شرح الفتوى الحموية [4]


الحلقة مفرغة

الأدلة القرآنية على علو الله واستوائه على عرشه

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسوله الكريم.

أما بعد:

فيقول رحمه الله: [وإذا كان كذلك: فهذا كتاب الله من أوله إلى آخره، وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم من أولها إلى آخرها، ثم عامة كلام الصحابة والتابعين، ثم كلام سائر الأئمة: مملوء بما هو إما نص وإما ظاهر في أن الله سبحانه وتعالى هو العلي الأعلى، وهو فوق كل شيء، وعلى كل شيء، وأنه فوق العرش وأنه فـوق السماء.

مثل قوله تعالى : إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ [فاطر:10]، إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ [آل عمران:55]، أَأَمِنتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يَخْسِفَ بِكُمُ الأَرْضَ [الملك:16]، أَمْ أَمِنتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يُرْسِلَ عَلَيْكُمْ حَاصِبًا [الملك:17]،بَلْ رَفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ [النساء:158]، تَعْرُجُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ [المعارج:4]، يُدَبِّرُ الأَمْرَ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الأَرْضِ ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ [السجدة:5]، يَخَافُونَ رَبَّهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ [النحل:50]، ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ في ستة مواضع: [الأعراف:54]، [يونس:3]، [الرعد:2]، [الفرقان:59]، [السجدة:4]، [الحديد:4]، الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى [طه:5]، يَا هَامَانُ ابْنِ لِي صَرْحًا لَعَلِّي أَبْلُغُ الأَسْبَابَ * أَسْبَابَ السَّمَوَاتِ فَأَطَّلِعَ إِلَى إِلَهِ مُوسَى وَإِنِّي لَأَظُنُّهُ كَاذِبًا [غافر:36-37]، تَنزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ [فصلت:42]، مُنَزَّلٌ مِنْ رَبِّكَ [الأنعام:114] إلى أمثال ذلك مما لا يكاد يحصى إلا بكلفة].

بعد أن فرغ الشيخ رحمه الله من بيان سبب ضلال هؤلاء، كأنه أجاب على شبهة مقدرة، وهي ما يدعيه أهل الكلام من أن السلف الصالح لم يهتموا بهذا الباب، وأنهم لم يشتغلوا به، بل كان شغلهم بالعبادة وبالجهاد ونشر الدين، فلم يكونوا مهتمين بتقرير ما يتعلق بالله عز وجل وأسمائه وصفاته.

فأجاب الشيخ رحمه الله عن هذه الشبهة: بأن كتاب الله من أوله إلى آخره وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم من أولها إلى آخرها، ثم عامة كلام الصحابة والتابعين، ثم كلام سائر الأئمة؛ مملوء بما هو إما نص وإما ظاهر في أن الله سبحانه وتعالى هو العلي الأعلى.

وذكر هذه الصفة بالذات؛ لأن السائل سأله عن مسألة الاستواء والعلو، والاستواء من أدلة علو الله عز وجل كما سيأتي مفصلاً, وذكر الشيخ رحمه الله أن في كلام الله عز وجل ما يدل على هذه الصفة، وأنها صفة من صفاته التي أخبر بها من النصوص ما لا يكاد يحصى إلا بكلفة، فإذا كان هذا في صفة واحدة من الصفات؛ فكيف بسائر صفاته سبحانه وتعالى، وهذا فيه نقض صريح، ودليل واضح بين على أن هؤلاء قد كذبوا على السلف بقولهم: إن السلف لم يهتموا بهذا وإنهم انشغلوا عن هذا بالجهاد والدعوة والعبادة.

وليس مقصود الشيخ في هذا الموضع تقرير صفة العلو بذاتها؛ لأنه سيأتي لها كلام مستقل، وإنما مراده أن يبين أنه جاء في هذه الصفة من الآيات ما سمعنا، ومن الأحاديث ما سيذكر، ومن النقول عن السلف أيضاً ما سيذكر، وهذا يبين كذبهم وضلالهم.

أدلة إثبات العلو والاستواء على العرش من السنة

قال رحمه الله: [وفي الأحاديث الصحاح والحسان ما لا يحصى إلا بالكلفة، مثل قصة معراج الرسول صلى الله عليه وسلم إلى ربه، ونزول الملائكة من عند الله وصعودها إليه، وقوله في الملائكة الذين يتعاقبون فيكم بالليل والنهار: (فيعرج الذين باتوا فيكم إلى ربهم فيسألهم وهو أعلم بهم).

وفي الصحيح في حديث الخوارج: (ألا تأمنوني وأنا أمين من في السماء! يأتيني خبر السماء صباحاً ومساءً)، وفي حديث الرقية الذي رواه أبو داود وغيره: (ربنا الله الذي في السماء تقدس اسمك، أمرك في السماء والأرض كما رحمتك في السماء؛ اجعل رحمتك في الأرض، اغفر لنا حوبنا وخطايانا، أنت رب الطيبين، أنزل رحمة من رحمتك وشفاء من شفائك علـى هذا الوجع)، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إذا اشتكى أحد منكم أو اشتكى أخ له فليقل: ربنا الله الذي في السماء) وذكره.

وقوله في حديث الأوعال (والعرش فوق ذلك، والله فوق عرشه، وهو يعلم ما أنتم عليه) رواه أحمد وأبو داود وغيرهما، وقوله في الحديث الصحيح للجارية (أين الله؟ قالت: في السماء، قال: من أنا؟ قالت: أنت رسول الله، قال: أعتقها فإنها مؤمنة).

وقوله في الحديث الصحيح: (إن الله لما خلق الخلق كتب في كتاب موضوع عنده فوق العرش: إن رحمتي سبقت غضبي)، وقوله في حديث قبض الروح: (حتى يعرج بها إلى السماء التي فيها الله تعالى) إسناده على شرط الشيخين].

المقصود من هذه النصوص هو بيان كثرة ما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم بعد أن بين كثرة ما ورد في الكتاب في هذه الصفة.

قال شيخ الإسلام رحمه الله تعالى: [ وقول عبد الله بن رواحة الذي أنشده للنبي صلى الله عليه وسلم وأقره عليه:

شهـدت بأن وعد الله حق وأن النار مثوى الكافرينا

وأن العرش فوق الماء طاف وفوق العرش رب العالمينا

وقول أمية بن أبي الصلت الثقفي الذي أنشد للنبي صلى الله عليه وسلم هو وغيره من شعره فاستحسنه وقال: (آمن شعره وكفر قلبه)؛ حيث قال:

مجدوا الله فهو للمجــد أهل ربنا في السماء أمسى كبيرا

بالبناء الأعلى الذي سبق الناس وسوى فوق السماء سريرا

شرجعا ما يناله بصر العـيـ ن ترى دونه الملائك صورا

وقوله في الحديث الذي في المسند: (إن الله حيي كريم يستحيي من عبده إذا رفع يديه إليه أن يردهما صفراً)، وقوله في الحديث: (يمد يديه إلى السماء يقول: يا رب يا رب)، إلى أمثال ذلك مما لا يحصيه إلا الله، مما هو من أبلغ المتواترات اللفظية والمعنوية التي تورث علماً يقينياً من أبلغ العلوم الضرورية -أن الرسول صلى الله عليه وسلم المبلغ عن الله ألقى إلى أمته المدعوين: أن الله سبحانه على العرش، وأنه فوق السماء].

دلالة الفطرة وإجماع الأمم على علو الله تعالى

قال: [كما فطر الله على ذلك جميع الأمم عربهم وعجمهم في الجاهلية والإسلام، إلا من اجتالته الشياطين عن فطرته ].

فما ذكره الشيخ من الآثار دل على ما تقدم من أن النبي صلى الله عليه وسلم قد بين هذا المقام بيانا عظيماً وهو استواء الله جل وعلا على عرشه وعلوه على خلقه, فعلو الله جل وعلا واستواؤه على عرشه جاء متواتراً لفظاً ومعنى، وهذا يورث (علماً يقينياً من أبلغ العلوم الضرورية) يعنى: من آكدها؛ أنه سبحانه وتعالى مستو على عرشه وأنه عال على خلقه، وأن الرسول صلى الله عليه وسلم قد بلغ أمته علو الله جل وعلا على خلقه، وأنه سبحانه على عرشه.

ثم بعد أن فرغ من ذكر الأدلة على علو الله عز وجل -الأدلة السمعية من الكتاب والسنة- ذكر الدليل الثالث الدال على علو الله جل وعلا، وهو دليل الفطرة، فقال: (كما فطر الله على ذلك) أي: على علوه سبحانه وتعالى وأنه بائن من خلقه؛ فطر على ذلك (جميع الأمم: عربهم وعجمهم في الجاهلية والإسلام)، ولذلك فعلو الله جل وعلا مما أجمعت عليه الأمم , على اختلاف عصورها وعقائدها، ولذلك كان إنكاره من أمحل المحال، والمعارضة فيه من أكبر ما حصل من التناقض عند المتكلمين، لذلك تخبطوا فيه تخبطاً بيناً كما سيتبين لنا إن شاء الله في عرض مذاهبهم.

ثم قال: (إلا من اجتالته الشياطين عن فطرته)، وهذا استثناء، ولكن هذا الاستثناء القليل باعتبار الجمع الغفير من الخلق لا يعد خارقاً للإجماع؛ لأنه حصل بعد استقرار فطرة الخلق على علو الله جل وعلا، وما طرأ من خلاف بعد الإجماع لا يعد مخالفاً أو معارضاً للإجماع.

إجماع السلف على علو الله تعالى واستوائه على عرشه

قال: [ثم عن السلف]، وهذا إجماع أخص من الإجماع السابق؛ فبعد أن ذكر إجماع الأمم ذكر إجماع السلف -خصوصاً وهم خير القرون وخير الخلق بعد النبيين- على أن الله سبحانه وتعالى عال على العرش.

قال رحمه الله: [ثم عن السلف في ذلك من الأقوال ما لو جمع لبلغ مئين أو ألوفاً، ثم ليس في كتاب الله ولا في سنة رسوله صلى الله عليه وسلم ولا عن واحد من سلف الأمة -لا من الصحابة ولا من التابعين لهم بإحسان، ولا عن الأئمة الذين أدركوا زمن الأهواء والاختلاف- حرفٌ واحد يخالف ذلك لا نصاً ولا ظاهراً].

بعد أن ذكر إجماع السلف قال: إنه لم ينقل عن أحد من السلف رحمهم الله حرف واحد يخالف هذا، وانظر حيث قال: (ثم ليس في كتاب الله ولا في سنة رسوله صلى الله عليه وسلم ولا عن واحد من سلف الأمة لا من الصحابة ولا من التابعين لهم بإحسان) أي: كل هؤلاء لم ينقل عنهم مخالف في هذا ولا في حرف واحد.

ثم قال: (ولا عن الأئمة الذين أدركوا زمن الأهواء والاختلاف حرف واحد يخالف ذلك)، فقيد ذلك بأن الأئمة أدركوا زمن الأهواء والاختلاف؛ ليجيب على شبهة عند المتكلمين حيث قالوا : إن السلف لم يتكلموا بهذا؛ لأن المسألة لم تطرأ في عصرهم وهي مستقرة عندهم فأراد أن يبين خطأهم في ذلك.

وقوله: (إن الأئمة الذين أدركوا زمن الأهواء والاختلاف لم ينقل عنهم حرف واحد يخالف ذلك) يعني: يخالف تقرير علو الله عز وجل (لا نصاً ولا ظاهراً)، أي: لا بالنص ولا بدلالة الظاهر، فدل ذلك على أنهم رحمهم الله مُطبقون على الإقرار بعلو الله جل وعلا.

ثم قال: [ولم يقل أحد منهم قط: إن الله ليس في السماء، ولا أنه ليس على العرش، ولا أنه بذاته في كل مكان، ولا أن جميع الأمكنة بالنسبة إليه سواء، ولا أنه لا داخل العالم ولا خارجه، ولا أنه لا متصل ولا منفصل، ولا أنه لا تجوز الإشارة الحسية إليه بالأصابع ونحوها].

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسوله الكريم.

أما بعد:

فيقول رحمه الله: [وإذا كان كذلك: فهذا كتاب الله من أوله إلى آخره، وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم من أولها إلى آخرها، ثم عامة كلام الصحابة والتابعين، ثم كلام سائر الأئمة: مملوء بما هو إما نص وإما ظاهر في أن الله سبحانه وتعالى هو العلي الأعلى، وهو فوق كل شيء، وعلى كل شيء، وأنه فوق العرش وأنه فـوق السماء.

مثل قوله تعالى : إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ [فاطر:10]، إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ [آل عمران:55]، أَأَمِنتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يَخْسِفَ بِكُمُ الأَرْضَ [الملك:16]، أَمْ أَمِنتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يُرْسِلَ عَلَيْكُمْ حَاصِبًا [الملك:17]،بَلْ رَفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ [النساء:158]، تَعْرُجُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ [المعارج:4]، يُدَبِّرُ الأَمْرَ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الأَرْضِ ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ [السجدة:5]، يَخَافُونَ رَبَّهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ [النحل:50]، ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ في ستة مواضع: [الأعراف:54]، [يونس:3]، [الرعد:2]، [الفرقان:59]، [السجدة:4]، [الحديد:4]، الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى [طه:5]، يَا هَامَانُ ابْنِ لِي صَرْحًا لَعَلِّي أَبْلُغُ الأَسْبَابَ * أَسْبَابَ السَّمَوَاتِ فَأَطَّلِعَ إِلَى إِلَهِ مُوسَى وَإِنِّي لَأَظُنُّهُ كَاذِبًا [غافر:36-37]، تَنزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ [فصلت:42]، مُنَزَّلٌ مِنْ رَبِّكَ [الأنعام:114] إلى أمثال ذلك مما لا يكاد يحصى إلا بكلفة].

بعد أن فرغ الشيخ رحمه الله من بيان سبب ضلال هؤلاء، كأنه أجاب على شبهة مقدرة، وهي ما يدعيه أهل الكلام من أن السلف الصالح لم يهتموا بهذا الباب، وأنهم لم يشتغلوا به، بل كان شغلهم بالعبادة وبالجهاد ونشر الدين، فلم يكونوا مهتمين بتقرير ما يتعلق بالله عز وجل وأسمائه وصفاته.

فأجاب الشيخ رحمه الله عن هذه الشبهة: بأن كتاب الله من أوله إلى آخره وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم من أولها إلى آخرها، ثم عامة كلام الصحابة والتابعين، ثم كلام سائر الأئمة؛ مملوء بما هو إما نص وإما ظاهر في أن الله سبحانه وتعالى هو العلي الأعلى.

وذكر هذه الصفة بالذات؛ لأن السائل سأله عن مسألة الاستواء والعلو، والاستواء من أدلة علو الله عز وجل كما سيأتي مفصلاً, وذكر الشيخ رحمه الله أن في كلام الله عز وجل ما يدل على هذه الصفة، وأنها صفة من صفاته التي أخبر بها من النصوص ما لا يكاد يحصى إلا بكلفة، فإذا كان هذا في صفة واحدة من الصفات؛ فكيف بسائر صفاته سبحانه وتعالى، وهذا فيه نقض صريح، ودليل واضح بين على أن هؤلاء قد كذبوا على السلف بقولهم: إن السلف لم يهتموا بهذا وإنهم انشغلوا عن هذا بالجهاد والدعوة والعبادة.

وليس مقصود الشيخ في هذا الموضع تقرير صفة العلو بذاتها؛ لأنه سيأتي لها كلام مستقل، وإنما مراده أن يبين أنه جاء في هذه الصفة من الآيات ما سمعنا، ومن الأحاديث ما سيذكر، ومن النقول عن السلف أيضاً ما سيذكر، وهذا يبين كذبهم وضلالهم.

قال رحمه الله: [وفي الأحاديث الصحاح والحسان ما لا يحصى إلا بالكلفة، مثل قصة معراج الرسول صلى الله عليه وسلم إلى ربه، ونزول الملائكة من عند الله وصعودها إليه، وقوله في الملائكة الذين يتعاقبون فيكم بالليل والنهار: (فيعرج الذين باتوا فيكم إلى ربهم فيسألهم وهو أعلم بهم).

وفي الصحيح في حديث الخوارج: (ألا تأمنوني وأنا أمين من في السماء! يأتيني خبر السماء صباحاً ومساءً)، وفي حديث الرقية الذي رواه أبو داود وغيره: (ربنا الله الذي في السماء تقدس اسمك، أمرك في السماء والأرض كما رحمتك في السماء؛ اجعل رحمتك في الأرض، اغفر لنا حوبنا وخطايانا، أنت رب الطيبين، أنزل رحمة من رحمتك وشفاء من شفائك علـى هذا الوجع)، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إذا اشتكى أحد منكم أو اشتكى أخ له فليقل: ربنا الله الذي في السماء) وذكره.

وقوله في حديث الأوعال (والعرش فوق ذلك، والله فوق عرشه، وهو يعلم ما أنتم عليه) رواه أحمد وأبو داود وغيرهما، وقوله في الحديث الصحيح للجارية (أين الله؟ قالت: في السماء، قال: من أنا؟ قالت: أنت رسول الله، قال: أعتقها فإنها مؤمنة).

وقوله في الحديث الصحيح: (إن الله لما خلق الخلق كتب في كتاب موضوع عنده فوق العرش: إن رحمتي سبقت غضبي)، وقوله في حديث قبض الروح: (حتى يعرج بها إلى السماء التي فيها الله تعالى) إسناده على شرط الشيخين].

المقصود من هذه النصوص هو بيان كثرة ما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم بعد أن بين كثرة ما ورد في الكتاب في هذه الصفة.

قال شيخ الإسلام رحمه الله تعالى: [ وقول عبد الله بن رواحة الذي أنشده للنبي صلى الله عليه وسلم وأقره عليه:

شهـدت بأن وعد الله حق وأن النار مثوى الكافرينا

وأن العرش فوق الماء طاف وفوق العرش رب العالمينا

وقول أمية بن أبي الصلت الثقفي الذي أنشد للنبي صلى الله عليه وسلم هو وغيره من شعره فاستحسنه وقال: (آمن شعره وكفر قلبه)؛ حيث قال:

مجدوا الله فهو للمجــد أهل ربنا في السماء أمسى كبيرا

بالبناء الأعلى الذي سبق الناس وسوى فوق السماء سريرا

شرجعا ما يناله بصر العـيـ ن ترى دونه الملائك صورا

وقوله في الحديث الذي في المسند: (إن الله حيي كريم يستحيي من عبده إذا رفع يديه إليه أن يردهما صفراً)، وقوله في الحديث: (يمد يديه إلى السماء يقول: يا رب يا رب)، إلى أمثال ذلك مما لا يحصيه إلا الله، مما هو من أبلغ المتواترات اللفظية والمعنوية التي تورث علماً يقينياً من أبلغ العلوم الضرورية -أن الرسول صلى الله عليه وسلم المبلغ عن الله ألقى إلى أمته المدعوين: أن الله سبحانه على العرش، وأنه فوق السماء].




استمع المزيد من الشيخ الدكتور خالد بن عبد الله المصلح - عنوان الحلقة اسٌتمع
شرح الفتوى الحموية [23] 2836 استماع
شرح الفتوى الحموية [8] 2292 استماع
شرح الفتوى الحموية [17] 2164 استماع
شرح الفتوى الحموية [27] 2162 استماع
شرح الفتوى الحموية [15] 1970 استماع
شرح الفتوى الحموية [10] 1871 استماع
شرح الفتوى الحموية [2] 1854 استماع
شرح الفتوى الحموية [3] 1844 استماع
شرح الفتوى الحموية [6] 1844 استماع
شرح الفتوى الحموية [20] 1795 استماع