كتاب الديات


الحلقة مفرغة

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

اللهم اغفر لنا ولشيخنا وعلمنا ما ينفعنا، وانفعنا بما علمتنا يا أرحم الراحمين.

أما بعد: فبأسانيدكم إلى الإمام أبي داود رحمنا الله تعالى وإياه.

قال المصنف رحمه الله تعالى: [بسم الله الرحمن الرحيم، أول كتاب الديات.

حدثنا محمد بن العلاء قال: حدثنا عبيد الله يعني: ابن موسى عن علي بن صالح عن سماك بن حرب عن عكرمة عن ابن عباس قال: ( كان قريظة والنضير وكان النضير أشرف من قريظة, فكان إذا قتل رجل من قريظة رجلاً من النضير قتل به, وإذا قتل رجل من النضير رجلاً من قريظة فودي بمائة وسق من تمر, فلما بعث النبي صلى الله عليه وسلم قتل رجل من النضير رجلاً من قريظة, فقالوا: ادفعوه إلينا نقتله، فقالوا: بيننا وبينكم النبي صلى الله عليه وسلم فأتوه فنزلت: وَإِنْ حَكَمْتَ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِالْقِسْطِ [المائدة:42], والقسط: النفس بالنفس, ثم نزلت: أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ [المائدة:50] )].

قال المصنف رحمه الله تعالى: [حدثنا موسى بن إسماعيل قال: حدثنا حماد قال: أخبرنا محمد بن إسحاق عن الحارث بن فضيل عن سفيان بن أبي العوجاء عن أبي شريح الخزاعي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( من أصيب بقتل أو خبل فإنه يختار إحدى ثلاث: إما أن يقتص, وإما أن يعفو, وإما أن يأخذ الدية, فإن أراد الرابعة فخذوا على يديه, ومن اعتدى بعد ذلك فله عذاب أليم ).

حدثنا موسى بن إسماعيل قال: حدثنا عبد الله بن بكر بن عبد الله المزني عن عطاء بن أبي ميمونة عن أنس بن مالك قال: ( ما رأيت النبي صلى الله عليه وسلم رفع إليه شيء فيه قصاص إلا أمر فيه بالعفو ).

حدثنا عثمان بن أبي شيبة قال: أخبرنا أبو معاوية قال: حدثنا الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة قال: ( قتل رجل على عهد النبي صلى الله عليه وسلم فرفع ذلك إلى النبي صلى الله عليه وسلم, فدفعه إلى ولي المقتول, فقال القاتل: يا رسول الله, والله ما أردت قتله, قال: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم للولي: أما إنه إن كان صادقاً ثم قتلته دخلت النار, قال: فخلى سبيله, قال: وكان مكتوفاً بنسعة فخرج يجر نسعته, فسمي: ذا النسعة ).

حدثنا عبيد الله بن عمر بن ميسرة قال: حدثنا يحيى بن سعيد عن عوف قال: حدثنا حمزة أبو عمر العائذي قال: حدثنا علقمة بن وائل قال: حدثني وائل بن حجر قال: ( كنت عند النبي صلى الله عليه وسلم إذ جيء برجل قاتل في عنقه النسعة, قال: فدعا ولي المقتول فقال: أتعفو؟ قال: لا, قال: أفتأخذ الدية؟ قال: لا, قال: أفتقتل؟ قال: نعم, قال: اذهب به, فلما ولى, قال: أتعفو؟ قال: لا, قال: أفتأخذ الدية؟ قال: لا, قال: أفتقتل؟ قال: نعم, قال: اذهب به فلما كان في الرابعة, قال: أما إنك إن عفوت عنه فإنه يبوء بإثمه وإثم صاحبه, قال: فعفا عنه, قال: فأنا رأيته يجر النسعة ).

حدثنا عبيد الله بن عمر قال: حدثنا يحيى بن سعيد قال: حدثني جامع بن مطر قال: حدثني علقمة بن وائل بإسناده ومعناه.

حدثنا محمد بن عوف الطائي قال: حدثنا عبد القدوس بن الحجاج قال: حدثنا يزيد بن عطاء الواسطي عن سماك عن علقمة بن وائل عن أبيه قال: ( جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم بحبشي فقال: إن هذا قتل ابن أخي, قال: كيف قتلته؟ قال: ضربت رأسه بالفأس ولم أرد قتله, قال: هل لك مال تؤدي ديته؟ قال: لا, قال: أفرأيت إن أرسلتك تسأل الناس تجمع ديته؟ قال: لا, قال: فمواليك يعطونك ديته؟ قال: لا, قال للرجل: خذه, فخرج به ليقتله, فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أما إنه إن قتله كان مثله, فبلغ به الرجل حيث يسمع قوله, فقال: هو ذا فمر فيه ما شئت, فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أرسله يبوء بإثم صاحبه وإثمه فيكون من أصحاب النار, قال: فأرسله ).

حدثنا موسى بن إسماعيل قال: حدثنا حماد قال: حدثنا محمد بن إسحاق فحدثني محمد بن جعفر بن الزبير قال: سمعت زياد بن ضميرة الضمري وأخبرنا وهب بن بيان وأحمد بن سعيد الهمداني قالا: حدثنا ابن وهب قال: أخبرني عبد الرحمن بن أبي الزناد عن عبد الرحمن بن الحارث عن محمد بن جعفر أنه سمع زياد بن سعد بن ضميرة السلمي وهذا حديث وهب وهو أتم, يحدث عن عروة بن الزبير عن أبيه قال موسى: وجده, ( وكانا شهدا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حنيناً ثم رجعت إلى حديث وهب؛ أن محلم بن جثامة الليثي قتل رجلاً من أشجع في الإسلام, وذلك أول غير قضى به رسول الله صلى الله عليه وسلم, فتكلم عيينة في قتل الأشجعي لأنه من غطفان, وتكلم الأقرع بن حابس دون محلم لأنه من خندف, فارتفعت الأصوات وكثرت الخصومة واللغط, فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا عيينة ألا تقبل الغير؟ فقال عيينة: لا والله حتى أدخل على نسائه من الحرب والحزن ما أدخل على نسائي, قال: ثم ارتفعت الأصوات وكثرت الخصومة واللغط, فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا عيينة ألا تقبل الغير؟ فقال عيينة مثل ذلك أيضاً إلى أن قام رجل من بني ليث, يقال له: مكيتل, عليه شكة وفي يده درقة, فقال: يا رسول الله, إني لم أجد لما فعل هذا في غرة الإسلام مثلاً إلا غنماً وردت فرمي أولها فنفر آخرها, اسنن اليوم وغيره غداً, فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: خمسون في فورنا هذا وخمسون إذا رجعنا إلى المدينة, وذلك في بعض أسفاره, ومحلم رجل طويل آدم وهو في طرف الناس, فلم يزالوا حتى تخلص فجلس بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم وعيناه تدمعان فقال: يا رسول الله, إني قد فعلت الذي بلغك، وإني أتوب إلى الله عز وجل فاستغفر الله لي يا رسول الله, فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أقتلته بسلاحك في غرة الإسلام, اللهم لا تغفر لـمحلم, بصوت عال, زاد أبو سلمة: فقام وإنه ليتلقى دموعه بطرف ردائه, فقال ابن إسحاق: فزعم قومه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم استغفر له بعد ذلك )].

قال المصنف رحمه الله تعالى: [حدثنا مسدد بن مسرهد قال: حدثنا يحيى بن سعيد قال: حدثنا ابن أبي ذئب قال: حدثني سعيد بن أبي سعيد قال: سمعت أبا شريح الكعبي يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( ألا إنكم يا معشر خزاعة قتلتم هذا القتيل من هذيل وإني عاقله, فمن قتل له بعد مقالتي هذه قتيل فأهله بين خيرتين: أن يأخذوا العقل أو يقتلوا ).

حدثنا عباس بن الوليد قال: أخبرني أبي قال: حدثنا الأوزاعي قال: حدثني يحيى، ح وحدثنا أحمد بن إبراهيم قال: حدثني أبو داود قال: حدثنا حرب بن شداد قال: حدثنا يحيى بن أبي كثير قال: حدثني أبو سلمة بن عبد الرحمن قال: حدثنا أبو هريرة قال: ( لما فتحت مكة قام رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: من قتل له قتيل فهو بخير النظرين: إما أن يودى، وإما أن يقاد, فقام رجل من أهل اليمن يقال له: أبو شاه فقال: يا رسول الله, اكتب لي, قال العباس: اكتبوا لي, فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اكتبوا لـأبي شاه ), وهذا لفظ حديث أحمد.

قال أبو داود: اكتبوا لي يعني: خطبة النبي صلى الله عليه وسلم].

قال المصنف رحمه الله تعالى: [حدثنا موسى بن إسماعيل قال: حدثنا حماد قال: أخبرنا مطر الوراق وأحسبه عن الحسن عن جابر بن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( لا أعفي من قتل بعد أخذه الدية )].

قال المصنف رحمه الله تعالى: [حدثنا يحيى بن حبيب بن عربي قال: حدثنا خالد بن الحارث قال: حدثنا شعبة عن هشام بن زيد عن أنس بن مالك ( أن امرأة يهودية أتت رسول الله صلى الله عليه وسلم بشاة مسمومة, فأكل منها فجيء بها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فسألها عن ذلك, فقالت: أردت لأقتلك, فقال: ما كان الله ليسلطك على ذلك, أو قال: علي, قال: فقالوا: ألا نقتلها؟ قال: لا, فما زلت أعرفها في لهوات رسول الله صلى الله عليه وسلم ).

حدثنا داود بن رشيد قال: حدثنا عباد بن العوام، ح وحدثنا هارون بن عبد الله قال: حدثنا سعيد بن سليمان قال: حدثنا عباد بن العوام عن سفيان بن حسين عن الزهري عن سعيد وأبي سلمة قال هارون: عن أبي هريرة ( أن امرأة من اليهود أهدت إلى النبي صلى الله عليه وسلم: شاة مسمومة, قال: فما عرض لها النبي صلى الله عليه وسلم ).

حدثنا وهب بن بقية عن خالد عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة ( أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أهدت له يهودية بخيبر شاة مصلية، نحو حديث جابر, قال: فمات بشر بن البراء بن معرور, فأرسل إلى اليهودية ما حملك على الذي صنعت؟ ), فذكر نحو حديث جابر ( فأمر بها رسول الله صلى الله عليه وسلم فقتلت, ولم يذكر أمر الحجامة ).

حدثنا سليمان بن داود المهري قال: حدثنا ابن وهب قال: أخبرني يونس عن ابن شهاب قال: كان جابر بن عبد الله يحدث ( أن يهودية من أهل خيبر سمت شاة مصلية, ثم أهدتها لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم الذراع فأكل منها, وأكل رهط من أصحابه معه, ثم قال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم: ارفعوا أيديكم، وأرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى اليهودية فدعاها, فقال: أسممت هذه الشاة, قالت اليهودية: من أخبرك؟ قال: أخبرتني هذه في يدي, الذراع, قالت: نعم, قال: فما أردت إلى ذلك؟ قالت: قلت: إن كان نبياً فلن يضره، وإن لم يكن نبياً استرحنا منه, فعفا عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يعاقبها, وتوفي بعض أصحابه الذين أكلوا من الشاة, واحتجم رسول الله صلى الله عليه وسلم على كاهله من أجل الذي أكل من الشاة, حجمه أبو هند بالقرن والشفرة، وهو مولى لبني بياضة من الأنصار ).

قال أبو داود: هذه اليهودية أخت مرحب الذي قتله محمد بن مسلمة التي سمت الشاة].

قال المصنف رحمه الله تعالى: [حدثنا علي بن الجعد قال: حدثنا شعبة قال: حدثنا موسى بن إسماعيل قال: حدثنا حماد عن قتادة عن الحسن عن سمرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( من قتل عبده قتلناه, ومن جدع عبده جدعناه ) ].

وهذا الحديث منقطع, الحسن لم يسمع من سمرة, قال الإمام أحمد رحمه الله: أخشى أن الحسن لم يسمع من سمرة.

قال المصنف رحمه الله تعالى: [ حدثنا ابن المثنى قال: حدثنا معاذ بن هشام قال: حدثنا أبي عن قتادة بإسناده مثله, قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( من خصى عبده خصيناه ), ثم ذكر مثل حديث شعبة و حماد.

قال أبو داود: ورواه أبو داود الطيالسي عن هشام مثل حديث معاذ.

حدثنا الحسن بن علي قال: حدثنا سعيد بن عامر عن ابن أبي عروبة عن قتادة بإسناد شعبة مثله, زاد: ( ثم إن الحسن نسي هذا الحديث فكان يقول: لا يقتل حر بعبد ).

حدثنا محمد يعني: ابن إبراهيم قال: حدثنا هشام عن قتادة عن الحسن قال: ( لا يقاد الحر بالعبد ).

حدثنا محمد بن الحسن بن تسنيم العتكي قال: حدثنا محمد بن بكر قال: أخبرنا سوار أبو حمزة قال: حدثنا عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال: ( جاء رجل مستصرخ إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: جارية له يا رسول الله, فقال: ويحك! ما لك؟ قال: شراً, أبصر لسيده جارية فغار فجب مذاكيره, فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: علي بالرجل, فطلب فلم يقدر عليه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اذهب فأنت حر, فقال: يا رسول الله, على من نصرتي؟ قال: على كل مؤمن أو قال: كل مسلم )].

قال المصنف رحمه الله تعالى: [حدثنا عبيد الله بن عمر بن ميسرة و محمد بن عبيد المعنى قالا: حدثنا حماد بن زيد عن يحيى بن سعيد عن بشير بن يسار عن سهل بن أبي حثمة ورافع بن خديج ( أن محيصة بن مسعود و عبد الله بن سهل انطلقا قبل خيبر فتفرقا في النخل, فقتل عبد الله بن سهل فاتهموا اليهود, فجاء أخوه عبد الرحمن بن سهل وابنا عمه حويصة و محيصة فأتوا النبي صلى الله عليه وسلم فتكلم عبد الرحمن في أمر أخيه وهو أصغرهم, فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: الكبر الكبر, أو قال: ليبدأ الأكبر, فتكلما في أمر صاحبهما فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يقسم خمسون منكم على رجل منهم فيدفع برمته, قالوا: أمر لم نشهده كيف نحلف؟ قال: فتبرئكم يهود بأيمان خمسين منهم, قالوا: يا رسول الله! قوم كفار, قال: فوداه رسول الله صلى الله عليه وسلم من قبله, قال سهل: دخلت مربداً لهم يوماً فركضتني ناقة من تلك الإبل ركضة برجلها ) هذا أو نحوه.

قال أبو داود: رواه بشر بن المفضل ومالك عن يحيى بن سعيد قال فيه: ( قال: أتحلفون خمسين يميناً وتستحقون دم صاحبكم, ولم يذكر بشر دماً, وقال عبدة عن يحيى كما قال حماد ؛ ورواه ابن عيينة عن يحيى فبدأ بقوله: تبرئكم يهود بخمسين يميناً تحلفون ), ولم يذكر الاستحقاق.

وهذا وهم من ابن عيينة.

حدثنا أحمد بن عمرو بن السرح قال: أخبرنا ابن وهب قال: أخبرني مالك عن أبي ليلى بن عبد الله بن عبد الرحمن بن سهل عن سهل بن أبي حثمة ( أنه أخبره هو ورجال من كبراء قومه أن عبد الله بن سهل و محيصة خرجا إلى خيبر من جهد أصابهم، فأتي محيصة فأخبر أن عبد الله بن سهل قتل وطرح في فقير أو عين, فأتى يهود فقال: أنتم والله قتلتموه قالوا: والله ما قتلناه, فأقبل حتى قدم على قومه فذكر لهم ذلك, ثم أقبل هو وأخوه حويصة وهو أكبر منه, وعبد الرحمن بن سهل, فذهب محيصة ليتكلم وهو الذي كان بخيبر, فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: كبر كبر, يريد السن, فتكلم حويصة ثم تكلم محيصة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إما أن يدوا صاحبكم، وإما أن يؤذنوا بحرب, فكتب إليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بذلك, فكتبوا: إنا والله ما قتلناه, فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لـحويصة ومحيصة وعبد الرحمن: أتحلفون وتستحقون دم صاحبكم؟ قالوا: لا, قال: فتحلف لكم يهود, قالوا: ليسوا بمسلمين, فوداه رسول الله صلى الله عليه وسلم من عنده, فبعث إليهم مائة ناقة حتى أدخلت عليهم الدار, قال سهل: لقد ركضتني منها ناقة حمراء ) ].

وفي هذا أنه يقدم الأكبر من الإخوة في الكلام, وفي الدخول وفي المجلس إجلالاً وتعظيماً ولو كان السن الفارق يسيراً.

قال المصنف رحمه الله تعالى: [ حدثنا محمود بن خالد وكثير بن عبيد قالا: وحدثنا محمد بن الصباح بن سفيان قال: أخبرنا الوليد عن أبي عمرو وهو: ابن عمرو عن عمرو بن شعيب عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ( أنه قتل بالقسامة رجلاً من بني نصر بن مالك ببحرة الرغاء على شط لية البحرة, فقال: القاتل والمقتول منهم ), هذا لفظ محمد ( ببحرة ), أقامه محمود وحده. قال بعضهم بنحوه ].

قال المصنف رحمه الله تعالى: [ باب في ترك القود بالقسامة.

حدثنا الحسن بن محمد بن الصباح الزعفراني قال: حدثنا أبو نعيم قال: حدثنا سعيد بن عبيد الطائي عن بشير بن يسار زعم أن رجلاً من الأنصار يقال له سهل بن أبي حثمة أخبره أن نفراً من قومه انطلقوا إلى خيبر، فتفرقوا فيها، فوجدوا أحدهم قتيلاً، فقالوا للذين وجدوه عندهم: قتلتم صاحبنا، فقالوا: ما قتلناه، ولا علمنا قاتلاً، فانطلقنا إلى نبي الله صلى الله عليه وسلم، فقال لهم: ( تأتوني بالبينة على من قتل هذا. قالوا: ما لنا بينة، قال: فيحلفون لكم، قالوا: لا نرضى بأيمان اليهود، فكره نبي الله صلى الله عليه وسلم أن يبطل دمه، فوداه مائة من إبل الصدقة ).

حدثنا الحسن بن علي بن راشد قال: أخبرنا هشيم عن أبي حيان التيمي قال: حدثنا عباية بن رفاعة عن رافع بن خديج قال: ( أصبح رجل من الأنصار مقتولاً بخيبر، فانطلق أولياؤه إلى النبي صلى الله عليه وسلم فذكروا ذلك له، فقال: لكم شاهدان يشهدان على قتل صاحبكم؟ قالوا: يا رسول الله! لم يكن ثم أحد من المسلمين، وإنما هم يهود وقد يجترئون على أعظم من هذا، قال: فاختاروا منهم خمسين فاستحلفوهم، فأبوا، فوداه النبي صلى الله عليه وسلم من عنده ).

حدثنا عبد العزيز بن يحيى الحراني قال: حدثني محمد يعني ابن سلمة عن محمد بن إسحاق عن محمد بن إبراهيم بن الحارث عن عبد الرحمن بن بجيد قال: إن سهلاً والله أوهم الحديث، ( إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كتب إلى يهود أنه قد وجد بين أظهركم قتيل فدوه، فكتبوا يحلفون بالله خمسين يميناً ما قتلناه ولا علمنا قاتلاً، قال: فوداه رسول الله صلى الله عليه وسلم من عنده بمائة ناقة ).

حدثنا الحسن بن علي قال: حدثنا عبد الرزاق قال: أخبرنا معمر عن الزهري عن أبي سلمة بن عبد الرحمن و سليمان بن يسار عن رجال من الأنصار: ( أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لليهود وبدأ بهم، أيحلف منكم خمسون رجلاً؟ فأبوا، فقال للأنصار: استحقوا. قالوا: نحلف على الغيب يا رسول الله؟! فجعلها رسول الله صلى الله عليه وسلم دية على يهود؛ لأنه وجد بين أظهرهم )].

قال المصنف رحمه الله تعالى: [حدثنا محمد بن كثير قال: أخبرنا همام عن قتادة عن أنس: ( أن جارية وجدت قد رض رأسها بين حجرين، فقيل لها: من فعل بك هذا؟ أفلان؟ أفلان؟ حتى سمي اليهودي، فأومت برأسها، فأخذ اليهودي فاعترف، فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يرض رأسه بالحجارة ).

حدثنا أحمد بن صالح قال: حدثنا عبد الرزاق قال: أخبرنا معمر عن أيوب عن أبي قلابة عن أنس: ( أن يهودياً قتل جارية من الأنصار على حلي لها، ثم ألقاها في قليب، ورضخ رأسها بالحجارة، فأخذ، فأتي به النبي صلى الله عليه وسلم، فأمر به أن يرجم حتى يموت، فرجم حتى مات ) قال أبو داود: رواه ابن جريج عن أيوب نحوه.

حدثنا عثمان بن أبي شيبة قال: حدثنا ابن إدريس عن شعبة عن هشام بن زيد عن جده أنس: ( أن جارية كان عليها أوضاح لها فرضخ رأسها يهودي بحجر، فدخل عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم وبها رمق، فقال لها: من قتلك فلان؟ قتلك فلان؟ فقالت: لا، برأسها، قال: من قتلك؟ فلان قتلك؟ قالت: لا، برأسها، قال: فلان قتلك؟ قالت: نعم، برأسها، فأمر به رسول الله صلى الله عليه وسلم فقتل بين حجرين )].




استمع المزيد من الشيخ عبد العزيز الطَريفي - عنوان الحلقة اسٌتمع
كتاب الطهارة [5] 2708 استماع
كتاب الطهارة [8] 2686 استماع
كتاب الترجل - كتاب الخاتم 2315 استماع
كتاب الصلاة [21] 2311 استماع
كتاب الأيمان والنذور [2] 2300 استماع
كتاب الطهارة [9] 2294 استماع
كتاب الطهارة [2] 2221 استماع
كتاب الطهارة [4] 2164 استماع
كتاب الصلاة [20] 2127 استماع
كتاب الصلاة [6] 2117 استماع