المسائل الطبية والمعاملات المعاصرة [3] علامات الوفاة وأجهزة الإنعاش - تضمين الطبيب


الحلقة مفرغة

بسم الله الرحمن الرحيم

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، اللهم صل وسلم وبارك على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.

وبعد:

فتطرقنا في الدرس السابق إلى علامات الوفاة بين الفقهاء والأطباء، وتكلمنا عن حقيقة الموت كما دلت عليها الأدلة الشرعية، وكما ذكر الفقهاء رحمهم الله، ثم بعد ذلك ذكرنا شيئاً من علامات الموت التي نص عليها الفقهاء رحمهم الله في كتبهم، ثم تطرقنا إلى علامة الموت عند الأطباء، وذكرنا أن الأطباء يتكلمون عن موت الدماغ، وأنه علامة من علامات الموت، وذكرنا أن الدماغ يتكون من ثلاثة أجزاء:

الجزء الأول: المخ، والثاني: المخيخ، والثالث: جذع المخ، وذكرنا وظائف كل جزء من هذه الأجزاء، وأن أهم جزء من هذه الأجزاء هو ما يتعلق بجذع المخ، وإن حصل وفاة لجذع المخ فإنه عند أكثر الأطباء يعتبر موت لهذا الإنسان، وتكلمنا عن كلام العلماء في الوقت الحاضر، وهل هذا الموت الدماغي لجذع المخ يعتبر موتاً تترتب عليه أحكام الموت أو لا يعتبر موتاً؟ وذكرنا كلام المعاصرين، وأنهم اختلفوا في ذلك على رأيين، وأن الرأي الراجح ما عليه أكثر المعاصرين أنه لا يعتبر موتاً لهذا الإنسان، وذكرنا شيئاً من أدلتهم.

بقي علينا المسألة الثالثة وهي حكم رفع جهاز الإنعاش عن هذا الميت دماغياً، سبق أن ذكرنا أن من علامات موت جذع المخ الإغماء الكامل، وعدم الحركة، وانقطاع النفس، وكذلك أيضاً عدم وجود أي انفعالات انعكاسية، وكذلك أيضاً عدم وجود أي نشاط كهربائي في رسم المخ كما هو معروف عند الأطباء، فإذا انقطع نفسه وقد تتوقف ضربات القلب، أو يحصل لها ضعف فإنه يدخل بما يسمى بحجرة الإنعاش، ويوضع عليه ما يسمى بأجهزة الإنعاش. شخص توقف نفسه أو دقات قلبه، بسبب إصابة في الدماغ، أو اختناق أو غرق أو مواد سامة، أو جلطة في القلب، فإنه يدخل في غرفة الإنعاش لإنعاش ما توقف من نفسه ودقات قلبه، فهذا المريض الذي أصيب في دماغه، أصيب في جذع المخ، وتوقف عنده التنفس.. إلى آخره، ووجدنا عليه علامات موت جذع المخ، واحتاج الأطباء إلى إدخاله إلى غرفة الإنعاش، وتركيب آلات الإنعاش على هذا الشخص الذي توقف نفسه أو توقفت دقات قلبه.. إلى آخره، هل يجوز رفع آلات الإنعاش أو لا يجوز إذا تحققنا موت جذع المخ؟

أجهزة الإنعاش

ما هي آلات الإنعاش عند الأطباء؟

آلات الإنعاش عند الأطباء:

أولاً: المنفسة، والمنفسة هذه عبارة عن جهاز يقوم بعمل الجهاز التنفسي بتحريك القفص الصدري، فيحدث للمريض ما يسمى بالشهيق والزفير.

فنقول: الجهاز الأول: المنفسة، والمنفسة ذكرنا أنها جهاز يقوم بعمل الجهاز التنفسي، فيحرك القفص الصدري لهذا المريض ويحدث له ما يسمى بالشهيق والزفير.

الثاني: مانع الذبذبات، ومانع الذبذبات هذا جهاز من أجهزة إنعاش القلب، يقوم بإعطاء القلب صدمات كهربائية لإعادة ما ضعف من دقات القلب، أو ما انقطع من دقات القلب.

الثالث: جهاز منظم ضربات القلب، وجهاز منظم ضربات القلب هذا من أجهزة إنعاش القلب يحتاج إليه حينما تكون ضربات القلب بطيئة بحيث لا يصل الدم إلى الدماغ بكمية كافية، أو أن الدم بسبب بطء ضربات القلب ينقطع عن الدماغ لمدة دقيقة أو ثوان.

رابعاً: مجموعة من العقاقير والأدوية معروفة عند الأطباء.

خلاف الفقهاء المعاصرين في حكم رفع أجهزة الإنعاش عمن مات دماغه

إذا كان هذا المريض عليه هذه الأجهزة، وتوفرت علامات موت جذع المخ عنده من انقطاع النفس، وعدم الحركة، والإغماء الكامل، وعدم وجود أي نشاط كهربائي في رسم المخ.. إلى آخره، فهل يجوز رفع أجهزة الإنعاش عنه بحيث إن هذا المريض بسبب موت جذع المخ تنفسه اصطناعياً بسبب هذه الآلة، أصبحت نبضات القلب صناعية آلية ليست حقيقية، يعني: أصبح التنفس عنده آلياً صناعياً بسبب هذه الآلات، أصبحت أيضاً دقات القلب عنده ليست حقيقية وإنما هي دقات آلية صناعية، فهل يجوز أن نرفع عنه هذه الآلات أو لا يجوز بحيث إنه إذا رفعت عنه هذه الآلات يتوقف عنه النفس، ويتوقف عنه دقات القلب؟

هذا موضع خلاف بين الفقهاء في الوقت الحاضر، فاختلفوا في ذلك على رأيين:

الرأي الأول: عدم الجواز، وهذا اختيار الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله تعالى، كان لا يرى رفع الأجهزة عن هذا الشخص الذي ذكر الأطباء أن جذع المخ قد مات عنده.

ويستدل لهذا القول بما تقدم أن ذكرنا من الأدلة الدالة على حفظ النفس، وأن الشريعة جاءت بحفظ الضروريات الخمس كما في قول الله عز وجل: وَلا تَقْتُلُوا أَنفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا [النساء:29]، وكما في قوله سبحانه: وَلا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ [الأنعام:151].. إلى آخره.

الرأي الثاني وعليه أكثر المتأخرين: أنه يجوز رفع أجهزة الإنعاش عن هذا الشخص الذي أصبح الآن يتنفس تنفساً آلياً صناعياً لا حقيقة لتنفسه، وقالوا بأن هذا الشخص الآن أصبح كالجثة التي ينفخ فيها بالهواء، هذا الهواء وهذه الآلات هي التي تعمل في هذا البدن، فقالوا بأنه يجوز رفع الأجهزة عنه، واستدلوا على ذلك بأدلة:

من هذه الأدلة أن بقاء هذه الأجهزة على مثل هذا المريض لا حاجة إليها؛ لأن هذا البدن الآن أصبحت هذه الأجهزة هي التي تعمل فيه، وهي التي تنفخ في هذه الجثة، وتحدث عملية الزفير والشهيق وما يتعلق بدقات القلب.. إلى آخره.

وكذلك أيضاً قالوا بأن هذه الأجهزة تطيل عليه ما يؤلمه من حالة النزع والاحتضار.

وأيضاً قالوا بأن مثل هذه الأجهزة تسبب زيادة تألم أقاربه وذويه، تجد أن أقاربه وذويه يتألمون لحاله ويحزنون لما صار إليه.

وكذلك أيضاً قالوا: التكاليف التي لا طائل من ورائها، فمثل هذه الأجهزة وغرف العنايات المركزة في المستشفيات وراءها تكاليف طائلة، ولهذا تكون لأناس محدودين، فقالوا: بأنه يترتب على ذلك تكاليف طائلة، فلو أنه أتي بشخص آخر تستنقذ حياته، يحتاج إلى مثل هذا المكان وحاجته أو وجوده في هذا المكان فيه فائدة بخلاف هذا الشخص الذي مهما طال به الزمن فإنه لا فائدة من بقاء الأجهزة عليه.

وهذا القول هو الأقرب، لكن يشترط لذلك أن يقرر من يثق بقوله من الأطباء أن حالة هذا المريض ميئوس منها بسبب وفاة ما يسمى بجذع المخ، فإن كان الطبيب شاكاً في حاله، أو أن حاله غير ميئوس منها فإنه لا يجوز رفع الأجهزة عنه، ونقول: هو الأقرب، لكن بشرط أن يقرر من يوثق بقوله أن حالته ميئوس منها، أما إذا حدث هناك شك أو كانت حالته يرجى عود الحياة إليه فإنه لا يجوز رفع الجهاز عنه.

نحن تكلمنا بالنسبة لموت جذع المخ هل يعتبر موتاً أو لا يعتبر موتاً لهذا الإنسان، وذكرنا أن أكثر الأطباء على أنه موت، وأن أكثر فقهاء الشريعة في الوقت الحاضر لا يعتبرونه موتاً، وبهذا نشير إلى مسألة وهي في البلاد الخارجية: تجد أنهم يحكمون على هذا الشخص الذي مات جذع المخ عنده بأنه قد مات؛ لأن هذا هو كلام الأطباء، وهي علامة عند أكثر الأطباء أنه مات، ثم بعد ذلك يقومون بالسطو عليه، يحكمون بأنه مات، ويقومون بالسطو عليه، فتجد أن قلبه يؤخذ، أو أن كبده تؤخذ، أو أن كليتيه تؤخذ.. إلى آخره. ومثل هذا لا يجوز في الشريعة، ذكرنا أنه لا يجوز ما دام أن أجهزة الإنعاش عليه حتى وإن حصل موت جذع المخ. قلنا: الصواب أنه ليس موتاً على الصحيح من أقوال أهل العلم رحمهم الله، وعلى هذا لا يجوز التعرض له، ما دامت أجهزة الإنعاش عليه حتى ولو كان جذع المخ ميتاً.

ما هي آلات الإنعاش عند الأطباء؟

آلات الإنعاش عند الأطباء:

أولاً: المنفسة، والمنفسة هذه عبارة عن جهاز يقوم بعمل الجهاز التنفسي بتحريك القفص الصدري، فيحدث للمريض ما يسمى بالشهيق والزفير.

فنقول: الجهاز الأول: المنفسة، والمنفسة ذكرنا أنها جهاز يقوم بعمل الجهاز التنفسي، فيحرك القفص الصدري لهذا المريض ويحدث له ما يسمى بالشهيق والزفير.

الثاني: مانع الذبذبات، ومانع الذبذبات هذا جهاز من أجهزة إنعاش القلب، يقوم بإعطاء القلب صدمات كهربائية لإعادة ما ضعف من دقات القلب، أو ما انقطع من دقات القلب.

الثالث: جهاز منظم ضربات القلب، وجهاز منظم ضربات القلب هذا من أجهزة إنعاش القلب يحتاج إليه حينما تكون ضربات القلب بطيئة بحيث لا يصل الدم إلى الدماغ بكمية كافية، أو أن الدم بسبب بطء ضربات القلب ينقطع عن الدماغ لمدة دقيقة أو ثوان.

رابعاً: مجموعة من العقاقير والأدوية معروفة عند الأطباء.




استمع المزيد من الشيخ الدكتور خالد بن علي المشيقح - عنوان الحلقة اسٌتمع
المسائل الطبية والمعاملات المعاصرة [5] البطاقات المصرفية 1551 استماع
المسائل الطبية والمعاملات المعاصرة [2] الإجهاض - علامات الوفاة وأجهزة الإنعاش 1318 استماع
المسائل الطبية والمعاملات المعاصرة [1] الإجهاض 1096 استماع
المسائل الطبية والمعاملات المعاصرة [4] - تضمين الطبيب - البطاقات المصرفية 1033 استماع
المسائل الطبية والمعاملات المعاصرة [6] البطاقات المصرفية - التورق المصرفي 1012 استماع