خطب ومحاضرات
كتاب الصلاة [11]
الحلقة مفرغة
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد، وعلى آله وأصحابه أجمعين.
اللهم اغفر لنا ولشيخنا، وعلمنا ما ينفعنا، وانفعنا بما علمتنا يا أرحم الراحمين.
أما بعد:
فبأسانيدكم إلى أبي داود رحمنا الله تعالى وإياه، قال المصنف رحمه الله تعالى: [باب التشهد
حدثنا مسدد قال: أخبرنا يحيى عن سليمان الأعمش قال: حدثني شقيق بن سلمة عن عبد الله بن مسعود قال: ( كنا إذا جلسنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في الصلاة، قلنا: السلام على الله قبل عباده، السلام على فلان وفلان، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا تقولوا: السلام على الله، فإن الله هو السلام، ولكن إذا جلس أحدكم فليقل: التحيات لله، والصلوات والطيبات، السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين، فإنكم إذا قلتم ذلك أصاب كل عبد صالح في السماء والأرض - أو بين السماء والأرض -أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، ثم ليتخير أحدكم من الدعاء أعجبه إليه فيدعو به ).
حدثنا تميم بن المنتصر قال: أخبرنا إسحاق -يعني: ابن يوسف- عن شريك عن أبي إسحاق عن أبي الأحوص عن عبد الله قال: ( كنا لا ندري ما نقول إذا جلسنا في الصلاة، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد علم فذكر نحوه )، قال شريك: وحدثنا جامع -يعني: ابن أبي شداد- عن أبي وائل عن عبد الله بمثله ].
بسم الله الرحمن الرحيم.
قال شريك: وحدثنا جامع، جامع هذا شيخ شريك اسمه جامع بن أبي راشد، وليس اسمه جامع بن شداد فيتأكد من المطبوع.
قال المصنف رحمه الله تعالى: [قال شريك: وحدثنا جامع يعني: ابن أبي شداد عن أبي وائل عن عبد الله بمثله قال: ( وكان يعلمنا كلمات ولم يكن يعلمناهن كما يعلمنا التشهد: اللهم ألف بين قلوبنا، وأصلح ذات بيننا، واهدنا سبل السلام، ونجنا من الظلمات إلى النور، وجنبنا الفواحش ما ظهر منها وما بطن، وبارك لنا في أسماعنا وأبصارنا وقلوبنا وأزواجنا وذرياتنا، وتب علينا، إنك أنت التواب الرحيم، واجعلنا شاكرين لنعمتك، مثنين بها قابليها وأتمها علينا ).
حدثنا عبد الله بن محمد النفيلي قال: حدثنا زهير قال: حدثنا الحسن بن الحر عن القاسم بن مخيمرة قال: أخذ علقمة بيدي، فحدثني أن عبد الله بن مسعود أخذ بيده، وأن رسول الله صلى الله عليه وسلم أخذ بيد عبد الله، فعلمه التشهد في الصلاة، فذكر مثل دعاء حديث الأعمش: ( إذا قلت هذا أو قضيت هذا فقد قضيت صلاتك، إن شئت أن تقوم فقم، وإن شئت أن تقعد فاقعد ) ].
هذا ليس مرفوعاً وإنما هو من قول عبد الله بن مسعود، في قوله: إذا قضيت هذا، أو فعلت هذا قضيت صلاتك، وإن شئت أن تقوم فقم، هذا من قول عبد الله بن مسعود، وربما يرويه عنه بالمعنى، بهذا يستدل الحنفية على أن التسليم ليس بواجب في الصلاة، ليس من أركانها، فلو انتقض وضوءه قبل السلام أنه لا شيء عليه، ولو قام قبل السلام فإنه لا شيء عليه، وهذا ليس مرفوعاً، وإنما هو من قول عبد الله بن مسعود، وجاء عنه خلافه، كما رواه عنه علقمة عن عبد الله بن مسعود.
وبأسانيدكم إليه رحمه الله تعالى، قال المصنف رحمه الله تعالى: [ حدثنا نصر بن علي قال: حدثني أبي قال: حدثنا شعبة عن أبي بشر قال: سمعت مجاهداً يحدث عن ابن عمر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في التشهد: ( التحيات لله، الصلوات الطيبات، السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته -قال: قال ابن عمر: زدت فيها: وبركاته- السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين، أشهد أن لا إله إلا الله -قال ابن عمر: زدت فيها: وحده لا شريك له- وأشهد أن محمداً عبده ورسوله ).
حدثنا عمرو بن عون قال: أخبرنا أبو عوانة عن قتادة، ح وحدثنا أحمد بن حنبل قال: حدثنا يحيى بن سعيد قال: حدثنا هشام عن قتادة عن يونس بن جبير عن حطان بن عبد الله الرقاشي قال: ( صلى بنا أبو موسى الأشعري فلما جلس في آخر صلاته، قال رجل من القوم: أقرت الصلاة بالبر، والزكاة، فلما انفتل أبو موسى أقبل على القوم، فقال: أيكم القائل كلمة كذا وكذا؟ قال: فأرم القوم، قال: أيكم القائل كلمة كذا وكذا؟ فأرم القوم، قال: فلعلك يا حطان قلتها، قال: ما قلتها، ولقد رهبت أن تبكعني بها، قال: فقال رجل من القوم: أنا قلتها وما أردت بها إلا الخير، فقال أبو موسى: أما تعلمون كيف تقولون في صلاتكم، إن رسول الله صلى الله عليه وسلم خطبنا، فعلمنا وبين لنا سنتنا، وعلمنا صلاتنا، فقال: إذا صليتم فأقيموا صفوفكم، ثم ليؤمكم أحدكم، فإذا كبر فكبروا، وإذا قرأ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلا الضَّالِّينَ [الفاتحة:7] فقولوا: آمين، يحبكم الله، وإذا كبر وركع، فكبروا واركعوا، فإن الإمام يركع قبلكم ويرفع قبلكم. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فتلك بتلك، وإذا قال: سمع الله لمن حمده، فقولوا: اللهم ربنا ولك الحمد، يسمع الله لكم، فإن الله عز وجل قال على لسان نبيه صلى الله عليه وسلم: سمع الله لمن حمده، وإذا كبر وسجد فكبروا واسجدوا، فإن الإمام يسجد قبلكم ويرفع قبلكم. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فتلك بتلك، فإذا كان عند القعدة فليكن من أول قول أحدكم أن يقول: التحيات الطيبات الصلوات لله، السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين، أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله ) لم يقل أحمد: (وبركاته) ولا قال: (وأشهد) قال: (وأن محمداً).
حدثنا عاصم بن النضر قال: حدثنا المعتمر قال: سمعت أبي قال: حدثنا قتادة عن أبي غلاب يحدثه عن حطان بن عبد الله الرقاشي بهذا الحديث، زاد: (فإذا قرأ فأنصتوا) وقال في التشهد بعد أشهد أن لا إله إلا الله زاد (وحده لا شريك له) قال أبو داود: قوله: (فأنصتوا) ليس بمحفوظ، لم يجئ به إلا سليمان التيمي في هذا الحديث.
حدثنا قتيبة بن سعيد قال: حدثنا الليث عن أبي الزبير عن سعيد بن جبير وطاوس عن ابن عباس أنه قال: ( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلمنا التشهد كما يعلمنا القرآن، وكان يقول: التحيات المباركات الصلوات الطيبات لله، السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين، أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمداً رسول الله ).
حدثنا محمد بن داود بن سفيان قال: حدثنا يحيى بن حسان قال: حدثنا سليمان بن موسى أبو داود قال: حدثنا جعفر بن سعد بن سمرة بن جندب قال: حدثني خبيب بن سليمان بن سمرة عن أبيه سليمان بن سمرة عن سمرة بن جندب أنه قال: أما بعد: ( أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا كان في وسط الصلاة أو حين انقضائها، فابدءوا قبل التسليم، فقولوا: التحيات الطيبات، والصلوات، والملك لله، ثم سلموا على اليمين، ثم سلموا على قارئكم، وعلى أنفسكم ). قال أبو داود: سليمان بن موسى كوفي الأصل كان بدمشق، ودلت هذه الصحيفة على أن الحسن سمع من سمرة ].
قال المصنف رحمه الله تعالى: [باب الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم بعد التشهد
حدثنا حفص بن عمر قال: حدثنا شعبة عن الحكم عن ابن أبي ليلى عن كعب بن عجرة قال: قلنا -أو قالوا- ( يا رسول الله! أمرتنا أن نصلي عليك، وأن نسلم عليك، فأما السلام فقد عرفناه، فكيف نصلي عليك، قال: قولوا: اللهم صل على محمد وآل محمد، كما صليت على إبراهيم، وبارك على محمد وآل محمد، كما باركت على آل إبراهيم، إنك حميد مجيد ).
حدثنا مسدد قال: حدثنا يزيد بن زريع قال: حدثنا شعبة بهذا الحديث، قال: ( صل على محمد، وعلى آل محمد، كما صليت على إبراهيم ).
حدثنا محمد بن العلاء قال: حدثنا ابن بشر عن مسعر عن الحكم بإسناده بهذا، قال: ( اللهم صل على محمد، وعلى آل محمد، كما صليت على إبراهيم، إنك حميد مجيد، اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد، كما باركت على آل إبراهيم إنك حميد مجيد ) قال أبو داود: رواه الزبير بن عدي عن ابن أبي ليلى كما رواه مسعر إلا أنه قال: (كما صليت على آل إبراهيم إنك حميد مجيد، وبارك على محمد). وساق مثله.
حدثنا القعنبي عن مالك، ح وحدثنا ابن السرح قال: أخبرنا ابن وهب قال: أخبرني مالك عن عبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم عن أبيه عن عمرو بن سليم الزرقي أنه قال: أخبرني أبو حميد الساعدي أنهم قالوا: ( يا رسول الله! كيف نصلي عليك؟ قال: قولوا: اللهم صل على محمد وأزواجه وذريته، كما صليت على آل إبراهيم، وبارك على محمد وأزواجه وذريته، كما باركت على آل إبراهيم إنك حميد مجيد ).
حدثنا القعنبي عن مالك عن نعيم بن عبد الله المجمر أن محمد بن عبد الله بن زيد و عبد الله بن زيد هو الذي أري النداء بالصلاة، أخبره عن أبي مسعود الأنصاري أنه قال: ( أتانا رسول الله صلى الله عليه وسلم في مجلس سعد بن عبادة، فقال له بشير بن سعد: أمرنا الله أن نصلي عليك يا رسول الله، فكيف نصلي عليك؟ فسكت رسول الله صلى الله عليه وسلم، حتى تمنينا أنه لم يسأله، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: قولوا ) فذكر معنى حديث كعب بن عجرة، زاد في آخره: ( في العالمين إنك حميد مجيد ).
حدثنا أحمد بن يونس قال: حدثنا زهير قال: حدثنا محمد بن إسحاق قال: حدثنا محمد بن إبراهيم بن الحارث عن محمد بن عبد الله بن زيد عن عقبة بن عمرو بهذا الخبر، قال: ( قولوا: اللهم صل على محمد النبي الأمي، وعلى آل محمد ).
حدثنا موسى بن إسماعيل قال: حدثنا حبان بن يسار الكلابي قال: حدثني أبو مطرف عبيد الله بن طلحة بن عبيد الله بن كريز قال: حدثني محمد بن علي الهاشمي عن المجمر عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( من سره أن يكتال بالمكيال الأوفى، إذا صلى علينا أهل البيت، فليقل: اللهم صل على محمد، وأزواجه أمهات المؤمنين، وذريته وأهل بيته، كما صليت على آل إبراهيم إنك حميد مجيد )].
قال المصنف رحمه الله تعالى: [باب ما يقول بعد التشهد
حدثنا أحمد بن حنبل قال: حدثنا الوليد بن مسلم قال: حدثنا الأوزاعي قال: حدثني حسان بن عطية قال: حدثني محمد بن أبي عائشة أنه سمع أبا هريرة يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( إذا فرغ أحدكم من التشهد الآخر، فليتعوذ بالله من أربع: من عذاب جهنم، ومن عذاب القبر، ومن فتنة المحيا والممات، ومن شر المسيح الدجال ).
حدثنا وهب بن بقية قال: أخبرنا عمر بن يونس اليمامي قال: حدثني محمد بن عبد الله بن طاوس عن أبيه عن طاوس عن ابن عباس، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يقول بعد التشهد: ( اللهم إني أعوذ بك من عذاب جهنم، وأعوذ بك من عذاب القبر، وأعوذ بك من فتنة الدجال، وأعوذ بك من فتنة المحيا والممات ).
حدثنا عبد الله بن عمرو أبو معمر قال: حدثنا عبد الوارث قال: حدثنا الحسين المعلم عن عبد الله بن بريدة عن حنظلة بن علي أن محجن بن الأدرع حدثه قال: ( دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم المسجد، فإذا هو برجل قد قضى صلاته، وهو يتشهد وهو يقول: اللهم إني أسألك يا الله الأحد الصمد، الذي لم يلد ولم يولد، ولم يكن له كفواً أحد، أن تغفر لي ذنوبي، إنك أنت الغفور الرحيم، قال: فقال: قد غفر له، قد غفر له ثلاثاً )].
قال المصنف رحمه الله تعالى: [باب إخفاء التشهد
حدثنا عبد الله بن سعيد الكندي قال: حدثنا يونس -يعني: ابن بكير- عن محمد بن إسحاق عن عبد الرحمن بن الأسود عن أبيه عن عبد الله قال: ( من السنة أن يخفى التشهد )].
قال المصنف رحمه الله تعالى: [باب الإشارة في التشهد
حدثنا القعنبي عن مالك عن مسلم بن أبي مريم عن علي بن عبد الرحمن المعاوي قال: ( رآني عبد الله بن عمر وأنا أعبث بالحصى في الصلاة، فلما انصرف نهاني، وقال: اصنع كما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصنع، فقلت: وكيف كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصنع؟ قال: كان إذا جلس في الصلاة وضع كفه اليمنى على فخذه اليمنى، وقبض أصابعه كلها، وأشار بأصبعه التي تلي الإبهام، ووضع كفه اليسرى على فخذه اليسرى ).
حدثنا محمد بن عبد الرحيم البزاز قال: حدثنا عفان قال: حدثنا عبد الواحد بن زياد قال: حدثنا عثمان بن حكيم قال: حدثنا عامر بن عبد الله بن الزبير عن أبيه، قال: ( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قعد في الصلاة، جعل قدمه اليسرى تحت فخذه اليمنى وساقه، وفرش قدمه اليمنى، ووضع يده اليسرى على ركبته اليسرى، ووضع يده اليمنى على فخذه اليمنى، وأشار بأصبعه ). وأرانا عبد الواحد وأشار بالسبابة.
حدثنا إبراهيم بن الحسن المصيصي قال: حدثنا حجاج عن ابن جريج عن زياد عن محمد بن عجلان عن عامر بن عبد الله عن عبد الله بن الزبير: ( أنه ذكر أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يشير بأصبعه إذا دعا، ولا يحركها ) ].
والثابت عن النبي عليه الصلاة والسلام الإشارة بالصلاة، وأما التحريك فلا يثبت عن النبي عليه الصلاة والسلام لا نفياً ولا إثباتاً، والثابت الإشارة، وأما الإشارة وموضعها نقول: ثبتت الإشارة ولم يثبت الموضع، وإنما يشير في التشهد كله، وهل يحركها عند موضع دون موضع، هذا في اجتهاد العلماء، منهم من يجتهد ويقول: عند الشهادتين، ومنهم من يقول: في آخر الصلاة عند الدعاء، والأرجح في هذا أنه يشير في تشهده كله؛ لأنه يتضمن دعاء، التحيات دعاء، والصلاة على النبي عليه الصلاة والسلام، ثم يعقبها الدعاء قبل السلام.
قال المصنف رحمه الله تعالى: [ قال ابن جريج: وزاد عمرو بن دينار قال: أخبرني عامر عن أبيه أنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم يدعو كذلك، ويتحامل النبي صلى الله عليه وسلم بيده اليسرى على فخذه اليسرى.
حدثنا محمد بن بشار قال: حدثنا يحيى قال: حدثنا ابن عجلان عن عامر بن عبد الله بن الزبير عن أبيه بهذا الحديث، قال: لا يجاوز بصره إشارته، وحديث حجاج أتم ].
والأرجح في هذا أن البصر يضعه الإنسان حيث يخشع، أما النظر إلى الإشارة في حال التشهد فهذه الزيادة فيها نظر، أن بصره لا يجاوز إشارته، فهذه الزيادة غير محفوظة والله أعلم.
قال المصنف رحمه الله تعالى: [ حدثنا عبد الله بن محمد النفيلي قال: حدثنا عثمان يعني ابن عبد الرحمن قال: حدثنا عصام بن قدامة من بني بجيلة عن مالك بن نمير الخزاعي عن أبيه، قال: ( رأيت النبي صلى الله عليه وسلم واضعاً ذراعه اليمنى على فخذه اليمنى، رافعاً إصبعه السبابة، قد حناها شيئاً ) ].
ولا يثبت أيضاً حنيها لحديث أبي داود هذا، لأن هذا الحديث معلول.
قال المصنف رحمه الله تعالى: [باب كراهية الاعتماد على اليد في الصلاة
حدثنا أحمد بن حنبل وأحمد بن محمد بن شبويه ومحمد بن رافع ومحمد بن عبد الملك الغزال قالوا: حدثنا عبد الرزاق عن معمر عن إسماعيل بن أمية عن نافع عن ابن عمر قال: ( نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم -قال أحمد بن حنبل-: أن يجلس الرجل في الصلاة، وهو معتمد على يده ) وقال ابن شبويه: ( نهى أن يعتمد الرجل على يده في الصلاة )، وقال ابن رافع: ( نهى أن يصلي الرجل وهو معتمد على يده ). وقال ابن عبد الملك: ( نهى أن يعتمد الرجل على يديه إذا نهض في الصلاة ).
حدثنا بشر بن هلال قال: حدثنا عبد الوارث عن إسماعيل بن أمية سألت نافعاً عن الرجل يصلي وهو مشبك يديه، قال: قال ابن عمر: ( تلك صلاة المغضوب عليهم ).
حدثنا هارون بن زيد بن أبي الزرقاء قال: حدثنا أبي، ح وحدثنا محمد بن سلمة قال: حدثنا ابن وهب، وهذا لفظه جميعاً عن هشام بن سعد عن نافع عن ابن عمر: ( أنه رأى رجلاً يتكئ على يده اليسرى وهو قاعد في الصلاة - وقال هارون بن زيد: ساقطاً على شقه الأيسر، ثم اتفقا- فقال له: لا تجلس هكذا، فإن هكذا يجلس الذين يعذبون )].
قال المصنف رحمه الله تعالى: [باب في تخفيف القعود
حدثنا حفص بن عمر قال: حدثنا شعبة عن سعد بن إبراهيم عن أبي عبيدة عن أبيه: ( أن النبي صلى الله عليه وسلم كان في الركعتين الأوليين كأنه على الرضف. قال: قلنا: حتى يقوم؟ قال: حتى يقوم )].
قال المصنف رحمه الله تعالى: [باب في السلام
حدثنا محمد بن كثير قال: أخبرنا سفيان، ح وحدثنا أحمد بن يونس قال: حدثنا زائدة، ح وحدثنا مسدد قال: حدثنا أبو الأحوص، ح وحدثنا محمد بن عبيد المحاربي و زياد بن أيوب قالا: حدثنا عمر بن عبيد الطنافسي، ح وحدثنا تميم بن المنتصر قال: أخبرنا إسحاق يعني ابن يوسف عن شريك، ح وحدثنا أحمد بن منيع قال: حدثنا حسين بن محمد قال: حدثنا إسرائيل، كلهم عن أبي إسحاق عن أبي الأحوص عن عبد الله، وقال إسرائيل: عن أبي الأحوص و الأسود عن عبد الله: ( أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يسلم عن يمينه وعن شماله، حتى يرى بياض خده: السلام عليكم ورحمة الله، السلام عليكم ورحمة الله ). قال أبو داود: هذا لفظ حديث سفيان، وحديث شريك لم يفسره. قال أبو داود: ورواه زهير عن أبي إسحاق و يحيى بن آدم عن إسرائيل عن أبي إسحاق عن عبد الرحمن بن الأسود عن أبيه و علقمة عن عبد الله، قال أبو داود: شعبة كان ينكر هذا الحديث (حديث أبي إسحاق).
حدثنا عبدة بن عبد الله قال: حدثنا يحيى بن آدم قال: حدثنا موسى بن قيس الحضرمي عن سلمة بن كهيل ].
جاء عند البخاري في كتابه التاريخ أنه يسلم عن يمينه حتى يرى بياض خده الأيسر، وهذا غير محفوظ وإنما يلتفت إلى جهتيه، بما يستوعب الناس نظراً.
قال المصنف رحمه الله تعالى: [ عن علقمة بن وائل عن أبيه، قال: ( صليت مع النبي صلى الله عليه وسلم، فكان يسلم عن يمينه: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وعن شماله: السلام عليكم ورحمة الله ).
حدثنا عثمان بن أبي شيبة قال: حدثنا يحيى بن زكريا و وكيع عن مسعر عن عبيد الله بن القبطية عن جابر بن سمرة قال: ( كنا إذا صلينا خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم، فسلم أحدنا، أشار بيده من عن يمينه، ومن عن يساره، فلما صلى، قال: ما بال أحدكم يومي بيده كأنها أذناب خيل شمس؟ إنما يكفي أحدكم -أو ألا يكفي أحدكم- أن يقول: هكذا وأشار بأصبعه يسلم على أخيه من عن يمينه، ومن عن شماله ).
حدثنا محمد بن سليمان الأنباري قال: حدثنا أبو نعيم عن مسعر بإسناده ومعناه، قال: ( أما يكفي أحدكم، أو أحدهم، أن يضع يده على فخذه، ثم يسلم على أخيه من عن يمينه، ومن عن شماله ).
حدثنا عبد الله بن محمد النفيلي قال: حدثنا زهير قال: حدثنا الأعمش عن المسيب بن رافع عن تميم الطائي عن جابر بن سمرة قال: ( دخل علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم، والناس رافعو أيديهم -قال زهير: أراه قال- في الصلاة، قال: ما لي أراكم رافعي أيديكم كأنها أذناب خيل شمس؟ اسكنوا في الصلاة )].
قال المصنف رحمه الله تعالى: [باب الرد على الإمام
حدثنا محمد بن عثمان أبو الجماهر قال: حدثنا سعيد بن بشير عن قتادة عن الحسن عن سمرة قال: ( أمرنا النبي صلى الله عليه وسلم أن نرد على الإمام، وأن نتحاب، وأن يسلم بعضنا على بعض )].
قال المصنف رحمه الله تعالى: [باب الرد على الإمام
حدثنا أحمد بن عبدة قال: أخبرنا سفيان عن عمرو عن أبي معبد عن ابن عباس قال: ( كان يعلم انقضاء صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم بالتكبير ) ].
والسلام فرض والالتفات سنة، فلو سلم الإنسان من غير التفات أجزأه، والسنة في ذلك أن يلتفت عن يمينه وشماله، والتسليمة الأولى فرض والثانية سنة باتفاق السلف من الصحابة، ولم يثبت عن النبي عليه الصلاة والسلام أنه سلم تسليمة واحدة، وإنما جاء هذا عن بعض الصحابة.
وما جاء أيضاً في قول عبد الله بن عباس: كان يعلم انقضاء صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم بالتكبير، المراد بذلك هو التسبيح والتهليل، ولكنه ذكر التكبير كناية عن الذكر، ولهذا جاء في رواية من حديث أبي معبد عن عبد الله بن عباس قال: ( كنا نعرف انقضاء صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم بذكر الله ) مما يدل على أنه أراد بذلك ذكر الله عز وجل، فذكر التكبير لأنه معروف في أذكار الصلاة، سبحان الله والحمد لله، والله أكبر. أما ما يفعله بعض الفقهاء، وخاصة من المتقدمين وكذلك من المتأخرين، من أنه إذا سلم قال: الله أكبر، فهذا لا أعلم دليلاً عليه في الشريعة إلا ظاهر هذا الدليل، ولا يعضده لمن نظر في رواياته، ولا من عمل النبي عليه الصلاة والسلام، ولا من عمل الصحابة، أنه لا يثبت عن أحد منهم أنه كان يكبر بعد السلام.
قال المصنف رحمه الله تعالى: [حدثنا يحيى بن موسى البلخي قال: حدثنا عبد الرزاق قال: أخبرني ابن جريج قال: أخبرنا عمرو بن دينار أن أبا معبد مولى ابن عباس أخبره، أن ابن عباس أخبره: ( أن رفع الصوت للذكر حين ينصرف الناس من المكتوبة، كان ذلك على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ). وأن ابن عباس قال: (كنت أعلم إذا انصرفوا بذلك وأسمعه)].
استمع المزيد من الشيخ عبد العزيز الطَريفي - عنوان الحلقة | اسٌتمع |
---|---|
كتاب الطهارة [5] | 2709 استماع |
كتاب الطهارة [8] | 2689 استماع |
كتاب الترجل - كتاب الخاتم | 2318 استماع |
كتاب الصلاة [21] | 2312 استماع |
كتاب الأيمان والنذور [2] | 2305 استماع |
كتاب الطهارة [9] | 2297 استماع |
كتاب الطهارة [2] | 2222 استماع |
كتاب الطهارة [4] | 2166 استماع |
كتاب الصلاة [20] | 2130 استماع |
كتاب الصلاة [6] | 2119 استماع |