تفسير سورة العنكبوت [41-45]


الحلقة مفرغة

قال تعالى: مَثَلُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْلِيَاءَ كَمَثَلِ الْعَنكَبُوتِ اتَّخَذَتْ بَيْتًا وَإِنَّ أَوْهَنَ الْبُيُوتِ لَبَيْتُ الْعَنْكَبُوتِ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ [العنكبوت:41].

في هذه الآية ذكر العنكبوت لذا سميت هذه السورة بسورة العنكبوت، وضرب الله فيها مثلاً لكفر هؤلاء ولما يعتمدون عليه من دون الله، فمثلهم مثل العنكبوت اتخذت بيتاً تأوي إليه وتعتمد عليه وهو من أوهن البيوت.

قال تعالى: مَثَلُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْلِيَاءَ كَمَثَلِ الْعَنكَبُوتِ اتَّخَذَتْ بَيْتًا وَإِنَّ أَوْهَنَ الْبُيُوتِ لَبَيْتُ الْعَنْكَبُوتِ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ [العنكبوت:41].

أي: مثل هؤلاء الذين اتخذوا من دون الله أوثاناً وجعلوها آلهة استمسكوا بها وتعلقوا بها، كمثل العنكبوت اتخذت بيتاً.

والعنكبوت تتخذ بيتها لتحفظ نفسها من الحشرات أمثالها، فهي تنفع نفسها، ولا ينتفع ببيتها البشر، فهؤلاء الكفار وما اتخذوه من أولياء وأصنام كمن يتخذ من البشر بيوت العنكبوت وما يتصل به، ويجعلها عمدة وغوثاً ومرجعاً، وإذا بنسمة خفيفة من الريح تذهب بهذا البيت، وبمن التجأ إليه، وبمن قام عليه.

وهكذا كان تمسكهم وتشبثهم بأوهام لا أصل لها ولا وجود، فقد عبدوا من دون الله أولياء، فهم أشبه بالعنكبوت اتخذت بيتاً تتحصن به، وتختفي فيه وهو من أوهن البيوت وأضعفها، وأكثرها امتهاناً، وأبعدها عن أن تحصن وأن تحفظ وأن تصون، والمراد ببيت العنكبوت هنا الجنس، أي: بيوت العنكبوت أياً كان شكلها ونوعها.

لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ [العنكبوت:41].

أي: لو كان لهم علم ومعرفة لما اتخذوا من دون الله أنداداً وأصناماً لا تضر ولا تنفع، فالله هو المعبود وحده، وهو الذي يجب أن يعبد ويطاع، وهو الخالق، الرازق، الضار، النافع، فخف منه قبل أن يرميك في العذاب، فاعبده ليجازيك بالخير خيراً برحمته، وأما ما دونه من المعبودات من ملك أو بشر أو جن أو جماد، فهي أشبه ببيت العنكبوت، وإن من أضعف البيوت أوهاها وأقلها وأذلها بيت العنكبوت، لو كانت لهم معرفة وعلم بالأشياء.

فالذين اتخذوا من دون الله أولياء عاشوا ضالين، وماتوا ضالين، وكانت استغاثتهم بهؤلاء الأنداد والأوثان والأصنام من دون الله أشبه بالعنكبوت اتخذت البيوت لتحصنها وتحفظها، وماذا عسى أن تصنع هذه البيوت!

قال تعالى: إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ مِنْ شَيْءٍ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ [العنكبوت:42].

أي: أن الله جل جلاله هو العالم بالخفايا، والعالم بالسر والعلن، والعالم بالسر وما هو أخفى، فهو يعلم ما يدعو هؤلاء من دون الله ويعبدونه من مخلوقات الله مما لا تضرهم ولا تنفعهم، وليست إلا أشبه ببيوت العناكب، فمن فعل ذلك كان ضائع العقل، ذاهب الفهم، حريصاً على الجنون في الدنيا وعدم المعرفة، وما ينور العقل إلا الإيمان بالله وبرسله وكتبه.

وقوله تعالى: وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ [العنكبوت:42].

أي: وهو العزيز الذي لا يمانع ولا يغالب ولا ينال؛ فإن العزة لله جميعاً، فلا يعز إلا من أعزه الله، ولا عز إلا للمؤمنين، وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لا يَعْلَمُونَ [المنافقون:8].

والعنكبوت حرم الشارع قتلها، فهي التي نسجت على باب غار ثور الذي اختفى فيه النبي صلى الله عليه وسلم وصاحبه من كفار مكة عندما تواطئوا وتآمروا على قتله ومنعه من الهجرة إلى المدينة المنورة، فلما خرجا من مكة تبعهما الكفار فتلمسوا آثار المشي حتى وصلوا إلى فم الغار، فقالوا: هنا انقطع الأثر، فقال قائل: ادخلوا الغار، فقالوا: لو دخله أحد لتمزق بيت العنكبوت ولما عشعش فيه، وهذا الطائر قد باض وفرخ.

فالعنكبوت دافعت عن النبي صلى الله عليه وسلم وهي أضعف ما يكون، وكذلك الحمام دافع عن نبينا وهو من أضعف ما يكون، فقد حمى الله به النبي صلى الله عليه وسلم، وصانه من أعدائه، ولذلك أعطي الحرمة.

وقالوا: إن الحمام المعروف يعتبر من نسل تلك الحمامتين، فحرم الله صيد الحمام وإزعاجه وقتله، وحرم أكل فراخه وبيضه.

وحرم قتل العنكبوت أيضاً احتراماً لذلك، وهذا من خصائصها ومما جعل الله على يدها في الحفاظ على حياة رسول الله، وصيانته من أعدائه.

قال تعالى: وَتِلْكَ الأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ وَمَا يَعْقِلُهَا إِلَّا الْعَالِمُونَ [العنكبوت:43].

أي: وتلك الأمثال والذي منها ضرب المثل للمشركين المتخذين من دون الله أنداداً بالعنكبوت اتخذت بيتاً.

والمثل بمعنى الشبه، والله عز وجل يضرب الشبه بما تراه العين وتحسه، وبما لم تره، أو بما ذكر في الذهن أو مضى في التاريخ لتقريب المعنى، والقرآن نزل بلغة العرب، ولغة العرب مليئة بالأمثال، حتى إن الدارج من لغاتها ولهجاتها في بلاد المشرق والمغرب العربي، فلا يكادون يتكلمون إلا والأمثال تتخلل كلامهم، ومحاوراتهم وصلحهم وجدالهم ونزاعهم تبعاً للغة العرب الأصلية التي نزل بها القرآن، فلقد قال عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنه: حفظت من رسول الله صلى الله عليه وسلم أكثر من ألف مثل.

فنبينا محمد صلى الله عليه وسلم سيد الفصحاء، وأعطي جوامع الكلم، فـعبد الله بن عمرو رضي الله عنهما سمع من رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديثه وكلامه ومحاوراته أكثر من ألف مثل، وقد كتب علماؤنا وسلفنا الصالح في أمثال رسول الله الذي تكلم بها، وتوجد هذه الأمثال في عموم كتب السنة، فتوجد في كتب الصحاح، والسنن، والمعاجم، والمسانيد؛ في أبواب العبادات، والمعاملات، والعقائد، والقصص، والآداب والرقائق، صلى الله على نبينا وسلم.

قال تعالى: خَلَقَ اللَّهُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ بِالْحَقِّ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِلْمُؤْمِنِينَ [العنكبوت:44].

يقول الله لهؤلاء الكفار: أتظنون أن الله خلق الدنيا عبثا؟ ما خلقها سبهللا لتعيشوا وتأكلوا وتشربوا وتتكاثروا فقط، ما خلق الله السماوات السبع، والأرضين السبع إلا بالحق وللحق والعدل، وهذا الذي يعلمه المؤمنون.

وقوله تعالى: إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِلْمُؤْمِنِينَ [العنكبوت:44].

أي: لعبرة، ومعجزة، وعلامة بينة للمؤمنين بالله، والمصدقين لرسل الله، والعاملين بكتب الله أمراً ونهياً، فلم تخلق السموات والأرض عبثاً، قال تعالى: وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ [الذاريات:56].

والعبادة أصل خلقة الإنسان، فإذا ابتعد عنها كان كمن جعل حياته حياة حيوان، بل أقبح وألعن، قال تعالى: أُوْلَئِكَ كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ [الأعراف:179].

قال تعالى: اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلاةَ إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ [العنكبوت:45].

والكتاب هو القرآن، والألف واللام للعهد أي: للمعهود ذهنا، فالكتاب الموحى إليك كلام الله، ناسخ الكتب السابقة، والمهيمن عليها.

فالله يأمر نبيه محمداً صلى الله عليه وسلم أن يقرأ هذا القرآن ويدعو الناس إليه، ويعرفهم بحلاله وبحرامه وبعقائده، وبآدابه، وبقصصه، وبرقائقه، والعمل بما فيه من أوامر، واجتناب ما فيه من نواهي، وأن يتلوه عبادة، صلاة، وتهجداً، وذكراً، وكذلك المؤمنون من مشارق الأرض ومغاربها.

والأمر الموجه للنبي صلى الله عليه وسلم أمر لعموم الناس، برهم وفاجرهم، مؤمنهم وكافرهم، ولكن لا يقبل ذلك إلا ممن آمن بالله، ولو فعله الكافر وهو على كفره لم يقبل منه، وهو مطالب بالإسلام، لأنه من أمة محمد عليه الصلاة والسلام.

ومنذ برز النبي عليه الصلاة والسلام في هذه الديار المقدسة وقال: يا أيها الناس إني رسول الله إليكم جميعاً، وجب على كل الخلق في مشارق الأرض ومغاربها، أن يطيعوه ويمتثلوا أمره، وهم أمته؛ إلا أنه من استجاب منهم فهو من أمة الإجابة، ومن لم يستجب فهو من أمة الدعوة، أي: الأمة التي دعاها النبي عليه الصلاة والسلام للإيمان بالله وكتابه ورسوله صلى الله عليه وسلم.

والتلاوة بمعنى القراءة، والدرس، والشرح والبيان، وكل ذلك تشمله هذه الفقرة الكريمة.

أهمية الصلاة المفروضة

وقوله تعالى: وَأَقِمِ الصَّلاةَ [العنكبوت:45].

أي: أقم الصلاة المعروفة، ذات الركعات وذات التهجد، وذات الركوع، وذات التلاوة، وذات الأذكار والقيام والركوع والسجود، المبتدأة بالتكبير والمختتمة بالتسليم.

وإقامة الصلاة هو الإتيان بها في أوقاتها، بأركانها وشرائطها وواجباتها وآدابها، فمن أخرها عن وقتها، أو لم يطمئن فيها، أو صنع فيها ما لا يجوز أن يصنعه، لم يقم الصلاة.

قال تعالى: إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ [العنكبوت:45] ومن خصائص الصلاة على من داوم عليها، وأتم أركانها، وقام بالطمأنينة فيها، وبالتدبر لما يذكر فيها من قرآن وأذكار، أنها تنهى عن الفحشاء والمنكر.

والفحشاء هو كل ما حرم الله، ويكون كبيرة أو صغيرة، والمنكر كل ما أنكره الشرع، وحرمه وكرهه ومنعه.

ومن خصائص الصلاة أن من واظب عليها جماعة في المساجد فهو مؤمن، قال عليه الصلاة والسلام: (من رأيتموه يعتاد المساجد فاشهدوا له بالإيمان).

وجاء قوم إلى النبي عليه الصلاة والسلام فقالوا: (إن فلاناً يصلي دائماً ويقوم الليل، لكنه يسرق ويفسد -وذكروا جرائمه- فقال لهم: دعوه ستنهاه صلاته عن الفحشاء والمنكر)، وليس معنى ذلك ترك إقامة الحدود، إذ لم تتم الشهادة عليه، وإلا لقطعت يده، وإن كان زانياً لجلد أو رجم، ولكن كلاماً يقوله الناس، فكان يقول عليه الصلاة والسلام: (دعوه إن الصلاة ستنهاه عن ذلك، وتلا: إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ [العنكبوت:45]).

وفي السنن: عن عبد الله بن مسعود ، وعبد الله بن عباس رضي الله عنهم أن النبي صلى الله عليه وسلم يقول: (من لم تنهه صلاته عن الفحشاء والمنكر لا نهاه الله).

ومعناه: أن الذي لا يتدبر في الصلاة، ولا يتفكر في معناها، ولا يطمئن فيها، ولا يقوم بأركانها وبواجباتها، إن هي إلا حركات أشبه بنقر الديكة، وحركات الثعلب، فليست صلاة القانتين العابدين، ومن لا يلتزم الوقت، ولا يلتزم آدابها، فإنها ترد عليه، فمن لم تنهه صلاته عن الفحشاء والمنكر كأنه لم يصل؛ لأن صلاته ليست بصحيحة.

أهمية الذكر

قال تعالى: وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ [العنكبوت:45].

ذكر الله: لا إله إلا الله محمد رسول الله، أكبر من كل أنواع الأذكار، والصلاة فيها كل ذلك، ففيها ذكر الله: فيها الله أكبر، وفيها سبحان الله، وفيها سبحان ربي الأعلى، وفيها سبحان ربي العظيم، وفيها قراءة الفاتحة وسورة، وفيها السجود، ولقد قال النبي عليه الصلاة والسلام: (أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد، فأكثروا فيه من الدعاء فقمن أن يستجاب لكم)، أي: جدير للساجد وقد سجد بجبهته، وبأنفه، وبكفيه، وبركبتيه، وبرءوس قدميه وهو بهذا الموقف الجليل الذي لا يليق إلا بالله، جدير أن يستجيب الله له دعاءه، فالصلاة مشتملة على الذكر.

قال تعالى: وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ [العنكبوت:45]، ويقول الله تعالى: فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ [البقرة:152] أي: ذكر الله لك أيها العبد أعظم من ذكرك له، وأكبر من ذكرك له، وأشرف من ذكرك له، ودليله الآية السابقة، وقول النبي عليه الصلاة والسلام في الحديث القدسي: (من ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منه) أي: من ذكر الله وحده ذكره الله وحده، وإن ذكره في جماعة ذكره الله في جماعة خير منها وأفضل، وهم جماعة الملائكة.

إذاً: فذكر العبد لله شيء عظيم، وكون الذكر في الصلاة فهو أعظم، وأعظم من ذلك أن يذكرنا الله عندما نذكره، فيذكرنا بالرحمة، وبالرضا، وبالجنة.

وذكر الله عبده أكبر من كل كبير، فالله الأكبر والأعظم، فإن ذكرك الله كان ذكره لك أعظم من ذكرك له، سواء كنت مصلياً، أو ذاكراً فقط، أو تالياً فقط، أو ذاكراً بأي نوع من أنواع الذكر، فذكر الله لك وحده لأنك ذكرته وحدك، أو في ملأ؛ لأنك ذكرته في ملأ، فذكر الله أعظم من ذلك؛ لأنه يذكرك كما ذكرته.

قال تعالى: وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ [العنكبوت:45].

هذه فيها بشرى ووعيد وإنذار، فالله يعلم ما تصنعون أيها الناس، فمن كان صنعته الطاعة والعبادة، وكانت صلاته تامة في أوقاتها وبأركانها، فالله عليم بصنعه، وبعمله، فيجازيه بالخير إحسانا، الحسنة بعشر أمثالها، إلى سبعمائة ضعف، إلى ما شاء الله، من غير إكراه.

والله يعلم ما يصنع الكافر والعاصي، فيعامل الكافر على الكفر ناراً ومحنة وعذاباً، والعاصي يعامله تأديباً ومحنة ودخول النار، إن شاء غفر له وإن شاء عذبه.

قال تعالى: وَلا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ [العنكبوت:46]، بذكر هذه الآية نكون قد ختمنا عشرين جزءاً أي: ثلثي القرآن الكريم، ومن أول هذه الآية نكون قد شرعنا في الثلث الثالث، أعاننا الله على تمامه كما أعاننا على تمام الثلثين السابقين، وقبل الله ذلك منا.


استمع المزيد من الشيخ محمد المنتصر بالله الكتاني - عنوان الحلقة اسٌتمع
تفسير سورة العنكبوت [52-60] 2269 استماع
تفسير سورة العنكبوت [28-33] 2196 استماع
تفسير سورة العنكبوت [22-27] 2163 استماع
تفسير سورة العنكبوت [61-69] 1774 استماع
تفسير سورة العنكبوت [1] 1708 استماع
تفسير سورة العنكبوت [48-51] 1631 استماع
تفسير سورة العنكبوت [1-7] 1540 استماع
تفسير سورة العنكبوت [18-22] 1492 استماع
تفسير سورة العنكبوت [46-47] 1219 استماع
تفسير سورة العنكبوت [8-11] 1181 استماع