تفسير سورة النور - فضل عائشة [1]


الحلقة مفرغة

الحمد لله رب العالمين، حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه، وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا محمد الرحمة المهداة، والنعمة المسداة، والسراج المنير، والبشير النذير، وعلى آله وصحبه أجمعين.

سبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم.

اللهم علمنا علماً نافعاً، وارزقناً عملاً صالحاً، ووفقنا برحمتك لما تحب وترضى، أما بعد:

فالآيات المباركات في قصة الإفك نزلت في براءة أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها وأرضاها.

حين تكلم بعض الناس في عرضها، وتناولوها بالسوء، فانتصر لها رب العالمين جل جلاله من فوق سبع سموات، وأنزل فيها قرآناً يتلى إلى يوم القيامة.

تقول رضي الله عنها: ( ولشأني في نفسي أحقر من أن ينزل الله في قرآناً يتلى ).

أيها الإخوة الكرام! قصة الإفك لا بد من التعرض لها تفصيلاً وبيان ما تضمنته من الأحكام والحكم، واستعراض لمواقف الناس فيها، ماذا كان من شأن عبد الله ابن سلول رأس المنافقين، وماذا كان من شأن حسان بن ثابت و مسطح بن أثاثة و حمنة بنت جحش رضي الله عنهم؟ وماذا كان من شأن علي بن أبي طالب و أسامة بن زيد و بريرة رضي الله عنهم؟ وماذا كان شأن رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ وكيف تصرف إزاء تلك الداهية الدهياء، والمصيبة العظماء؛ لكن كما تعلمون حادثة الإفك الشخصية الأساسية فيها هي أمنا عائشة رضي الله عنها، فلا بأس أن يذكر في هذا الدرس شيء من ترجمتها، وبيان فضائلها، نسأل الله أن يحشرنا معها.

اسمها ونسبها

فـعائشة رضي الله عنها هي الصديقة بنت الصديق ، عائشة بنت أبي بكر عبد الله بن أبي قحافة عثمان القرشية التيمية المكية ثم المدنية، حبيبة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولدت بعد بعثة رسول الله صلى الله عليه وسلم بثلاث سنين، تقول رضي الله عنها: ( لم أعقل أبوي إلا وهما يدينان الدين )، فهي رضي الله عنها لما بدأت تعي وتدرك وتميز رأت أبويها أبا بكر بن أبي قحافة و أم رومان ابنة عامر وهما على دين الإسلام.

وقد تزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم وهي بنت ست سنين، وبنى بها وهي بنت تسع سنين، و عاش معها تسع سنوات، ومات عنها صلى الله عليه وسلم وهي بنت ثمان عشرة سنة، وعاشت بعده نحواً من ست وأربعين سنة، حيث كانت وفاتها سنة سبعة وخمسين.

علمها وروايتها عن رسول الله

قد روت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم علماً كثيراً طيباً مباركاً فيه، حتى عدوا لها في مسندها ألفين ومائتين وعشرة أحاديث، روتها عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فهي من المكثرات في الرواية عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهي معدودة ضمن الصحابة الذين أكثروا من الرواية عنه صلوات ربي وسلامه عليه، شأنها في ذلك شأن أبي هريرة عبد الرحمن بن صخر ، و عبد الله بن عمرو بن العاص ، و جابر بن عبد الله بن عمرو بن حرام ، وغيرهم ممن أكثروا في الرواية عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.

وهذه المرأة الطيبة المباركة رضي الله عنها كانت أعلم نساء هذه الأمة، قال الذهبي رحمه الله: بل هي أعلم نساء العالمين بإطلاق، فما عرفت الدنيا امرأةً أعلم من عائشة .

المفاضلة بين عائشة وخديجة رضي الله عنهما

اختلف أهل العلم في المفاضلة بينها وبين خديجة رضي الله عنها بعد إجماعهم على أنهما خير نساء النبي صلى الله عليه وسلم، وأفضلهن، أي: عائشة و خديجة ، لكن أيتهما أفضل هل الأفضل عائشة أم خديجة ؟ يقول الإمام الذهبي رحمه الله: جزمت بفضل خديجة ، فالإمام الذهبي رحمه الله يجزم بأن خديجة أفضل من عائشة ، ودليله الظاهر في ذلك أن عائشة رضي الله عنها لما قالت: ( يا رسول الله! وهل كانت خديجة إلا عجوزاً قد أبدلك الله خيراً منها، فقال عليه الصلاة والسلام: لا والله ما أبدلني الله خيراً منها، لقد صدقتني إذ كذبني الناس، وواستني بمالها إذ حرمني الناس، ورزقني الله منها الولد إذ حرمني أولاد النساء )، فقوله صلى الله عليه وسلم: ( ما أبدلني الله خيراً منها ) واضح في أن خديجة رضي الله عنها هي أفضل نساء النبي صلى الله عليه وسلم، ويدل على ذلك أنه عليه الصلاة والسلام ما تزوج عليها غيرها، ولا تسرى بغيرها حتى ماتت رضي الله عنها، وعاش معها خمساً وعشرين سنة، ما زاحمتها امرأة سواها.

فـعائشة رضي الله عنها هي الصديقة بنت الصديق ، عائشة بنت أبي بكر عبد الله بن أبي قحافة عثمان القرشية التيمية المكية ثم المدنية، حبيبة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولدت بعد بعثة رسول الله صلى الله عليه وسلم بثلاث سنين، تقول رضي الله عنها: ( لم أعقل أبوي إلا وهما يدينان الدين )، فهي رضي الله عنها لما بدأت تعي وتدرك وتميز رأت أبويها أبا بكر بن أبي قحافة و أم رومان ابنة عامر وهما على دين الإسلام.

وقد تزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم وهي بنت ست سنين، وبنى بها وهي بنت تسع سنين، و عاش معها تسع سنوات، ومات عنها صلى الله عليه وسلم وهي بنت ثمان عشرة سنة، وعاشت بعده نحواً من ست وأربعين سنة، حيث كانت وفاتها سنة سبعة وخمسين.


استمع المزيد من الشيخ الدكتور عبد الحي يوسف - عنوان الحلقة اسٌتمع
تفسير سورة النور - الآيات [27-29] الثالث 2768 استماع
تفسير سورة نوح [3] 2765 استماع
تفسير سورة النور - الآية [31] الرابع 2664 استماع
تفسير سورة النور - الآية [3] الأول 2652 استماع
تفسير سورة النور - قصة الإفك [5] 2533 استماع
تفسير سورة يس [8] 2522 استماع
تفسير سورة يس [4] 2476 استماع
تفسير سورة يس [6] 2467 استماع
تفسير سورة النور - الآيات [23-26] 2235 استماع
تفسير سورة النور - الآيات [27-29] الرابع 2222 استماع