سورة التوبة - الآية [28]


الحلقة مفرغة

بسم الله الرحمن الرحيم.

الحمد لله، وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا رسول الله وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه، أما بعد:

فأسأل الله سبحانه أن يجعلنا من المقبولين.

ومع النداء الحادي والخمسين في الآية الثامنة والعشرين من سورة التوبة قول ربنا تبارك وتعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ فَلا يَقْرَبُوا الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ بَعْدَ عَامِهِمْ هَذَا وَإِنْ خِفْتُمْ عَيْلَةً فَسَوْفَ يُغْنِيكُمْ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ إِنْ شَاءَ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ حَكِيمٌ [التوبة:28].

سبب نزول الآية

فتح الله عز وجل لنبيه صلى الله عليه وسلم مكة في العام الثامن، حيث كان المشركون يطوفون حول البيت عراة ويرددون تلك الألفاظ الشركية القبيحة كقولهم: لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك، إلا شريكاً هو لك تملكه وما ملك، ولما كان العام التاسع بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم الصديق أبا بكر أميراً على الحج وأمره بأن ينادي: ألا يحجن بعد هذا العام مشرك، ولا يطوفن بالبيت عريان.

فبعض المسلمين قالوا: قد كان هؤلاء المشركون يبيعون لنا ويشترون منا فإذا منعوا من الحج بارت بضاعتنا وخسرت تجارتنا، فأنزل الله عز وجل هذه الآية مؤكداً الحكم وواعداً إياهم بالرزق الواسع إن شاء: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ فَلا يَقْرَبُوا الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ بَعْدَ عَامِهِمْ هَذَا وَإِنْ خِفْتُمْ عَيْلَةً فَسَوْفَ يُغْنِيكُمْ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ إِنْ شَاءَ [التوبة:28].

معاني مفردات الآية

معاني المفردات:

قوله تعالى: إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ [التوبة:28]، المقصود بالنجاسة هنا: نجاسة الاعتقاد والقلب، وليس النجاسة الذاتية أو النجاسة الحسية، وكلمة (نجس) مصدر لا يثنى ولا يجمع ولا يؤنث، فيقال: رجل نجس، وامرأة نجس، ورجلان نجس، وامرأتان نجس، ورجال نجس، ونساء نجس.

أما إذا كانت بكسر الجيم (نجِس) فهي صفة، وقد تطلق هذه الكلمة مخففة بكسر النون فيقال: نجس، نجس على وزن رجس.

قوله تعالى: فَلا يَقْرَبُوا الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ [التوبة:28]، ليس المقصود خصوص المسجد الحرام وإنما المقصود الحرم بحدوده المعروفة من أضاة إلى أبي قبيس ومن عرفات إلى الشميسي، هذا الحد كله حد الحرم الذي لا ينفر صيده، ولا يعضد شجره، ولا يختلى خلاه، ولا يجوز لمشرك أن يدخله، والكلام الذي يقال عن حرم مكة يقال عن حرم المدينة كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إن الله حرم مكة وإني حرمت المدينة ).

قوله تعالى: بَعْدَ عَامِهِمْ هَذَا [التوبة:28]، المقصود: العام التاسع من الهجرة حيث حج الصديق أبو بكر بالناس.

قول الله عز وجل: وَإِنْ خِفْتُمْ عَيْلَةً [التوبة:28]، أي: فقراً وحاجة، يقال: عال الرجل إذا افتقر، ومنه قول القائل:

فما يدري الفقير متى غناه وما يدري الغني متى يعيل

قوله تعالى: فَسَوْفَ يُغْنِيكُمْ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ [التوبة:28]، فضل الله واسع، سوف يغنيكم الله بالخراج، سوف يغنيكم الله بإسلام بعض من بلادهم خصبة رخية، سوف يغنيكم الله بالغنائم.

قوله تعالى: إِنْ شَاءَ [التوبة:28]، تعليق لقلوبهم بالرجاء في الله عز وجل، وهذا الأمر معلق بالمشيئة.

قوله تعالى: إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ حَكِيمٌ [التوبة:28]، هو سبحانه يفعل ما يشاء ويحكم ما يريد، لا معقب لحكمه وهو سريع الحساب.

المعنى الإجمالي للآية

يخاطبنا ربنا فيقول: يا مؤمنون! ما المشركون إلا نجس، نجس في عقيدتهم ، نجس في قلوبهم، يشركون بالله ما لا ينفعهم ولا يضرهم، يعبدون الأوثان والأصنام، لا يميزون بين الحلال والحرام، يدينون بالخرافات والأوهام، يقترفون الذنوب والآثام، ثم بعد ذلك هم لا يجتنبون النجاسات، فقد يأكلون الدم، وقد يأكلون الخنزير، وقد يأكلون غير ذلك مما حكم الله عليه بأنه نجس وأنه رجس، فما داموا بهذه الصفة فلا تمكنوهم من أن يقربوا المسجد الحرام؛ لأن المسجد الحرام مكان طاهر، حرم الله الآمن منذ أن طهره إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام بأمر من الله: أَنْ طَهِّرَا بَيْتِي لِلطَّائِفِينَ وَالْعَاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ [البقرة:125].

وقد وعدهم الله عز وجل، فقال لهم: وإن خفتم فقراً وحاجة فسوف يغنيكم الله فمن فضله، سيغنيكم عن منافع المشركين، سيغنيكم بالحجاج الذي يقدمون بهداياهم وأضاحيهم، سيغنيكم الله عز وجل بمن يدخلون في الإسلام، وقد حقق الله لهم ما وعد فأسلم أهل اليمن، وكانت بلادهم بلاد خصب وسعة ورخاء، وكانت صنعاء مرفأً ترد إليها أنواع التجارات من بلاد الهند وغيرها، وأسلم كذلك أهل تبالة وجرش وكانوا يحملون إلى مكة طعاماً وميرة تغني الناس، وأسلم أهل جدة، وأيضاً بلدهم مرفأ (ميناء) ترد إليه التجارات من كل مكان، وأسلم أهل الشام وغيرهم، فَسَوْفَ يُغْنِيكُمْ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ إِنْ شَاءَ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ حَكِيمٌ [التوبة:28].

فتح الله عز وجل لنبيه صلى الله عليه وسلم مكة في العام الثامن، حيث كان المشركون يطوفون حول البيت عراة ويرددون تلك الألفاظ الشركية القبيحة كقولهم: لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك، إلا شريكاً هو لك تملكه وما ملك، ولما كان العام التاسع بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم الصديق أبا بكر أميراً على الحج وأمره بأن ينادي: ألا يحجن بعد هذا العام مشرك، ولا يطوفن بالبيت عريان.

فبعض المسلمين قالوا: قد كان هؤلاء المشركون يبيعون لنا ويشترون منا فإذا منعوا من الحج بارت بضاعتنا وخسرت تجارتنا، فأنزل الله عز وجل هذه الآية مؤكداً الحكم وواعداً إياهم بالرزق الواسع إن شاء: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ فَلا يَقْرَبُوا الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ بَعْدَ عَامِهِمْ هَذَا وَإِنْ خِفْتُمْ عَيْلَةً فَسَوْفَ يُغْنِيكُمْ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ إِنْ شَاءَ [التوبة:28].

معاني المفردات:

قوله تعالى: إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ [التوبة:28]، المقصود بالنجاسة هنا: نجاسة الاعتقاد والقلب، وليس النجاسة الذاتية أو النجاسة الحسية، وكلمة (نجس) مصدر لا يثنى ولا يجمع ولا يؤنث، فيقال: رجل نجس، وامرأة نجس، ورجلان نجس، وامرأتان نجس، ورجال نجس، ونساء نجس.

أما إذا كانت بكسر الجيم (نجِس) فهي صفة، وقد تطلق هذه الكلمة مخففة بكسر النون فيقال: نجس، نجس على وزن رجس.

قوله تعالى: فَلا يَقْرَبُوا الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ [التوبة:28]، ليس المقصود خصوص المسجد الحرام وإنما المقصود الحرم بحدوده المعروفة من أضاة إلى أبي قبيس ومن عرفات إلى الشميسي، هذا الحد كله حد الحرم الذي لا ينفر صيده، ولا يعضد شجره، ولا يختلى خلاه، ولا يجوز لمشرك أن يدخله، والكلام الذي يقال عن حرم مكة يقال عن حرم المدينة كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إن الله حرم مكة وإني حرمت المدينة ).

قوله تعالى: بَعْدَ عَامِهِمْ هَذَا [التوبة:28]، المقصود: العام التاسع من الهجرة حيث حج الصديق أبو بكر بالناس.

قول الله عز وجل: وَإِنْ خِفْتُمْ عَيْلَةً [التوبة:28]، أي: فقراً وحاجة، يقال: عال الرجل إذا افتقر، ومنه قول القائل:

فما يدري الفقير متى غناه وما يدري الغني متى يعيل

قوله تعالى: فَسَوْفَ يُغْنِيكُمْ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ [التوبة:28]، فضل الله واسع، سوف يغنيكم الله بالخراج، سوف يغنيكم الله بإسلام بعض من بلادهم خصبة رخية، سوف يغنيكم الله بالغنائم.

قوله تعالى: إِنْ شَاءَ [التوبة:28]، تعليق لقلوبهم بالرجاء في الله عز وجل، وهذا الأمر معلق بالمشيئة.

قوله تعالى: إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ حَكِيمٌ [التوبة:28]، هو سبحانه يفعل ما يشاء ويحكم ما يريد، لا معقب لحكمه وهو سريع الحساب.

يخاطبنا ربنا فيقول: يا مؤمنون! ما المشركون إلا نجس، نجس في عقيدتهم ، نجس في قلوبهم، يشركون بالله ما لا ينفعهم ولا يضرهم، يعبدون الأوثان والأصنام، لا يميزون بين الحلال والحرام، يدينون بالخرافات والأوهام، يقترفون الذنوب والآثام، ثم بعد ذلك هم لا يجتنبون النجاسات، فقد يأكلون الدم، وقد يأكلون الخنزير، وقد يأكلون غير ذلك مما حكم الله عليه بأنه نجس وأنه رجس، فما داموا بهذه الصفة فلا تمكنوهم من أن يقربوا المسجد الحرام؛ لأن المسجد الحرام مكان طاهر، حرم الله الآمن منذ أن طهره إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام بأمر من الله: أَنْ طَهِّرَا بَيْتِي لِلطَّائِفِينَ وَالْعَاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ [البقرة:125].

وقد وعدهم الله عز وجل، فقال لهم: وإن خفتم فقراً وحاجة فسوف يغنيكم الله فمن فضله، سيغنيكم عن منافع المشركين، سيغنيكم بالحجاج الذي يقدمون بهداياهم وأضاحيهم، سيغنيكم الله عز وجل بمن يدخلون في الإسلام، وقد حقق الله لهم ما وعد فأسلم أهل اليمن، وكانت بلادهم بلاد خصب وسعة ورخاء، وكانت صنعاء مرفأً ترد إليها أنواع التجارات من بلاد الهند وغيرها، وأسلم كذلك أهل تبالة وجرش وكانوا يحملون إلى مكة طعاماً وميرة تغني الناس، وأسلم أهل جدة، وأيضاً بلدهم مرفأ (ميناء) ترد إليه التجارات من كل مكان، وأسلم أهل الشام وغيرهم، فَسَوْفَ يُغْنِيكُمْ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ إِنْ شَاءَ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ حَكِيمٌ [التوبة:28].




استمع المزيد من الشيخ الدكتور عبد الحي يوسف - عنوان الحلقة اسٌتمع
سورة التحريم - الآية [8] 2636 استماع
سورة المجادلة - الآية [11] 2574 استماع
سورة آل عمران - الآية [102] 2535 استماع
سورة المائدة - الآية [105] 2522 استماع
سورة النساء - الآية [19] 2343 استماع
سورة البقرة - الآية [104] 2310 استماع
سورة الأحزاب - الآيات [70-71] 2303 استماع
سورة التوبة - الآية [119] 2293 استماع
سورة البقرة - الآية [182] 2228 استماع
سورة التغابن - الآية [14] 2186 استماع