سورة الأحزاب - الآية [56]


الحلقة مفرغة

بسم الله الرحمن الرحيم.

الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين. أما بعد:

فأسأل الله سبحانه أن يجعلنا من المقبولين.

ومع النداء الرابع والستين في الآية السادسة والخمسين من سورة الأحزاب، قول ربنا تبارك وتعالى: إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً [الأحزاب:56].

معاني مفردات الآية

قوله تعالى: إِنَّ اللَّهَ[الأحزاب:56]، كالتعليل لما أفاده الكلام السابق من التشريف العظيم الذي لم يعهد له نظير، والتعبير بالجملة الاسمية للدلالة على الدوام والاستمرار، وتأكيدها بأنه للاعتناء بشأن الخبر، وقيل: لوقوعها في جواب سؤال مقدر وهو: ما هو سبب هذا التشريف العظيم.

قوله تعالى: وَمَلائِكَتَهُ [الأحزاب:56]، ولم يقل: إن الله والملائكة؛ وذلك إشارة إلى عظم قدرهم، ومزيد شرفهم بإضافتهم إليه سبحانه وتعالى، وذلك مستلزم لتعظيمه صلى الله عليه وسلم لما يصل إليه منهم من حيث أن العظيم لا يصدر منه إلا عظيم، ثم إن فيه التنبيه على كثرتهم، وأن الصلاة من هذا الجمع الكثير الذي لا يحيط بمنتهاه غير خالقه، والصلاة عليه صلى الله عليه وسلم تكون على مر الأيام والدهور مع تجددها في كل وقت وحين، وهذا أبلغ تعظيم وأشمله وأكمله وأزكاه.

قوله تعالى: يُصَلُّونَ [الأحزاب:56]، عند ذكر صلاة الله وملائكته على رسوله أتى بلفظ المضارع الدال على التجديد والتكرير.

عَلَى النَّبِيِّ [الأحزاب:56]، عبر بذكر النبي دون ذكر اسمه صلى الله عليه وسلم على خلاف الغالب في حكايته تعالى عن أنبيائه عليهم السلام، وذلك إشعاراً بما اختص به صلى الله عليه وسلم من مزيد الفخامة والكرامة وعلو القدر، وأكد ذلك الإشعار بـــ(أل) التي تكون للغلبة، وإشارة إلى أنه صلى الله عليه وسلم المعروف الحقيقي بهذا الوصف.

قال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ [الأحزاب:56]، قال ابن عاشور رحمه الله تعالى: ظاهر الأمر أن الواجب كل كلام فيه دعاء للنبي صلى الله عليه وسلم، ولكن الصحابة لما نزلت هذه الآية سألوا النبي عليه الصلاة والسلام عن كيفية هذه الصلاة، فقالوا: ( يا رسول الله! هذا السلام عليك قد علمناه، فكيف نصلي عليك؟ فقال: قولوا: اللهم صل على محمد.. )، الحديث.

وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً [الأحزاب:56]، أي: قولوا: السلام عليك أيها النبي ونحوه. وهذا ما عليه أكثر العلماء الأجلاء.

معنى السلام على النبي صلى الله عليه وسلم

وفي معنى السلام ثلاثة أوجه:

الوجه الأول: السلامة من النقائص والآفات لك ومعك، أي: مصاحبة وملازمة؛ فيكون السلام مصدراً بمعنى السلامة، كاللذاذ واللذاذة، والملام والملامة، ولما في السلام من الثناء عدي بـ(على)، لا لاعتبار معنى القضاء، أي: قضى الله عليك السلام كما قيل؛ لأن القضاء كالدعاء لا يتعدى بـ(على) للنفع، ولا لتضمنه معنى الولاية والاستيلاء لبعده في هذا الوجه.

الوجه الثاني: السلام مداوم على حفظك ورعايتك ومتول لك وكفيل بك، ويكون السلام هنا اسم الله تعالى، ومعناه على ما اختاره ابن فورك وغيره من عدة أقوال: ذو السلامة من كل آفة ونقيصة ذاتاً وصفة وفعلاً جل جلاله. وقيل: إذا أريد بالسلام ما هو من أسمائه تعالى فالمراد: لا خلوت من الخير والبركة، وسلمت من كل مكروه؛ لأن اسم الله تعالى إذا ذكر على شيء أفاد ذلك.

الوجه الثالث: الانقياد على أن السلام من المسالمة وعدم المخالفة، والمراد الدعاء بأن يصير الله العباد منقادين مذعنين له عليه الصلاة والسلام، ولشريعته، وأما تعديته بعلى فلما فيه من الإقبال، فإن من انقاد لشخص وأذعن له فقد أقبل عليه.

قال العلامة ابن عاشور رحمه الله تعالى: والراجح عندي هو الوجه الأول، يعني بذلك: السلامة من النقائص والآفات لك ومعك.

المعنى الإجمالي للآية

أيها الإخوة الكرام! المعنى الإجمالي لهذه الآية:

إن الله وملائكته يبركون على النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وقد يحتمل أن يقال: إن معنى ذلك: إن الله يرحم النبي صلى الله عليه وسلم وتدعو له ملائكته ويستغفرون له، وذلك أن الصلاة في كلام العرب من غير الله إنما هو دعاء، فيكون المعنى: يا أيها الذين آمنوا ادعوا لمحمد صلى الله عليه وسلم وحيوه تحية الإسلام.

قال البخاري رحمه الله: قال أبو العالية : صلاة الله ثناؤه عليه عند الملائكة، وصلاة الملائكة الدعاء.

وقال ابن عباس : (يصلون) أي: يبركون. هكذا علقه البخاري .

قال ابن كثير رحمه الله تعالى: والمقصود من هذه الآية أن الله سبحانه أخبر عباده بمنزلة عبده ونبيه عنده في الملأ الأعلى بأنه يثني عليه عند الملائكة المقربين، وأن الملائكة تصلي عليه، ثم أمر تعالى أهل العالم السفلي بالصلاة والتسليم عليه ليجتمع الثناء عليه من أهل العالمين العلوي والسفلي جميعاً.

قوله تعالى: إِنَّ اللَّهَ[الأحزاب:56]، كالتعليل لما أفاده الكلام السابق من التشريف العظيم الذي لم يعهد له نظير، والتعبير بالجملة الاسمية للدلالة على الدوام والاستمرار، وتأكيدها بأنه للاعتناء بشأن الخبر، وقيل: لوقوعها في جواب سؤال مقدر وهو: ما هو سبب هذا التشريف العظيم.

قوله تعالى: وَمَلائِكَتَهُ [الأحزاب:56]، ولم يقل: إن الله والملائكة؛ وذلك إشارة إلى عظم قدرهم، ومزيد شرفهم بإضافتهم إليه سبحانه وتعالى، وذلك مستلزم لتعظيمه صلى الله عليه وسلم لما يصل إليه منهم من حيث أن العظيم لا يصدر منه إلا عظيم، ثم إن فيه التنبيه على كثرتهم، وأن الصلاة من هذا الجمع الكثير الذي لا يحيط بمنتهاه غير خالقه، والصلاة عليه صلى الله عليه وسلم تكون على مر الأيام والدهور مع تجددها في كل وقت وحين، وهذا أبلغ تعظيم وأشمله وأكمله وأزكاه.

قوله تعالى: يُصَلُّونَ [الأحزاب:56]، عند ذكر صلاة الله وملائكته على رسوله أتى بلفظ المضارع الدال على التجديد والتكرير.

عَلَى النَّبِيِّ [الأحزاب:56]، عبر بذكر النبي دون ذكر اسمه صلى الله عليه وسلم على خلاف الغالب في حكايته تعالى عن أنبيائه عليهم السلام، وذلك إشعاراً بما اختص به صلى الله عليه وسلم من مزيد الفخامة والكرامة وعلو القدر، وأكد ذلك الإشعار بـــ(أل) التي تكون للغلبة، وإشارة إلى أنه صلى الله عليه وسلم المعروف الحقيقي بهذا الوصف.

قال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ [الأحزاب:56]، قال ابن عاشور رحمه الله تعالى: ظاهر الأمر أن الواجب كل كلام فيه دعاء للنبي صلى الله عليه وسلم، ولكن الصحابة لما نزلت هذه الآية سألوا النبي عليه الصلاة والسلام عن كيفية هذه الصلاة، فقالوا: ( يا رسول الله! هذا السلام عليك قد علمناه، فكيف نصلي عليك؟ فقال: قولوا: اللهم صل على محمد.. )، الحديث.

وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً [الأحزاب:56]، أي: قولوا: السلام عليك أيها النبي ونحوه. وهذا ما عليه أكثر العلماء الأجلاء.

وفي معنى السلام ثلاثة أوجه:

الوجه الأول: السلامة من النقائص والآفات لك ومعك، أي: مصاحبة وملازمة؛ فيكون السلام مصدراً بمعنى السلامة، كاللذاذ واللذاذة، والملام والملامة، ولما في السلام من الثناء عدي بـ(على)، لا لاعتبار معنى القضاء، أي: قضى الله عليك السلام كما قيل؛ لأن القضاء كالدعاء لا يتعدى بـ(على) للنفع، ولا لتضمنه معنى الولاية والاستيلاء لبعده في هذا الوجه.

الوجه الثاني: السلام مداوم على حفظك ورعايتك ومتول لك وكفيل بك، ويكون السلام هنا اسم الله تعالى، ومعناه على ما اختاره ابن فورك وغيره من عدة أقوال: ذو السلامة من كل آفة ونقيصة ذاتاً وصفة وفعلاً جل جلاله. وقيل: إذا أريد بالسلام ما هو من أسمائه تعالى فالمراد: لا خلوت من الخير والبركة، وسلمت من كل مكروه؛ لأن اسم الله تعالى إذا ذكر على شيء أفاد ذلك.

الوجه الثالث: الانقياد على أن السلام من المسالمة وعدم المخالفة، والمراد الدعاء بأن يصير الله العباد منقادين مذعنين له عليه الصلاة والسلام، ولشريعته، وأما تعديته بعلى فلما فيه من الإقبال، فإن من انقاد لشخص وأذعن له فقد أقبل عليه.

قال العلامة ابن عاشور رحمه الله تعالى: والراجح عندي هو الوجه الأول، يعني بذلك: السلامة من النقائص والآفات لك ومعك.

أيها الإخوة الكرام! المعنى الإجمالي لهذه الآية:

إن الله وملائكته يبركون على النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وقد يحتمل أن يقال: إن معنى ذلك: إن الله يرحم النبي صلى الله عليه وسلم وتدعو له ملائكته ويستغفرون له، وذلك أن الصلاة في كلام العرب من غير الله إنما هو دعاء، فيكون المعنى: يا أيها الذين آمنوا ادعوا لمحمد صلى الله عليه وسلم وحيوه تحية الإسلام.

قال البخاري رحمه الله: قال أبو العالية : صلاة الله ثناؤه عليه عند الملائكة، وصلاة الملائكة الدعاء.

وقال ابن عباس : (يصلون) أي: يبركون. هكذا علقه البخاري .

قال ابن كثير رحمه الله تعالى: والمقصود من هذه الآية أن الله سبحانه أخبر عباده بمنزلة عبده ونبيه عنده في الملأ الأعلى بأنه يثني عليه عند الملائكة المقربين، وأن الملائكة تصلي عليه، ثم أمر تعالى أهل العالم السفلي بالصلاة والتسليم عليه ليجتمع الثناء عليه من أهل العالمين العلوي والسفلي جميعاً.




استمع المزيد من الشيخ الدكتور عبد الحي يوسف - عنوان الحلقة اسٌتمع
سورة التحريم - الآية [8] 2636 استماع
سورة المجادلة - الآية [11] 2574 استماع
سورة آل عمران - الآية [102] 2535 استماع
سورة المائدة - الآية [105] 2522 استماع
سورة النساء - الآية [19] 2343 استماع
سورة البقرة - الآية [104] 2310 استماع
سورة الأحزاب - الآيات [70-71] 2303 استماع
سورة التوبة - الآية [119] 2293 استماع
سورة البقرة - الآية [182] 2229 استماع
سورة التغابن - الآية [14] 2186 استماع