تفسير سورة النور - الآيات [11-14]


الحلقة مفرغة

بسم الله الرحمن الرحيم.

الحمد لله، وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا رسول الله وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه.

سبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا، إنك أنت العليم الحكيم، اللهم علمنا علماً نافعاً، وارزقنا عملاً صالحاً، ووفقنا برحمتك لما تحب وترضى، أما بعد:

فقد أثنت أمنا عائشة رضي الله عنها على زينب بنت جحش رضي الله عنها بأن الله تعالى قد عصمها بورعها، ( لما سألها رسول الله صلى الله عليه وسلم عن عائشة قالت: أحمي سمعي وبصري، لا أقول إلا خيراً ).

نسب زينب بنت جحش

ونبدأ هذا الدرس بذكر طائفة من خبر هذه المرأة الصالحة رضي الله عنها؛ فأقول: هي أمنا زينب بنت جحش بن رئاب الأسدية ، وأمها أميمة بنت عبد المطلب بن هاشم عمة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهذه المرأة الصالحة من بيت طيب مبارك، كلهم من السابقين الأولين، فأخوها أبو أحمد بن جحش ، وأخوها الآخر عبد الله بن جحش ، والثالث عبيد الله بن جحش ، وأختها حمنة بنت جحش ، ويقال عنها أيضاً: أم حبيبة بنت جحش ، وهؤلاء جميعاً هاجروا إلى الله ورسوله، وتركوا الديار والوطن.

زواجها من زيد بن حارثة

هذه المرأة زوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم من مولاه زيد بن حارثة رضي الله عنه في قصة معروفة، وفيها نزل قول ربنا جل جلاله: وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّهَ وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَاهُ[الأحزاب:37]، وقد عاشت مع زيد حيناً من الدهر، ( وكان زيد يأتي إلى النبي صلى الله عليه وسلم يستأذنه في فراقها، فكان عليه الصلاة والسلام يقول له: أمسك عليك زوجك واتق الله ).

ثم قدر الله عز وجل بينهما فرقة وطلاقاً.

زواجها من النبي صلى الله عليه وسلم

فلما انقضت عدتها قال النبي صلى الله عليه وسلم لـزيد : ( اذهب فاذكرها علي )، فجاء زيد رضي الله عنه وكلم زينب بأن رسول الله صلى الله عليه وسلم يريدها لنفسه؛ فقالت: ما كنت لأصنع شيئاً حتى أوامر ربي -حتى أستخير- فقامت رضي الله عنها لتصلي، فأنزل الله عز وجل قوله: فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِنْهَا وَطَراً زَوَّجْنَاكَهَا [الأحزاب:37]، فجاء النبي صلى الله عليه وسلم فدخل عليها مباشرة؛ ولذلك كانت تفاخر أزواجه، فتقول: زوجكن أهاليكن وزوجني الله من فوق سبع سموات، وكان ذلك في ذي القعدة من السنة الخامسة من الهجرة، وهي بنت خمس وعشرين سنة، وكانت تسامي عائشة رضي الله عنها، أي: كانت تنافسها على الحضوة عند رسول الله صلى الله عليه وسلم.

( دخل النبي عليه الصلاة والسلام على زينب فسقته عسلاً، فتآمرت عليها عائشة و حفصة ، وقالت إحداهما للأخرى: أينا دخل عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم فلتقل له: إني أجد منك ريح مغافير، فدخل النبي صلى الله عليه وسلم على إحداهما فقالت له هذه الكلمة: إني أجد منك ريح مغافير -وكانت رائحة غير مستطابة- فقال النبي صلى الله عليه وسلم: إن زينب قد سقتني عسلاً، فقالت له: يا رسول الله! جرست نحله العرفط، فقال عليه الصلاة والسلام: والله لا أعود )؛ فأنزل الله عز وجل قوله: يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ تَبْتَغِي مَرْضَاةَ أَزْوَاجِكَ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ [التحريم:1] إلى أن قال موجها الحديث لـعائشة و حفصة : إِنْ تَتُوبَا إِلَى اللَّهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا وَإِنْ تَظَاهَرَا عَلَيْهِ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ مَوْلاهُ وَجِبْرِيلُ وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمَلائِكَةُ بَعْدَ ذَلِكَ ظَهِيرٌ [التحريم:4].

ثناء عائشة رضي الله عنها على زينب

وزينب رضي الله عنها كانت تثني عليها عائشة فتقول: ما رأيت امرأة قط خيراً في الدين من زينب ، أتقى لله، وأوصل للرحم، وأصدق حديثاً، وأعظم صدقة، سوى سورة من غضب كانت تعتريها تسرع منها الفيئة، يعني: السيدة عائشة تقول: زينب ما كان فيها إلا عيب واحد وهو أنها كانت سريعة الغضب؛ لكنها رضي الله عنها كانت سريعة الرضا، كانت سريعة الفيئة، يعني أنها ترجع عن غضبها رضي الله عنها وأرضاها سريعاً.

فضلها رضي الله عنها وحبها للصدقة

هذه المرأة الصالحة الطيبة المباركة، كانت صوامة قوامة، عابدة أواهة منيبة، وكانت أسرع أزواج النبي صلى الله عليه وسلم لحوقاً به، وآخر زوجاته لحوقاً به هي أمنا أم سلمة هند بنت أبي أمية بن المغيرة ، فإنها ماتت سنة ستين رضي الله عنها، بعد عائشة بسنتين.

ولما كان النبي عليه الصلاة والسلام في مرض موته قال لأزواجه: ( أسرعكن لحوقاً بي أطولكن يداً )؛ فكان نساؤه إذا اجتمعن بعد موته عليه الصلاة والسلام يتطاولن الجدار، يعني: يقفن على الجدار يقسن أيديهن، فكانت وفاة زينب سنة عشرين، يعني: بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم بتسع سنين، وما كانت طويلة اليد؛ بل كانت قصيرة، فعلم أزواجه أن المراد بالطول الصدقة، وكانت رضي الله عنها امرأة صناعة، يعني تصنع بيدها، تدبغ وتخرز وتغزل وتتصدق، فما كانت تنتظر عطاءها، وإنما كانت تصنع بيدها، وتبعث ما تصنع فيباع ثم تتصدق بالثمن.

وقد بلغ من حبها للصدقة: أن عمر رضي الله عنه أرسل إليها بعطائها؛ فقالت: غفر الله لـعمر ، غيري كان أقدر على قسمته مني، فقيل لها: هذا كله لك، هي ظنت بأن عمر قد أرسل إليها من أجل أن تقسم في أمهات المؤمنين، فقيل لها: بل هذا كله لك، فاستترت منه بثوب، يعني: استترت من هذا المال بثوب، ثم قالت: غطوه، فغطوه، فجعلت تأمر بأن يبعث به في أرحامها وبعض الأيتام.. إلى أن بقي خمسة وثمانون درهماً فدفعت بها إلى من تقسم وهي برزة بنت رافع رحمها الله ورضي عنها، ثم رفعت زينب يديها إلى السماء وقالت: اللهم لا يدركني عطاء عمر بعد عامك هذا.

وفاة زينب بنت جحش

ولما نزل بها الموت رضي الله عنها، قالت لمن معها: إني قد اشتريت كفني، فإن بعث إلي عمر بكفن، فتصدقوا بأحدهما، ثم قالت: إذا دليتموني - يعني في قبري - فإن استطعتم أن تتصدقوا بحقوة إزاري فافعلوا، وما ذلك إلا لحبها للصدقة، حتى الرباط الذي يربط به الكفن، والذي يحل بعدما نضع الميت في لحده، قالت: إن استطعتم أن تتصدقوا به فافعلوا.

فلما ماتت رضي الله عنها، أرسل عمر منادياً ينادي: ألا لا يخرجن معها إلا ذو محرم، يعني: لا يخرج في جنازتها إلا محارمها، فقالت له أسماء بنت عميس زوجة أبي بكر رضي الله عن الجميع: يا أمير المؤمنين! أنا أريك شيئاً رأيته في أرض الحبشة وكانت قبل ذلك قد أرته لـفاطمة ، فدعت بأعواد فحنتها ثم غطتها، فقال عمر : ما أكرم هذا وأستره! فجنازة المرأة من أجل ألا يرى حجمها، ولا يعرف تحديد جسدها، فإنه يجعل عليها شيء من فوق، ثم يجعل غطاء؛ لئلا يعرف أنحيفة هي أم سمينة، فلما فعلن ذلك بـزينب ؛ أمر عمر رضي الله عنه منادياً ينادي: أيها الناس! أن اغدوا على جنازة أمكم، يعني: أمر الناس بأن يخرجوا.

ثم أرسل عمر إلى أمهات المؤمنين: من ينزل معها في قبرها؟ فقلن له: انظر من كان يطلع عليها في حياتها فلينزل في قبرها، وكان عمر يحب أن يلي ذلك بنفسه، لكنهن رضي الله عنهن أفتين بأن الذي يدليها في قبرها، وينزل معها في لحدها هم محارمها، من كانوا يطلعون عليها في حال حياتها.

وكانت وفاتها رضي الله عنها سنة عشرين، وهي أول أزواج النبي صلى الله عليه وسلم لحوقاً به.

أما تفسير هذه الآيات فقد اتضح بما مضى ذكره من الحديث الثابت في الصحيحين من رواية علقمة بن وقاص و عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود و سعيد بن المسيب ، وقد نقل ذلك عنهم الإمام ابن شهاب الزهري رحمه الله.

ونبدأ هذا الدرس بذكر طائفة من خبر هذه المرأة الصالحة رضي الله عنها؛ فأقول: هي أمنا زينب بنت جحش بن رئاب الأسدية ، وأمها أميمة بنت عبد المطلب بن هاشم عمة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهذه المرأة الصالحة من بيت طيب مبارك، كلهم من السابقين الأولين، فأخوها أبو أحمد بن جحش ، وأخوها الآخر عبد الله بن جحش ، والثالث عبيد الله بن جحش ، وأختها حمنة بنت جحش ، ويقال عنها أيضاً: أم حبيبة بنت جحش ، وهؤلاء جميعاً هاجروا إلى الله ورسوله، وتركوا الديار والوطن.

هذه المرأة زوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم من مولاه زيد بن حارثة رضي الله عنه في قصة معروفة، وفيها نزل قول ربنا جل جلاله: وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّهَ وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَاهُ[الأحزاب:37]، وقد عاشت مع زيد حيناً من الدهر، ( وكان زيد يأتي إلى النبي صلى الله عليه وسلم يستأذنه في فراقها، فكان عليه الصلاة والسلام يقول له: أمسك عليك زوجك واتق الله ).

ثم قدر الله عز وجل بينهما فرقة وطلاقاً.

فلما انقضت عدتها قال النبي صلى الله عليه وسلم لـزيد : ( اذهب فاذكرها علي )، فجاء زيد رضي الله عنه وكلم زينب بأن رسول الله صلى الله عليه وسلم يريدها لنفسه؛ فقالت: ما كنت لأصنع شيئاً حتى أوامر ربي -حتى أستخير- فقامت رضي الله عنها لتصلي، فأنزل الله عز وجل قوله: فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِنْهَا وَطَراً زَوَّجْنَاكَهَا [الأحزاب:37]، فجاء النبي صلى الله عليه وسلم فدخل عليها مباشرة؛ ولذلك كانت تفاخر أزواجه، فتقول: زوجكن أهاليكن وزوجني الله من فوق سبع سموات، وكان ذلك في ذي القعدة من السنة الخامسة من الهجرة، وهي بنت خمس وعشرين سنة، وكانت تسامي عائشة رضي الله عنها، أي: كانت تنافسها على الحضوة عند رسول الله صلى الله عليه وسلم.

( دخل النبي عليه الصلاة والسلام على زينب فسقته عسلاً، فتآمرت عليها عائشة و حفصة ، وقالت إحداهما للأخرى: أينا دخل عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم فلتقل له: إني أجد منك ريح مغافير، فدخل النبي صلى الله عليه وسلم على إحداهما فقالت له هذه الكلمة: إني أجد منك ريح مغافير -وكانت رائحة غير مستطابة- فقال النبي صلى الله عليه وسلم: إن زينب قد سقتني عسلاً، فقالت له: يا رسول الله! جرست نحله العرفط، فقال عليه الصلاة والسلام: والله لا أعود )؛ فأنزل الله عز وجل قوله: يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ تَبْتَغِي مَرْضَاةَ أَزْوَاجِكَ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ [التحريم:1] إلى أن قال موجها الحديث لـعائشة و حفصة : إِنْ تَتُوبَا إِلَى اللَّهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا وَإِنْ تَظَاهَرَا عَلَيْهِ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ مَوْلاهُ وَجِبْرِيلُ وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمَلائِكَةُ بَعْدَ ذَلِكَ ظَهِيرٌ [التحريم:4].

وزينب رضي الله عنها كانت تثني عليها عائشة فتقول: ما رأيت امرأة قط خيراً في الدين من زينب ، أتقى لله، وأوصل للرحم، وأصدق حديثاً، وأعظم صدقة، سوى سورة من غضب كانت تعتريها تسرع منها الفيئة، يعني: السيدة عائشة تقول: زينب ما كان فيها إلا عيب واحد وهو أنها كانت سريعة الغضب؛ لكنها رضي الله عنها كانت سريعة الرضا، كانت سريعة الفيئة، يعني أنها ترجع عن غضبها رضي الله عنها وأرضاها سريعاً.

هذه المرأة الصالحة الطيبة المباركة، كانت صوامة قوامة، عابدة أواهة منيبة، وكانت أسرع أزواج النبي صلى الله عليه وسلم لحوقاً به، وآخر زوجاته لحوقاً به هي أمنا أم سلمة هند بنت أبي أمية بن المغيرة ، فإنها ماتت سنة ستين رضي الله عنها، بعد عائشة بسنتين.

ولما كان النبي عليه الصلاة والسلام في مرض موته قال لأزواجه: ( أسرعكن لحوقاً بي أطولكن يداً )؛ فكان نساؤه إذا اجتمعن بعد موته عليه الصلاة والسلام يتطاولن الجدار، يعني: يقفن على الجدار يقسن أيديهن، فكانت وفاة زينب سنة عشرين، يعني: بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم بتسع سنين، وما كانت طويلة اليد؛ بل كانت قصيرة، فعلم أزواجه أن المراد بالطول الصدقة، وكانت رضي الله عنها امرأة صناعة، يعني تصنع بيدها، تدبغ وتخرز وتغزل وتتصدق، فما كانت تنتظر عطاءها، وإنما كانت تصنع بيدها، وتبعث ما تصنع فيباع ثم تتصدق بالثمن.

وقد بلغ من حبها للصدقة: أن عمر رضي الله عنه أرسل إليها بعطائها؛ فقالت: غفر الله لـعمر ، غيري كان أقدر على قسمته مني، فقيل لها: هذا كله لك، هي ظنت بأن عمر قد أرسل إليها من أجل أن تقسم في أمهات المؤمنين، فقيل لها: بل هذا كله لك، فاستترت منه بثوب، يعني: استترت من هذا المال بثوب، ثم قالت: غطوه، فغطوه، فجعلت تأمر بأن يبعث به في أرحامها وبعض الأيتام.. إلى أن بقي خمسة وثمانون درهماً فدفعت بها إلى من تقسم وهي برزة بنت رافع رحمها الله ورضي عنها، ثم رفعت زينب يديها إلى السماء وقالت: اللهم لا يدركني عطاء عمر بعد عامك هذا.

ولما نزل بها الموت رضي الله عنها، قالت لمن معها: إني قد اشتريت كفني، فإن بعث إلي عمر بكفن، فتصدقوا بأحدهما، ثم قالت: إذا دليتموني - يعني في قبري - فإن استطعتم أن تتصدقوا بحقوة إزاري فافعلوا، وما ذلك إلا لحبها للصدقة، حتى الرباط الذي يربط به الكفن، والذي يحل بعدما نضع الميت في لحده، قالت: إن استطعتم أن تتصدقوا به فافعلوا.

فلما ماتت رضي الله عنها، أرسل عمر منادياً ينادي: ألا لا يخرجن معها إلا ذو محرم، يعني: لا يخرج في جنازتها إلا محارمها، فقالت له أسماء بنت عميس زوجة أبي بكر رضي الله عن الجميع: يا أمير المؤمنين! أنا أريك شيئاً رأيته في أرض الحبشة وكانت قبل ذلك قد أرته لـفاطمة ، فدعت بأعواد فحنتها ثم غطتها، فقال عمر : ما أكرم هذا وأستره! فجنازة المرأة من أجل ألا يرى حجمها، ولا يعرف تحديد جسدها، فإنه يجعل عليها شيء من فوق، ثم يجعل غطاء؛ لئلا يعرف أنحيفة هي أم سمينة، فلما فعلن ذلك بـزينب ؛ أمر عمر رضي الله عنه منادياً ينادي: أيها الناس! أن اغدوا على جنازة أمكم، يعني: أمر الناس بأن يخرجوا.

ثم أرسل عمر إلى أمهات المؤمنين: من ينزل معها في قبرها؟ فقلن له: انظر من كان يطلع عليها في حياتها فلينزل في قبرها، وكان عمر يحب أن يلي ذلك بنفسه، لكنهن رضي الله عنهن أفتين بأن الذي يدليها في قبرها، وينزل معها في لحدها هم محارمها، من كانوا يطلعون عليها في حال حياتها.

وكانت وفاتها رضي الله عنها سنة عشرين، وهي أول أزواج النبي صلى الله عليه وسلم لحوقاً به.

أما تفسير هذه الآيات فقد اتضح بما مضى ذكره من الحديث الثابت في الصحيحين من رواية علقمة بن وقاص و عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود و سعيد بن المسيب ، وقد نقل ذلك عنهم الإمام ابن شهاب الزهري رحمه الله.


استمع المزيد من الشيخ الدكتور عبد الحي يوسف - عنوان الحلقة اسٌتمع
تفسير سورة النور - الآيات [27-29] الثالث 2768 استماع
تفسير سورة نوح [3] 2765 استماع
تفسير سورة النور - الآية [31] الرابع 2665 استماع
تفسير سورة النور - الآية [3] الأول 2652 استماع
تفسير سورة النور - قصة الإفك [5] 2534 استماع
تفسير سورة يس [8] 2522 استماع
تفسير سورة يس [4] 2477 استماع
تفسير سورة يس [6] 2467 استماع
تفسير سورة النور - الآيات [23-26] 2235 استماع
تفسير سورة النور - الآيات [27-29] الرابع 2224 استماع