خطب ومحاضرات
/home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f800c4caaf1f6345c5d1b344c3f9ad5482181c14_0.file.audio_show.tpl.php on line 55
Warning: Attempt to read property "value" on null in /home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f800c4caaf1f6345c5d1b344c3f9ad5482181c14_0.file.audio_show.tpl.php on line 55
Warning: Trying to access array offset on value of type null in /home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f800c4caaf1f6345c5d1b344c3f9ad5482181c14_0.file.audio_show.tpl.php on line 55
/audio/929"> الشيخ الدكتور عبد الحي يوسف . /home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f800c4caaf1f6345c5d1b344c3f9ad5482181c14_0.file.audio_show.tpl.php on line 58
Warning: Attempt to read property "value" on null in /home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f800c4caaf1f6345c5d1b344c3f9ad5482181c14_0.file.audio_show.tpl.php on line 58
Warning: Trying to access array offset on value of type null in /home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f800c4caaf1f6345c5d1b344c3f9ad5482181c14_0.file.audio_show.tpl.php on line 58
/audio/929?sub=63709"> نداءات القرآن
Warning: Undefined array key "Rowslist" in /home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f800c4caaf1f6345c5d1b344c3f9ad5482181c14_0.file.audio_show.tpl.php on line 70
Warning: Attempt to read property "value" on null in /home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f800c4caaf1f6345c5d1b344c3f9ad5482181c14_0.file.audio_show.tpl.php on line 70
سورة الأنفال - الآية [27]
الحلقة مفرغة
بسم الله الرحمن الرحيم.
الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على سيدنا رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه. أما بعد:
فأسأل الله سبحانه أن يجعلنا من المقبولين.
ومع النداء السابع والأربعين في الآية السابعة والعشرين من سورة الأنفال، قول ربنا الرحمن: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ [الأنفال:27].
سبب نزول الآية
وسبب نزول هذه الآية: ما رواه ابن جرير رحمه الله عن ابن شهاب الزهري أن هذه الآية نزلت في شأن أبي لبابة بن عبد المنذر رضي الله عنه حين بعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى بني قريظة، فقال له بنو قريظة: ( يا أبا لبابة ! أترى أن ننزل على حكم محمد؟ وجهش إليه النساء والصبيان بالبكاء، فرق لهم -أي: أخذته رقة لهؤلاء اليهود- وأشار إلى حلقه: إنه الذبح ). يعني: يقول لهم: لو نزلتم على حكم محمد صلى الله عليه وسلم فما عنده لكم إلا الذبح. يقول أبو لبابة رضي الله عنه: ( فوالله! ما زالت قدماي حتى علمت أني قد خنت الله ورسوله -أي: علم أنه كشف سر رسول الله صلى الله عليه وسلم- فقال: والله لا أذوق طعاماً ولا شراباً حتى أموت أو يتوب الله علي، وربط نفسه في سارية من سواري المسجد النبوي )، ولا يزال هذا العمود موجوداً إلى يومنا هذا ومكتوب عليه: هذه أسطوانة التوبة، أو أسطوانة أبي لبابة .
فربط نفسه في تلك السارية، ( فمكث سبعة أيام لا يذوق طعاماً ولا شراباً حتى خر مغشياً عليه ) وهو ما يسمى في عرف اليوم بالإضراب عن الطعام، أسبوعاً كاملاً لا يذوق طعاماً ولا شراباً حتى خر مغشياً عليه، (
فقيل له: يا أبا لبابة ! قد تيب عليك. فقال: والله لا أحل نفسي. يعني: لا أفك رباطي حتى يكون رسول الله صلى الله عليه وسلم هو الذي يحلني. فجاءه فحله بيده ثم قال أبو لبابة رضي الله عنه: إن من توبتي أن أهجر دار قومي التي أصبت بها الذنب، وأن أنخلع من مالي، فقال له صلى الله عليه وسلم: يجزئك الثلث أن تصدق به ).
أيها الإخوة الكرام! قد مضى معنا الكلام مراراً في أن العبرة بعموم الألفاظ لا بخصوص الأسباب، قال ابن كثير رحمه الله تعالى: والصحيح أن الآية عامة وإن صح أنها وردت على سبب خاص فالأخذ بعموم اللفظ لا بخصوص السبب عند الجماهير من العلماء، والخيانة تعم الذنوب الصغار والكبار، اللازمة والمتعدية.
يعني: كل ذنب صغيراً كان أو كبيراً، لازماً -يعني: ضرره قاصر على صاحبه- أو متعدياً -يعني: أن ضرره يتعدى إلى الغير- فالذنوب صغارها وكبارها، لازمها ومتعديها كلها تعد خيانة لله ورسوله صلى الله عليه وسلم.
معاني مفردات الآية
قوله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ[الأنفال:27]، الخيانة ضد الأمانة، وأصلها: النقص، فـ(خون) معناها: نقص، والخيانة أصلها: النقص والغدر وإخفاء الشيء، ومنه قوله تعالى: يَعْلَمُ خَائِنَةَ الأَعْيُنِ [غافر:19].
وقوله تعالى: لا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ [الأنفال:27]، أي: لا تخونوا الله بترك طاعته، ولا تخونوا الرسول صلى الله عليه وسلم بإهمال سنته، والخطاب هنا لجماعة من الناس أظهروا الإيمان والطاعة وأبطنوا الكفر والمعصية، وهم المنافقون والعياذ بالله.
وقوله: وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ [الأنفال:27]، قيل: الأمانات هي الدين كله، فالدين كله أمانة، وقيل: هي الأعمال التي ائتمن الله العباد، وسميت: (أمانة)؛ لأنها يؤمن معها من منع الحق، فالطهارة أمانة، والصلاة أمانة، والصيام أمانة، وسائر شعائر الإسلام وشرائعه أمانة.
وبعض العلماء فسرها بمعنى أخص فقال: الأمانات: هي ما يخفى عن أعين الناس من فرائض الله. يعني: الصلاة الآن أمام الناس ليست أمانة، لكن غسل الجنابة مثلاً أمانة فيما بينك وبين الله عز وجل، حيث أنه لا يطلع عليها إلا الله سبحانه وتعالى.
المعنى الإجمالي للآية
المعنى الإجمالي للآية:
هذه الآية تنهى عن الخيانة، والنهي عن الشيء أمر بضده، فهي تنهى عن الخيانة وتأمر بأداء الأمانة: وقد كانت خيانة المنافقين بإظهار الإسلام وإبطان الكفر، وكشف أسرار المسلمين وإطلاع المشركين على عورات المسلمين وإخبارهم بما خفي عنهم من خبرهم.
فالله عز وجل يخاطبنا فيقول لنا: (لا تخونوا الله والرسول) أي: لا تنقصوهما حقوقهما، وأدوا ما عليكم من أعمال، وكان من دعاء رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( اللهم إني أعوذ بك من الجوع فإنه بئس الضجيع، وأعوذ بك من الخيانة فإنها بئست البطانة )، وما خطب صلى الله عليه وسلم خطبة إلا قال: ( لا دين لمن لا عهد له، ولا إيمان لمن لا أمانة له ).
وتفسير الأمانة عند الناس الآن بشيء يسير، فهم يفسرونها بالوديعة؛ كإنسان وضع عندك مالاً واستأمنك عليه، فهذه عند الناس أمانة، لكن الأمانة أعم من ذلك، وأعظم الأمانات: ما يتعلق بحق الله عز وجل من توحيده وعبادته والانقياد لأمره جل جلاله.
وقد عد رسول الله صلى الله عليه وسلم زوال الأمانة من أشراط الساعة، والحديث رواه الإمام البخاري رحمه الله عن حذيفة بن اليمان رضي الله عنهما قال: (حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثين رأيت أحدهما وأنا أنتظر الآخر، حدثنا: أن الأمانة نزلت في جذر قلوب الرجال فعلموا من القرآن وعلموا من السنة، وحدثنا عن رفعها فقال: ينام الرجل النومة فتقبض الأمانة من قلبه، فيضل أثرها مثل الوكت، ثم ينام النومة فتقبض فيبقى أثرها مثل المجل كجمر دحرجته على رجلك فنفط فتراه منتبراً وليس منه شيء )، يعني: لو أن الإنسان وضع على يده جمرة ثم رفعها، فإن مكان هذه الجمرة ينتفخ، وفي الواقع هذا الانتفاخ ليس فيه شيء نافع أو شيء مفيد، كذلك الإنسان والعياذ بالله الذي يظهر الإيمان ويظهر الالتزام وليس عنده أمانة في قلبه كأثر المجل (دحرجته على رجلك فتراه منتبراً وليس فيه شيء).
قال: ( ويصبح الناس يتبايعون ولا يكاد أحد يؤدي الأمانة ) انتبهوا لهذا الكلام وقارنوه بواقع الناس الآن، ( ويصبح الناس يتبايعون ولا يكاد أحد يؤدي الأمانة حتى يقال: إن في بني فلان رجلاً أميناً، ويقال للرجل: ما أعقله! ما أظرفه! ما أجلده! وما في قلبه مثقال حبة خردل من إيمان )، هذا هو الحال الآن والواقع يصدقه، فقليل من الناس من يؤدي الأمانة، وقليل من الناس من تأمنه على الدينار وليس على القنطار.
وقوله: (إن في بني فلان رجلاً أميناً)، هذه الآن حاصلة في واقع الناس يقال: فلان رجل يؤدي الأمانة، فلان شيكاته لا ترجع، فلان لا تخاف إذا وضعت عنده شيئاً، هذا موجود الآن، فأصبحت الأمانة هي الاستثناء، والغدر والخيانة -نسأل الله العافية- هي الأصل وهي الأساس في معاملات الناس.
لقد بلغ من شأن الأمانة أن يقول عمر بن الخطاب رضي الله عنه في آخر أيامه: ( لو كان أبو عبيدة بن الجراح حياً لاستخلفته، فإن سألني ربي لم؟ أقول: يا رب! سمعت رسولك صلى الله عليه وسلم يقول: إن لكل أمة أميناً وأمين هذه الأمة أبو عبيدة بن الجراح ).
وكذلك البنت الصالحة قالت عن موسى: يَا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ إِنَّ خَيْرَ مَنْ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الأَمِينُ [القصص:26]، قال أهل التفسير: لو كانت هناك صفة أعلى وأغلى من هاتين الصفتين لذكرتهما بنت الرجل الصالح، لكنها ذكرت القوة والأمانة.
وسبب نزول هذه الآية: ما رواه ابن جرير رحمه الله عن ابن شهاب الزهري أن هذه الآية نزلت في شأن أبي لبابة بن عبد المنذر رضي الله عنه حين بعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى بني قريظة، فقال له بنو قريظة: ( يا أبا لبابة ! أترى أن ننزل على حكم محمد؟ وجهش إليه النساء والصبيان بالبكاء، فرق لهم -أي: أخذته رقة لهؤلاء اليهود- وأشار إلى حلقه: إنه الذبح ). يعني: يقول لهم: لو نزلتم على حكم محمد صلى الله عليه وسلم فما عنده لكم إلا الذبح. يقول أبو لبابة رضي الله عنه: ( فوالله! ما زالت قدماي حتى علمت أني قد خنت الله ورسوله -أي: علم أنه كشف سر رسول الله صلى الله عليه وسلم- فقال: والله لا أذوق طعاماً ولا شراباً حتى أموت أو يتوب الله علي، وربط نفسه في سارية من سواري المسجد النبوي )، ولا يزال هذا العمود موجوداً إلى يومنا هذا ومكتوب عليه: هذه أسطوانة التوبة، أو أسطوانة أبي لبابة .
فربط نفسه في تلك السارية، ( فمكث سبعة أيام لا يذوق طعاماً ولا شراباً حتى خر مغشياً عليه ) وهو ما يسمى في عرف اليوم بالإضراب عن الطعام، أسبوعاً كاملاً لا يذوق طعاماً ولا شراباً حتى خر مغشياً عليه، (
فقيل له: يا أبا لبابة ! قد تيب عليك. فقال: والله لا أحل نفسي. يعني: لا أفك رباطي حتى يكون رسول الله صلى الله عليه وسلم هو الذي يحلني. فجاءه فحله بيده ثم قال أبو لبابة رضي الله عنه: إن من توبتي أن أهجر دار قومي التي أصبت بها الذنب، وأن أنخلع من مالي، فقال له صلى الله عليه وسلم: يجزئك الثلث أن تصدق به ).
أيها الإخوة الكرام! قد مضى معنا الكلام مراراً في أن العبرة بعموم الألفاظ لا بخصوص الأسباب، قال ابن كثير رحمه الله تعالى: والصحيح أن الآية عامة وإن صح أنها وردت على سبب خاص فالأخذ بعموم اللفظ لا بخصوص السبب عند الجماهير من العلماء، والخيانة تعم الذنوب الصغار والكبار، اللازمة والمتعدية.
يعني: كل ذنب صغيراً كان أو كبيراً، لازماً -يعني: ضرره قاصر على صاحبه- أو متعدياً -يعني: أن ضرره يتعدى إلى الغير- فالذنوب صغارها وكبارها، لازمها ومتعديها كلها تعد خيانة لله ورسوله صلى الله عليه وسلم.