الحل الأمثل


الحلقة مفرغة

الحمد لله معز من أطاعه ومذل من عصاه، الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونستهديه، الحمد لله وعد الصادقين بالجزاء والنعيم، وتوعد المنافقين بالعذاب والجحيم، الحمد لله على آلائه التي لا تحصى، وعلى نعمه التي لا تنسى، اللهم لك الحمد كلما قلنا لك الحمد، اللهم لك الشكر والثناء، ولك الشكر والثناء كلما قلنا لك الشكر والثناء، أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، أشهد أن لا إله إلا الله خلق العباد من العدم، وهو أعلم بما يسرهم ويضرهم، وهو أعلم بمصالحهم وما يفسدهم أَلا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ [الملك:14] .

أشهد أن لا إله إلا الله أكمل الدين وأتم النعمة، ولم يجعل في هذا الكتاب نقصاً، لا يلحقه الباطل ولا يدركه، ولا يأتيه من بين يديه ولا من خلفه، تنزيل من حكيم حميد، أشهد أن لا إله إلا الله، من شرع فوق ما أمر الله فقد كفر، ومن ترك شيئاً من أمر الله عاصياً فقد فسق وجحد، ومن ترك شيئاً من أمر الله جاحداً ومنكراً فقد أشرك.

أشهد أن لا إله إلا الله لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ [الشورى:11] .

وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، بلغ الرسالة، وأدى الأمانة، ونصح الأمة، وجاهد في الله حق جهاده، حذر الأمة من كل صغير وكبير يجلب الشر والفساد والهوان إليها، وأرشد الأمة إلى كل صغير وكبير يحقق لها السعادة والأمن والطمأنينة، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً إلى يوم الدين.

عباد الله! اتقوا الله تعالى حق التقوى، واعلموا أن معاملة الله بالصدق هي النجاة يَوْمَ لا يَنْفَعُ مَالٌ وَلا بَنُونَ * إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ [الشعراء:88-89] واعلموا أن القدوم بين يدي الله قريب، وأن الوقوف بين يدي الله للسؤال كائن لا محالة، فمن عمل فسوف يسأل ومن سئل فليجب، ومن أجاب فهو بأمر ربه برحمة الله إن تداركته الرحمة والنعمة، ومن لقي ربه مفرطاً مستهزئاً مستهتراً مضيعاً متهاوناً مصراً مكابراً فالويل ثم الويل له.

معاشر المؤمنين! هذا الدين دين الإسلام، دين يقيم لمعتنقيه وأتباعه اعتباراً، ويقيم لهم وزناً، ويعد لهم حساباً، وذلك أن الإسلام يرى في المسلمين المكلفين أهلية لتحمل المسئولية، فيربي المسلم على الإيجابية والعطاء، ولا يتربى الشخص في هذا الدين على السلبية والحرمان، أو الأنانية والأثرة، أو حب الذات والانزواء عليها؛ لأجل ذلك فالمسئولية في هذا الدين ليست مسئولية تقع على كاهل فرد بعينه، أو وزارة بعينها، أو مسئول بعينه، وإنما هي مسئولية على المكلفين أجمعين، وواجبنا أن نتحمل مسئولياتنا، وأن نظهر بدين ربنا أعزة كرماء، كيف لا، والله قد أخذ العهد والميثاق على كل من حمل من هذا العلم شيئاً أن يبينه ولا يكتمه، قال تعالى: وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلا تَكْتُمُونَهُ [آل عمران:187] وتوعد الله أولئك الذين يحملون العلم فيسكتون عليه والذين يعرفون الحق فينصرفون إلى ما سواه: إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ [البقرة:159] .

واعلموا يا معاشر المؤمنين .. أن المسئولية ليست على العلماء والدعاة وتلامذتهم فحسب، بل هي عليكم جميعاً، فكلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته، الحاكم راع ومسئول عن رعيته، والمرأة راعية ومسئولة عن أبنائها، والأب راع ومسئول عن أسرته، وكل من تولى أمراً فهو راع ومسئول، فهو مالك ومحاسب، أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ [الحج:41] هذه مسئولية الحكام، وهذه مسئولية الولاة والأمراء، ومسئولية العلماء الذين تمكنوا وتولوا وتحملوا عبئاً ثقيلاً، مسئولية وتركة عظيمة سيسألون بين يدي الله بعد تمكينهم: هل أمرتم بالمعروف؟ وهل نهيتم عن المنكر؟ وهل أقمتم الصلاة؟

وليست هذه المسئولية عليهم فحسب، بل على كل من يسمع هذه الآية، وكل من يسمع هذا الكلام، وكل مصل وكل مسلم عليه مسئولية من ذكر أو أنثى، يقول الله جل وعلا: وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ [التوبة:71] فإن حق الإيمان وثمرته الولاية، ونتيجة الولاية الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فهذه المسئولية عظيمة جداً، وليست في جانب واحد بعينه، بل مسئولية في شتى المجالات والميادين، والأزمنة والأمكنة، والمواقع والمناسبات، مسئولية في كل جانب لإقامة الحجة ونصب الدليل وبيان المحجة، ونصيحة الأمة وكشف الغمة، والشر كل الشر، والبلاء كل البلاء، والفتنة كل الفتنة إذا تخلى وتنصل وتحلل، إذا تخلى من تعلق الأمر برقبته عن تحمل المسئولية حاكماً كان أو محكوماً، صغيراً أم كبيراً، أميراً أم حقيراً.

عباد الله! إن هذه المسئولية ألا وهي بيان حكم الله في كل صغيرة وكبيرة، ومسئولية بيان ما يرضي الله في كل جانب وفي كل مجال، ومسئولية الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر هي مما تظافرت وتواترت به النصوص، فعن أم المؤمنين أم الحكم زينب بنت جحش رضي الله عنها، زوج النبي صلى الله عليه وسلم، قالت: دخل عليها صلى الله عليه وسلم فزعاً يقول: (لا إله إلا الله، لا إله إلا الله، لا إله إلا الله! ويل للعرب من شر قد اقترب! فتح اليوم من ردم يأجوج ومأجوج مثل هذه -وحلق بإصبعيه الإبهام والتي تليها- فقالت أم المؤمنين رضي الله عنها: يا رسول الله! أنهلك وفينا الصالحون؟ قال: نعم، إذا كثر الخبث!) والخبث يا عباد الله: هو كل باب إلى الانحلال والاختلاط والزنا والفاحشة.

وعن حذيفة بن اليمان رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (والذي نفسي بيده! لتأمرن بالمعروف ولتنهون عن المنكر أو ليوشكن الله أن يبعث عليكم عقاباً من عنده ثم تدعونه فلا يستجاب لكم) الترمذي وقال حديث حسن صحيح، وقال الصديق رضي الله عنه: وإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (إن الناس إذا رأوا الظالم فلم يأخذوا على يديه أوشك أن يعمهم الله بعقاب منه) أبو داود والترمذي والنسائي.

سبب هلاك الأمة

عباد الله! إن الجبن والخوف والتهاون والتقاعس عن الصدع بكلمة الحق هو سبب هلاك الأمة، وما أهلكت أمة من الأمم بعذاب عامة إلا لسكوت الأخيار والأبرار والأغيار، إلا لسكوت القلة القليلة فيها عن بيان حكم الله في كل واقعة ونازلة، في كل مجال وزمان ومكان.

إن صدع العلماء والدعاة والخطباء والأغيار، إن صدعهم بكلمة الحق هو صمام الأمان الذي يحفظ الناس فلا يصيبهم السوء ولا يقع ولا يحل بهم البلاء، وإن سكت الغيورون، وتنصل المسئولون، وكل آثر الأثرة، وحب الذات والأنانية، وانزوى على ذاته واهتم برصيده وأسهمه، وتعلق بمنصبه وترقيته، واشتغل بضياعه وزوجاته، فلا تسأل عن هلكته ولا تسأل عن هلكة الأمة بعده، إذا ضاع العالم ضاعت الأمة، وإذا تاه الدليل فلا تعجب إذا تاه الركب

تاه الدليل فلا تعجب إذا تاهوا     أو ضيع الركب أذناب وأشباه

مسئولية المحافظة على المرأة

عباد الله! إن المجالات الحساسة الخطرة التي تتحمل الأمة فيها أعظم المسئوليات، ألا وهي مسئولية المحافظة على المرأة، وصد كل حملة تواجه المرأة عبر الجريدة أو المجلة، عبر الفلم أو المسلسل، وتفنيد كل شبهة، سواءً كانت شبهة الأقلام أو شبهة الأصوات أو الجمعيات، أو الشعارات والتيارات.

إن من أعظم مسئوليات الأمة المحافظة على المرأة، وصد كل حملة توجه لها، وتفنيد كل شبهة تثار حولها، وفرض كل نظام يحفظ حياءها وعفتها، ويمنع تسيبها واختلاطها، كيف لا؟ كيف يقول قائل: لا؟ والأمر من الله يقول: وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ [الأحزاب:33] ويقول الله: إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ [الأحزاب:32] ويقول الله: وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ [النور:31] ويقول الله: وَلا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنّ [النور:31] وغيرها من الآيات الآمرة بالمحافظة على المرأة، الناهية بالدليل والمفهوم عن إهمالها وتضييعها.

عباد الله! كيف لا تتحمل الأمة وكيف لا يتحمل المجتمع مسئولية المحافظة على المرأة؟ وقد اعتبر الإسلام حقوقها ومنزلتها ومكانتها في العبادة والثواب والحقوق والملكية، وجعل لها أوفر الحظ في الحسنات، وأعلى المنازل في الدرجات، لقاء سيطرة على مملكتها، وبذل الحقوق الواجبة لزوجها، وحسن تربية أولادها؟ كيف لا تتحمل الأمة مسئولية المحافظة على المرأة، والمرأة لباس الرجل وهو لباسها؟ والمرأة سكن الرجل ومستقر طمأنينته ومودته وصلته في غاية الرحمة بينها وبينه؟ كيف لا تتحملون.. وكيف لا يتحمل المجتمع مسئولية المحافظة على المرأة المسلمة؟ وهي التي في صلاحها كل خير، وهي الجوهرة والدرة التي يتألق بها الرجل في معاشرتها بالمعروف، فيوصى بها خيراً وحسنى، ويعرف كرم الرجال ولؤمهم من حسن معاشرة النساء وعدمه؟

عباد الله! كيف لا نحافظ على المرأة المسلمة والنبي يوصينا بها خيراً، والبر بها من أعظم القربات، وعقوقها من أعظم الكبائر؟ كيف لا نحافظ على المرأة ولنا أوفر الأجر في تأديبها وتعليمها؟ قال صلى الله عليه وسلم: (من كانت له ثلاث بنات أو ثلاث أخوات أو بنتان أو أختان، فعلمهن وأدبهن واتقى الله فيهن، فله الجنة البتة) أبو داود والترمذي.

عباد الله! لقد سمعتم الآيات والأحاديث، واعلموا أن تفلت المرأة بعد هذا خطر عظيم وشؤم عميم، كيف لا، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: (ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء) ويقول: (فاتقوا النساء واتقوا الدنيا فإن أول فتنة بني إسرائيل إنما كانت في النساء) ونهى عن الاختلاط بها، فقال صلى الله عليه وسلم: (ما خلا رجل بامرأة إلا كان الشيطان ثالثهما).

عباد الله! لم يقف الأمر عند هذا فحسب، بل تعلقت المسئولية بكل من ملك القرار، أو أدار الجهاز أو تحكم في الحوار، ولقد عرفنا وعلمنا أن الأوامر والتعليمات صدرت من ولاة الأمر في هذه البلد لمنع التسيب وقطع أسبابه ودابره، حتى لا تختلط المرأة بالرجال في أي مجال، صدر التعميم المبارك برقم (2966) وتاريخ (19/9/1404هـ) في هذا الموضوع، ونصه: نشير إلى الأمر التعميمي رقم (11651) في (16/5/1403هـ) المتضمن أن السماح للمرأة بالعمل الذي يؤدي إلى اختلاطها بالرجال سواءً في الإدارات الحكومية أو غيرها من المؤسسات العامة أو الخاصة، أو الشركات، أو المهن ونحوها، أمر غير ممكن سواءً كانت سعودية أو غير سعودية؛ لأن ذلك محرم شرعاً، ويتنافى مع عادات وتقاليد هذه البلاد، وإذا كان يوجد دائرة تقوم بتشغيل المرأة في غير الأعمال التي تناسب طبيعتها، أو في أعمال تؤدي إلى اختلاطها بالرجال فهذا خطأ يجب تلافيه، وعلى الجهات الرقابية ملاحظة ذلك والرفع عنه، انتهى بنصه.

عباد الله! إن الجبن والخوف والتهاون والتقاعس عن الصدع بكلمة الحق هو سبب هلاك الأمة، وما أهلكت أمة من الأمم بعذاب عامة إلا لسكوت الأخيار والأبرار والأغيار، إلا لسكوت القلة القليلة فيها عن بيان حكم الله في كل واقعة ونازلة، في كل مجال وزمان ومكان.

إن صدع العلماء والدعاة والخطباء والأغيار، إن صدعهم بكلمة الحق هو صمام الأمان الذي يحفظ الناس فلا يصيبهم السوء ولا يقع ولا يحل بهم البلاء، وإن سكت الغيورون، وتنصل المسئولون، وكل آثر الأثرة، وحب الذات والأنانية، وانزوى على ذاته واهتم برصيده وأسهمه، وتعلق بمنصبه وترقيته، واشتغل بضياعه وزوجاته، فلا تسأل عن هلكته ولا تسأل عن هلكة الأمة بعده، إذا ضاع العالم ضاعت الأمة، وإذا تاه الدليل فلا تعجب إذا تاه الركب

تاه الدليل فلا تعجب إذا تاهوا     أو ضيع الركب أذناب وأشباه

عباد الله! إن المجالات الحساسة الخطرة التي تتحمل الأمة فيها أعظم المسئوليات، ألا وهي مسئولية المحافظة على المرأة، وصد كل حملة تواجه المرأة عبر الجريدة أو المجلة، عبر الفلم أو المسلسل، وتفنيد كل شبهة، سواءً كانت شبهة الأقلام أو شبهة الأصوات أو الجمعيات، أو الشعارات والتيارات.

إن من أعظم مسئوليات الأمة المحافظة على المرأة، وصد كل حملة توجه لها، وتفنيد كل شبهة تثار حولها، وفرض كل نظام يحفظ حياءها وعفتها، ويمنع تسيبها واختلاطها، كيف لا؟ كيف يقول قائل: لا؟ والأمر من الله يقول: وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ [الأحزاب:33] ويقول الله: إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ [الأحزاب:32] ويقول الله: وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ [النور:31] ويقول الله: وَلا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنّ [النور:31] وغيرها من الآيات الآمرة بالمحافظة على المرأة، الناهية بالدليل والمفهوم عن إهمالها وتضييعها.

عباد الله! كيف لا تتحمل الأمة وكيف لا يتحمل المجتمع مسئولية المحافظة على المرأة؟ وقد اعتبر الإسلام حقوقها ومنزلتها ومكانتها في العبادة والثواب والحقوق والملكية، وجعل لها أوفر الحظ في الحسنات، وأعلى المنازل في الدرجات، لقاء سيطرة على مملكتها، وبذل الحقوق الواجبة لزوجها، وحسن تربية أولادها؟ كيف لا تتحمل الأمة مسئولية المحافظة على المرأة، والمرأة لباس الرجل وهو لباسها؟ والمرأة سكن الرجل ومستقر طمأنينته ومودته وصلته في غاية الرحمة بينها وبينه؟ كيف لا تتحملون.. وكيف لا يتحمل المجتمع مسئولية المحافظة على المرأة المسلمة؟ وهي التي في صلاحها كل خير، وهي الجوهرة والدرة التي يتألق بها الرجل في معاشرتها بالمعروف، فيوصى بها خيراً وحسنى، ويعرف كرم الرجال ولؤمهم من حسن معاشرة النساء وعدمه؟

عباد الله! كيف لا نحافظ على المرأة المسلمة والنبي يوصينا بها خيراً، والبر بها من أعظم القربات، وعقوقها من أعظم الكبائر؟ كيف لا نحافظ على المرأة ولنا أوفر الأجر في تأديبها وتعليمها؟ قال صلى الله عليه وسلم: (من كانت له ثلاث بنات أو ثلاث أخوات أو بنتان أو أختان، فعلمهن وأدبهن واتقى الله فيهن، فله الجنة البتة) أبو داود والترمذي.

عباد الله! لقد سمعتم الآيات والأحاديث، واعلموا أن تفلت المرأة بعد هذا خطر عظيم وشؤم عميم، كيف لا، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: (ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء) ويقول: (فاتقوا النساء واتقوا الدنيا فإن أول فتنة بني إسرائيل إنما كانت في النساء) ونهى عن الاختلاط بها، فقال صلى الله عليه وسلم: (ما خلا رجل بامرأة إلا كان الشيطان ثالثهما).

عباد الله! لم يقف الأمر عند هذا فحسب، بل تعلقت المسئولية بكل من ملك القرار، أو أدار الجهاز أو تحكم في الحوار، ولقد عرفنا وعلمنا أن الأوامر والتعليمات صدرت من ولاة الأمر في هذه البلد لمنع التسيب وقطع أسبابه ودابره، حتى لا تختلط المرأة بالرجال في أي مجال، صدر التعميم المبارك برقم (2966) وتاريخ (19/9/1404هـ) في هذا الموضوع، ونصه: نشير إلى الأمر التعميمي رقم (11651) في (16/5/1403هـ) المتضمن أن السماح للمرأة بالعمل الذي يؤدي إلى اختلاطها بالرجال سواءً في الإدارات الحكومية أو غيرها من المؤسسات العامة أو الخاصة، أو الشركات، أو المهن ونحوها، أمر غير ممكن سواءً كانت سعودية أو غير سعودية؛ لأن ذلك محرم شرعاً، ويتنافى مع عادات وتقاليد هذه البلاد، وإذا كان يوجد دائرة تقوم بتشغيل المرأة في غير الأعمال التي تناسب طبيعتها، أو في أعمال تؤدي إلى اختلاطها بالرجال فهذا خطأ يجب تلافيه، وعلى الجهات الرقابية ملاحظة ذلك والرفع عنه، انتهى بنصه.


استمع المزيد من الشيخ الدكتور سعد البريك - عنوان الحلقة اسٌتمع
أهمية الوقت في حياة المسلم 2802 استماع
حقوق ولاة الأمر 2664 استماع
المعوقون يتكلمون [2] 2652 استماع
توديع العام المنصرم 2647 استماع
فلنحول العاطفة إلى برنامج عمل [1] 2552 استماع
من هنا نبدأ 2495 استماع
أحوال المسلمين في كوسوفا [2] 2461 استماع
أنواع الجلساء 2460 استماع
إلى الله المشتكى 2436 استماع
الغفلة في حياة الناس 2436 استماع