تدبر - [125] سورة يوسف (10)
مدة
قراءة المادة :
دقيقتان
.
وليست كل نية صالحة تنفع صاحبها..{وَتَكُونُوا مِنْ بَعْدِهِ قَوْمًا صَالِحِينَ} [يوسف من الآية:9]..هكذا كانت النية صالحةً حسنة..وما أحسنها من نية غير أنها كانت نية تسويفية..!نعم كانت حسنة..وهل من نية أحسن من نية الصلاح وقرار التوبة..!لكن تلك النية الصالحة لم تنفعهم..ولم يستطيعوها..ولم يطيقوا تنفيذها رغم مرور أعوام طويلة..ذلك لأنها كانت نية شكلية (ديكورية) مؤجلة سبقها التآمر ورافقها العمل الفاسد: {اقْتُلُوا يُوسُفَ أَوِ اطْرَحُوهُ أَرْضًا يَخْلُ لَكُمْ وَجْهُ أَبِيكُمْ} [يوسف:9]..لقد كانت نية تخديرية وظيفتها تخدير النفس عند الإقبال على العمل الفاسد..لا بأس..
أقبل على الفساد والإفساد ثم تب بعد ذلك..العمر أمامك طويل والتوبة لن تطير فافعل ما بدا لك ما دامت (سوف) في انتظارك..هكذا يقول العاصي لنفسه وبتلك المسكنات يهديء من روع نفسه فينغمس أكثر فأكثر فأكثر وينسى أن العمل الفاسد لا تصلحه أعظم النوايا ما دام صاحبه يعلم جيدًا أنه فاسد..!قدِّم التوبة على الفساد واعلم أن (سوف) هذه ليست ملكك ولا بيدك..