلوا رجالاً كانوا معه -والله- ما أرادوا إلا أن يعبد الله عز وجل، وتنتهي الشركيات والأباطيل.
إذاً: الأمر الأول ما علمنا، وهو: النية الصادقة.
الثاني: أن يكون تحت راية إمام المسلمين الذي بايعته الأمة بواسطة أهل الحل والعقد
أعلم أن فيكم من سيغضب من هذا القول، ولكنه -والله- كما تسمعون، لا يحل جهاد بدون إمام قائد، بايعته أمته وصلت خلفه، وقادها إلى الإسلام كذا سنة أو كذا عام، فأصبحت أمة قادرة على الجهاد، وحينئذ ترسوا سفنهم على شاطئ بلاد الكفر ويجاهدون، لا أن يكونوا عصابات داخل المسلمين ويجاهدون، لعنة الله عليهم.
إذاً: لا بد أن يكون تحت راية إمام المسلمين الذي بايعته الأمة من قبل أهل الحل والعقد لا بالانتخابات الكاذبة اليهودية، الانتخابات باطلة، وفاجرة، وضلال، وكفر، وليست من الإسلام في شيء، فالإمام يختار بواسطة أهل الحل والعقد من العلماء وقادة الجهاد، وأشراف البلاد، وأهل التلاد من عرب وعجم.
قال: [ والجهاد يكون وراءه إن قاد المعركة هو بنفسه، أو وراء من أنابه عنه في قيادتها] ليس شرطاً دائماً أن يكون إمام المسلمين أمامنا، قد يتأخر، لكن ينيب نائباً عنه، جنرال من الجنرالات.
قال: [ والجهاد يكون وراءه إن قاد المعركة بنفسه، أو وراء من أنابه عنه في قيادتها، وهذا أمر مجمع عليه بين أهل السنة والجماعة مأخوذ من كتاب الله وهدي رسوله صلى الله عليه وسلم.
فأيما جهاد لقتال الكفار والمحاربين لم يتوفر فيه هذان الركنان فهو جهاد باطل لا أجر فيه من الله تعالى ولا مثوبة، ولا يرجى لمن قام به نصر ولا فوز لا في الدنيا ولا في الآخرة] كصلاة بلا وضوء فهي باطلة، وكصيام بلا نية باطل، وكعبادة مع الشرك باطلة.
وأما كيف تدعو وتقاتل ففي الفصل الثالث إن شاء الله غداً.
وصلى الله على نبينا محمد وآله.
استمع المزيد من الشيخ ابو بكر الجزائري - عنوان الحلقة | اسٌتمع |
---|---|
انتبه .. إنها الساعة الحاسمة | 3860 استماع |
لماذا نصوم - شرح آخر -1 | 3656 استماع |
القرآن حجة لك أو عليك | 3552 استماع |
لماذا نصوم -1 | 3494 استماع |
سر الوجود | 3489 استماع |
الأمة الوسط | 3483 استماع |
وصايا لقمان كما وردت في القرآن | 3348 استماع |
دولة الظلم ساعة ودولة العدل إلى أن تقوم الساعة | 3238 استماع |
مناسك الحج | 3190 استماع |
الذكر والشكر | 3142 استماع |