خطب ومحاضرات
/home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f800c4caaf1f6345c5d1b344c3f9ad5482181c14_0.file.audio_show.tpl.php on line 55
Warning: Attempt to read property "value" on null in /home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f800c4caaf1f6345c5d1b344c3f9ad5482181c14_0.file.audio_show.tpl.php on line 55
Warning: Trying to access array offset on value of type null in /home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f800c4caaf1f6345c5d1b344c3f9ad5482181c14_0.file.audio_show.tpl.php on line 55
/audio/1546"> الشيخ الدكتور خالد بن علي المشيقح . /home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f800c4caaf1f6345c5d1b344c3f9ad5482181c14_0.file.audio_show.tpl.php on line 58
Warning: Attempt to read property "value" on null in /home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f800c4caaf1f6345c5d1b344c3f9ad5482181c14_0.file.audio_show.tpl.php on line 58
Warning: Trying to access array offset on value of type null in /home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f800c4caaf1f6345c5d1b344c3f9ad5482181c14_0.file.audio_show.tpl.php on line 58
/audio/1546?sub=65713"> شرح صحيح مسلم
Warning: Undefined array key "Rowslist" in /home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f800c4caaf1f6345c5d1b344c3f9ad5482181c14_0.file.audio_show.tpl.php on line 70
Warning: Attempt to read property "value" on null in /home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f800c4caaf1f6345c5d1b344c3f9ad5482181c14_0.file.audio_show.tpl.php on line 70
شرح صحيح مسلم - كتاب الفضائل [6]
الحلقة مفرغة
قوله: [ باب: كثرة حيائه صلى الله عليه وسلم ].
هذا التبويب ليس من مسلم ، بل من الإمام النووي رحمه الله.
قال مسلم رحمه الله تعالى: [ حدثني عبيد الله بن معاذ ، قال: حدثنا شعبة ، عن قتادة ، سمع عبد الله بن أبي عتبة يحدث عن أبي سعيد الخدري ، ح، وحدثنا زهير بن حرب ، ومحمد بن المثنى ، وأحمد بن سنان ، قال زهير : حدثنا عبد الرحمن بن مهدي ، عن شعبة ، عن قتادة ، قال: سمعت عبد الله بن أبي عتبة يقول: سمعت أبا سعيد الخدري يقول: ( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أشد حياء من العذراء في خدرها، وكان إذا كره شيئاً عرفناه في وجهه ).
حدثنا زهير بن حرب ، وعثمان بن أبي شيبة ، قالا: حدثنا جرير ، عن الأعمش ، عن شقيق ، عن مسروق ، قال: دخلنا على عبد الله بن عمرو حين قدم معاوية إلى الكوفة، فذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: (لم يكن فاحشاً ولا متفحشاً. وقال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن من خياركم أحاسنكم أخلاقاً )، قال عثمان : حين قدم مع معاوية إلى الكوفة.
وحدثناه أبو بكر بن أبي شيبة ، قال: حدثنا أبو معاوية ووكيع ، ح، وحدثنا ابن نمير ، حدثنا أبي، ح، وحدثنا أبو سعيد الأشج ، قال: حدثنا أبو خالد يعني الأحمر ، كلهم عن الأعمش بهذا الإسناد مثله.
حدثنا يحيى بن يحيى ، أخبرنا أبو خيثمة ، عن سماك بن حرب ، قال: قلت لـجابر بن سمرة : (أكنت تجالس رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: نعم، كثيراً كان لا يقوم من مصلاه الذي يصلي فيه الصبح حتى تطلع الشمس، فإذا طلعت قام، وكانوا يتحدثون فيأخذون في أمر الجاهلية فيضحكون، ويتبسم صلى الله عليه وسلم ).
حدثنا أبو الربيع العتكي ، وحامد بن عمر ، وقتيبة بن سعيد ، وأبو كامل ، جميعاً عن حماد بن زيد ، قال أبو الربيع : حدثنا حماد ، قال: حدثنا أيوب ، عن أبي قلابة ، عن أنس قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض أسفاره وغلام أسود يقال له: أنجشة يحدو، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( يا
وحدثنا أبو الربيع العتكي ، وحامد بن عمر ، وأبو كامل ، قالوا: حدثنا حماد ، عن ثابت ، عن أنس بنحوه.
وحدثني عمرو الناقد ، وزهير بن حرب ، كلاهما عن ابن علية ، قال زهير : حدثنا إسماعيل ، حدثنا أيوب ، عن أبي قلابة ، عن أنس ، أن النبي صلى الله عليه وسلم أتى على أزواجه وسواق يسوق بهن يقال له: أنجشة ، فقال: ( ويحك يا
وحدثنا يحيى بن يحيى ، أخبرنا يزيد بن زريع ، عن سليمان التيمي ، عن أنس بن مالك ، ح، وحدثنا أبو كامل ، حدثنا يزيد ، حدثنا التيمي ، عن أنس بن مالك ، قال: كانت أم سليم مع نساء النبي صلى الله عليه وسلم وهو يسوق بهن سواق، فقال نبي الله صلى الله عليه وسلم: ( أي
وحدثنا ابن المثنى ، حدثنا عبد الصمد ، قال: حدثنا همام ، قال: حدثني همام ، قال: حدثنا قتادة ، عن أنس قال: (كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم حاد حسن الصوت، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: رويداً يا
وحدثناه ابن بشار ، قال: حدثنا أبو داود ، حدثنا هشام ، عن قتادة ، عن أنس ، عن النبي صلى الله عليه وسلم، ولم يذكر: حاد حسن الصوت ].
شدة حيائه صلى الله عليه وسلم
الحياء خلق فاضل، وهو من أخلاق الأنبياء عليهم الصلاة والسلام، ومن أخلاق المؤمنين، وهو شعبة من شعب الإيمان، والحياء خلق يبعث على فعل الجميل وترك القبيح، والنبي صلى الله عليه وسلم اتصف بهذا الوصف، بل الله سبحانه وتعالى من صفاته صفة الحياء، وهذا يدل على فضيلة هذا الخلق وهذه الصفة.
وقوله: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أشد حياء من العذراء)، العذراء هي البكر، وسميت البكر عذراء لأن عذرتها لا تزال باقية، يعني: بكارتها لا تزال باقية.
(وكان إذا كره شيئاً عرفناه في وجهه)، وهذا من شدة حيائه عليه الصلاة والسلام؛ لأن الحياء كما تقدم لنا أنه خلق يبعث على فعل الجميل وترك القبيح.
وفي هذا الحديث فضيلة هذا الخلق، وفيه أن النبي صلى الله عليه وسلم يتصف بهذا الخلق، وفيه أيضاً أن الأصل في الجارية أنها تكون على هذا الوصف؛ لقوله: (أشد حياء من العذراء في خدرها)، بل الأصل أن الجارية تكون شديدة الحياء، وعلى هذا إذا خالفت الحياء نقول: بأنها خرجت عن الأصل الذي يجب أن تكون عليه، وأن تكون فطرت عليه، ومع هذا تجد مع الأسف الشديد اليوم بسبب ضعف الإيمان، والبعد عن نور السنة، وغزو هؤلاء الكفار لنساء المسلمين، تجد اليوم أن كثيراً من نساء المسلمين خرجت عن هذا الأصل وهو الحياء، والله عز وجل قال عن ابنة شعيب : فَجَاءَتْهُ إِحْدَاهُمَا تَمْشِي عَلَى اسْتِحْيَاءٍ [القصص:25] ، فالأصل في أمر المرأة الحشمة والحياء والعفاف، وكونها تخالف هذا الأصل نقول: بأنها صادمت ما فطرت عليه.
وفيه أيضاً أن من شدة حياء النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان إذا كره شيئاً عرف في وجهه، وكراهة النبي صلى الله عليه وسلم هي الكراهة الشرعية، يعني: إذا كره شيئاً كراهة شرعية، إما لفعل محرم، أو لترك واجب ونحو ذلك، فإنه يعرف في وجهه عليه الصلاة والسلام.
ويحتمل أيضاً أن تدخل الكراهة الشخصية، يعني: الكراهة إما أن تكون كراهة شرعية، وإما أن تكون كراهة شخصية، وسيأتينا أيضاً في صفات النبي صلى الله عليه وسلم أنه ما انتقم لنفسه قط، فقد يؤذى عليه الصلاة والسلام ويكره هذا الشيء، ويعرف ذلك في وجهه عليه الصلاة والسلام، فالكراهة إما أن تكون كراهة شرعية، وإما أن تكون كراهة شخصية.
وقوله: (في خدرها)، يؤخذ منه أن الأصل في أمر المرأة أن تكون في خدرها، والأصل هو القرار في البيت.
اتصاف رسول الله صلى الله عليه وسلم بعدم الفحش والتفحش
(لم يكن فاحشاً)، الفحش قيل بأنه: البذاء، وقيل: بأن الفحش: هو الخروج أو الزيادة في الذنب والمعصية، يعني: الخروج عن الحد، والزيادة في الذنب والمعصية.
(لم يكن فاحشاً ولا متفحشاً). يعني: متعمداً للفحش لحصول الذنب والمعصية.
قال: وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن من خياركم أحسانكم أخلاقاً)، حسن الخلق كما تقدم لنا أنه بذل الندى، وكف الأذى، وطلاقة الوجه.
وحسن الخلق ينقسم إلى قسمين:
القسم الأول: فطري، فبعض الناس يفطر على حسن الخلق، من الكرم والحياء والعفاف والصدق ونحو ذلك، ومنه ما هو مكتسب، فالحلم بالتحلم، والعلم بالتعلم، فيستطيع المسلم أن يربي نفسه على الحلم والعفاف والكرم والصدق، وغير ذلك من محاسن الأخلاق، وترك رديء الأخلاق.
وفي هذا الحديث التذكير من العالم، ونقل سنة النبي صلى الله عليه وسلم، وفيه ما اتصف به النبي صلى الله عليه وسلم أنه لم يكن فاحشاً ولا متفحشاً.
وفيه أن الفحش ليس من صفات المؤمنين، وكذلك أيضاً التفحش ليس من صفات المؤمنين، بل من صفات المؤمنين حسن الخلق.
وفي ذلك حسن الخلق، وفيه أن مرتبة الخيرة تنال بحسن الخلق؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: ( إن من خياركم أحاسنكم أخلاقاً )، فهذه الخيرية تنال بعدة أسباب، ومن هذه الأسباب كون الإنسان حسن الخلق، فإذا كان الإنسان حسن الخلق، فإنه ينال مرتبة الخيرية، كما أن من أسباب نيل هذه المرتبة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ [آل عمران:110]، ومن أسباب نيل هذه المرتبة تعلم القرآن وتعليمه، ( خيركم من تعلم القرآن وعلمه ).. إلى آخره.
وفي ذلك فضيلة حسن الخلق.
قال مسلم رحمه الله تعالى: [ حدثني عبيد الله بن معاذ ، قال: حدثنا أبي، قال: حدثنا شعبة ، عن قتادة ، سمع عبد الله بن أبي عتبة يحدث عن أبي سعيد الخدري ، ح، وحدثنا زهير بن حرب ، ومحمد بن المثنى ، وأحمد بن سنان، قال زهير : حدثنا عبد الرحمن بن مهدي ، عن شعبة ، عن قتادة ، قال: سمعت عبد الله بن أبي عتبة يقول: سمعت أبا سعيد الخدري يقول: ( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أشد حياء من العذراء في خدرها ) ].
الحياء خلق فاضل، وهو من أخلاق الأنبياء عليهم الصلاة والسلام، ومن أخلاق المؤمنين، وهو شعبة من شعب الإيمان، والحياء خلق يبعث على فعل الجميل وترك القبيح، والنبي صلى الله عليه وسلم اتصف بهذا الوصف، بل الله سبحانه وتعالى من صفاته صفة الحياء، وهذا يدل على فضيلة هذا الخلق وهذه الصفة.
وقوله: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أشد حياء من العذراء)، العذراء هي البكر، وسميت البكر عذراء لأن عذرتها لا تزال باقية، يعني: بكارتها لا تزال باقية.
(وكان إذا كره شيئاً عرفناه في وجهه)، وهذا من شدة حيائه عليه الصلاة والسلام؛ لأن الحياء كما تقدم لنا أنه خلق يبعث على فعل الجميل وترك القبيح.
وفي هذا الحديث فضيلة هذا الخلق، وفيه أن النبي صلى الله عليه وسلم يتصف بهذا الخلق، وفيه أيضاً أن الأصل في الجارية أنها تكون على هذا الوصف؛ لقوله: (أشد حياء من العذراء في خدرها)، بل الأصل أن الجارية تكون شديدة الحياء، وعلى هذا إذا خالفت الحياء نقول: بأنها خرجت عن الأصل الذي يجب أن تكون عليه، وأن تكون فطرت عليه، ومع هذا تجد مع الأسف الشديد اليوم بسبب ضعف الإيمان، والبعد عن نور السنة، وغزو هؤلاء الكفار لنساء المسلمين، تجد اليوم أن كثيراً من نساء المسلمين خرجت عن هذا الأصل وهو الحياء، والله عز وجل قال عن ابنة شعيب : فَجَاءَتْهُ إِحْدَاهُمَا تَمْشِي عَلَى اسْتِحْيَاءٍ [القصص:25] ، فالأصل في أمر المرأة الحشمة والحياء والعفاف، وكونها تخالف هذا الأصل نقول: بأنها صادمت ما فطرت عليه.
وفيه أيضاً أن من شدة حياء النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان إذا كره شيئاً عرف في وجهه، وكراهة النبي صلى الله عليه وسلم هي الكراهة الشرعية، يعني: إذا كره شيئاً كراهة شرعية، إما لفعل محرم، أو لترك واجب ونحو ذلك، فإنه يعرف في وجهه عليه الصلاة والسلام.
ويحتمل أيضاً أن تدخل الكراهة الشخصية، يعني: الكراهة إما أن تكون كراهة شرعية، وإما أن تكون كراهة شخصية، وسيأتينا أيضاً في صفات النبي صلى الله عليه وسلم أنه ما انتقم لنفسه قط، فقد يؤذى عليه الصلاة والسلام ويكره هذا الشيء، ويعرف ذلك في وجهه عليه الصلاة والسلام، فالكراهة إما أن تكون كراهة شرعية، وإما أن تكون كراهة شخصية.
وقوله: (في خدرها)، يؤخذ منه أن الأصل في أمر المرأة أن تكون في خدرها، والأصل هو القرار في البيت.
قال: [ وحدثنا زهير بن حرب ، وعثمان بن أبي شيبة ، قال: حدثنا جرير ، عن الأعمش ، عن شقيق ، عن مسروق ، قال: دخلنا على عبد الله بن عمرو حين قدم معاوية إلى الكوفة، فذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: ( لم يكن فاحشاً ولا متفحشاً ) ].
(لم يكن فاحشاً)، الفحش قيل بأنه: البذاء، وقيل: بأن الفحش: هو الخروج أو الزيادة في الذنب والمعصية، يعني: الخروج عن الحد، والزيادة في الذنب والمعصية.
(لم يكن فاحشاً ولا متفحشاً). يعني: متعمداً للفحش لحصول الذنب والمعصية.
قال: وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن من خياركم أحسانكم أخلاقاً)، حسن الخلق كما تقدم لنا أنه بذل الندى، وكف الأذى، وطلاقة الوجه.
وحسن الخلق ينقسم إلى قسمين:
القسم الأول: فطري، فبعض الناس يفطر على حسن الخلق، من الكرم والحياء والعفاف والصدق ونحو ذلك، ومنه ما هو مكتسب، فالحلم بالتحلم، والعلم بالتعلم، فيستطيع المسلم أن يربي نفسه على الحلم والعفاف والكرم والصدق، وغير ذلك من محاسن الأخلاق، وترك رديء الأخلاق.
وفي هذا الحديث التذكير من العالم، ونقل سنة النبي صلى الله عليه وسلم، وفيه ما اتصف به النبي صلى الله عليه وسلم أنه لم يكن فاحشاً ولا متفحشاً.
وفيه أن الفحش ليس من صفات المؤمنين، وكذلك أيضاً التفحش ليس من صفات المؤمنين، بل من صفات المؤمنين حسن الخلق.
وفي ذلك حسن الخلق، وفيه أن مرتبة الخيرة تنال بحسن الخلق؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: ( إن من خياركم أحاسنكم أخلاقاً )، فهذه الخيرية تنال بعدة أسباب، ومن هذه الأسباب كون الإنسان حسن الخلق، فإذا كان الإنسان حسن الخلق، فإنه ينال مرتبة الخيرية، كما أن من أسباب نيل هذه المرتبة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ [آل عمران:110]، ومن أسباب نيل هذه المرتبة تعلم القرآن وتعليمه، ( خيركم من تعلم القرآن وعلمه ).. إلى آخره.
وفي ذلك فضيلة حسن الخلق.
قال: [وحدثنا يحيى بن يحيى ، قال: أخبرنا أبو خيثمة ، عن سماك بن حرب ، قال: قلت لـجابر بن سمرة : (أكنت تجالس رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: نعم كثيراً، كان لا يقوم من مصلاه الذي يصلي فيه الصبح حتى تطلع الشمس، فإذا طلعت قام، وكانوا يتحدثون فيأخذون في أمر الجاهلية فيضحكون ويتبسم)].
في هذا مشروعية الجلوس في المصلى بعد صلاة الصبح إلى أن تطلع الشمس، وهذا من هدي النبي صلى الله عليه وسلم، وفيه إثبات صلاة الجماعة، وفيه أيضاً أنه إذا طلعت الشمس فإن الإنسان يقوم، يعني: يجلس إلى أن تطلع الشمس.
وفي هذا أيضاً الحديث في الأمور المباحة في المسجد، وأن هذا جائز ولا بأس به، وسبق أن قسمنا ما يتعلق بالحديث في المسجد، وأنه ينقسم إلى أقسام:
القسم الأول: الحديث في الأمور المحرمة أو المكروهة، هذا أمره ظاهر، فالمحرم محرم، والمكروه مكروه.
والقسم الثاني: ما يتعلق بالعقود، من بيع وشراء وإجارة وشركة، والعقود التي يقصد منها الكسب والتجارة، هذه لا تجوز في المسجد.
القسم الثالث: ما يتعلق بالعقود التي لا يقصد منها الكسب والتجارة، كعقد النكاح، فهذا العلماء رحمهم الله يقولون: يسن أن يكون في المسجد؛ لكن السنية هذه لا دليل عليها؛ لكن أقل شيء أن نقول: بأنه مباح في المسجد.
القسم الرابع: الكلام بأمر الدنيا، كأن يسأله عن أحوال الزراعات، والصناعات، والتجارات، والبيع، والشراء، دون أن يكون هناك عقد، فهذا كرهه العلماء، قال العلماء: ويكره الخوض في أمور الدنيا.
القسم الخامس: الحديث في الأمور المباحة، كحديث الصحابة، كانوا يتحدثون في أخبار الجاهلية ونحو ذلك، دون أن يكون هناك إيذاء لأحد من غيبة ونميمة ونحو ذلك، فهذا جائز؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم أقرهم على ذلك.
القسم السادس: الحديث في الأمور المشروعة، من الدعوة، وتعليم العلم، والسؤال عن العلم ونحو ذلك، فهذا نقول: بأنه مشروع.
وفي هذا أيضاً الحديث في أخبار الأمم، وأمور التاريخ والسير ونحو ذلك، وأن هذا جائز ولا بأس به.
وفي هذا أيضاً الضحك في المسجد إذا وجد سببه، وأن هذا جائز ولا بأس به.
وفيه تبسم النبي صلى الله عليه وسلم، وهذا هو ضحك النبي صلى الله عليه وسلم، فقد كان ضحكه تبسماً.
قال: [ وحدثنا أبو الربيع العتكي ، وحامد بن عمر ، وقتيبة بن سعيد ، وأبو كامل ، جميعاً عن حماد بن زيد ، قال أبو الربيع : حدثنا حماد ، قال: حدثنا أيوب ، عن أبي قلابة ، عن أنس ، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض أسفاره وغلام أسود يقال له: أنجشة يحدو، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: ( يا
قول النبي صلى الله عليه وسلم: (رويدك)، أي: رفقاً، يعني: الأمر بالرفق، وقوله: (سوقاً بالقوارير)، المراد بالقوارير: النساء.
معنى: (سوقاً بالقوارير)
وقال بعض العلماء: إن معنى الحديث: أن المرأة إذا سمعت حسن الصوت ربما حصل لها شيء من الميل إلى هذا الصوت، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ( يا
والذي يظهر والله أعلم هو المعنى الأول، أن الإبل إذا حصل هذا الحداء أسرعت فحصل شيء من الأذية لمن ركبها.
القيود التي يجوز معها النشيد
القيد الأول: ألا يكثر منه؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم ما كان يفعله دائماً، وإنما فعله النبي صلى الله عليه وسلم في السفر، والسفر يرخص فيه ما لا يرخص بالحضر، ولهذا ثبتت رخص السفر من الجمع والقصر والمسح ثلاثة أيام على الخف.. إلى آخره.
فنقول: الأول: ألا يكثر منه.. ولأن الإنسان كما ذكر ابن القيم : أنه إذا أكثر من المباح صده ذلك عن النافع، من سماع القرآن والسنة وغير ذلك.
ثانياً: ألا يتضمن ذلك محظوراً شرعياً، كالتشبه بأهل الفسق أهل الغناء، وهذا ما يحصل اليوم، يعني: كثير من أمور النشيد اليوم فيها تشبه بأهل الفسق، وأهل الغناء، فإذا كان شيء من ذلك فإنه يدخل في النهي.
وفي هذا أيضاً حسن خلق النبي صلى الله عليه وسلم في قوله: (رويدك يا أنجشة )، يعني: الأمر بالرفق.
وفي هذا ما بنيت عليه المرأة من الضعف؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم شبهها بالقوارير، والقارورة مبنية على الضعف؛ لأنها معرضة للكسر، فالانكسار يتسارع إليها، وهذا يقتضي الرفق بالمرأة والعطف عليها، وأيضاً مصابرة المرأة إذا حصل عندها شيءٌ من الخلل ونحو ذلك.
وفي هذا أيضاً أنه يرخص في السفر ما لا يرخص في الحضر.
وفيه أيضاً أن سماع المرأة لنشيد الرجل جائز ولا بأس به إذا لم يترتب على ذلك فتنة.
وفي هذا أيضاً السوق بالنساء، واستخدام الخدم ونحو ذلك.
قال: [ وحدثنا أبو الربيع العتكي ، وحامد بن عمر ، وأبو كامل ، قالوا: حدثنا حماد ، عن ثابت ، عن أنس بنحوه.
قال: وحدثني عمرو الناقد ، وزهير بن حرب ، كلاهما عن ابن علية ، قال زهير : حدثنا إسماعيل ، قال: حدثنا أيوب ، عن أبي قلابة ، عن أنس : ( أن النبي صلى الله عليه وسلم أتى على أزواجه وسواق يسوق بهن يقال له:
قوله عليه الصلاة والسلام: (ويحك)، قيل: بأن ويح هذه لمن وقع في الهلكة، وقيل: لمن أشرف في الوقوع في الهلكة، وتقدم الكلام على هذه اللفظة.
قال: [ قال أبو قلابة : تكلم رسول الله صلى الله عليه وسلم بكلمة لو تكلم بها بعضكم لعبتموها عليه.
وحدثنا يحيى بن يحيى ، قال: أخبرنا يزيد بن زريع ، عن سليمان التيمي، عن أنس بن مالك ، ح، وحدثنا أبو كامل ، قال: حدثنا يزيد ، قال: حدثنا التيمي ، عن أنس بن مالك ، قال: كانت أم سليم مع نساء النبي صلى الله عليه وسلم وهن يسوق بهن سواق، فقال نبي الله صلى الله عليه وسلم: ( أي
وفي هذه حسن خلق النبي صلى الله عليه وسلم مع أهله، حيث أمر أنجشة بأن يرفق في الحداء؛ لأن مواصلة الحداء يؤدي كما تقدم لنا إلى أذية الراكب إذا قلنا بأن الإبل يبعثها الحداء على الإسراع.
واختلف العلماء رحمهم الله في قول النبي صلى الله عليه وسلم: (رويدك سوقاً بالقوارير)، فقيل بأن معنى ذلك: أن أنجشة رضي الله تعالى عنه كان حسن الصوت، وكان إذا حدا، يعني: أنشد، تسرع الإبل، لأن الإبل يحركها هذا الحداء فتسرع، فإذا أسرعت الإبل حصل شيء من إيذاء الراكب؛ لأن الإبل ستسرع، وربما حصل مشقة، أو أذية للراكب، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ( رويدك يا
وقال بعض العلماء: إن معنى الحديث: أن المرأة إذا سمعت حسن الصوت ربما حصل لها شيء من الميل إلى هذا الصوت، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ( يا
والذي يظهر والله أعلم هو المعنى الأول، أن الإبل إذا حصل هذا الحداء أسرعت فحصل شيء من الأذية لمن ركبها.