كتاب المناسك [4]


الحلقة مفرغة

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد، وعلى آله وأصحابه أجمعين، اللهم اغفر لنا ولشيخنا، وعلمنا ما ينفعنا، وانفعنا بما علمتنا يا أرحم الراحمين .

أما بعد:

فبأسانيدكم إلى أبي داود رحمنا الله تعالى وإياه قال المصنف رحمه الله تعالى: [باب الإحصار

حدثنا مسدد قال: حدثنا يحيى عن حجاج الصواف قال: حدثني يحيى بن أبي كثير عن عكرمة قال: سمعت الحجاج بن عمرو الأنصاري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( من كسر أو عرج فقد حل، وعليه الحج من قابل ).

قال عكرمة: فسألت ابن عباس وأبا هريرة عن ذلك فقالا: صدق.

حدثنا محمد بن المتوكل العسقلاني وسلمة قالا: حدثنا عبد الرزاق عن معمر عن يحيى بن أبي كثير عن عكرمة عن عبد الله بن رافع عن الحجاج بن عمرو عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( من كسر أو عرج أو مرض )، فذكر معناه، قال سلمة: قال أخبرنا معمر .

حدثنا النفيلي قال: حدثنا محمد بن سلمة عن محمد بن إسحاق عن عمرو بن ميمون قال: سمعت أبا حاضر الحميري يحدث أبا ميمون بن مهران قال: ( خرجت معتمراً عام حاصر أهل الشأم ابن الزبير بمكة، وبعث معي رجال من قومي بهدي فلما انتهينا إلى أهل الشأم منعونا أن ندخل الحرم فنحرت الهدي مكاني ثم أحللت ثم رجعت، فلما كان من العام المقبل خرجت لأقضي عمرتي فأتيت ابن عباس فسألته فقال: أبدل الهدي فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر أصحابه أن يبدلوا الهدي الذي نحروا عام الحديبية في عمرة القضاء )].

والإحصار إنما هو خاص في الحج، والسنة في ذلك أن يكون لمن غلب على ظنه أن يحبس لا أن يفعله كل حاج أو معتمر فضلاً أن يفعله الإنسان في غير الحج والعمرة كالمعتكف ونحو ذلك فإنه لا أصل له في الاعتكاف، ولم يثبت عن النبي عليه الصلاة والسلام بل لم يكد يرد عنه عليه الصلاة والسلام شيء في هذا، فنقول: إنما هو للمحصر لحال المحرم الحاج أو المعتمر إذا غلب على ظنه أنه يحبس، فإنه يقول بما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم من الاشتراط فيقول: محلي حيث حبستني.

أما في مسألة الاعتكاف وغير ذلك فإنه لا أصل له عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.

قال المصنف رحمه الله تعالى: [باب دخول مكة

حدثنا محمد بن عبيد قال: حدثنا حماد بن زيد عن أيوب عن نافع أن ابن عمر ( كان إذا قدم مكة بات بذي طوى حتى يصبح ويغتسل ثم يدخل مكة نهاراً، ويذكر عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه فعله ).

حدثنا عبد الله بن جعفر البرمكي قال: حدثنا معن عن مالك، ح وحدثنا مسدد وابن حنبل عن يحيى، ح وحدثنا عثمان بن أبي شيبة قال: حدثنا أبو أسامة جميعاً عن عبيد الله عن نافع عن ابن عمر ( أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يدخل مكة من الثنية العليا -قالا: عن يحيى إن النبي صلى الله عليه وسلم كان يدخل مكة من كداء من ثنية البطحاء- ويخرج من الثنية السفلى ).

زاد البرمكي يعني: ثنيتي مكة، وحديث مسدد أتم.

حدثنا عثمان بن أبي شيبة قال: حدثنا أبو أسامة عن عبيد الله عن نافع عن ابن عمر ( أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يخرج من طريق الشجرة، ويدخل من طريق المعرس ).

حدثنا هارون بن عبد الله قال: حدثنا أبو أسامة قال: حدثنا هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت: ( دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم عام الفتح من كداء من أعلى مكة، ودخل في العمرة من كدى، وكان عروة يدخل منهما جميعاً، وكان أكثر ما كان يدخل من كدى وكان أقربهما إلى منزله ).

حدثنا ابن المثنى قال: حدثنا سفيان بن عيينة عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة ( أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا دخل مكة دخل من أعلاها وخرج من أسفلها ) ].

وكدى بالفتح هي موضع الدخول، وكدى بالضم موضع الخروج، ولهذا يختصرها البعض يقولون: ادخل وافتح واخرج واضمم، فالدخول بكدى، والخروج بكُدى، نعم.

قال المصنف رحمه الله تعالى: [باب في رفع اليدين إذا رأى البيت

حدثنا يحيى بن معين أن محمد بن جعفر حدثهم قال: حدثنا شعبة قال: سمعت أبا قزعة يحدث عن المهاجر المكي قال: ( سئل جابر بن عبد الله عن الرجل يرى البيت يرفع يديه فقال: ما كنت أرى أحداً يفعل هذا إلا اليهود، وقد حججنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم يكن يفعله ).

حدثنا مسلم بن إبراهيم قال: حدثنا سلام بن مسكين قال: حدثنا ثابت البناني عن عبد الله بن رباح الأنصاري عن أبي هريرة ( أن النبي صلى الله عليه وسلم لما دخل مكة طاف بالبيت وصلى ركعتين خلف المقام يعنى يوم الفتح ).

حدثنا أحمد بن حنبل قال: حدثنا بهز بن أسد وهاشم -يعني: ابن القاسم- قالا: حدثنا سليمان بن المغيرة عن ثابت عن عبد الله بن رباح عن أبي هريرة قال: ( أقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم فدخل مكة، فأقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الحجر فاستلمه ثم طاف بالبيت ثم أتى الصفا فعلاه حيث ينظر إلى البيت، فرفع يديه فجعل يذكر الله ما شاء أن يذكره ويدعوه قال: والأنصار تحته قال هاشم: فدعا وحمد الله ودعا بما شاء أن يدعو )].

قال المصنف رحمه الله تعالى: [باب استلام الأركان

حدثنا أبو الوليد الطيالسي قال: حدثنا ليث عن ابن شهاب عن سالم عن ابن عمر قال: ( لم أر رسول الله صلى الله عليه وسلم يمسح من البيت إلا الركنين اليمانيين ).

حدثنا مخلد بن خالد قال: حدثنا عبد الرزاق قال: أخبرنا معمر عن الزهري عن سالم عن ابن عمر ( أنه أخبر بقول عائشة: إن الحجر بعضه من البيت، فقال ابن عمر: والله إني لأظن عائشة إن كانت سمعت هذا من رسول الله صلى الله عليه وسلم، إني لأظن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يترك استلامهما إلا أنهما ليسا على قواعد البيت ولا طاف الناس وراء الحجر إلا لذلك ).

حدثنا مسدد قال: حدثنا يحيى عن عبد العزيز بن أبي رواد عن نافع عن ابن عمر قال: ( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يدع أن يستلم الركن اليماني والحجر في كل طوفة قال: وكان عبد الله بن عمر يفعله )].

قال المصنف رحمه الله تعالى: [باب الطواف الواجب

حدثنا أحمد بن صالح قال: حدثنا ابن وهب قال: أخبرني يونس عن ابن شهاب عن عبيد الله -يعني: ابن عبد الله بن عتبة- عن ابن عباس ( أن رسول الله صلى الله عليه وسلم طاف في حجة الوداع على بعير يستلم الركن بمحجن ).

حدثنا مصرف بن عمرو اليامي قال: حدثنا يونس -يعني: ابن بكير- قال: حدثنا ابن إسحاق قال: حدثني محمد بن جعفر بن الزبير عن عبيد الله بن عبد الله بن أبي ثور عن صفية بنت شيبة قالت: ( لما اطمأن رسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة عام الفتح طاف على بعير يستلم الركن بمحجن في يده، قالت: وأنا أنظر إليه ).

حدثنا هارون بن عبد الله ومحمد بن رافع -المعنى- قالا: حدثنا أبو عاصم عن معروف -يعني: ابن خربوذ المكي- قال: حدثنا أبو الطفيل قال: ( رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يطوف بالبيت على راحلته يستلم الركن بمحجنه ثم يقبله، زاد محمد بن رافع: ثم خرج إلى الصفا والمروة فطاف سبعاً على راحلته ) ].

إذا أمكن للإنسان أن يقبل الحجر فإنه يكفيه ولا يشير إليه، وإذا لم يستطع أن يقبله يمسه بيده ويقبل يده ولا يشير إليه، وإذا استطاع أن يمسه بمحجن أو بعصا ويقبل ذلك العصا فلا يحتاج حينئذ أن يشير إليه، فالإشارة هي عوض عن التقبيل، وإذا استطاع أن يرمي عليه رداءه ثم يجذب رداءه ثم يقبله كان له ذلك، وقد جاء هذا عن عبد الله بن عباس عليه رضوان الله بإسناد صحيح أنه رمى عليه رداءه ثم قبل رداءه، وإذا لم يتيسر له أن يمس شيئاً منه ثم يقبل ذلك فإنه يشير إليه، وهل يستقبله ويتوقف عنده أم لا؟ لا يتوقف عنده وإنما وهو ماض.

وأما أن يستقبله ببدنه فنقول: لم يثبت هذا عن النبي عليه الصلاة والسلام أنه استقبل الحجر ببدنه، وإنما كان يقبله، وطبيعة المقبل أنه لا بد أن يستقبل الحجر، وأما إذا لم يستطع أن يقبل فإنه يشير بيده ولا يستقبل، لكن جاء الاستقبال عن بعض الصحابة كأنس بن مالك، وروي أيضاً عن بعض التابعين، فإن فعله الإنسان فلا حرج، وإن تركه باعتبار عدم الدليل فهو أولى.

قال المصنف رحمه الله تعالى: [ حدثنا هارون بن عبد الله ومحمد بن رافع -المعنى- قالا: حدثنا أبو عاصم عن معروف -يعني: ابن خربوذ المكي- قال: حدثنا أبو الطفيل قال: ( رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يطوف بالبيت على راحلته يستلم الركن بمحجنه ثم يقبله، زاد محمد بن رافع ثم خرج إلى الصفا والمروة فطاف سبعاً على راحلته ).

حدثنا أحمد بن حنبل قال: حدثنا يحيى عن ابن جريج قال: أخبرني أبو الزبير أنه سمع جابر بن عبد الله يقول: ( طاف النبي صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع على راحلته بالبيت وبالصفا والمروة ليراه الناس، وليشرف وليسألوه فإن الناس غشوه ).

حدثنا مسدد قال: حدثنا خالد بن عبد الله قال: حدثنا يزيد بن أبي زياد عن عكرمة عن ابن عباس ( أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قدم مكة وهو يشتكي فطاف على راحلته كلما أتى على الركن استلم الركن بمحجن، فلما فرغ من طوافه أناخ فصلى ركعتين ).

حدثنا القعنبي عن مالك عن محمد بن عبد الرحمن بن نوفل عن عروة بن الزبير عن زينب بنت أبي سلمة عن أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم أنها قالت: ( شكوت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أني أشتكي فقال: طوفي من وراء الناس وأنت راكبة، قالت: فطفت ورسول الله صلى الله عليه وسلم حينئذ يصلي إلى جنب البيت وهو يقرأ بـ وَالطُّورِ [الطور:1]، وَكِتَابٍ مَسْطُورٍ [الطور:2] ) ].

وطاف النبي عليه الصلاة والسلام راكباً، وسعى ماشياً عليه الصلاة والسلام بين الصفا والمروة، ولم يسع النبي صلى الله عليه وسلم بين الصفا والمروة على راحلته وإنما كان طوافه ماشياً وراكباً، ويجوز للإنسان أن يركب في الطواف إذا كان ذلك لحاجة، والأولى أن يكون ماشياً؛ لأنه ثمة سنن لا تتحصل للإنسان إلا إذا كان ماشياً مثل الرمل، وكذلك أيضاً من تقبيل الحجر في كل مرة وغير ذلك من الأحكام الشرعية، ولكن إذا كان الإنسان له حاجة أو به مرض أو غير ذلك فلا حرج عليه، وإذا فعله الإنسان بلا سبب فطوافه صحيح .

قال المصنف رحمه الله تعالى: [حدثنا محمد بن كثير قال: أخبرنا سفيان عن ابن جريج عن ابن يعلى عن يعلى قال: ( طاف النبي صلى الله عليه وسلم مضطبعاً ببرد أخضر ).

حدثنا أبو سلمة موسى قال: حدثنا حماد عن عبد الله بن عثمان بن خثيم عن سعيد بن جبير عن ابن عباس ( أن رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه اعتمروا من الجعرانة فرملوا بالبيت وجعلوا أرديتهم تحت آباطهم قد قذفوها على عواتقهم اليسرى ) ] .

والاضطباع يكون في طواف القدوم لا يكون في غيره وسواء كان طواف الحج أو كان طواف الوداع، وأما بالنسبة لطواف القدوم فهو الذي يكون فيه الاضطباع، وأما بالنسبة للسعي فلا يكون فيه اضطباع، فإذا انتهى من طواف قدومه فإنه حينئذ ينتهي من الاضطباع ويجعل الرداء على منكبيه جميعاً.

قال المصنف رحمه الله تعالى: [باب في الرمل

حدثنا أبو سلمة موسى بن إسماعيل قال: حدثنا حماد قال: حدثنا أبو عاصم الغنوي عن أبي الطفيل قال: قلت لـابن عباس: ( يزعم قومك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد رمل بالبيت وأن ذلك سنة، قال: صدقوا وكذبوا، قلت: وما صدقوا، وما كذبوا؟ قال: صدقوا قد رمل رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكذبوا ليس بسنة، إن قريشاً قالت زمن الحديبية: دعوا محمداً وأصحابه حتى يموتوا موت النغف، فلما صالحوه على أن يجيئوا من العام المقبل فيقيموا بمكة ثلاثة أيام، فقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم والمشركون من قبل قعيقعان، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأصحابه: ارملوا بالبيت ثلاثاً، وليس بسنة قلت: يزعم قومك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم طاف بين الصفا والمروة على بعيره وأن ذلك سنة، فقال: صدقوا وكذبوا، قلت: ما صدقوا، وما كذبوا؟ قال: صدقوا قد طاف رسول الله صلى الله عليه وسلم بين الصفا والمروة على بعيره، وكذبوا ليس بسنة كان الناس لا يدفعون عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا يصرفون عنه، فطاف على بعير ليسمعوا كلامه وليروا مكانه ولا تناله أيديهم ) .

حدثنا مسدد قال: حدثنا حماد بن زيد عن أيوب عن سعيد بن جبير أنه حدث عن ابن عباس قال: ( قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة وقد وهنتهم حمى يثرب فقال المشركون: إنه يقدم عليكم قوم قد وهنتهم الحمى ولقوا منها شراً، فأطلع الله سبحانه نبيه صلى الله عليه وسلم على ما قالوه فأمرهم أن يرملوا الأشواط الثلاثة، وأن يمشوا بين الركنين، فلما رأوهم رملوا قالوا: هؤلاء الذين ذكرتم أن الحمى قد وهنتهم هؤلاء أجلد منا ).

قال ابن عباس: ولم يأمرهم أن يرملوا الأشواط إلا إبقاء عليهم.

حدثنا أحمد بن حنبل قال: حدثنا عبد الملك بن عمرو قال: حدثنا هشام بن سعد عن زيد بن أسلم عن أبيه قال: ( سمعت عمر بن الخطاب يقول فيم الرملان اليوم والكشف عن المناكب وقد أطأ الله الإسلام ونفى الكفر وأهله مع ذلك لا ندع شيئاً كنا نفعله على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ).

حدثنا مسدد قال: حدثنا عيسى بن يونس قال: حدثنا عبيد الله بن أبي زياد عن القاسم عن عائشة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( إنما جعل الطواف بالبيت وبين الصفا والمروة ورمي الجمار لإقامة ذكر الله ).

حدثنا محمد بن سليمان الأنباري قال: حدثنا يحيى بن سليم عن ابن خثيم عن أبي الطفيل عن ابن عباس ( أن النبي صلى الله عليه وسلم اضطبع فاستلم وكبر، ثم رمل ثلاثة أطواف، وكانوا إذا بلغوا الركن اليماني وتغيبوا من قريش مشوا ثم يطلعون عليهم يرملون، تقول قريش: كأنهم الغزلان، قال ابن عباس: فكانت سنة ).

حدثنا موسى بن إسماعيل قال: حدثنا حماد قال: أخبرنا عبد الله بن عثمان بن خثيم عن أبي الطفيل عن ابن عباس ( أن رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه اعتمروا من الجعرانة فرملوا بالبيت ثلاثاً ومشوا أربعاً ).

حدثنا أبو كامل قال: حدثنا سليم بن أخضر قال: حدثنا عبيد الله عن نافع أن ابن عمر رمل من الحجر إلى الحجر، وذكر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم فعل ذلك].

قال المصنف رحمه الله تعالى: [باب الدعاء في الطواف

حدثنا مسدد قال: حدثنا عيسى بن يونس قال: حدثنا ابن جريج عن يحيى بن عبيد عن أبيه عن عبد الله بن السائب قال: ( سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ما بين الركنين: رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ [البقرة:201] ) ].

وهذا أمثل الأدعية التي جاءت في الطواف أن يقوله بين الركنين وما عدا ذلك فيذكر الله عز وجل ويدعوا بما شاء، ولم يثبت ذكر معين، وإنما جاء عن النبي عليه الصلاة والسلام في ذلك هذا الدعاء بين الركنين، وكذلك ما كان عند الحجر الأسود من ذكر الله سبحانه وتعالى من قول الإنسان: الله أكبر، وما عدا ذلك فيذكر الله عز وجل بما شاء، ولا يثبت في ذلك قراءة القرآن، ولا التلبية، ولا دعاء مخصوص بعينه.

قال المصنف رحمه الله تعالى: [ حدثنا قتيبة بن سعيد قال: حدثنا يعقوب عن موسى بن عقبة عن نافع عن ابن عمر ( أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا طاف في الحج والعمرة أول ما يقدم فإنه يسعى ثلاثة أطواف ويمشي أربعاً ثم يصلى سجدتين )].

قال المصنف رحمه الله تعالى: [باب الطواف بعد العصر

حدثنا ابن السرح والفضل بن يعقوب -وهذا لفظه- قالا: حدثنا سفيان عن أبي الزبير عن عبد الله بن باباه عن جبير بن مطعم يبلغ به النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( لا تمنعوا أحداً يطوف بهذا البيت ويصلي أي ساعة شاء من ليل أو نهار ).

قال الفضل: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( يا بني عبد مناف لا تمنعوا أحداً )].