الأسباب الموجبة لعقاب الله


الحلقة مفرغة

إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.

أما بعد:

فيا أيها المسلمون! اتقوا الله تعالى واعبدوه واشكروا له وإليه ترجعون.

في هذه الأيام نتسامع عن كثير من سنن الله الكونية في بعض الدول، زلازل وبراكين وأعاصير وفيضانات أذهبت آلافاً من البشر، وأخفت مدناً بأكملها، وأهلكت الحرث والنسل.

إن إهلاك أولئك وأخذهم له أسباب، على المسلم أن يحذرها تمام الحذر، أتدورن ما هو سبب إهلاك تلك الأمم وأخذها وحصول البلاء والمحن؟ السبب في الجملة الإعراض عن منهج الله عز وجل، واقتراف المعاصي، والمجاهرة بذلك من الداني والقاصي.

قال الله عز وجل: فأَهْلَكْنَاهُمْ بِذُنُوبِهِمْ [الأنعام:6].

وقال سبحانه: فأَخَذَهُمُ اللَّهُ بِذُنُوبِهِمْ وَاللَّهُ شَدِيدُ الْعِقَابِ [آل عمران:11].

ترك العمل والتحاكم إلى الكتاب والسنة

عباد الله! من أسباب الإهلاك: ترك العمل والتحاكم إلى كتاب الله عز وجل، فإن الكثير منهم لا يحكمون بالكتاب والسنة، وإنما يحكمون بالقوانين الوضعية التي يمليها ويتلوها شياطين الإنس والجن، فقد نبذوا كتاب الله وراء ظهورهم كأنهم لا يعلمون، واتبعوا ما تتلو عليهم الشياطين.

قال الله عز وجل: وَأَنِ احْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ وَلا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَنْ يَفْتِنُوكَ عَنْ بَعْضِ مَا أَنزَلَ اللَّهُ إِلَيْكَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَاعْلَمْ أَنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُصِيبَهُمْ بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ لَفَاسِقُونَ [المائدة:49]، أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ [المائدة:50].

فالمصائب والإهلاك يأتي نتيجة لترك الحكم بما أنزل الله عز وجل، وترك المتابعة لرسوله صلى الله عليه وسلم، قال الله عز وجل: فَكَذَّبُوهُ فَأَهْلَكْنَاهُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ [الشعراء:139].

الظلم وتعدي حدود الله

عباد الله! ومن أسباب الإهلاك والأخذ الظلم والشرك وتعدي الحدود، والتمادي في ذلك بعد الإنذار والإعذار، قال الله عز وجل: وَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ أَمْلَيْتُ لَهَا وَهِيَ ظَالِمَةٌ ثُمَّ أَخَذْتُهَا وَإِلَيَّ الْمَصِيرُ [الحج:48]، وقال سبحانه: وَكَمْ قَصَمْنَا مِنْ قَرْيَةٍ كَانَتْ ظَالِمَةً وَأَنشَأْنَا بَعْدَهَا قَوْمًا آخَرِينَ [الأنبياء:11]، فالله يمهل ولا يهمل، بل يملي للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته، قال الله عز وجل: وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ [هود:102].

وقال عليه الصلاة والسلام: ( فاتقوا الظلم فإن الظلم ظلمات يوم القيامة )، والظلم سبب للإهلاك وحصول المصيبات، قال الله عز وجل: وَمَا كُنَّا مُهْلِكِي الْقُرَى إِلَّا وَأَهْلُهَا ظَالِمُونَ [القصص:59].

فالله سبحانه وتعالى لا يظلم الناس شيئا، ولكن الناس أنفسهم يظلمون، قال عز وجل: وَمَا ظَلَمْنَاهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا هُمُ الظَّالِمِينَ [الزخرف:76]، وقال سبحانه: وَمَا أَهْلَكْنَا مِنْ قَرْيَةٍ إِلَّا لَهَا مُنذِرُونَ ذِكْرَى وَمَا كُنَّا ظَالِمِينَ [الشعراء:209].

ظهور الربا والزنا

عباد الله! ومن أسباب الإهلاك ظهور الربا والزنا، قال النبي صلى الله عليه وسلم فيما رواه الإمام أحمد : (ما ظهر في قوم الربا والزنا إلا أحلوا بأنفسهم عقاب الله عز وجل).

أما ظهور الربا في هذا الزمن فهو أمر واضح، كما تتعامل به غالب المؤسسات المالية، حيث يتعاملون بالربا سراً وعلانية، وحيلة وصراحة، والله عز وجل يقول: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِنْ كُنتُمْ مُؤْمِنِينَ * فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَإِنْ تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُءُوسُ أَمْوَالِكُمْ لا تَظْلِمُونَ وَلا تُظْلَمُونَ [البقرة:278-279].

وأما الزنا فسبب ظهوره أمران:

الأول: تساهل أولياء النساء في الوقاية، بحيث يترك الرجل زوجته أو ابنته أو أخته تخرج إلى الأسواق والمجامع العامة متبرجة، وكذلك يدخل أو يسمح بإدخال الأجهزة التي تبث أنواع الفساد في العقائد والأخلاق، وتسبب عمل الفاحشة.

وأما الأمر الثاني فأيضاً: تساهل أولياء أمور النساء في الرقابة، بحيث تفشو المجلات السيئة في البيوت وتبث الأفلام الفاسدة، وتذاع الأغاني السافلة، ويوجد التساهل في الاختلاط بين الرجال والنساء في المجامع العامة.

عباد الله! من أسباب الإهلاك: ترك العمل والتحاكم إلى كتاب الله عز وجل، فإن الكثير منهم لا يحكمون بالكتاب والسنة، وإنما يحكمون بالقوانين الوضعية التي يمليها ويتلوها شياطين الإنس والجن، فقد نبذوا كتاب الله وراء ظهورهم كأنهم لا يعلمون، واتبعوا ما تتلو عليهم الشياطين.

قال الله عز وجل: وَأَنِ احْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ وَلا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَنْ يَفْتِنُوكَ عَنْ بَعْضِ مَا أَنزَلَ اللَّهُ إِلَيْكَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَاعْلَمْ أَنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُصِيبَهُمْ بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ لَفَاسِقُونَ [المائدة:49]، أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ [المائدة:50].

فالمصائب والإهلاك يأتي نتيجة لترك الحكم بما أنزل الله عز وجل، وترك المتابعة لرسوله صلى الله عليه وسلم، قال الله عز وجل: فَكَذَّبُوهُ فَأَهْلَكْنَاهُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ [الشعراء:139].

عباد الله! ومن أسباب الإهلاك والأخذ الظلم والشرك وتعدي الحدود، والتمادي في ذلك بعد الإنذار والإعذار، قال الله عز وجل: وَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ أَمْلَيْتُ لَهَا وَهِيَ ظَالِمَةٌ ثُمَّ أَخَذْتُهَا وَإِلَيَّ الْمَصِيرُ [الحج:48]، وقال سبحانه: وَكَمْ قَصَمْنَا مِنْ قَرْيَةٍ كَانَتْ ظَالِمَةً وَأَنشَأْنَا بَعْدَهَا قَوْمًا آخَرِينَ [الأنبياء:11]، فالله يمهل ولا يهمل، بل يملي للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته، قال الله عز وجل: وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ [هود:102].

وقال عليه الصلاة والسلام: ( فاتقوا الظلم فإن الظلم ظلمات يوم القيامة )، والظلم سبب للإهلاك وحصول المصيبات، قال الله عز وجل: وَمَا كُنَّا مُهْلِكِي الْقُرَى إِلَّا وَأَهْلُهَا ظَالِمُونَ [القصص:59].

فالله سبحانه وتعالى لا يظلم الناس شيئا، ولكن الناس أنفسهم يظلمون، قال عز وجل: وَمَا ظَلَمْنَاهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا هُمُ الظَّالِمِينَ [الزخرف:76]، وقال سبحانه: وَمَا أَهْلَكْنَا مِنْ قَرْيَةٍ إِلَّا لَهَا مُنذِرُونَ ذِكْرَى وَمَا كُنَّا ظَالِمِينَ [الشعراء:209].

عباد الله! ومن أسباب الإهلاك ظهور الربا والزنا، قال النبي صلى الله عليه وسلم فيما رواه الإمام أحمد : (ما ظهر في قوم الربا والزنا إلا أحلوا بأنفسهم عقاب الله عز وجل).

أما ظهور الربا في هذا الزمن فهو أمر واضح، كما تتعامل به غالب المؤسسات المالية، حيث يتعاملون بالربا سراً وعلانية، وحيلة وصراحة، والله عز وجل يقول: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِنْ كُنتُمْ مُؤْمِنِينَ * فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَإِنْ تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُءُوسُ أَمْوَالِكُمْ لا تَظْلِمُونَ وَلا تُظْلَمُونَ [البقرة:278-279].

وأما الزنا فسبب ظهوره أمران:

الأول: تساهل أولياء النساء في الوقاية، بحيث يترك الرجل زوجته أو ابنته أو أخته تخرج إلى الأسواق والمجامع العامة متبرجة، وكذلك يدخل أو يسمح بإدخال الأجهزة التي تبث أنواع الفساد في العقائد والأخلاق، وتسبب عمل الفاحشة.

وأما الأمر الثاني فأيضاً: تساهل أولياء أمور النساء في الرقابة، بحيث تفشو المجلات السيئة في البيوت وتبث الأفلام الفاسدة، وتذاع الأغاني السافلة، ويوجد التساهل في الاختلاط بين الرجال والنساء في المجامع العامة.