خطب ومحاضرات
تفسير سورة النور - فضل عائشة [2]
الحلقة مفرغة
الحمد لله رب العالمين، حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه، وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا محمد الرحمة المهداة، والنعمة المسداة، والسراج المنير، والبشير النذير، وعلى آله وصحبه أجمعين.
سبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم.
اللهم علمنا علماً نافعاً، وارزقناً عملاً صالحاً، ووفقنا برحمتك لما تحب وترضى، أما بعد:
فما زلنا مع بيان فضائل عائشة نسأل الله أن يحشرنا معها.
كان من حب النبي صلى الله عليه وسلم لـعائشة رضي الله عنها ( أنه أتاها في غير يومها، فدق عليها الباب مرةً ومرتين وثلاثاً؛ فلما خرجت والغرفة أو الحجرة كانت ضيقة -ليس هناك احتمال بأنها كانت في الصالون (الحجرة)، أو في غرفة النوم- فقال لها: أما سمعت الدق؟ فقالت: بلى، ولكني أحببت أن يعلم نساؤك أنك أتيتني في غير يومي )، يعني أن تأخرها كان متعمداً.
حرص رسول الله على استرضائها
ومن فضائلها رضي الله عنها: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يحرص على أن يسترضيها، كان يقول لها: (إني لأعلم غضبك حين تغضبين علي، تقول له: وكيف ذاك؟ يقول لها: إن كنت راضيةً تقولين: لا، وإله محمد، وإن كنت ساخطةً تقولين: لا وإله إبراهيم، فقالت: إنما أهجر اسمك).
وكذلك (لما جاء أبو بكر رضي الله عنه يوماً يستأذن فسمع عائشة وهي ترفع صوتها على رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فقال: يا ابنة فلانة! ترفعين صوتك على رسول الله صلى الله عليه وسلم؟! وهم بها ليضربها؛ فمنعه رسول الله صلى الله عليه وسلم، وحال بينه وبينها؛ فلما خرج أبو بكر مازحها صلى الله عليه وسلم، قال لها: ألم تريني وقد حميتك من الرجل؟ فجاء أبو بكر رضي الله عنه بعد حين، فسمع ضحكهما، فقال: أشركاني في سلمكما كما أشركتماني في حربكما).
اختصاصها بعشر خصال من بين نساء النبي صلى الله عليه وسلم
هذه المرأة الصالحة رضي الله عنها كان من رحمة الله عز وجل بها أن جعلها زوجةً لنبيه صلى الله عليه وسلم؛ ولذلك كانت تفتخر على نسائه فتقول: (فضلت بعشر لم تؤتهن امرأة غيري: لم ينكح رسول الله صلى الله عليه وسلم بكراً غيري)، وهذه مزية عظيمة؛ فليس في نساء النبي صلى الله عليه وسلم بكر إلا عائشة ، وكانت تفتخر وتقول للرسول صلى الله عليه وسلم: (يا رسول الله! أرأيت لو كانت لك إبل، فنزلت عدوتين: عدوة قد أكل منها، وعدوة لم يؤكل منها، في أيهما كنت ترتع بعيرك؟ فكان يقول: في التي لم يؤكل منها، تقول له: فأنا تلك)؛ فهذه مزية لها رضي الله عنها أنه لم ينكح بكراً غيرها، تقول: ( ولا امرأةً أبواها مهاجران غيري)، فعلاً أبوها أبو بكر ، وأمها أم رومان كلاهما من السابقين الأولين، ومن المهاجرين رضوان الله عليهما.
تقول: ( ونزل الملك بصورتي في كفه )، وهذه أيضاً ثابتة في الصحيح أن النبي عليه الصلاة والسلام قال لـعائشة : (أريتك في المنام مرتين، والملك يحمل صورتك في كفه في سرقة من حرير-في سرقة أي: في قطعة من حرير- يقول لي: هذه زوجتك؛ فكنت أقول: إن يرد الله خيراً يمضه).
قالت رضي الله عنها: ( ونزل الملك بصورتي في كفه، ولم ينزل عليه الوحي في فراش امرأة غيري، وكنت أغتسل أنا وهو من إناء واحد، ونزلت براءتي من السماء، وقبض رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيتي، وفي يومي، وكان رأسه بين سحري ونحري، ودفن في بيتي ).
هذه عشر خصال انفردت بها عائشة من بين نساء العالمين رضي الله عنها وأرضاها.
وفي بعض الروايات بأنها قالت: ( وخلقت طيبةً لمطيب)، وهذا تأويل قول ربنا جل جلاله: وَالطَّيِّبَاتُ لِلطَّيِّبِينَ وَالطَّيِّبُونَ لِلطَّيِّبَاتِ[النور:26].
ترخيص الله لأمة محمد بالتيمم بسببها
و عائشة رضي الله عنها من فضائلها: أن نزول آية التيمم كان بسببها، تقول رضي الله عنها: (خرجت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر، حتى إذا كنّا بالبيداء أو بذات الجيش) هي لا تتذكر تماماً هل كانوا في الموضع الذي يسمى البيداء، أو في الموضع الذي يسمى ذات الجيش، ( انقطع عقد لي فذهب؛ فبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم ناساً في طلبه، وأقام بالناس؛ فنفذ ما عندهم من ماء وحضرت الصلاة، فجاء الناس إلى أبي بكر يقولون له: أما رأيت ما صنعت عائشة ؟ )، قالوا: وفي هذا جواز شكوى المرأة لأبيها وإن كان زوجها موجوداً، فالمرأة المتزوجة لا مانع أن تشكى لأبيها، (أما رأيت ما صنعت عائشة ؟ قال: وما ذاك؟ قالوا: أقامت برسول الله صلى الله عليه وسلم حتى حضرت الصلاة، وقد نفد الماء ولا ماء)، يعني: الآن جاء وقت الصلاة والماء الذي معنا قد نفد، وليس في الموضع ماء، (قالت: فدخل علي أبو بكر ورسول الله صلى الله عليه وسلم نائم ورأسه في حجري، فقال: أي بنية! في كل سفر أنت بلاء وعناء؟ -يعني بكل سفر تعملين لنا مشكلة- حبست رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى نفد الماء، وقد حضرت الصلاة، قالت: وجعل يطعنني في خاصرتي)، يعني أبو بكر رضي الله عنه بإصبعه يلكز عائشة رضي الله عنها، قالت: (فلم يمنعني من التحرك إلا مقام رسول الله صلى الله عليه وسلم)، فتحملت لكز أبيها من أجل ألا توقظ النبي عليه الصلاة والسلام، (قالت: ثم استيقظ رسول الله صلى الله عليه وسلم، ونزلت آية التيمم، فقال أسيد بن حضير : ما هي بأول بركتكم يا آل أبي بكر ، ودخل عليها أبوها يقول لها: تعلمين يا بنية! والله إنك لمباركة) فيك بركة، فببركتها رضي الله عنها نزلت هذه الرخصة، قال الله عز وجل: وَإِنْ كُنْتُمْ مَرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنْ الْغَائِطِ أَوْ لامَسْتُمْ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيداً طَيِّباً فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ مِنْهُ[المائدة:6]، فـعائشة رضي الله عنها من بركتها أن نزول آية التيمم كان بسببها.
ومن فضائلها رضي الله عنها: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يحرص على أن يسترضيها، كان يقول لها: (إني لأعلم غضبك حين تغضبين علي، تقول له: وكيف ذاك؟ يقول لها: إن كنت راضيةً تقولين: لا، وإله محمد، وإن كنت ساخطةً تقولين: لا وإله إبراهيم، فقالت: إنما أهجر اسمك).
وكذلك (لما جاء أبو بكر رضي الله عنه يوماً يستأذن فسمع عائشة وهي ترفع صوتها على رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فقال: يا ابنة فلانة! ترفعين صوتك على رسول الله صلى الله عليه وسلم؟! وهم بها ليضربها؛ فمنعه رسول الله صلى الله عليه وسلم، وحال بينه وبينها؛ فلما خرج أبو بكر مازحها صلى الله عليه وسلم، قال لها: ألم تريني وقد حميتك من الرجل؟ فجاء أبو بكر رضي الله عنه بعد حين، فسمع ضحكهما، فقال: أشركاني في سلمكما كما أشركتماني في حربكما).
هذه المرأة الصالحة رضي الله عنها كان من رحمة الله عز وجل بها أن جعلها زوجةً لنبيه صلى الله عليه وسلم؛ ولذلك كانت تفتخر على نسائه فتقول: (فضلت بعشر لم تؤتهن امرأة غيري: لم ينكح رسول الله صلى الله عليه وسلم بكراً غيري)، وهذه مزية عظيمة؛ فليس في نساء النبي صلى الله عليه وسلم بكر إلا عائشة ، وكانت تفتخر وتقول للرسول صلى الله عليه وسلم: (يا رسول الله! أرأيت لو كانت لك إبل، فنزلت عدوتين: عدوة قد أكل منها، وعدوة لم يؤكل منها، في أيهما كنت ترتع بعيرك؟ فكان يقول: في التي لم يؤكل منها، تقول له: فأنا تلك)؛ فهذه مزية لها رضي الله عنها أنه لم ينكح بكراً غيرها، تقول: ( ولا امرأةً أبواها مهاجران غيري)، فعلاً أبوها أبو بكر ، وأمها أم رومان كلاهما من السابقين الأولين، ومن المهاجرين رضوان الله عليهما.
تقول: ( ونزل الملك بصورتي في كفه )، وهذه أيضاً ثابتة في الصحيح أن النبي عليه الصلاة والسلام قال لـعائشة : (أريتك في المنام مرتين، والملك يحمل صورتك في كفه في سرقة من حرير-في سرقة أي: في قطعة من حرير- يقول لي: هذه زوجتك؛ فكنت أقول: إن يرد الله خيراً يمضه).
قالت رضي الله عنها: ( ونزل الملك بصورتي في كفه، ولم ينزل عليه الوحي في فراش امرأة غيري، وكنت أغتسل أنا وهو من إناء واحد، ونزلت براءتي من السماء، وقبض رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيتي، وفي يومي، وكان رأسه بين سحري ونحري، ودفن في بيتي ).
هذه عشر خصال انفردت بها عائشة من بين نساء العالمين رضي الله عنها وأرضاها.
وفي بعض الروايات بأنها قالت: ( وخلقت طيبةً لمطيب)، وهذا تأويل قول ربنا جل جلاله: وَالطَّيِّبَاتُ لِلطَّيِّبِينَ وَالطَّيِّبُونَ لِلطَّيِّبَاتِ[النور:26].
و عائشة رضي الله عنها من فضائلها: أن نزول آية التيمم كان بسببها، تقول رضي الله عنها: (خرجت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر، حتى إذا كنّا بالبيداء أو بذات الجيش) هي لا تتذكر تماماً هل كانوا في الموضع الذي يسمى البيداء، أو في الموضع الذي يسمى ذات الجيش، ( انقطع عقد لي فذهب؛ فبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم ناساً في طلبه، وأقام بالناس؛ فنفذ ما عندهم من ماء وحضرت الصلاة، فجاء الناس إلى أبي بكر يقولون له: أما رأيت ما صنعت عائشة ؟ )، قالوا: وفي هذا جواز شكوى المرأة لأبيها وإن كان زوجها موجوداً، فالمرأة المتزوجة لا مانع أن تشكى لأبيها، (أما رأيت ما صنعت عائشة ؟ قال: وما ذاك؟ قالوا: أقامت برسول الله صلى الله عليه وسلم حتى حضرت الصلاة، وقد نفد الماء ولا ماء)، يعني: الآن جاء وقت الصلاة والماء الذي معنا قد نفد، وليس في الموضع ماء، (قالت: فدخل علي أبو بكر ورسول الله صلى الله عليه وسلم نائم ورأسه في حجري، فقال: أي بنية! في كل سفر أنت بلاء وعناء؟ -يعني بكل سفر تعملين لنا مشكلة- حبست رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى نفد الماء، وقد حضرت الصلاة، قالت: وجعل يطعنني في خاصرتي)، يعني أبو بكر رضي الله عنه بإصبعه يلكز عائشة رضي الله عنها، قالت: (فلم يمنعني من التحرك إلا مقام رسول الله صلى الله عليه وسلم)، فتحملت لكز أبيها من أجل ألا توقظ النبي عليه الصلاة والسلام، (قالت: ثم استيقظ رسول الله صلى الله عليه وسلم، ونزلت آية التيمم، فقال أسيد بن حضير : ما هي بأول بركتكم يا آل أبي بكر ، ودخل عليها أبوها يقول لها: تعلمين يا بنية! والله إنك لمباركة) فيك بركة، فببركتها رضي الله عنها نزلت هذه الرخصة، قال الله عز وجل: وَإِنْ كُنْتُمْ مَرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنْ الْغَائِطِ أَوْ لامَسْتُمْ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيداً طَيِّباً فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ مِنْهُ[المائدة:6]، فـعائشة رضي الله عنها من بركتها أن نزول آية التيمم كان بسببها.
استمع المزيد من الشيخ الدكتور عبد الحي يوسف - عنوان الحلقة | اسٌتمع |
---|---|
تفسير سورة النور - الآيات [27-29] الثالث | 2768 استماع |
تفسير سورة نوح [3] | 2765 استماع |
تفسير سورة النور - الآية [31] الرابع | 2664 استماع |
تفسير سورة النور - الآية [3] الأول | 2652 استماع |
تفسير سورة النور - قصة الإفك [5] | 2534 استماع |
تفسير سورة يس [8] | 2522 استماع |
تفسير سورة يس [4] | 2477 استماع |
تفسير سورة يس [6] | 2467 استماع |
تفسير سورة النور - الآيات [23-26] | 2235 استماع |
تفسير سورة النور - الآيات [27-29] الرابع | 2223 استماع |