عندما يكون الإيمان دليلا - مدحت القصراوي
مدة
قراءة المادة :
دقيقتان
.
ومما يبين أن فرعون لم يكن شيئا ذا قيمة، وأنه لا يملك الكثير ولا القليل..أنه لما أشرق الإيمان في قلوب السحرة ظهر عجزه وبان ضعفه، وعلم الخلق جميعا أن الطاغية لا يملك قلوب الناس، وأن قلبا لو تلقف الهدى وقرر المضي في طريق الله لا يملك طاغية له شيئا بل يظهر عجزه الكامل وتعريه من كل قوة وقيمة..
لقد عجز عن امتلاك قلوب الخلق عندما أشرق فيها الهدى، وعجز عن الحيلولة دون الإيمان عندما تلقفته قلوب ظامئة اليه، وعجز عن منع الأقدام والأرواح تسير في طريق ربها عندما لاح لها الطريق، وآثرته على ما سواه..
إن هذه وحدها آية على هذا الدين، كما كان إيمان هود عليه السلام وتحديه لقومه آية على هذا الدين عندما وقف وحيدا متوكلا..
فكان توكله ويقينه وثقته دليلا وبرهانا على عقيدته ودينه؛ فلا يقف رجل هذه الوقفة أمام أمة بأسرها يدعوهم للحشد ضده ويتحدى قوتهم مرتكنا الى قوة ربه إلا وهو على يقين وبرهان من ربه تعالى..
الإيمان نفسه يكون دليلا لا يحتاج الى دليل..!
استيقِن أنهم أعجز مما تتصور، وأنك تمتلك الكثير..
تمتلك قلبك واتجاهك ومنهجك، وقرارك واختيارك، أنت الذي تحدد، لا هم، لا بغوايتهم ولا بقهرهم وجندهم..
أنت تملك إيمانك فالإيمان دال ومدلول، وهو غاية وبرهان..
وأنت صاحب القرار فلا يخدعونك ولا يغلبونك، أنت تملك الفوز فلا تكن خاسرا..