كتاب الصلاة [24]


الحلقة مفرغة

قال المصنف رحمه الله تعالى: [باب في الاستغفار

حدثنا النفيلي قال: حدثنا مخلد بن يزيد قال: حدثنا عثمان بن واقد العمري عن أبي نصيرة عن مولى لـأبي بكر الصديق عن أبي بكر الصديق قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( ما أصر من استغفر، وإن عاد في اليوم سبعين مرة ).

حدثنا سليمان بن حرب ومسدد قالا: حدثنا حماد عن ثابت عن أبي بردة عن الأغر المزني -قال مسدد في حديثه وكانت له صحبة- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( إنه ليغان على قلبي، وإني لأستغفر الله في كل يوم مائة مرة ).

حدثنا الحسن بن علي قال: حدثنا أبو أسامة عن مالك بن مغول عن محمد بن سوقة عن نافع عن ابن عمر قال: ( إن كنا لنعد لرسول الله صلى الله عليه وسلم في المجلس الواحد مائة مرة رب اغفر لي وتب علي إنك أنت التواب الرحيم ) ].

وأضعف وجوه الاستغفار أن يكون مع إصرار، بل كان بعض السلف يجعل ذلك نوعاً من الاستهزاء، وذلك أن الإنسان إذا كان يقترف ذنباً وأثناء اقترافه يستغفر فهو مصر على ذلك الذنب ثم يريد أن يغفر له وهو يفعله، ولهذا نقول: إن الإصرار في ذلك داع على عدم إجابة ومغفرة الله سبحانه وتعالى لعبده.

قال المصنف رحمه الله تعالى: [ حدثنا موسى بن إسماعيل قال: حدثنا حفص بن عمر الشني قال: حدثني أبي عمر بن مرة قال: سمعت بلال بن يسار بن زيد مولى النبي صلى الله عليه وسلم قال: سمعت أبي يحدثنيه عن جدي أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ( من قال: أستغفر الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه غفر له وإن كان فر من الزحف ).

حدثنا هشام بن عمار قال: حدثنا الوليد بن مسلم قال: حدثنا الحكم بن مصعب قال: حدثنا محمد بن علي بن عبد الله بن عباس عن أبيه أنه حدثه عن ابن عباس أنه حدثه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( من لزم الاستغفار جعل الله له من كل ضيق مخرجاً، ومن كل هم فرجاً، ورزقه من حيث لا يحتسب )].

هذا الحديث تفرد به محمد بن علي عن أبيه عن عبد الله بن عباس ومفاريده فيها نظر، والحديث لا يصح، لكن التحديث بفضائل الأعمال الأمر في هذا واسع.

قال المصنف رحمه الله تعالى: [ حدثنا مسدد قال: حدثنا عبد الوارث، ح وحدثنا زياد بن أيوب قال: حدثنا إسماعيل -المعنى- عن عبد العزيز بن صهيب قال: ( سأل قتادة أنساً أي دعوة كان يدعو بها رسول الله صلى الله عليه وسلم أكثر؟ قال: كان أكثر دعوة يدعو بها: اللهم ربنا آتنا في الدنيا حسنة، وفي الآخرة حسنة، وقنا عذاب النار ).

وزاد زياد ( وكان أنس إذا أراد أن يدعو بدعوة دعا بها، وإذا أراد أن يدعو بدعاء دعا بها فيها ).

حدثنا يزيد بن خالد الرملي قال: حدثنا ابن وهب قال: حدثنا عبد الرحمن بن شريح عن أبي أمامة بن سهل بن حنيف عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( من سأل الله الشهادة صادقاً بلغه الله منازل الشهداء وإن مات على فراشه ).

حدثنا مسدد قال: حدثنا أبو عوانة عن عثمان بن المغيرة الثقفي عن علي بن ربيعة الأسدي عن أسماء بن الحكم قال: ( سمعت علياً يقول: كنت رجلاً إذا سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثاً نفعني الله منه بما شاء أن ينفعني، وإذا حدثني أحد من أصحابه استحلفته فإذا حلف لي صدقته، قال: وحدثني أبو بكر وصدق أبو بكر أنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ما من عبد يذنب ذنباً فيحسن الطهور، ثم يقوم فيصلي ركعتين ثم يستغفر الله إلا غفر الله له، ثم قرأ هذه الآية: وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ [آل عمران:135]، إلى آخر الآية ).

حدثنا عبيد الله بن عمر بن ميسرة قال: حدثنا عبد الله بن يزيد المقرئ قال: حدثنا حيوة بن شريح قال: حدثني عقبة بن مسلم يقول: قال: حدثني أبو عبد الرحمن الحبلي عن الصنابحي عن معاذ بن جبل ( أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أخذ بيده وقال: يا معاذ والله إني لأحبك، فقال: أوصيك يا معاذ لا تدعن في دبر كل صلاة تقول: اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك، وأوصى بذلك معاذ الصنابحي، وأوصى به الصنابحي أبا عبد الرحمن ) ].

في هذا أن الإنسان إذا أراد أن يوصي أحداً بخصيصته أن يأخذ بيديه كما أخذ النبي عليه الصلاة والسلام بيد معاذ، وذلك ليستحضر الذهن ويرعيه السمع ويحضر بقلبه بخلاف الكلام الذي يرسله الإنسان.

ولهذا النبي عليه الصلاة والسلام أخذ بيد معاذ وقال له: ( إني لأحبك )، ثم حدثه بتلك الوصية، فهذه المقدمات ليعي ذلك الأمر.

قال المصنف رحمه الله تعالى: [ حدثنا محمد بن سلمة المرادي قال: حدثنا ابن وهب عن الليث بن سعد أن حنين بن أبي حكيم حدثه عن علي بن رباح اللخمي عن عقبة بن عامر قال: ( أمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أقرأ بالمعوذات دبر كل صلاة ).

حدثنا أحمد بن علي بن سويد السدوسي قال: حدثنا أبو داود عن إسرائيل عن أبي إسحاق عن عمرو بن ميمون عن عبد الله ( أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يعجبه أن يدعو ثلاثاً، ويستغفر ثلاثاً ).

حدثنا مسدد قال: حدثنا عبد الله بن داود عن عبد العزيز بن عمر عن هلال عن عمر بن عبد العزيز عن ابن جعفر عن أسماء بنت عميس قالت: ( قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: ألا أعلمك كلمات تقولينهن عند الكرب أو في الكرب الله الله ربي لا أشرك به شيئاً ).

قال أبو داود: هذا هلال مولى عمر بن عبد العزيز وابن جعفر هو عبد الله بن جعفر ].

اللهُ اللهُ بالرفع.

قال المصنف رحمه الله تعالى: [ حدثنا موسى بن إسماعيل قال: حدثنا حماد عن ثابت وعلي بن زيد وسعيد الجريري وأبي عثمان النهدي أن أبا موسى الأشعري قال: ( كنت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر، فلما دنوا من المدينة كبر الناس ورفعوا أصواتهم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا أيها الناس إنكم لا تدعون أصم ولا غائباً إن الذي تدعونه بينكم وبين أعناق ركابكم، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا أبا موسى ألا أدلك على كنز من كنوز الجنة؟ فقلت: وما هو؟ قال: لا حول ولا قوة إلا بالله ).

حدثنا مسدد قال: حدثنا يزيد بن زريع قال: حدثنا سليمان التيمي عن أبي عثمان عن أبي موسى الأشعري ( أنهم كانوا مع النبي صلى الله عليه وسلم وهم يتصعدون في ثنية، فجعل رجل كلما علا الثنية نادى: لا إله إلا الله والله أكبر، فقال نبي الله صلى الله عليه وسلم: إنكم لا تنادون أصم ولا غائباً، ثم قال: يا عبد الله بن قيس )، فذكر معناه.

حدثنا أبو صالح محبوب بن موسى قال: أخبرنا أبو إسحاق الفزاري عن عاصم عن أبي عثمان عن أبي موسى بهذا الحديث وقال فيه: فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ( يا أيها الناس اربعوا على أنفسكم ).

حدثنا محمد بن رافع قال: حدثنا أبو الحسين زيد بن الحباب قال: حدثنا عبد الرحمن بن شريح الإسكندراني قال: حدثنى أبو هانئ الخولاني أنه سمع أبا علي الجنبي أنه سمع أبا سعيد الخدري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( من قال: رضيت بالله رباً، وبالإسلام ديناً، وبمحمد رسولاً، وجبت له الجنة ).

حدثنا سليمان بن داود العتكي قال: حدثنا إسماعيل بن جعفر عن العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( من صلى علي واحدة صلى الله عليه عشراً ).

حدثنا الحسن بن علي قال: حدثنا الحسين بن علي عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر عن أبي الأشعث الصنعاني عن أوس بن أوس قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: ( إن من أفضل أيامكم يوم الجمعة فأكثروا علي من الصلاة فيه فإن صلاتكم معروضة علي، قال فقالوا: يا رسول الله وكيف تعرض صلاتنا عليك وقد أرمت؟ قال: يقولون بليت، قال: إن الله حرم على الأرض أجساد الأنبياء صلى الله عليهم ) ].

والصلاة على النبي عليه الصلاة والسلام يوم الجمعة آكد من الصلاة في ليلتها، وقد جاء في بعض الأحاديث تفضيل الصلاة في ليلة الجمعة ولا تخلوا من مقال، والصلاة في يوم الجمعة أصح من الأحاديث الواردة في الصلاة في ليلتها.

قال المصنف رحمه الله تعالى: [باب الدعاء بظهر الغيب

حدثنا رجاء بن المرجي قال: حدثنا النضر بن شميل قال: أخبرنا موسى بن ثروان قال: حدثني طلحة بن عبيد الله بن كريز قال: حدثتني أم الدرداء قالت: حدثني سيدي أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ( إذا دعا الرجل لأخيه بظهر الغيب قالت الملائكة: آمين ولك بمثل ).

حدثنا أحمد بن عمرو بن السرح قال: حدثنا ابن وهب قال: حدثني عبد الرحمن بن زياد عن أبي عبد الرحمن عن عبد الله بن عمرو بن العاص أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( إن أسرع الدعاء إجابة دعوة غائب لغائب ) ].

وذلك لأنها أصدق وأخلص فلا يرجو منه شيئاً ولا يسمعه أحد، فهي بين العبد وبين ربه، ولهذا عظم دعاء الغائب عن دعاء الشهادة؛ لأن دعاء الشهادة قد يكون مصانعة أو محابات أو مجاملة فلا يخرج من قلب صادق، ولهذا عظم دعاء السر على غيره.

قال المصنف رحمه الله تعالى: [ حدثنا مسلم بن إبراهيم قال: حدثنا هشام عن يحيى عن أبي جعفر عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( ثلاث دعوات مستجابات لا شك فيهن: دعوة الوالد، ودعوة المسافر، ودعوة المظلوم ) ].

قال المصنف رحمه الله تعالى: [باب ما يقول إذا خاف قوماً

حدثنا محمد بن المثنى قال: حدثنا معاذ بن هشام قال: حدثني أبي عن قتادة عن أبي بردة بن عبد الله ( أن أباه حدثه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا خاف قوماً قال: اللهم إنا نجعلك في نحورهم، ونعوذ بك من شرورهم ) ].

حتى لو كانوا مسلمين؛ لأن من المسلمين من ظلمه أشد من عداوة الكفار، عداوة بالبغي والظلم والعدوان.

قال المصنف رحمه الله تعالى: [باب الاستخارة

حدثنا عبد الله بن مسلمة القعنبي وعبد الرحمن بن مقاتل خال القعنبي ومحمد بن عيسى - المعنى واحد - قالوا: حدثنا عبد الرحمن بن أبي الموال قال: حدثني محمد بن المنكدر أنه سمع جابر بن عبد الله قال: ( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلمنا الاستخارة كما يعلمنا السورة من القرآن يقول لنا: إذا هم أحدكم بالأمر فليركع ركعتين من غير الفريضة وليقل: اللهم إني أستخيرك بعلمك، وأستقدرك بقدرتك، وأسألك من فضلك العظيم، فإنك تقدر ولا أقدر، وتعلم ولا أعلم وأنت علام الغيوب، اللهم إن كنت تعلم أن هذا الأمر - يسميه بعينه الذي يريد - خير لي في ديني ومعاشي ومعادي وعاقبة أمري فاقدره لي ويسره لي وبارك لي فيه، اللهم وإن كنت تعلمه شراً لي مثل الأول فاصرفني عنه واصرفه عنى واقدر لي الخير حيث كان ثم رضني به، أو قال: في عاجل أمري وآجله ).

قال ابن مسلمة وابن عيسى عن محمد بن المنكدر عن جابر ].

الاستخارة تكون مرة واحدة، ولا تكون في الأشياء المشروعة التي بين الشارع أمرها، فإنه لا يستخار فيها، فإن الله عز وجل قضى فيها، ولهذا يقول الله عز وجل: وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ [الأحزاب:36]، فإذا قضى الله عز وجل الأمر فلا يحتاج أن تستخير؛ لأن الله بين الخيرة لعباده فيه وقضى الأمر في ذلك، إلا إذا تردد بين مصلحتين شرعيتين متساويتين من جهة الحظ فيستخير في تقدير الله عز وجل له خيرهما، ولا يكرر الاستخارة وإنما يؤديها مرةً واحدة بحضور قلب وتضرع، فإنما يقدره الله عز وجل لعبده خير، وإن رأى من جهة نظره خلاف ذلك.

قال المصنف رحمه الله تعالى: [باب في الاستعاذة

حدثنا عثمان بن أبي شيبة قال: حدثنا وكيع قال: حدثنا إسرائيل عن أبي إسحاق عن عمر بن ميمون عن عمر بن الخطاب قال: ( كان النبي صلى الله عليه وسلم يتعوذ من خمس: من الجبن والبخل وسوء العمر وفتنة الصدر وعذاب القبر ).

حدثنا مسدد قالك: حدثنا المعتمر قال: سمعت أبي قال: سمعت أنس بن مالك يقول: ( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: اللهم إني أعوذ بك من العجز والكسل، والجبن والبخل والهرم، وأعوذ بك من عذاب القبر، وأعوذ بك من فتنة المحيا والممات ).

حدثنا سعيد بن منصور وقتيبة بن سعيد قالا: حدثنا يعقوب بن عبد الرحمن - قال سعيد الزهري - عن عمرو بن أبي عمرو عن أنس بن مالك قال: ( كنت أخدم النبي صلى الله عليه وسلم فكنت أسمعه كثيراً يقول: اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن، وضلع الدين وغلبة الرجال )، وذكر بعض ما ذكره التيمي.

حدثنا القعنبي عن مالك عن أبي الزبير المكي عن طاوس عن عبد الله بن عباس ( أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يعلمهم هذا الدعاء كما يعلمهم السورة من القرآن يقول: اللهم إني أعوذ بك من عذاب جهنم، وأعوذ بك من عذاب القبر، وأعوذ بك من فتنة المسيح الدجال، وأعوذ بك من فتنة المحيا والممات ).

حدثنا إبراهيم بن موسى الرازي قال: أخبرنا عيسى قال: حدثنا هشام عن أبيه عن عائشة ( أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يدعو بهؤلاء الكلمات: اللهم إني أعوذ بك من فتنة النار، وعذاب النار، ومن شر الغنى والفقر ).

حدثنا موسى بن إسماعيل قال: حدثنا حماد قال: أخبرنا إسحاق بن عبد الله عن سعيد بن يسار عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يقول: ( اللهم إني أعوذ بك من الفقر والقلة والذلة، وأعوذ بك من أن أظلم أو أظلم ).

حدثنا ابن عوف قال: حدثنا عبد الغفار بن داود قال: حدثنا يعقوب بن عبد الرحمن عن موسى بن عقبة عن عبد الله بن دينار عن ابن عمر قال: ( كان من دعاء رسول الله صلى الله عليه وسلم اللهم إني أعوذ بك من زوال نعمتك، وتحويل عافيتك، وفجاءة نقمتك، وجميع سخطك ).

حدثنا عمرو بن عثمان قال: حدثنا بقية قال: حدثنا ضبارة بن عبد الله بن أبي السليك عن دويد بن نافع قال: حدثنا أبو صالح السمان قال: قال أبو هريرة ( إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يدعو يقول: اللهم إني أعوذ بك من الشقاق والنفاق وسوء الأخلاق ).

حدثنا محمد بن العلاء عن ابن إدريس عن ابن عجلان عن المقبري عن أبي هريرة قال: ( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: اللهم إني أعوذ بك من الجوع فإنه بئس الضجيع، وأعوذ بك من الخيانة فإنها بئست البطانة ).

حدثنا قتيبة بن سعيد قال: حدثنا الليث عن سعيد بن أبي سعيد المقبري عن أخيه عباد بن أبي سعيد أنه سمع أبا هريرة يقول: ( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: اللهم إني أعوذ بك من الأربع: من علم لا ينفع، ومن قلب لا يخشع، ومن نفس لا تشبع، ومن دعاء لا يسمع ).

حدثنا محمد بن المتوكل قال: حدثنا المعتمر قال: قال أبو المعتمر: أرى أن أنس بن مالك حدثنا أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول: ( اللهم إني أعوذ بك من صلاة لا تنفع )، وذكر دعاء آخر.

حدثنا عثمان بن أبي شيبة قال: حدثنا جرير عن منصور عن هلال بن يساف عن فروة بن نوفل الأشجعي قال: ( سألت عائشة أم المؤمنين عما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو به قالت: كان يقول: اللهم إني أعوذ بك من شر ما عملت، ومن شر ما لم أعمل ).

حدثنا أحمد بن محمد بن حنبل قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن الزبير، ح وحدثنا أحمد قال: حدثنا وكيع - المعنى - عن سعد بن أوس عن بلال العبسي عن شتير بن شكل عن أبيه في حديث أبي أحمد شكل بن حميد قال: قلت: ( يا رسول الله علمني دعاءً قال: قل اللهم إني أعوذ بك من شر سمعي، ومن شر بصري، ومن شر لساني، ومن شر قلبي، ومن شر منيي ).

حدثنا عبيد الله بن عمر قال: حدثنا مكي بن إبراهيم قال: حدثني عبد الله بن سعيد عن صيفي مولى أفلح مولى أبي أيوب عن أبى اليسر ( أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يدعو: اللهم إني أعوذ بك من الهدم، وأعوذ بك من التردي، وأعوذ بك من الغرق والحرق والهرم، وأعوذ بك أن يتخبطني الشيطان عند الموت، وأعوذ بك أن أموت في سبيلك مدبراً، وأعوذ بك أن أموت لديغاً ).

حدثنا إبراهيم بن موسى الرازي قال: أخبرنا عيسى عن عبد الله بن سعيد قال: حدثني مولى لـأبي أيوب عن أبي اليسر زاد فيه ( والغم ).

حدثنا موسى بن إسماعيل قال: حدثنا حماد قال: أخبرنا قتادة عن أنس (أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول: اللهم إني أعوذ بك من البرص والجنون والجذام ومن سيئ الأسقام).

حدثنا أحمد بن عبيد الله الغداني قال: أخبرنا غسان بن عوف قال: أخبرنا الجريري عن أبي نضرة عن أبي سعيد الخدري قال: ( دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم المسجد فإذا هو برجل من الأنصار يقال له: أبو أمامة فقال: يا أبا أمامة ما لي أراك جالساً في المسجد في غير وقت الصلاة؟ قال: هموم لزمتني وديون يا رسول الله، قال: أفلا أعلمك كلاماً إذا أنت قلته أذهب الله عز وجل همك، وقضى عنك دينك، قال: قلت بلى يا رسول الله، قال: قل إذا أصبحت وإذا أمسيت: اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن، وأعوذ بك من العجز والكسل، وأعوذ بك من الجبن والبخل، وأعوذ بك من غلبة الدين وقهر الرجال، قال ففعلت ذلك فأذهب الله عز وجل همي وقضى عني ديني ) ].

وفي هذا سؤال المهموم والمحزون عن سبب همه وحزنه، وهذا من السنة جبراً له وإعانةً له على كربه، نعم.

وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد.


استمع المزيد من الشيخ عبد العزيز الطَريفي - عنوان الحلقة اسٌتمع
كتاب الطهارة [5] 2709 استماع
كتاب الطهارة [8] 2689 استماع
كتاب الترجل - كتاب الخاتم 2318 استماع
كتاب الصلاة [21] 2312 استماع
كتاب الأيمان والنذور [2] 2305 استماع
كتاب الطهارة [9] 2297 استماع
كتاب الطهارة [2] 2222 استماع
كتاب الطهارة [4] 2166 استماع
كتاب الصلاة [20] 2129 استماع
كتاب الصلاة [6] 2119 استماع