تفسير سورة النمل [34-44]


الحلقة مفرغة

قال الله جل جلاله: قَالَتْ إِنَّ الْمُلُوكَ إِذَا دَخَلُوا قَرْيَةً أَفْسَدُوهَا وَجَعَلُوا أَعِزَّةَ أَهْلِهَا أَذِلَّةً وَكَذَلِكَ يَفْعَلُونَ [النمل:34].

لا نزال في محاورة بلقيس ملكة سبأ مع مستشاريها وقادتها ووزرائها وأقيال دولتها عندما أرسل لها سليمان عليه السلام رسالة مع الهدهد، يأمرها بأن تأتي وقومها صاغرة مستسلمة، أخبرتهم بذلك، ثم بعد ذلك قالت: يَا أَيُّهَا المَلَأُ أَفْتُونِي فِي أَمْرِي مَا كُنتُ قَاطِعَةً أَمْرًا حَتَّى تَشْهَدُونِ [النمل:32]، فأجابوها قَالُوا نَحْنُ أُوْلُوا قُوَّةٍ وَأُولُوا بَأْسٍ شَدِيدٍ وَالأَمْرُ إِلَيْكِ فَانظُرِي مَاذَا تَأْمُرِينَ [النمل:33].

تميل إلى المسالمة باعتبارها المسئولة الأولى عن مملكة سبأ، فعندما جاءتها رسالة سليمان كانت تسمع عن سليمان نبوءة ورسالة وملكاً عظيماً لم يسبق له نظير، فعرضت الأمر على كبار رجالها واستشارتهم، فتأدبوا معها وقالوا: إن شئت القتال فنحن ذوو قوة، وذوو عدد، وذوو بأس شديد، وذوو أسلحة وقوة وبطش، ولكن الأمر إليك، فما تأمريننا به صنعناه ونفذناه وامتثلنا له، فنبهتهم وهي لا تريد الحرب ولا تريد القتال فقالت: إِنَّ الْمُلُوكَ إِذَا دَخَلُوا قَرْيَةً أَفْسَدُوهَا [النمل:34].

تقول لهؤلاء الذين أظهروا استعدادهم للحرب والقتال ومقاومة سليمان وجنده: ليس الأمر كما تظنون، فمن عادة الملوك أنهم إذا احتلوا أرضاً، أو استعمروا كياناً، يفسدون في الأرض، فالحرب من طبيعتها ذلك، فهم يخربون البلدة، ويهدمون القصور، يرملون النساء، وييتمون الأطفال، ويأخذون أموال البلدة التي يستولون عليها.

وَجَعَلُوا أَعِزَّةَ أَهْلِهَا أَذِلَّةً [النمل:34]، والأعزة: جمع عزيز، والأذلة: جمع ذليل، أي: حولوا السادة والأعزة والقادة والكبار في القرية والبلدة التي يدخلونها إلى أذلاء، فيجعلون عاليها سافلها، فيعزون الذليل ويذلون العزيز.

قال تعالى: وَكَذَلِكَ يَفْعَلُونَ [النمل:34].

قال بعض المفسرين: هذا قول الله جل جلاله، فما توقعته هو الذي سيكون، على أن سياق القصة لا يقتضي هذا، فهي لا تزال تحاور قادتها ويحاورونها، وتقول لهم ويقولون لها، والكلام قبلها والكلام بعدها هو من قولها وكلامها، ولذلك قالت بعد ذلك: وَإِنِّي مُرْسِلَةٌ إِلَيْهِمْ بِهَدِيَّةٍ [النمل:35].

فأرادت المصانعة وأرادت السياسة، فلم ترد حرباً ولا قتالاً، ولا هي قادرة على حرب سليمان ذي الطول والحول فيما ملكه الله إياه من جند من الجن ومن الإنس ومن الطير.

فجملة وَكَذَلِكَ يَفْعَلُونَ [الشعراء:74] من قولها، ولو كانت من قول الله لتم الأمر، على أن سليمان لم يدخل إلى اليمن، ولم يحتل أرضها، ولم تجبره على ذلك، بل جاءت مستسلمة، موافقة على أمر سليمان لها بأن تأتي هي وقومها، فلم تبق حاجة هناك إلى احتلال بلدها، فقد وافقت واستسلمت، بل وآمنت وأسلمت، ولم تبق على عبادة الشمس كما جاء الهدهد يخبر ويعلن.

فكان جوابها: وَإِنِّي مُرْسِلَةٌ إِلَيْهِمْ بِهَدِيَّةٍ فَنَاظِرَةٌ بِمَ يَرْجِعُ الْمُرْسَلُونَ [النمل:35].

قالت لهم -لتستخبرهم وتستشيرهم، هل سيوافقون أو يعارضون- بأنها رأت أن ترسل هدية تليق بمقام سليمان ملكاً ونبياً، لتنظر بعد ذلك عندما يرجع مرسلوها ماذا سيقولون، فهل سيقبل سليمان الهدية أم لن يقبلها، فإن قبلها كان ذلك علامة الموافقة والمسالمة، وإن رفضها كان ذلك علامة الحرب.

قال تعالى عنها: وَإِنِّي مُرْسِلَةٌ إِلَيْهِمْ بِهَدِيَّةٍ [النمل:35] إلى سليمان وجنده فَنَاظِرَةٌ بِمَ يَرْجِعُ الْمُرْسَلُونَ [النمل:35]، بأي شيء سيعود رسلي الذين أرسلتهم بهذه الهدية إلى سليمان.

قالوا: وكانت الهدية من الشيء العظيم، الذي يليق بملكين كبيرين، وقد قال الله عنها فيما أخبر به الهدهد: وَأُوتِيَتْ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ [النمل:23]، وقال عنها: وَلَهَا عَرْشٌ عَظِيمٌ [النمل:23]، ويكفي أن يوصف عرشها في القرآن بالعظمة، وقد كان ذا مكانة عظيمة، كان ذهباً مرصعاً بالجواهر والزبرجد وأنواع اليواقيت، وأنواع اللآلئ، وكان مفروشاً بالحرير والديباج، وإذا نصبته ووقف جنودها بجانبه يمنة ويسرة تلقي الرعب والهلع والهيبة والاحترام بين رعاياها وأعدائها.

قالوا: فكانت الهدية التي أرسلت لسليمان كذا وكذا جارية، ومائة غلام، ومن أنواع الذهب والفضة والجواهر واللآلئ ما يعد ثمنه بمئات الملايين بتقديرنا في العصر الحاضر.

فَلَمَّا جَاءَ سُلَيْمَانَ قَالَ أَتُمِدُّونَنِي بِمَالٍ فَمَا آتَانِي اللَّهُ خَيْرٌ مِمَّا آتَاكُمْ بَلْ أَنْتُمْ بِهَدِيَّتِكُمْ تَفْرَحُونَ [النمل:36].

قال تعالى عن سليمان عندما جاءته الهدية: فَلَمَّا جَاءَ سُلَيْمَانَ قَالَ أَتُمِدُّونَنِ بِمَالٍ [النمل:36]، فلما جاء الرسل سليمان بهذه الهدية الكبيرة العظيمة سخر منهم ومن هديتهم، وقال: أَتُمِدُّونَنِ بِمَالٍ [النمل:36] والمدد: العطاء والزيادة، أي: أتريدون أن تعطوني مالاً مع ما عندي من كثرته وتنوعه، ومع ما عندي من أدوات الملك.

هكذا كان حال سليمان، وإنما أمرها بالإتيان لتكرم من الله رب العالمين، ولتترك هي وقومها عبادة الشمس من دون الله، لا ليأخذ مالاً، على أنه لو أراد فهي ومملكتها وعرشها بين يديه، وهذا الذي سيحصل بلا حرب ولا قتال.

قال تعالى عنه: فَلَمَّا جَاءَ سُلَيْمَانَ قَالَ أَتُمِدُّونَنِ بِمَالٍ فَمَا آتَانِيَ اللَّهُ خَيْرٌ مِمَّا آتَاكُمْ [النمل:36].

أي: ما أعطاني الله من أنواع الأموال، ومن أدوات الملك عظمة وقوة وسلطاناً لم يعط لكم منه إلا ما لا يكاد يذكر، فهو خير مما آتاكم، فأنا أعظم شأناً، وأقوى سلطاناً، وأكثر ملكاً لما يحتاج إليه ملوك الأرض. مع ما وهبه الله من بسط الريح وتسخيرها ونقلها له شهراً في الغدو وشهراً في الرواح، وما سخر له من الجن والشياطين والدواب والطير بكل أنواعها.

وقد قال تعالى: وَحُشِرَ لِسُلَيْمَانَ جُنُودُهُ مِنَ الْجِنِّ وَالإِنْسِ وَالطَّيْرِ فَهُمْ يُوزَعُونَ [النمل:17]، فكان ذلك مما لم يخطر ببال ملك، ولا ببال إمبراطور، ولا ببال قيل من أقيال الأرض، فالهدية -مهما عظم شأنها في نظر بلقيس ملكة اليمن- لا تملأ عين سليمان، وهو عبد الله ورسوله المعصوم، الذي أخذ الملك لإعلاء كلمة الله، لا للتعالي به، ولا للتفاخر به، فهو أعظم من ذلك كثيراً.

قال تعالى: فَلَمَّا جَاءَ سُلَيْمَانَ قَالَ أَتُمِدُّونَنِ بِمَالٍ فَمَا آتَانِيَ اللَّهُ خَيْرٌ مِمَّا آتَاكُمْ بَلْ أَنْتُمْ بِهَدِيَّتِكُمْ تَفْرَحُونَ [النمل:36]، فأنتم الذين تفرحون بهداياكم، قدمتموها أو قدمت لكم، فأنتم الذين تفرحون بالذهب والفضة والخيل المسومة والأنعام والحرث، والجواري والغلمان، سواء أقدمتم ذلك أم قدم لكم، أما أنا فلست كذلك على كثرة ما أعطاني الله وأكرمني به.

ارْجِعْ إِلَيْهِمْ فَلَنَأْتِيَنَّهُمْ بِجُنُودٍ لا قِبَلَ لَهُمْ بِهَا وَلَنُخْرِجَنَّهُمْ مِنْهَا أَذِلَّةً وَهُمْ صَاغِرُونَ [النمل:37].

قال الله جل جلاله عن سليمان: ارْجِعْ إِلَيْهِمْ [النمل:37] قال للمرسلين: ارجعوا إليهم، فارجعوا إلى ملكة سبأ وإلى قومها وأقيالها، وإنما جمع الضمير والحديث عن بلقيس لأن شأن الملوك والقادة والرؤساء أن يشركوا معهم مستشاريهم، فيكون عمل الملك وعمل الرئيس بما اتفقوا عليه وتبادلوا الرأي والمشورة فيه، فكان الكلام موجهاً لمن نفذ ولمن خطط وأشار.

قال تعالى: ارْجِعْ إِلَيْهِمْ فَلَنَأْتِيَنَّهُمْ بِجُنُودٍ لا قِبَلَ لَهُمْ بِهَا وَلَنُخْرِجَنَّهُمْ مِنْهَا أَذِلَّةً وَهُمْ صَاغِرُونَ [النمل:37].

انتقل سليمان ليهدد وينذر ويتوعد توعد الملوك، وتوعد الأقوياء، وليهدد تهديد القادة ومن يقدرون على العقاب والبطش.

وقد كان سليمان وداود ملكين نبيين رسولين، فقال سليمان: ارجع إليهم بهديتك، فلا حاجة لي فيها، فليفرحوا هم بها، وليتيهوا بعددها، وأخبرهم أني سأرسل لهم جيشاً لا طاقة لهم به، وسأخرجهم، وأكد ذلك باللام الموطئة للقسم، وبنون التوكيد الثقيلة، أي: لأخرجنهم من بلدتهم، فهددت بنفس ما خافت منه وأنذرت به قومها، حيث قالت: إِنَّ الْمُلُوكَ إِذَا دَخَلُوا قَرْيَةً أَفْسَدُوهَا وَجَعَلُوا أَعِزَّةَ أَهْلِهَا أَذِلَّةً وَكَذَلِكَ يَفْعَلُونَ [النمل:34].

فتوعدهم سليمان بجيشه القوي اللجب من الجن والإنس والطير والدواب، قائلاً: إذا لم تأت صاغرة مستسلمة خاضعة لأمري وسلطاني فسآتي بها مقهورة مجبرة ذليلة، وسأرسل لها جنداً لا طاقة لها بهم ولا بمقاومتهم، ولأخرجنها هي وقومها من أرضهم ودولتهم أذلة لا عزة لهم ولا سلطان ولا مال ولا جاه، فلن يأتوا راكبين الخيول المطهمة، ولا الإبل المرفهة، ولكن سيؤتى بهم في السلاسل، حفاة عراة، وهذا معنى قوله: (أذلة وهم صاغرون) أي: في ذل وهوان، لا يليق بالملوك عندما يكونون مالكين أمر أنفسهم.

وكان الرسل إليها هم رسلها إليه بتلك الهدية العظيمة عندها، فأرجعها لها وردها في وجهها، وبعث ينذرها مع هذا الوفد بأنه إن لم تأت سيبعث لها جيشاً يأتي بها وبقومها أذلاء صاغرين.

ثم بدا لسليمان وفكر تفكيراً آخر يليق بالأنبياء لا بالملوك، ولكنه يقهر الملوك أكثر، ويذل الملوك أكثر، ويعلم الملوك أن ملوك الأنبياء والرسل لهم من القوة والسلطان ما ليس لملوك الأرض، مهما كانوا أكاسرة أو أباطرة، أو ملوكاً عظماء في الأرض، وإذا بسليمان يلتفت إلى كبار قادته: قَالَ يَا أَيُّهَا المَلَأُ أَيُّكُمْ يَأْتِينِي بِعَرْشِهَا قَبْلَ أَنْ يَأْتُونِي مُسْلِمِينَ[النمل:38].

فأراد سليمان هذه المرة أن يأتي بذلك العرش العظيم، الذي طالما تاهت به، وتفاخرت به، وتعاظمت به، وجاء الهدهد يحكي من قصصه وغرائبه وذهبه وزبرجده وأنواع حجارته الكريمة ما لا يكاد يكون مثله عند أحد.

فقال: يَا أَيُّهَا المَلَأُ أيها الأشراف، أيها الأمراء والكبراء من دولتي ومن رعيتي ومن أتباعي: أَيُّكُمْ يَأْتِينِي بِعَرْشِهَا قَبْلَ أَنْ يَأْتُونِي مُسْلِمِينَ وقد توقع بما هددها به أنها لن تقاومه، ولا طاقة لها بمقاومته ومحاربته، وأنها آتية إليه لا محالة، قال المفسرون: وقد علم سليمان ذلك.

فعندما جاء الرسل فقالوا عن سليمان ما قالوا قررت المجيء إليه هي وكبار قومها، وأعظم ما كانت تخاف عليه هو عرشها، ففككته وجعلته في عدة غرف من القصر، وتركت عليه حرساً شديداً، وجعلت نائباً لها في إدارة المملكة، كشأن الملوك عندما يخرجون عن حدود دولتهم وأرضهم، فبلغ الخبر سليمان، فأراد أن يفاجئها بأن تجد عرشها قد سبقها إليه، فقال: يَا أَيُّهَا المَلَأُ أَيُّكُمْ يَأْتِينِي بِعَرْشِهَا قَبْلَ أَنْ يَأْتُونِي مُسْلِمِينَ [النمل:38]، قبل أن يأتوني مستسلمين، خاضعين، أذلاء صاغرين.

فاستجاب له عفريت، قال تعالى: قَالَ عِفْريتٌ مِنَ الْجِنِّ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ تَقُومَ مِنْ مَقَامِكَ وَإِنِّي عَلَيْهِ لَقَوِيٌّ أَمِينٌ [النمل:39].

قوله تعالى: (قال عفريت): أي: شيطان مقتدر بوسائله، كشأن عفاريت الشياطين، أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ تَقُومَ مِنْ مَقَامِكَ [النمل:39]، أي: في ثوان، فالإنسان إذا جلس وقام لا يستغرق قيامه من جلوسه الثواني فضلاً عن الدقائق.

وَإِنِّي عَلَيْهِ لَقَوِيٌّ [النمل:39]، أي: ذو قدرة على أن آتيك به على ثقله وكثرة ذهبه، ثم إني أمين، فلن أخونك في جوهرة ولا زبرجدة ولا لؤلؤة ولا في أي شيء يتعلق به، فسآتيك به بين يديك، مع قوة، وأمانة كاملة في حليه وفي حلله وفي جميع ما عليه دون أن أخونك في شيء.

قَالَ الَّذِي عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنَ الْكِتَابِ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ فَلَمَّا رَآهُ مُسْتَقِرًّا عِنْدَهُ قَالَ هَذَا مِنْ فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ وَمَنْ شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ [النمل:40].

فلم يكتف سليمان بذلك، بل أراد من يأتي به في زمن أقرب، وفي زمن أسرع من هذا الذي قاله العفريت، وإذا بآخر يجيب، كما قال تعالى: قَالَ الَّذِي عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنَ الْكِتَابِ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ [النمل:40].

فما كاد ينتهي من الكلمة حتى أحضره بين يديه، ما كاد يأمر حتى أصبح العرش مستقراً بين يدي سليمان.

فقال سليمان شاكراً لله: هَذَا مِنْ فَضْلِ رَبِّي [النمل:40].

وقد اختلف العلماء في هذا الذي عنده علم من الكتاب اختلافاً كثيراً، فقال الأكثر: إنه جني، وكان يعلم اسم الله الأعظم، وقال البعض: إنه إنسي، وهو كاتب سليمان الخاص، وذكروا له أسماء، وكل ذلك لا معنى له، والحكمة ليست في الأسماء، وتفاصيل القصة لا نجدها إلا في قصص بني إسرائيل وإسرائيلياتهم، والحق ما قاله الله، وما زاده بيان رسول الله صلى الله عليه وسلم.

فاسم الهدهد، واسم النملة، واسم العفريت، كل ذلك زيادات ما أنزل الله بها من سلطان، ولا حاجة إلى هذه التفاصيل، ولذلك لم يذكرها الله، ولم يذكرها رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم، وقد اختلفوا في المراد بالعلم في قوله تعالى: قَالَ الَّذِي عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنَ الْكِتَابِ [النمل:40]، فقال الجمهور: هو اسم الله الأعظم.

وينبغي أن يعلم أن للتفسير أصولاً، وهي أن تفسر الآية بالآية أولاً، فإن لم توجد فبما صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإذا لم يوجد فبما أجمع عليه الصحابة، فإذا لم يوجد فبما جاء في اللغة العربية المنزل بها الكتاب.

فكون ذلك العلم اسم الله الأعظم ليس له مستند، ولا يمكن الاعتماد عليه بغير دليل، والله سمى ذلك علماً فقال: قَالَ الَّذِي عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنَ الْكِتَابِ [النمل:40]، فنسب إليه علماً، وهذا العلم مأخوذ من الكتب المنزلة على الأنبياء، فعلمها هذا الشخص.

والآية ليس فيها ذكر كونه عفريتاً أو إنساناً.

والعلم يعطاه المؤمن ويعطاه الكافر.

وقد قال الحاتمي : كل ما ذكر في القرآن من المعجزات لن تنتهي الدنيا حتى يصبح شيئاً عادياً، فلا يبقى معجزاً، وإنما هو معجز في وقته لمن أرسل إليهم.

فهذا العرش كان في مأرب في اليمن، وكان سليمان في بيت المقدس، والمسافة بين بيت المقدس وبين مأرب آلاف من الكيلو مترات.

ونحن نرى اليوم كفاراً وملاحدة استعملوا الصواريخ التي وصلت إلى أعلى الفضاء، والصاروخ يقطع في الثانية الواحدة الآلاف من الكيلو مترات، وهم لم يؤمنوا بالله يوماً، وبعضهم ملحد لا يؤمن برب ولا بنبي، والبعض يؤمن بعيسى ويؤمن بـمريم، فهو مشرك بالله يعبد مع الله البشر والخلق والناس، ويعتقد الإلهية في الإنسان، ولا يعرف الله كما يعرفه المسلم، وهو أنه المنزه عن كل نقص، المتصف بكل كمال، القادر على كل شيء، فقد تصوروا ربهم قد تكيف في صورة رجل، ونزل إلى الأرض، وصلبه اليهود في زعمهم ليكفر عن سيئات خلقه، فكان ما يسمى عندهم بالصلب والفداء، حيث فداهم بما فعل بنفسه.

فزعم هذا اليهود واستمسكوا به، وزعمه النصارى واستمسكوا به، فكانوا جميعاً بين مغضوب عليه وضال، ومن هنا ركب الجنون اليهود، حيث قالوا: قدرنا على الرب والإله فصلبناه، وأذللنا النصارى، وما أذلوا إلا أنفسهم، فما النصارى إلا جزء من بني إسرائيل، فعيسى خاتم أنبياء بني إسرائيل، وهو لم يرسل إلا إلى بني إسرائيل.

فالله تعالى يقول عن ذلك الذي عنده علم من الكتاب: أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ [النمل:40] الطرف: الأجفان، أي: قبل أن تحرك طرفك وتنظر أمامك أو خلفك أكون قد أحضرت العرش لك، وفعل هذا، فإذا به يجده بين يديه، قبل أن يرد الكلمة بعد.

فالإتيان بالعرش أو بشيء من صنعاء إلى بيت المقدس لا يعتبر اليوم معجزة ولا يعتبر شيئاً عظيماً، فكل ما ذكر في القرآن أنه معجزة لا تنتهي الأيام حتى يصبح شيئاً عادياً.

فهذا العلم قد يكون هو العلم الذي بين أيدينا من كتاب الله، وقد يكون علماً لدنياً كالعلم الذي أكرم الله به الخضر صاحب موسى، وكالعلم الذي أكرم الله به خاتم الأنبياء محمداً صلى الله عليه وسلم، وهو الأمي الذي لا يقرأ ولا يكتب، وكان سيد العلماء وإمام العارفين، علم ما لم يعلمه أحد في الخلق، ولا يعلم ما يعلمه هو إلا الله، وكل ذلك من علم الله، وكل ذلك من فضل الله.

ويبقى أن نقول: هذا علم لا نستطيع أن نقطع بأنه كان اسم الله الأعظم، على أن أقواماً قالوا أغرب من ذلك، قالوا: كان سليمان نفسه قد جاء إليه هذا الرجل وقال له: يا نبي الله! من أكرم منك؟! ومن أشرف منك؟! فإذاً أنت الذي تستطيع ذلك، فمد يديك واضرع إليه وقل: (يا رب) فسيستجيب لك. فدعا فاستجاب الله له فجاء العرش، ولكن سياق الآية لا يدل على هذا بحال.

فعندما عرض ذلك العفريت على سليمان أن يأتي به قبل أن يقوم من مقامه، التفت إلى الحاضرين وقال: أريد زمناً أقرب من ذلك، وأسرع من ذلك، قال تعالى: قَالَ الَّذِي عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنَ الْكِتَابِ [النمل:40]، فوصفه بأن عنده علم من الكتاب، ولا شك في أن هذا لا يكون إلا في كتاب من كتب الله، وفي وحي من وحي الله.

معنى قوله تعالى: (فلما رآه مستقراً عنده قال هذا من فضل ربي ...)

فذهب هذا الذي عنده علم من الكتاب ففتح تلك الغرف بمغالقها، وأعاد تركيب العرش قطعة قطعة، وأعاد إليه جواهره ولآلئه، إلى أن أتى به على شكله كما تجلس عليه بلقيس ووضعه بين يديه، وإذا بسليمان يريد أن يفاجئ بلقيس بما لا يخطر لها على بال، ويفاجئ قومها، فأمر الجن بأن يبنوا له قصراً من الزجاج تتخلله المياه، وأن تخلط المياه بأنواع الحيتان والأحياء البحرية، فأتموا ذلك خلال أيام، فقال: قَالَ هَذَا مِنْ فَضْلِ رَبِّي [النمل:40] فقام شاكراً لله على أنعمه، حامداً لله على ما أكرمه به، ثم قال: لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ [النمل:40]، فنبي الله لا يطغيه جاه ولا مال، فقوله: (ليبلوني) أي: ليختبرني، وليفتنني، هل سأشكر النعم أم سأكفرها وأجحدها؟!

وهذه القصة تلقى على أتباع النبي في أيامه عليه الصلاة والسلام، وعلى من بقي على كفره، فالله يصنع ما يشاء.

وقد كان نبينا صلى الله عليه وسلم أقدر من سليمان وأقوى من سليمان، وكانت مملكته ودولته تعم العالم كله.

أما سليمان فلم يكن إلا نبياً من أنبياء بني إسرائيل، ونبينا أرسل إلى الأبيض والأسود، وإلى العربي والعجمي، وبقيت رسالته إلى يوم القيامة، وقد قال عليه الصلاة والسلام: (لو كان موسى حياً لما وسعه إلا أن يتبعني)، ولم يكن هذا لسليمان.

وانتهت نبوءة سليمان بموته، كما انتهت نبوءات من مضى بموتهم، وأصبحوا أعلاماً في التاريخ، ولو لم يذكرهم الله في كتابه لما علمنا عنهم ولما قبلنا الكلام عنهم من بني إسرائيل، ولعددناهم كبقية قصص بني إسرائيل، ولكن الله كرمهم وذكرهم في كتابه الخاتم القرآن الكريم، فآمنا بهم، ولكن رسالاتهم ونبوءاتهم انتهت ونسخت، فلم تبق إلا الرسالة المحمدية، فختمت الرسالات السابقة والنبوءات السابقة ولم تأت بعدها نبوءة ولا رسالة قط، ومن زعم الإيمان بنبي جديد كان كاذباً كافراً، كما زعم ذلك كذبة قديماً وحديثاً، وآخر هؤلاء الكذبة الخبيث القادياني العميل الإنجليزي، المجرم الخائن المرتد هو وجميع أتباعه.

يقول تعالى عن سليمان: لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ وَمَنْ شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ [النمل:40]، فالله غني عن الخلق وعن إيمانهم، كما في الحديث القدسي: (يا عبادي! لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم كانوا على أتقى قلب رجل واحد ما زاد ذلك في ملكي شيئاً، يا عبادي! لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم كانوا على أفجر قلب رجل واحد ما نقص ذلك من ملكي شيئاً ...).

فسليمان يقول كما حكى جل وعلا ذلك عنه: وَمَنْ شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ [النمل:40]، أي: هو الذي أكرم نفسه، وهو الذي جدد شكره وحمده، وهو الذي عبد الله بشكره وحمده والثناء عليه، فالله تعالى هو كما أثنى على نفسه، لا نحصي ثناءً عليه جل جلاله.

قال تعالى عن سليمان: وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ [النمل:40]، فمن كفر وجحد النعمة فالله غني عن شكره، وغني عن حمده، وغني عن ثنائه، فمن شكر فقد شكر لنفسه، وقدم الخير والثناء لنفسه، ومن كفر فإنما يكفر لنفسه، فهذا له الجنة، وذاك له النار واللعنة والخلود في جهنم.

فذهب هذا الذي عنده علم من الكتاب ففتح تلك الغرف بمغالقها، وأعاد تركيب العرش قطعة قطعة، وأعاد إليه جواهره ولآلئه، إلى أن أتى به على شكله كما تجلس عليه بلقيس ووضعه بين يديه، وإذا بسليمان يريد أن يفاجئ بلقيس بما لا يخطر لها على بال، ويفاجئ قومها، فأمر الجن بأن يبنوا له قصراً من الزجاج تتخلله المياه، وأن تخلط المياه بأنواع الحيتان والأحياء البحرية، فأتموا ذلك خلال أيام، فقال: قَالَ هَذَا مِنْ فَضْلِ رَبِّي [النمل:40] فقام شاكراً لله على أنعمه، حامداً لله على ما أكرمه به، ثم قال: لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ [النمل:40]، فنبي الله لا يطغيه جاه ولا مال، فقوله: (ليبلوني) أي: ليختبرني، وليفتنني، هل سأشكر النعم أم سأكفرها وأجحدها؟!

وهذه القصة تلقى على أتباع النبي في أيامه عليه الصلاة والسلام، وعلى من بقي على كفره، فالله يصنع ما يشاء.

وقد كان نبينا صلى الله عليه وسلم أقدر من سليمان وأقوى من سليمان، وكانت مملكته ودولته تعم العالم كله.

أما سليمان فلم يكن إلا نبياً من أنبياء بني إسرائيل، ونبينا أرسل إلى الأبيض والأسود، وإلى العربي والعجمي، وبقيت رسالته إلى يوم القيامة، وقد قال عليه الصلاة والسلام: (لو كان موسى حياً لما وسعه إلا أن يتبعني)، ولم يكن هذا لسليمان.

وانتهت نبوءة سليمان بموته، كما انتهت نبوءات من مضى بموتهم، وأصبحوا أعلاماً في التاريخ، ولو لم يذكرهم الله في كتابه لما علمنا عنهم ولما قبلنا الكلام عنهم من بني إسرائيل، ولعددناهم كبقية قصص بني إسرائيل، ولكن الله كرمهم وذكرهم في كتابه الخاتم القرآن الكريم، فآمنا بهم، ولكن رسالاتهم ونبوءاتهم انتهت ونسخت، فلم تبق إلا الرسالة المحمدية، فختمت الرسالات السابقة والنبوءات السابقة ولم تأت بعدها نبوءة ولا رسالة قط، ومن زعم الإيمان بنبي جديد كان كاذباً كافراً، كما زعم ذلك كذبة قديماً وحديثاً، وآخر هؤلاء الكذبة الخبيث القادياني العميل الإنجليزي، المجرم الخائن المرتد هو وجميع أتباعه.

يقول تعالى عن سليمان: لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ وَمَنْ شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ [النمل:40]، فالله غني عن الخلق وعن إيمانهم، كما في الحديث القدسي: (يا عبادي! لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم كانوا على أتقى قلب رجل واحد ما زاد ذلك في ملكي شيئاً، يا عبادي! لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم كانوا على أفجر قلب رجل واحد ما نقص ذلك من ملكي شيئاً ...).

فسليمان يقول كما حكى جل وعلا ذلك عنه: وَمَنْ شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ [النمل:40]، أي: هو الذي أكرم نفسه، وهو الذي جدد شكره وحمده، وهو الذي عبد الله بشكره وحمده والثناء عليه، فالله تعالى هو كما أثنى على نفسه، لا نحصي ثناءً عليه جل جلاله.

قال تعالى عن سليمان: وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ [النمل:40]، فمن كفر وجحد النعمة فالله غني عن شكره، وغني عن حمده، وغني عن ثنائه، فمن شكر فقد شكر لنفسه، وقدم الخير والثناء لنفسه، ومن كفر فإنما يكفر لنفسه، فهذا له الجنة، وذاك له النار واللعنة والخلود في جهنم.

ثم قال تعالى عن سليمان: قَالَ نَكِّرُوا لَهَا عَرْشَهَا نَنظُرْ أَتَهْتَدِي أَمْ تَكُونُ مِنَ الَّذِينَ لا يَهْتَدُونَ [النمل:41].

لقد أتي بالعرش، والأيام تمضي، وبلقيس آتية، وجندها معها، ونفسها تحدثها عما سيكون، ولا شك في أنه خطر ببالها الكثير، أما أن تجد عرشها قد سبقها فلن يخطر لها هذا على بال.

فقال سليمان: نَكِّرُوا لَهَا عَرْشَهَا [النمل:41] أي: غيروه وبدلوه، وزيدوا فيه وانقصوا منه حتى يصبح كأنه ليس عرشها، فتستنكر شكله.

ففعلوا، فسودوا ما كان أخضر، وخضروا ما كان أسود، وحمروا ما كان أبيض، وبيضوا ما كان أحمر، ونقلوا الجواهر من جهة ووضعوها في جهة، وهكذا إلى أن أصبح عرشاً غير عرشها الذي يعرف.

قال تعالى عنه: نَنظُرْ أَتَهْتَدِي أَمْ تَكُونُ مِنَ الَّذِينَ لا يَهْتَدُونَ [النمل:41]، أي: هل تهتدي لهذا التنكير؟! وهل تنتبه لكون العرش عرشها، فأراد سليمان امتحانها كما يمتحن الأستاذ التلميذ، فنجحت وفهمت وأدركت وأجابت القوم بجواب حكيم، وكأنها شعرت به أنه عرشها، ثم أدركت أن عرشها ليس له نظير في الأرض، ولا عند سليمان، وكان الأمر كذلك.

فَلَمَّا جَاءَتْ قِيلَ أَهَكَذَا عَرْشُكِ قَالَتْ كَأَنَّهُ هُوَ وَأُوتِينَا الْعِلْمَ مِنْ قَبْلِهَا وَكُنَّا مُسْلِمِينَ [النمل:42].

فجاءت بلقيس وقد نكر العرش وغير وبدل، فزيد فيه ونقص، قال تعالى: فَلَمَّا جَاءَتْ قِيلَ أَهَكَذَا عَرْشُكِ قَالَتْ كَأَنَّهُ هُوَ وَأُوتِينَا الْعِلْمَ مِنْ قَبْلِهَا وَكُنَّا مُسْلِمِينَ [النمل:42].

فجاءت بلقيس ، فأدخلوها المكان الذي فيه عرشها، فقيل لها: يا بلقيس ! أهكذا عرشك؟! قَالَتْ كَأَنَّهُ هُوَ [النمل:42]، ما استطاعت أن تقول: هو؛ لأن هذا لا يخطر لها ببال، فما الذي أخذه من هناك وأتى به بهذه السرعة؟! وما الذي فتح المغاليق والغرف؟! ومن الذي جمعه بعد أن تركته قطعاً صغيرة؟! وكيف أخذوه من الحرس وهم مسلحون أقوياء أشداء في حراسته ليلاً ونهاراً؟! ولكنها مع ذلك كانت تعرف ملك سليمان العظيم، فقد يكون هو، فقالت: كَأَنَّهُ هُوَ [النمل:42] فلم تقل: ليس هو، ولم تقل: إنه هو بالقطع.

فقال سليمان يشكر الله، ويعترف بإحسانه: وَأُوتِينَا الْعِلْمَ مِنْ قَبْلِهَا وَكُنَّا مُسْلِمِينَ [النمل:42] أي: أعطانا الله من العلم والمعرفة بالملك والحضارة وصنع العروش، وكنا مسلمين زيادة على العلم الذي سبقناها به، وكانت هي مشركة تعبد الشمس، فما الذي حدث لها؟ ولماذا لم تكن موحدة؟

قال تعالى: وَصَدَّهَا مَا كَانَتْ تَعْبُدُ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنَّهَا كَانَتْ مِنْ قَوْمٍ كَافِرِينَ [النمل:43].

فالذي صدها عن التوحيد، وعن الإيمان بالله، وعن الإسلام أنها نشأت في قوم كفرة مشركين يعبدون الشمس ولا يعبدون الله، فكان ذلك الذي صدها ودفعها وأبعدها عن الإيمان، وأبعدها عن التوحيد، فظنت الناس جميعاً مشركين عبدة للشمس وللأوثان ولخلق الله دون الله.




استمع المزيد من الشيخ محمد المنتصر بالله الكتاني - عنوان الحلقة اسٌتمع
تفسير سورة النمل [6-12] 2153 استماع
تفسير سورة النمل [13-17] 2009 استماع
تفسير سورة النمل [45-53] 2005 استماع
تفسير سورة النمل [82-87] 1846 استماع
تفسير سورة النمل [65-75] 1678 استماع
تفسير سورة النمل [88-93] 1678 استماع
تفسير سورة النمل [54-61] 1660 استماع
تفسير سورة النمل [28-33] 1565 استماع
تفسير سورة النمل [76-81] 1554 استماع
تفسير سورة النمل [62-64] 1508 استماع