خطب ومحاضرات
مقترحات في اغتنام الوقت
الحلقة مفرغة
هناك أحكام وآداب تتعلق بالجنائز، منها ما يتعلق بالمريض من وقت مرضه إلى الوفاة، كوجوب عيادة المريض، وتلقينه الشهادة، وتوجيهه إلى القبلة، وتغميض عينيه وتسجيته، ونحو ذلك، ومنها ما يتعلق بالميت من موته إلى دفنه، كالإعلان عن وفاته، وتحريم النياحة وجواز البكاء عليه، وتحريم إحداد المرأة على ميت أكثر من ثلاثة أيام، ونحو ذلك من الأحكام التي جاءت في الكتاب والسنة.
الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً صلى الله عليه وسلم عبده ورسوله.
أما بعد:
العنوان كما سبق أن أشرنا: (مقترحات في اغتنام الوقت).
لاشك أن الحديث عن الوقت، وعن أهميته وفضله، وضرورة اغتنامه، حديث ربما يكثر في مجالسنا، وفي مناسباتنا، وفي منتدياتنا، ونسمع الحديث الكثير ممن يتحدث عن الوقت مستشهداً على ما يقول ببعض النصوص الشرعية، ثم بأقوال السلف، وأعمالهم وأحوالهم في اغتنام أوقاتهم.
وحين يعيش المرء مع ذلك؛ فإنه يرى العجب العجاب من سير القوم، ويطمح فعلاً إلى أن يدرك أهمية الوقت، ويحرص على اغتنامه.
وأظن أن جميع الناس في الجملة يدرك إدراكاً نظرياً ومعرفياً أن الوقت مهم، وأن الوقت قصير، لكن ما هو حجم هذا الإدراك؟ ثم ما مدى تحول هذا الإدراك إلى سلوك؟ أعني هل تحكم هذا الإدراك في سلوكه فصار سلوكه في التعامل مع وقته هو سلوك ذاك الذي يدرك أن الوقت هو الحياة؟ وأن الوقت كالسيف إن لم تقطعه قطعك؟ وأن الوقت هو عمر الإنسان؟ وكل ما مضى من الوقت إنما هو جزء يختصر من عمر الإنسان؟ هل هؤلاء يدركون هذا الأمر حقيقة الإدراك أم لا؟
أظن أن الكثير من الناس إن أدرك شيئاً من ذلك إدراكاً نظرياً ومعرفياً إلا أن هذا الإدراك لم يتحول إلى سلوك، أو -على الأقل- أن سلوكه لم ينضبط بمثل هذا الإدراك وبمثل هذه النظرة لوقته.
آثرت أن يكون الحديث حول هذا الجانب بالذات؛ لأن الحديث -كما قلت- عن أهمية الوقت، وإيراد الشواهد على ذلك.
ثم أيضاً هو حديث جميل ومفيد، ويؤثر في النفس ولا شك، لكن أشعر أن تحديد خطوات عملية نعيشها في حياتنا اليومية ربما يكون أكثر أثراً، وربما نكون أكثر حاجة إليه.
وآثرت التعبير بالمصطلح النبوي تبركاً وتيمناً بهذا التعبير، ولا شك أن المصطلحات الشرعية التي جاءت في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم كلما حافظنا عليها فهو أولى، فالنبي صلى الله عليه وسلم قد قال: (اغتنم خمساً قبل خمس، ومنها: فراغك قبل شغلك).
وأخبر صلى الله عليه وسلم أن الخاسر في وقته إنما هو مغبون كالذي يبيع سلعته بأقل مما تستحق، أو يشتريها بأكثر مما تستحق، كما ثبت عنه صلى الله عليه وسلم: (نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس: الصحة والفراغ).
وذلك أن كثيراً من الناس مغبون، فقد تهيأت له نعمة الصحة، ونعمة الفراغ، لكنه لم يغتنمهما الاغتنام الذي يستحق، فكأنه قد خسر خسارة كبيرة، وهو حين ينفق وقته فيما لا يستحق، أو في أقل مما يستحق، فإنه يكون مغبوناً في وقته.
وفرق بين اغتنام الوقت واستثمار الوقت، وبين الاغتنام الأمثل للوقت، الذي ينبغي أن يكون هو شعارنا؛ ولهذا فإن الذي يشتري السلعة التي تساوي عشرة بثلاثين يعتبر مغبوناً، والذي يشتريها بعشرين يعتبر مغبوناً، والذي يشتريها بخمسة عشر مثلاً يعتبر مغبوناً، كذلك الذي يغتنم جزءاً من وقته، ويضيع الجزء الكبير فهو مغبون، وإن كان الغبن يختلف ويتفاوت بين الناس.
وإدراك هذا المعنى الدقيق في الحديث يجعلنا ننظر إلى قضية اغتنام الوقت نظرة أدق، وأن نحاسب أنفسنا على الوقت الذي يضيع أكثر مما نحاسبها على الوقت الذي نغتنمه.
أحياناً يعتبر الإنسان أنه اغتنم ساعات أو أوقاتاً، ويرى أن هذه خطوة إيجابية، أو يرى أن هذه صورة من صور اغتنامه للوقت، بينما المفروض أن ينظر ما هي الأوقات التي تضيع؛ لأن الأصل أن يغتنم الأوقات كلها، ويحاسب نفسه على الوقت الذي يضيع.
واغتنام الوقت أمر يتفاوت، فليس هو درجة واحدة، والغبن للنفس في هذا يتفاوت.
صنفان من أهل عصرنا يحرصون على اغتنام الوقت:
لو تأملنا واقع الناس لرأينا أن هناك صنفين من الناس في عصرنا يحرصون حرصاً شديداً على اغتنام أوقاتهم:
أولهم: رجال الأعمال والتجارة، فإنهم يدركون أهمية الوقت جيداً، وهم من أحرص الناس على اغتنام الأوقات، ألسنا مثلاً نفتقدهم كثيراً في المناسبات العائلية، وحتى إذا حضر هذه المناسبات فإنه مربوط ببرنامجه، ربما اعتاد كثير من الناس حين يتناولون طعام الغداء سوياً أن يجلسوا بعد صلاة العصر، أنت لو جلست بعد صلاة العصر لفقدت هؤلاء؛ ذلك أن هؤلاء يدركون للوقت قيمة أكثر من غيرهم من الناس، ولا شك أن هذا أمر مدرك ومجرب.
والصنف الثاني: هم الأعداء، فإنهم يهتمون بأوقاتهم كثيراً، وهناك في علم الإدارة ما يسمى: إدارة الوقت، وهو علم يدرسه رجال الأعمال، ويصنف فيه خبراء يقرءون وينظمون دورات لتعليم فن إدارة الوقت، بل ربما نجد أن بعض ما نقوله هنا هو مما سطره أولئك، ومما أخذ منهم، (الحكمة ضالة المؤمن حيثما وجدها فهو أولى بها).
ومن المؤسف أن يكون أعداؤنا أكثر حرصاً على الوقت منا على كل المستويات، فلو نظرت إلى اليوم الدراسي في العالم الإسلامي، واليوم الدراسي في العالم الغربي، لوجدت أن النسبة تختلف كثيراً، ولو نظرت إلى ساعات العمل الوظيفية، لوجدت أولئك أكثر اغتناماً لأوقاتهم.
بل الكثير من الناس يستغرب حين تطالب منه الانضباط بموعد من المواعيد، ويستغرب حينما يرى إنساناً يهتم بتسجيل المواعيد وضبطها، ذلك أن الأصل في حياتنا هو الفوضى والتسيب.
هؤلاء الأعداء هم حطب جهنم، ولا شك أنهم خسروا الخسارة الكبرى في أوقاتهم حين عمروها بمعصية الله عز وجل، فما بالهم يغتنمون الوقت، ويحرصون على إجراء الدراسات والبحوث عن مضيعات الوقت، ومشتتات الوقت، والوصول إلى نظريات مثلى في إدارة الوقت، ما بالهم يحرصون على ذلك، ونغفل نحن عنه، ونحن نعتبر أن الوقت هو حياتنا، وأن الوقت هو عمرنا.
ولا شك أنه في مقابل ما نراه من حرص أولئك على الوقت، فهذا لا يعني أنهم اغتنموا الوقت الاغتنام الأمثل، بل إنهم خسروه الخسارة الكبرى من حيث أنهم أعرضوا عن شرع الله عز وجل، وضيعوا عمرهم في معصية الله تبارك وتعالى، فحين تزول هذه الدنيا يزول معها ما عملوا، ويصيرون حطب جهنم، عافانا الله وإياكم من ذلك.
وحين نتأمل مثلاً في سيرهم، وهم يتحدثون عن القراءة، ربما تجد جزءاً كبيراً من تلك القراءة التي يتحدث عنها أولئك قراءة غير مفيدة، فهو مثلاً يقرأ كثيراً في كتب الروايات، أو كتب القصص، أو في كتب لا تستحق أن يضيع المرء فيها عمره المحدود، لكن هم في الجملة يقرءون ويدركون قيمة الوقت.
بل إن الوجه الآخر والصورة الأخرى من حال أولئك، أنهم يقضون أوقاتاً هائلة لأمور تافهة، من ذلك مثلاً: أن هناك في فرنسا أكاديمية تسمى أكاديمية السخرية، وتجري مسابقة في البشاعة، فالذي يستطيع أن يحول وجهه إلى أبشع صورة يأخذ كأس أبشع وجه، وحصل على هذا الكأس أحدهم مرتين متواليتين، فأراد الآخر أن ينافسه، وجلس يتدرب لمدة سنة، كل يوم يتدرب ثمان ساعات لتحويل وجهه إلى وجه بشع، واستطاع أن يفوز بالكأس في المسابقة الثالثة.
فهذه صورة من صور اغتنام الوقت عند أولئك، ولا شك أن هذا يعتبر أكبر اغتنام للوقت حينما ينفق ثمان ساعات في تحويل وجهه إلى صورة بشعة، وقد خلقه الله عز وجل في أحسن تقويم.
فالذي يقضي ثمان ساعات كل يوم لأجل أن يحول وجهه إلى صورة بشعة وقذرة، أظن أن الهدف الذي عنده أهون بكثير من أهدافنا، فنحن نستهدف رضا الله عز وجل، ونستهدف أن نغتنم أوقاتنا في أمر نلقى فيه إجابة حين نسأل يوم القيامة عن أعمارنا فيما أفنيناها، ونحن نتطلع إلى أن نعمر أوقاتنا بعبادة الله عز وجل، وتحصيل العلم الشرعي، والدعوة إلى الله، ونفع الناس، وتقديم أمور لا يمكن بحال أن تقارن بحال مثل هذا السفيه وغيره.
على كل حال أردت بهذا الاستطراد أنه قبل أن يتحدث الناس عن اغتنام أولئك لأوقاتهم، وعن أنهم فاقوا المسلمين في اغتنام الوقت، لكن هذا لا ينسينا أن أولئك حطب جهنم، وأنهم غفلوا عن الاغتنام الحقيقي والأساس للوقت، وربما نجد صوراً كثيرة من إضاعة الوقت عند هؤلاء، كما سبق أن أشرنا.
الاقتراح الأول لاغتنام الوقت: إدراك أهمية الوقت والشح به:
فالذي لا يدرك أهمية الوقت لا يمكن أن يغتنمه، فعلى سبيل المثال: من ليس عنده عمل فهو في فراغ أربع وعشرين ساعة فلو أتيت إلى أحد الشباب الفارغين، وقلت له: الآن أمامك يا أخي وقت فراغ لمدة ساعة أو نصف ساعة ينبغي أن تستغله أو تغتنمه، فإنه لا يعرف أهمية هذا الكلام، ويشعر أن هذا الكلام غير معقول؛ لأنه أصلاً لا يدرك أهمية الوقت، فليس عنده مشكلة في أن يجلس للحديث مع زملائه من بعد العصر إلى وقت متأخر من الليل ويعود بعد ذلك وهو لا يشعر أنه خسر شيئاً، أو أضاعه، أو أن هناك أي خسارة تحققت من وراء ذلك.
هذا يجب أن نقنعه بأهمية الوقت قبل أن نتحدث عن كيفية استغلاله.
إذاً: يجب أن نقتنع ابتداءً بأن الوقت مهم، وإذا لم نقتنع أن الوقت بهذا القدر من الأهمية فلا يمكن أن ننجح في جميع الخطوات التي تأتي، وأن نكون شحيحين بالوقت.
ومن الأمور التي تجعلك تدرك أهمية الوقت: أن تدرك أن اليوم لا يمكن أبداً أن يزيد على أربع وعشرين ساعة، ولا الأسبوع على مائة وثمان وستين ساعة، ولا السنة على ثمانية آلاف وسبعمائة وست وستين ساعة، أي أن هناك ساعات محددة لا تزيد ولا تنقص للسنة والشهر واليوم.
ثم أيضاً إذا مضت ساعة فهذا يعني أن هناك ساعة من عمرك انتهت، وأنك ابتعدت عن الدنيا ساعة، واقتربت إلى الآخرة ساعة، وهذه الساعة لا يمكن أن تعود.
وحينما نتذكر قوله صلى الله عليه وسلم: (ليس يتحسر أهل الجنة على شيء إلا على ساعة مرت بهم لم يذكروا الله عز وجل فيها)، فإذا كان أهل الجنة يتحسرون على ساعة لم يغتنموها في ذكر الله عز وجل؛ حتى يكون ذلك رفعة في درجاتهم، فكيف بمن لم يضمن الجنة؟!
ويقول الحسن رحمه الله: أدركت أقواماً كانوا على أوقاتهم أشد حرصاً منكم على دراهمكم ودنانيركم.
وهذه لغة لا يفهمها كثير من الناس، فأنت تستطيع أن توفر جزءاً من وقتك بدراهمك ودنانيرك، والدراهم والدنانير تذهب وتعود، لكن الوقت يذهب ولا يعود.
مثلاً: البعض من الناس عندما يريد أن يشتري أي غرض من الأغراض يفضل أن يذهب إلى سوق رئيس، فلو أراد أن يشتري مثلاً فاكهة، يفضل أن يذهب إلى سوق الخضار الرئيس، وهذا يتطلب منه بذل الكثير من الوقت في الذهاب والعودة، بينما يستطيع أن يشتري ذلك من مكان أقرب منه، وربما يزيد مبلغاً يسيراً من المال، لكنه يوفر بذلك الأمر الذي لا يمكن أن يوفره أبداً وهو الوقت.
وقل مثل ذلك في قضايا كثيرة، فالوسائل المعاصرة مثلاً يمكن أن تختصر كثيراً من الأمور فتوفر على الإنسان جزءاً من وقته، فهل نفكر هذا التفكير فنشتري الوقت بالدراهم والدنانير؟
وإذا تأمل الإنسان في الوقت وجد جزءاً كبيراً من الوقت يمضي في النوم، وجزءاً في الراحة، وجزءاً في الطعام، وجزءاً في التنقلات، ووجد أن الوقت الباقي له يسير جداً.
كما قال الأول:
إذا كملت للمرء ستون حجة فلم يحظ من ستين إلا بسدسها
ألم تر أن النصف بالنوم حاصل وتذهب أوقات المقيل بخمسها
فتذهب أوقات الهموم بحصة وأوقات أوجاع تميت بمسنها
فحاصل ما يبقى له سدس عمره
ممكن أن نختلف نحن في النسبة، لكن افترض على أقل الاعتبارات أن الإنسان ينام ثمان ساعات، فإذا كان عمره ستين سنة، ذهبت في النوم عشرون سنة، أي أن ثلث وقته ذهب في النوم، ثم احسب بعد ذلك أوقات الراحة، وأوقات التنقلات وغيرها، ستجد أنه لم يبق له إلا الوقت اليسير، وهذا لا شك يدعوه إلى أن يحرص على اغتنام هذا الوقت اليسير، مع أنه إذا احتسب نومته، واتبع السنة في ذلك فإنه لا شك يؤجر على مثل هذا الوقت.
من الأمور المهمة التي تعين الإنسان على إدراك أهمية الوقت: هو أن يدرك أن الوقت الذي يضيع لا يمكن أن يعوض:
بعض الناس ضاع عليه عصر هذا اليوم، فيقول: إن شاء الله أريد أن أعوض وأستغل عصر غداً، ويتصور أنه عوض هذا الوقت، وهذا الكلام غير صحيح، فإن الوقت الذي ضاع لا يمكن أن يعوض؛ لأن عصر الغد له واجب آخر.
ولهذا لما ثقل عمر بن عبد العزيز عن عمل قيل له: أخره إلى الغد، قال: إذا عجزت عن عمل يوم، فكيف إجمع علي عمل يومين؟!
هؤلاء الذين يدركون الوقت حقيقة، ونحن بحاجة إلى أن نعود إلى سير أولئك ونقرأ فيها؛ لنعرف كيف كانوا يحرصون على اغتنام الأوقات.
عمر بن عبد العزيز رحمه الله يعتبر أن كل يوم له واجب معين، وله برنامج وأهداف يجب أن يحققها في هذا اليوم، إذا أخرت عمل اليوم فلا يعني أني سأقضيه في الغد، بل سيكون هذا على حساب الواجب الذي أقضيه في الغد.
ولهذا عندما تضيع علي موعداً، فليس صحيحاً أنك ستعوضني في المستقبل.
وقد أشار ابن القيم رحمه الله إلى هذا في المدارج فله كلام جميل حول الوقت، وحاصل ما قاله: أن الوقت هذا لا يمكن أن يعوض؛ لأن ما يستقبل من الوقت له واجب جديد لا يمكن أن تقضي فيه الواجب الذي قد فوته في هذا الوقت الذي ضيعته بالأمس.
الاقتراح الثاني: تحديد الأولويات:
وهذه من أهم القضايا، فأحياناً يشعر الإنسان مثلاً أنه قرأ في هذا الوقت، أو أنه زار أخاً له في الله، أو عمل أي عمل من الأعمال، فيعتبر أنه اغتنم الوقت بشيء مفيد واستفاد من الوقت، وهذا صحيح، لكن يجب أن تضع أولويات للوقت.
وأظن أن سلف الأمة أدركوا هذا المعنى جيداً حينما قالوا: إن من مكائد الشيطان أن يشغل الإنسان بالعمل المفضول عن العمل الفاضل. فمن اشتغل بالعمل المفضول فقد استفاد من الوقت، لكنه ما راعى الأولويات، والسلف لم يعبروا هذا التعبير، لكنهم كانوا يراعون هذا الأمر فعلاً، وكانوا يخصصون الأوقات، هذا للعبادة، وهذا للتعليم، ويرفضون أن يعتدي أحد على مثل هذه الأوقات، وكانوا يرون أن هذه أولويات في تحديد الوقت.
وفي الجملة فتنبيههم العابد إلى أن يحذر من تلبيس الشيطان عليه بإشغاله بالعمل المفضول عن العمل الفاضل لا شك أنه دليل على اعتبار هذه القاعدة الذي يعبر عنها من يكتب الآن في إدارة الوقت بتحديد الأولويات.
وهنا سؤال: هل صحيح أن أكثر الناس انشغالاً هو أكثر الناس إنتاجاً؟ ربما نتصور ذلك، لكن ليس ذلك متحققاً بالضرورة، فقد ينشغل الإنسان كثيراً لكن طريقته في إدارة وقته وإدارة عمله غير منتجة ولا عملية، فيصبح أقل إنتاجاً.
ولنفترض مدير مؤسسة أو شركة يربط الأعمال كلها به، وتراه مشغولاً، ومكتبه مليء بالأوراق، ويحمل معه إذا ذهب إلى المنزل جزءاً كبيراً من هذه الأوراق، وحين تراه يعمل تشعر أنه مخلص، وأنه إنسان منتج، وتتصور أنه أكثر الناس إنتاجاً، فلا شك أن هذا إنسان جاد مخلص، لكن ليس بالضرورة أن يكون أكثر الناس اغتناماً للوقت، ربما تجد رجلاً آخر يجد وقت فراغ، لكنه نظم وقته بطريقة معينة، وحدد أولوياته، وصار أكثر إنتاجاً.
ولهذا رفعت الجمعية الأمريكية لتقييم المهندسين شعاراً يقولون فيه: اعمل بطريقة أذكى، لا بمشقة أكثر.
وهناك دراسات أجريت على عدد من الناس الذين يصرفون أوقاتهم في جزء من العمل، وتوصلت إلى نتيجة صارت مبدأ مشهوراً يسمونه مبدأ بارفيو يقول فيه: إن الكثير من المديرين يبذلون أربعة أخماس وقتهم في القيام بواجبات ومسئوليات تتصل بخمس ما يحققون من نتاج.
يعني: أن الكثير من هؤلاء يبذل (80%) من الوقت في تحقيق (20%) من النتائج، وبعبارة أخرى: أنهم لا يحسنون تحديد الأولويات في أوقاتهم.
للأسف أن هذه القضية غائبة عنا، فنحن أحوج ما نكون إلى إجراء مثل هذه الدراسات في أوقاتنا، وأظن أننا سنجد مشكلة كبيرة لو أجريت الدراسات عندنا في كيفية قضاء أوقاتنا، ربما تجد بعض طلاب العلم في العالم الإسلامي مشغولاً بأعمال يمكن أن يقوم بها غيره، أو أعمال ربما يعينه غيره عليها فيوفر عليه جزءاً كبيراً من وقته، فيتفرغ هو للاغتنام الحقيقي للوقت، وهذه الأعمال -لا شك- تشغله عن أعمال أهم منها كما سيأتي.
إذاً: لا يكفي أن نشعر أننا استفدنا من الوقت، بل يجب أن نضع لنا أولويات، فأنت مثلاً حينما تشعر أنك تقرأ في كتب التراجم ربما تجد أنك أنهيت قراءة كتاب تاريخ بغداد، أو وفيات الأعيان، أو سير أعلام النبلاء، أو غيره، وتتصور أنك وصلت إلى مستوى جيد في اغتنام الوقت، بينما كان يمكن أن تقرأ بدل هذا الكتاب تفسير البغوي ، أو تفسير ابن كثير ، أو تقرأ جامع الأصول.
وأظنكم توافقونني على أن الذي يصرف جزءاً كبيراً من وقته لقراءة التراجم في هذه المرحلة أن عنده مشكلة في تحديد الأولويات، لأنه أحوج إلى قراءة كتب التفسير والحديث، وقل مثل ذلك في أعمال أخرى.
المقصود أن الاستفادة من الوقت لا تعني أنك وصلت إلى القمة، بل يجب أن تراعي الأولويات.
الاقتراح الثالث: تحديد الأهداف:
وهذا أمر مهم، وهو يعينك على القضية الثانية، فإنك لا تستطيع أن تحقق قضية ثانية بدون هذا الأمر، أنت مثلاً مقبل على إجازة، وأمامك وقت هائل في الإجازة، وتريد أن تغتنم وقتك، لكن بعدما تنتهي الإجازة تشعر أن هناك أوقاتاً هائلة ضاعت عليك لم تستطع أن تغتنمها.
ما هو السبب؟ أظن أن من أسباب هذه المشكلة أنك لم تحدد لك أهدافاً، لكن لو حددت أهدافاً فقلت مثلاً: إجازة الربيع أسبوعان، أريد أن أقرأ فيها تفسير ابن كثير مثلاً، أو حددت لك أهدافاً دعوية، وأهدافاً في التحصيل العلمي، وأهدافاً في القراءة، وأهدافاً تراعي فيها ما سيأتي من وسائل وأمور مهمة؛ وتكون أنت تضع هذه الأهداف بصورة غير واقعية -كما سيأتي-، أو أيضاً بصورة غير مراع فيها الأولويات.
المهم أنك تضع لك أهدافاً، هذه الأهداف تعينك على ضبط الأولويات، لأنك حينما تريد أن تضع الأهداف تتساءل عن الأولويات، ولنفترض أنني في الإجازة سأخصص جزءاً من الوقت لأنشطة دعوية وأعمال دعوية، وجزءاً للقراءة، فسنأخذ مثلاً الجزء المخصص للقراءة، فإذا أردت أن أحدد أهدافاً، قلت: أريد أن أقرأ تفسير ابن كثير في هذه الإجازة، مع أني أظن أنه سهل جداً أنه خلال إجازة الصيف، بل ربما مثلاً إجازة الربيع يستطيع الواحد منكم أن ينهي قراءة تفسير ابن كثير أو تفسير البغوي ، أو غيره من الكتب.
المقصود أني قررت أن أقرأ تفسير ابن كثير ، لكن ربما يأتي شخص آخر فيقول: أنا سأقرأ في الإجازة القاموس المحيط، أو لسان العرب، أو أقرأ سير أعلام النبلاء.
فأنت عندما تريد أن ترسم الهدف، ستراعي الأولويات، تفكر: هل الأولى فعلاً أني أقرأ تفسير ابن كثير ؟ أم أقرأ القاموس المحيط؟ أم أقرأ ديوان الحماسة؟ أم جمهرة أشعار العرب؟ أو أي كتاب.
فأنت حينما تريد أن تحدد الأهداف ستضطر إلى تحديد أولويات، لكن عندما لا يكون لديك أهداف ولا أولويات أصلاً، وتأتي إلى المكتبة بعد الفجر، وتجلس فيها إلى الساعة التاسعة، تنظر في الكتب ربما يقع نظرك على كتاب وتمسك به وتقرأ فيه، وتعجب به، وتستمر فيه، فصار عندك هذا الخلل وهو عدم تحديد الأهداف ابتداءً، والذي لابد أن تضطر معه إلى الأولويات، ربما كان خير معين لك على اغتنام وقتك.
الاقتراح الرابع: ضبط تخصيص الوقت:
خصص الوقت بطريقة مضبوطة، حتى تعمل العمل المناسب في الوقت المناسب، مثلاً: شخص يريد أن يقرأ كتاباً مركزاً فلا يمكن أن يقرأ هذا الكتاب في وقت الظهيرة مثلاً، وجهاز التكييف الذي عنده مزعج، أو لا يعمل بصورة مريحة، فعندما تريد أن تقرأ عليك أن تختار وقتاً مناسباً، عندما تريد زيارة أو عملاً أياً كان فيجب أن تختار الوقت المناسب.
من ذلك مثلاً العبادة: هناك أوقات مناسبة للعبادة، وهناك أوقات تناسب القراءة، ومن الاشتغال بالعمل المفضول عن العمل الفاضل أن تكون قراءتك وتحصيلك في وقت العبادة، فكان أولى أن تصرفه في العبادة، وتصرف في القراءة وقتاً آخر.
أوقات الهدوء أوقات مهمة جداً، فمثلاً بعد الفجر إلى الساعة الثامنة أو التاسعة في الإجازة وقت مهم ووقت هادئ، فليس فيه احتمال أن يتصل عليك أحد بالهاتف، أو يزورك ثقيل، أو يزعجك طفل من الأطفال، أو يطلبك الأهل، غالب الوقت هادئ، ومن ثم فالجو هادئ، فهذا الوقت يعتبر قمة من الأوقات، لا يمكن أن تصرف هذا الوقت في شيء آخر ثانوي.
جانب مهم أيضاً: طبيعة الشخص: مثلاً الإنسان الذي اعتاد أن ينام بعد الفجر وقتاً معيناً، وهذا يعني أنه لا ينام بعد الظهر، فهو أعلم بنفسه فليست مشكلة، لكن أهم شيء أن تضبط الوقت، ولا يطغى النوم، فلك أن تنام بعد الفجر، أو تنام العصر، لكن تخصص الوقت المناسب لك، فتشعر مثلاً أن وقت الظهيرة مع توفر أجهزة الراحة والتكييف ربما كان مناسباً لك.
عندما تريد أن تزور أحداً أو تستقبل أحداً ينبغي أن تختار الوقت المناسب للزيارة، والذي يضبط الوقت فلا يضيعه عليك، فالزيارة بعد المغرب ربما تكون مناسبة باعتبار أنه وقت قصير، لكن الزيارة هذه الأيام بعد العصر خير وسيلة لإضاعة الوقت، والزيارة بعد العشاء في وقت الشتاء هي الأخرى من أفضل الوسائل لإهدار الأوقات.
كذلك هناك ما يمكن أن يشترك فيه أكثر من عمل، مثل السفر، فإذا سافر الإنسان فإنه يستطيع أن يصطحب معه كتاباً، بعض الأعمال لا تنجزها في أوقات السفر، لا أدري مثلاً ربما أتكلم عن حالتي الشخصية، من أفضل الأوقات لي أوقات السفر، وأجد فيها راحة، وفراغ أكثر بكثير من أوقات الإقامة، فقد يعود هذا لظروف خاصة، وقد يعود لطبيعة معينة؛ لكن أنا أعتبر أن وقت السفر يمكن أن تجمع فيه بين أمرين، فأنت مسافر مثلاً فتقرأ في الطريق، لأنه يتيسر لك فيه وقت، المهم أنك تستطيع أن تجمع فيه بين عملين، لو حسب كل واحد منا كم يقضي في السيارة لوجد وقتاً طويلاً، إذا افترضنا أن طريقك إلى المدرسة أو الجامعة أو العمل يستغرق منك ربع ساعة، فهذا يعني أنك تستغرق في اليوم نصف ساعة ذهاباً وإياباً، مع أن العادة أن العودة تكون أطول قليلاً بسبب الازدحام، فلنفترض أنه نصف ساعة، وهذا يعني أن عندك في الأسبوع ساعتين ونصف ساعة، وعندك في الشهر عشر ساعات، هذه العشر الساعات هي الوقت الذي تقضيه في الطريق ذهاباً وإياباً إلى مقر دراستك أو عملك، فهل هي مغتنمة فعلاً أو ضائعة؟
أنت مثلاً خلال هذه العشر الساعات ربما تقلب المذياع تبحث عن إذاعة في حالة من الحالات، أو يكون لك شأن آخر فهذا لا يضر إلا إذا قضيت الوقت كله هكذا هدراً، مع أنك لو رتبت لك برنامجاً لسماع بعض الأشرطة، واستطعت أن تسمع بمعدل عشر ساعات في الشهر لكان ذلك حسناً، وهذا إذا افترضنا أنك لا تذهب وتأتي إلا في وقت الدوام فقط، أما لو حسبت الأوقات الأخرى التي تذهب فيها وتأتي فستجد وقتاً كثيراً.
وهذا لا يعني أنك يجب أن تغتنم كل هذه الأوقات، لكن العشر ساعات أعطنا منها خمس ساعات على الأقل، وافترض أنك في الخمس الساعات الأخرى غير مهيأ لاغتنامها.
وإذا صرت مجهداً فاغتنم الوقت بالتفكير، فالتفكير من أهم ما يمكن أن يغتنم به الإنسان وقته، فيفكر في وقته، ويفكر في أمور مهمة يستطيع أن يستفيد منها في دينه ودنياه.
الإنسان على مائدة الطعام يستطيع مثلاً أن يستمع إلى نشرة الأخبار إذا كان حريصاً على نشرة الأخبار، فبدلاً من أن يخصص لها وقتاً يستمع إليها أثناء تناول الطعام، المهم أنك تستطيع أن تجمع بين أكثر من عمل.
إذا كنت تريد إنساناً في مقابلة سريعة ووقت سريع فيمكن أن تلتقي به على وجبة الطعام، فلا تضيع عليك ولا عليه وقتاً، وتستطيع أن تستفيد من هذا الوقت مثلاً في قضاء حاجتك وحاجته.
ربما تحتاج إلى إنسان في موعد، تريد أن تتناقش معه في موضوع، أو تستشيره في أمر، فإذا لم تجد وقتاً فيمكن أن تصحبه في السيارة مثلاً، فتذهب به إلى صلاة الجمعة أو إلى أي مكان فتوفر على نفسك وعليه وقتاً.
المقصود أن هناك أوقاتاً يشترك فيها أكثر من عمل، ويمكن أن يجمع فيها الإنسان أكثر من عمل، فينبغي أن نعتني بها.
الاقتراح الخامس: ضبط المواعيد بدءاً وانتهاءً:
بحيث تكون مواعيدنا دقيقة، فكثير من المسلمين اعتاد على المواعيد المفتوحة إلى القمة، تقول له مثلاً: متى تأتي؟ فيقول: آتيك بعد العصر مثلاً، بعد المغرب .. بين الصلاتين .. المصطلح الشائع بعد العشاء.. وقت مفتوح.
تريد أن تقابل شخصاً لقضية سهلة أو استشارة في موضوع، تقول له مثلاً: ائتني بعد العشاء، وتجلس معه بعد العشاء ساعات طويلة، والمقصود من هذه الزيارة لقاء وسلام، وتفقد للأحوال، أو ربما أمر كان يتم بدون ذلك.
لكن لماذا لا نجرب أن نضبط أوقاتنا بدءاً وانتهاءً، فمثلاً بدلاً من أن يكون الموعد بعد العصر نجعله الساعة الرابعة أو الرابعة والنصف أو السادسة، ثم نضبط موعداً لنهاية الوقت، وقد كنت أتصور سابقاً حينما أتعامل مع بعض الناس ومع بعض المشايخ الدقيقين جداً في أوقاتهم، أن هذه صورة من صور تعذيب النفس، لكن عندما جربت ذلك وجدت أنه سهل جداً.
بل وجدت أن قمة تعذيب النفس وقمة الإعياء أنه تحدد موعداً لا تعرف متى يكون، وتعيش في قلق لا تدري متى يأتيك صاحبك، وإذا أتاك لا تدري متى يذهب، فشعرت أن الوضع طبيعي جداً، ويستطيع الإنسان أن يضبط أوقاته.
لكن يجب أن تكون واقعياً، فحينما تضع موعداً الإنسان إلى الساعة الخامسة، فعندما تأتي الساعة الخامسة وخمس دقائق وما أتى فليس معنى هذا أن فيه صفة من صفات المنافقين حتى يدعها، وأنه مخلف الوعد، أو تعتبر أن هذه وسيلة تستحق أن تعاقب عليها فلا تنتظره.
أنا شخصياً أضع فرصة لإنسان في الحدود الطبيعية من عشر دقائق إلى ربع ساعة، فيمكن أنه حدث له عذر أو ظرف، كزحام في الطريق، فإذا تجاوز ربع ساعة شعرت أنه تأخر، لكن الربع ساعة يجب أن تخصمها من الوقت المخصص له، فهو الذي فرط فيه، إذا أعطيت إنساناً موعداً من الساعة الخامسة إلى السادسة وأتاك الخامسة والربع فالمفترض أن نلزم أنفسنا بأن ينتهي الموعد الساعة السادسة، ولا يمكن أن أعوضك؛ لأن الربع ساعة التي أضعتها لا يمكن أن تعوض.
فأنا أكون واقعياً على الأقل فلا ألوم الناس، أنا أفترض أنك ربما تخالفني، لكن على الأقل تحدد وقتاً مسموحاً به أو وقتاً يكون فيه مجال للتأخر.
أيضاً نفس الطريقة في انتهاء الوقت، فعندما أريد مثلاً موعداً مع شخص في أي أمر ديني أو دنيوي، أو استشارة في موضوع، أو في منقاشة أي قضية، فإني أنظر كم يكفيني من الوقت، فإذا كانت تكفيني نصف ساعة من الوقت مثلاً، فإني أجعل الوقت يكون ساعة إلا ربعاً، لأن الناس ليسوا آلات بحيث يدخل إلى صاحبه فيبدأ بالموضوع مباشرة، فعلى الأقل ما يسمونه بالتدفئة الاجتماعية، كسؤال عن الأحوال والأخبار، ومن هنا وهناك، ثم بعد ذلك يكون النقاش في مثل هذا الموضع.
وإذا كان صاحبك غير منضبط أو ثقيلاً، وتعرف أنت أنه لا يستأذن بعد انتهاء الوقت، وقد تشعر أن هناك حرجاً أن تقول له: الوقت المخصص قد انتهى، فيمكن أن تضبط الموعد بوقت الصلاة، فإذا واعدته إلى الساعة السادسة فهذا يعني انتهاء الموعد الساعة السابعة إلا ثلث باعتبار وقت الأذان، وهذه وسيلة جيدة لضبط الوقت دون حرج، مع أني أرى أننا يجب أن نكون صرحاء وواضحين في أوقاتنا كما سيأتي بعد قليل.
الاقتراح السادس: الواقعية:
سبق أن أشرت إلى جزء منها، فعندما أريد أن أضع أهدافاً لي في الإجازة.
مثلاً: إذا افترضنا أن صلاة الفجر في الساعة الرابعة، وصلاة الظهر الساعة الثانية عشرة، فهذا معناه أن الصباح ثمان ساعات، فعندما أقول: سأستغل الثمان الساعات يومياً في القراءة، فهذا كلام غير واقعي، وحتى ست ساعات!
فيجب أن تضع أهدافاً واقعية؛ لأن مشكلة الأهداف غير الواقعية أنك عندما تجربها ولا تحققها لا تعود إلى نقطة التوازن، بل تعود إلى التطرف، وتشعر أنك فاشل، بينما كان الخطأ في أنك كنت مثالياً، وقل مثل ذلك في قضية الموعد كما سبق أن أشرنا.
فالمقصود أن نكون واقعيين في أهدافنا، وأيضاً لا تقودنا الواقعية إلى التسيب، بحيث لا نكون مستجيبين لأهواء النفس ومشكلاتها، ولا نكون أيضاً مثاليين.
استمع المزيد من الشيخ الدكتور محمد بن عبد الله الدويش - عنوان الحلقة | اسٌتمع |
---|---|
الباحثات عن السراب | 2589 استماع |
الشباب والاهتمامات | 2464 استماع |
وقف لله | 2325 استماع |
رمضان التجارة الرابحة | 2257 استماع |
يا أهل القرآن | 2190 استماع |
كلانا على الخير | 2189 استماع |
يا فتاة | 2183 استماع |
الطاقة المعطلة | 2120 استماع |
علم لا ينفع | 2087 استماع |
المراهقون .. الوجه الآخر | 2083 استماع |