أرشيف المقالات

السلطان المفترى عليه - هاني مراد

مدة قراءة المادة : 3 دقائق .
وُلد السلطان العثماني عبد الحميد الثاني عام 1842، وماتت أمه وهو في العاشرة من عمره، فاعتنت به زوجة أبيه، وكانت امرأة فاضلة عقيما، فأحسنت تربيته، وأثرت بتدينها وهدوئها على شخصيته طول عمره.

 
تولى عبد الحميد عرش الإمبراطورية، وعمره 34 عاما، لكنه وجد تركة مثقلة بكل الأزمات: خزانة مفلسة، وديونا هائلة، وحركات انفصالية، وجنودا متمردين، وعناصر حكم تتستر بأسماء إسلامية، وتساعد الأعداء لتقطيع أوصال "الرجل المريض"!
 
واجه التمرد المدعوم من روسيا في الجبل الأسود وصربيا والبوسنة والهرسك! كما أدّت الخيانات من داخل القصر إلى الزج بالدولة إلى خوض حرب غير مستعدة لها مع روسيا التي اكتسحت الجبهة الشرقية ووصلت إلى ضواحي العاصمة إسطنبول! كما قتل الروس والبلغار آلاف المسلمين في البلقان التي سكنوها لخمسة قرون!
 
كما تحالف الأرمن مع روسيا وفرنسا، وارتكبوا مجازر للمسلمين في قرى الأناضول، وعندما أصدر عبد الحميد تعليماته بالمواجهة، أطلقت عليه أوربا وعملاؤها في الداخل لقب "السلطان الأحمر"!
 
وبعد أن عاد الطلاب الذين بعثهم عبد الحميد إلى أوربا لتلقي العلوم من أجل النهوض بالدولة، تأثروا بالعلمانية والقومية الغربية، وكونوا جمعية "الاتحاد والترقي" التي تعاونت مع أوربا، وتحالفت مع الأرمن، وتغلغلت في الجيش، لإسقاط عبد الحميد ودولة الخلافة!
 
وكان "إيمانويل قراصو" اليهودي ورئيس المحفل الماسوني في مدينة سلانيك، على رأس الوفد الذي أبلغ السلطان بالإقالة.
وسُجن السلطان في مدينة سلانيك، وهي المدينة التي آوت اليهود من بطش الإسبان والبرتغال، آخر القرن الخامس عشر!

أنشأ عبد الحميد خط سكة حديد الحجاز، ورفض عروض اليهود المالية مقابل السماح لهم بتأسيس وطن في فلسطين ، قائلا: "إن عمل المبضع في بدني لأهون عليّ من أن أرى فلسطين قد بُترت من الدولة الإسلامية، وهذا أمر لا يكون.
إني لا أستطيع الموافقة على تشريح أجسادنا ونحن على قيد الحياة."

شارك الخبر

ساهم - قرآن ٢