خطب ومحاضرات
/home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f800c4caaf1f6345c5d1b344c3f9ad5482181c14_0.file.audio_show.tpl.php on line 55
Warning: Attempt to read property "value" on null in /home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f800c4caaf1f6345c5d1b344c3f9ad5482181c14_0.file.audio_show.tpl.php on line 55
Warning: Trying to access array offset on value of type null in /home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f800c4caaf1f6345c5d1b344c3f9ad5482181c14_0.file.audio_show.tpl.php on line 55
/audio/1210"> الشيخ محمد المنتصر بالله الكتاني . /home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f800c4caaf1f6345c5d1b344c3f9ad5482181c14_0.file.audio_show.tpl.php on line 58
Warning: Attempt to read property "value" on null in /home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f800c4caaf1f6345c5d1b344c3f9ad5482181c14_0.file.audio_show.tpl.php on line 58
Warning: Trying to access array offset on value of type null in /home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f800c4caaf1f6345c5d1b344c3f9ad5482181c14_0.file.audio_show.tpl.php on line 58
/audio/1210?sub=60960"> تفسير سورة الحجرات
Warning: Undefined array key "Rowslist" in /home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f800c4caaf1f6345c5d1b344c3f9ad5482181c14_0.file.audio_show.tpl.php on line 70
Warning: Attempt to read property "value" on null in /home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f800c4caaf1f6345c5d1b344c3f9ad5482181c14_0.file.audio_show.tpl.php on line 70
تفسير سورة الحجرات [12-13]
الحلقة مفرغة
قال الله جل جلاله: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلا تَجَسَّسُوا وَلا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ [الحجرات:12].
يخاطب الله جل جلاله عباده المسلمين بألا يغتاب بعضهم بعضاً، وألا يتخذوا الريبة والظنون السيئة مطية للطعن في الصالحين منهم لمجرد أوهام ليس عليها دليل يؤكد ظاهرها، فقال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ [الحجرات:12]، فأمر باجتناب الكثير من الظن لا الظن كله، ومعنى ذلك أن بعض الظن تدعو إليه الضرورة، حيث يدعو إليه فسق الفاسق وفساد الفاسد ومعصية العاصي، ومنه قول النبي عليه الصلاة والسلام: (إن من الحزم سوء الظن).
فالرجل الصالح والمرأة الصالحة لا يجوز أن يشكك في أمرهما، وسوء الظن يدعو إلى الغيبة، والدعوة للغيبة تجعل الإنسان في حالة يوشك أن يخرج فيها عن الطريق السوي المستقيم، أما الفاسق فقد جاء في شأنه في الحديث النبوي: (اذكروا الفاسق بما فيه يحذره الناس)، فقد يكون معلماً، وقد يكون أباً، وقد يكون مربياً، لكي يحذر الناس أخلاقه وفساده، إذ لا بد من معرفة ذلك.
ومن هنا كان الجرح والتعديل عند المحدثين، حيث يقولون: هذا ثقة، وهذا واهم، وهذا كذاب، ليحذر الناس روايته.
يقول تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ [الحجرات:12]، ومنه قول النبي عليه الصلاة والسلام: (الظن أكذب الحديث)، فهو أكذب الحديث عندما يكون مبنياً على غير موجب، وإنما هو أوهام أقرب إلى الخواطر التي لا دليل عليها، فذاك ما حرم الله، وهو كبيرة من الكبائر.
يقول تعالى: إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ [الحجرات:12]، ومنه الظن بالصالحين والصالحات ظن السوء مما يطعن به في أعراضهم، والنبي عليه الصلاة والسلام يقول: (كل المسلم على المسلم حرام: دمه وماله وعرضه).
معنى قوله تعالى: (أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتاً فكرهتموه)
وقوله تعالى:( فَكَرِهْتُمُوهُ) أي: كما تكرهون أكل لحم إنسان من البشر ميتاً يجب أن تكرهوا الغيبة امتثالاً لأمر الله وطاعة لما أدب به عباده المؤمنين الصالحين.
وقد بلغ النبي عليه الصلاة والسلام أن امرأتين صائمتين وقعتا في غيرهما بالغيبة وبالشتيمة، فناداهما ودعا بإناء فقال لهما: تقيئا، فتقيئا دماً وصديداً ولحماً، فقال: (إن هاتين صامتا عما أحل الله وأفطرتا على ما حرم الله).
وقد جاء ماعز إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال له: يا رسول الله أصبت حداً، فأعرض عنه النبي عليه الصلاة والسلام أربع مرات، وفي الخامسة التفت إليه وقال: ما تريد بذلك؟ قال: أن تطهرني، ثم أمر برجمه فرجم، ثم خرج النبي صلى الله عليه وسلم إلى ضواحي المدينة وإذا برجلين ممن معه قد أخذا يشتمان ماعزاً ويقولان: رجل ستر الله عليه ففضح نفسه حتى رجم، فسكت عنهما صلى الله عليه وسلم زمناً، وبعد برهة من الزمن مروا على جيفة حمار فقال لهما: (كلا، فقالا له: غفر الله لك يا رسول الله، فقال: ما أكلتما من لحم أخيكما آنفاً أبغض عند الله من أكلكما من هذه الجيفة لو فعلتما) .
فالله جل جلاله شبه غيبة أخيك المسلم بأكل لحمه ميتاً، فكما أن أكلك لحمه ميتاً لا يشعر به، فكذلك اغتيابك له وهو غائب عن مجلسك لا يشعر به.
ولذلك اعتبرت الغيبة كبيرة من الكبائر عقوبتها التعزير، والتعزير عند الفقهاء الأئمة هو أن يضرب المذنب والمخالف بعشر ضربات على أن يحضر عذابه طائفة من المؤمنين؛ ليكون ذلك أردع لذنبه ولغيره ممن تحدثه نفسه بمثل ذلك.
يقول تعالى: أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ [الحجرات:12].
أي: كيف أحببتم غيبة أخيكم المسلم ولم تكرهوها وتكرهوا أكل لحمه وهو ميت؟! فكما تكرهون أكل لحمه ميتاً يجب عليكم أن تكرهوا ذكره بالسوء وهو غائب عنكم.
معنى قوله تعالى: (واتقوا الله إن الله تواب رحيم)
فالمؤمن لا يُسلم ولا يخذل ولا يظلم ولا يؤذى ولا يغتاب ولا يتجسس عليه ولا يظن به السوء، ومن فعل ذلك يكون قد أنكر أخوة ربطها الله من فوق عرشه جل جلاله وعز مقامه، فاتقوا الله في الذنوب والمعاصي، واجعلوا بينكم وبين المعاصي وقاية تقيكم العصيان والمخالفة.
إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ [الحجرات:12] يجود على من تاب مما قد سبق منه من التجسس على المسلمين وظن السوء بهم، وغيبتهم وأكل لحومهم، فالله تعالى تواب على من تاب، رحيم بمن عاد إليه وندم على ما اقترف منه.
حكم إخبار المرء أخاه بغيبته له ليتحلل منها
يقول الجمهور من الفقهاء: لا يجب ذلك؛ لأنه ليس حقاً من حقوق المال ونحوها، فالغيبة شيء غاب عنه وجهله، ولعلك إذا أخبرته يجد في نفسه شيئاً عليك، فلتكن التوبة بينك وبين ربك، ثم تذكره بالصالحات وبالدعاء له، فيوشك أن يتوب الله عليك وأن يرحمك بهذه التوبة.
قال تعالى: وَلا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ [الحجرات:12]، فذكر أخاك بما يكره كأنك أكلت لحمه ميتاً.
وقوله تعالى:( فَكَرِهْتُمُوهُ) أي: كما تكرهون أكل لحم إنسان من البشر ميتاً يجب أن تكرهوا الغيبة امتثالاً لأمر الله وطاعة لما أدب به عباده المؤمنين الصالحين.
وقد بلغ النبي عليه الصلاة والسلام أن امرأتين صائمتين وقعتا في غيرهما بالغيبة وبالشتيمة، فناداهما ودعا بإناء فقال لهما: تقيئا، فتقيئا دماً وصديداً ولحماً، فقال: (إن هاتين صامتا عما أحل الله وأفطرتا على ما حرم الله).
وقد جاء ماعز إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال له: يا رسول الله أصبت حداً، فأعرض عنه النبي عليه الصلاة والسلام أربع مرات، وفي الخامسة التفت إليه وقال: ما تريد بذلك؟ قال: أن تطهرني، ثم أمر برجمه فرجم، ثم خرج النبي صلى الله عليه وسلم إلى ضواحي المدينة وإذا برجلين ممن معه قد أخذا يشتمان ماعزاً ويقولان: رجل ستر الله عليه ففضح نفسه حتى رجم، فسكت عنهما صلى الله عليه وسلم زمناً، وبعد برهة من الزمن مروا على جيفة حمار فقال لهما: (كلا، فقالا له: غفر الله لك يا رسول الله، فقال: ما أكلتما من لحم أخيكما آنفاً أبغض عند الله من أكلكما من هذه الجيفة لو فعلتما) .
فالله جل جلاله شبه غيبة أخيك المسلم بأكل لحمه ميتاً، فكما أن أكلك لحمه ميتاً لا يشعر به، فكذلك اغتيابك له وهو غائب عن مجلسك لا يشعر به.
ولذلك اعتبرت الغيبة كبيرة من الكبائر عقوبتها التعزير، والتعزير عند الفقهاء الأئمة هو أن يضرب المذنب والمخالف بعشر ضربات على أن يحضر عذابه طائفة من المؤمنين؛ ليكون ذلك أردع لذنبه ولغيره ممن تحدثه نفسه بمثل ذلك.
يقول تعالى: أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ [الحجرات:12].
أي: كيف أحببتم غيبة أخيكم المسلم ولم تكرهوها وتكرهوا أكل لحمه وهو ميت؟! فكما تكرهون أكل لحمه ميتاً يجب عليكم أن تكرهوا ذكره بالسوء وهو غائب عنكم.