كتاب الصلاة [9]


الحلقة مفرغة

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد، وعلى آله وأصحابه أجمعين.

اللهم اغفر لنا ولشيخنا، وعلمنا ما ينفعنا، وانفعنا بما علمتنا يا أرحم الراحمين.

أما بعد:

فبأسانيدكم إلى أبي داود رحمنا الله تعالى وإياه، قال المصنف رحمه الله تعالى: [باب وضع اليدين على الركبتين

حدثنا حفص بن عمر قال: حدثنا شعبة عن أبي يعفور عن مصعب بن سعد قال: ( صليت إلى جنب أبي، فجعلت يدي بين ركبتي، فنهاني عن ذلك، فعدت، فقال: لا تصنع هذا، فإنا كنا نفعله، فنهينا عن ذلك، وأمرنا أن نضع أيدينا على الركب ).

حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير قال: حدثنا أبو معاوية قال: حدثنا الأعمش عن إبراهيم عن علقمة و الأسود عن عبد الله قال: ( إذا ركع أحدكم فليفرش ذراعيه فخذيه، وليطبق بين كفيه، فكأني أنظر إلى اختلاف رسول الله صلى الله عليه وسلم )].

قال المصنف رحمه الله تعالى: [باب ما يقول الرجل في ركوعه وسجوده

حدثنا الربيع بن نافع أبو توبة و موسى بن إسماعيل المعنى، قالا: حدثنا ابن المبارك عن موسى قال أبو سلمة موسى بن أيوب: عن عمه عن عقبة بن عامر قال: ( لما نزلت: فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ [الواقعة:74] قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اجعلوها في ركوعكم، فلما نزلت سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الأَعْلَى [الأعلى:1] قال: اجعلوها في سجودكم ).

حدثنا أحمد بن يونس قال: حدثنا الليث يعني ابن سعد عن أيوب بن موسى أو موسى بن أيوب عن رجل من قومه عن عقبة بن عامر بمعناه زاد، قال: ( فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا ركع قال: سبحان ربي العظيم وبحمده ثلاثاً، وإذا سجد قال: سبحان ربي الأعلى وبحمده ثلاثاً ) قال أبو داود: (وهذه الزيادة نخاف أن لا تكون محفوظة) ].

بسم الله الرحمن الرحيم.

وهي كلمة (وبحمده)، والثابت في ذلك التعظيم في الركوع، وكذلك في السجود، وأمثل ما جاء في ذلك عن النبي عليه الصلاة والسلام: سبحانك اللهم وبحمدك، اللهم اغفر لي أو رب اغفر لي، فهذا يقوله في ركوعه وسجوده، ويجزئ عنه، وإذا قال: سبحان ربي العظيم في ركوعه، وسبحان ربي الأعلى في سجوده، فهو كذلك حسن ويجزئ عنه.

قال المصنف رحمه الله تعالى: [ حدثنا حفص بن عمر قال: حدثنا شعبة قال: قلت لـسليمان: أدعو في الصلاة إذا مررت بآية تخوف، فحدثني عن سعد بن عبيدة عن مستورد عن صلة بن زفر عن حذيفة: ( أنه صلى مع النبي صلى الله عليه وسلم، فكان يقول في ركوعه: سبحان ربي العظيم وفي سجوده: سبحان ربي الأعلى، وما مر بآية رحمة إلا وقف عندها فسأل، ولا بآية عذاب إلا وقف عندها فتعوذ ).

حدثنا مسلم بن إبراهيم قال: حدثنا هشام قال: حدثنا قتادة عن مطرف عن عائشة: ( أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول في ركوعه وسجوده: سبوح قدوس رب الملائكة والروح ).

حدثنا أحمد بن صالح قال: حدثنا ابن وهب قال: حدثنا معاوية بن صالح عن عمرو بن قيس عن عاصم بن حميد عن عوف بن مالك الأشجعي قال: ( قمت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة، فقام فقرأ سورة البقرة، لا يمر بآية رحمة إلا وقف فسأل، ولا يمر بآية عذاب إلا وقف فتعوذ، قال: ثم ركع بقدر قيامه، يقول في ركوعه: سبحان ذي الجبروت والملكوت والكبرياء والعظمة، ثم سجد بقدر قيامه، ثم قال في سجوده مثل ذلك، ثم قام فقرأ بآل عمران، ثم قرأ سورة سورة ).

حدثنا أبو الوليد الطيالسي وعلي بن الجعد قالا: حدثنا شعبة عن عمرو بن مرة عن أبي حمزة مولى الأنصار عن رجل من بني عبس عن حذيفة: ( أنه رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي من الليل، فكان يقول: الله أكبر ثلاثاً ذو الملكوت والجبروت والكبرياء والعظمة، ثم استفتح فقرأ البقرة ) ].

وهذا من المهجور، مع ثبوته عن النبي عليه الصلاة والسلام أن يقول الإنسان في ركوعه: سبحان ذي الجبروت والملكوت والكبرياء والعظمة، يقولها الإنسان، وإذا كررها ثلاثاً فحسن.

قال المصنف رحمه الله تعالى: [ ( ثم استفتح فقرأ البقرة، ثم ركع فكان ركوعه نحواً من قيامه، وكان يقول في ركوعه: سبحان ربي العظيم، سبحان ربي العظيم، ثم رفع رأسه من الركوع، فكان قيامه نحواً من ركوعه، يقول: لربي الحمد، ثم سجد، فكان سجوده نحواً من قيامه، فكان يقول في سجوده: سبحان ربي الأعلى، ثم رفع رأسه من السجود، وكان يقعد فيما بين السجدتين نحواً من سجوده، وكان يقول: رب اغفر لي، رب اغفر لي، فصلى أربع ركعات، فقرأ فيهن البقرة، وآل عمران، والنساء، والمائدة، أو الأنعام ) شك شعبة ].

قال المصنف رحمه الله تعالى: [باب في الدعاء في الركوع والسجود

حدثنا أحمد بن صالح و أحمد بن عمرو بن السرح و محمد بن سلمة، قالوا: حدثنا ابن وهب قال: أخبرنا عمرو -يعني: ابن الحارث- عن عمارة بن غزية عن سمي مولى أبي بكر أنه سمع أبا صالح ذكوان يحدث عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد، فأكثروا الدعاء ).

حدثنا مسدد قال: حدثنا سفيان عن سليمان بن سحيم عن إبراهيم بن عبد الله بن معبد عن أبيه عن ابن عباس: ( أن النبي صلى الله عليه وسلم كشف الستارة والناس صفوف خلف أبي بكر، فقال: يا أيها الناس، إنه لم يبق من مبشرات النبوة إلا الرؤيا الصالحة يراها المسلم أو ترى له، وإني نهيت أن أقرأ راكعاً أو ساجداً، فأما الركوع، فعظموا الرب فيه، وأما السجود، فاجتهدوا في الدعاء، فقمن أن يستجاب لكم )].

والرؤيا هي النافذة الوحيدة الباقية الصادقة إلى الغيب، ويؤتاها من يؤتاها، وكما جاء عن النبي عليه الصلاة والسلام أن الرؤيا بضع وأربعون من النبوة، يعني: أنها جزء من النبوة باعتبار أن الرؤيا إذا صدقت فهي من الله عز وجل، يطلع الله عز وجل بها من شاء من عباده، الرؤيا تصدق من المؤمن والكافر، ويعبرها المؤمن والكافر، ويرجع في ذلك إلى حس الإنسان ومعرفته وذكائه ودرايته في هذا الأمر، ونظره ومعرفته بحاله، وعلم تعبير الرؤى معلوم حتى عند الفلاسفة القدامى من الرومان واليونان والهنود، ومعلوم حتى عند الناس اليوم، وعند الناس الذين لا يعبدون الله سبحانه وتعالى ممن يعبدون الأصنام والأوثان وغير ذلك، ولهذا نقول: تصدق من المؤمن والكافر، لكنها من المؤمن أصدق، ويعبرها المؤمن والكافر والمؤمن أظهر وأقوى تعبيراً، وفي آخر الزمان لا تكاد رؤيا المؤمن تكذب؛ لأن الله عز وجل يرحم عباده بهذه الرؤى تطميناً وتبشيراً وتسكيناً وإخباراً بمواضع الفتن لانقطاع الوحي وشدة جهل الناس.

قال المصنف رحمه الله تعالى: [ ( وإني نهيت أن أقرأ راكعاً أو ساجداً، فأما الركوع فعظموا الرب فيه، وأما السجود، فاجتهدوا في الدعاء، فقمن أن يستجاب لكم ).

حدثنا عثمان بن أبي شيبة قال: حدثنا جرير عن منصور عن أبي الضحى عن مسروق عن عائشة قالت: ( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكثر أن يقول في ركوعه وسجوده: سبحانك اللهم ربنا وبحمدك، اللهم اغفر لي، يتأول القرآن ).

حدثنا أحمد بن صالح قال: حدثنا ابن وهب ، ح وحدثنا أحمد بن السرح قال: أخبرنا ابن وهب، قال: أخبرني يحيى بن أيوب عن عمارة بن غزية عن سمي مولى أبي بكر عن أبي صالح عن أبي هريرة: ( أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول في سجوده: اللهم اغفر لي ذنبي كله، دقه وجله، وأوله وآخره )، زاد ابن السرح: ( علانيته وسره ).

حدثنا محمد بن سليمان الأنباري قال: حدثنا عبدة عن عبيد الله عن محمد بن يحيى بن حبان عن عبد الرحمن الأعرج عن أبي هريرة عن عائشة قالت: ( فقدت رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات ليلة، فلمست المسجد، فإذا هو ساجد وقدماه منصوبتان، وهو يقول: أعوذ برضاك من سخطك، وأعوذ بمعافاتك من عقوبتك، وأعوذ بك منك لا أحصي ثناءً عليك، أنت كما أثنيت على نفسك ) ].

يستدل البعض هنا على الاستحباب والسنية أن تلتصق القدم بالأخرى في حال السجود، وهذا لا دليل فيه، جاء عند ابن خزيمة النص على التصاقهما، وهي غير محفوظة، وأما مسح عائشة لقدم النبي عليه الصلاة والسلام في صلاته، فهي ربما مست قدماً والقدم الأخرى بجوارها، وربما مستها بطرف يدها ومست بالطرف الآخر أو بآخرها القدم الأخرى، فحينئذٍ نعلم أن هذه قرينة، وليست بنص، وإنما يضع الإنسان قدمه من الأخرى بما هو أسمح له، ولا يتكلف بالتبريج، ولا يتكلف كذلك بالضم، وفي هذا أن مس المرأة للرجل ولو كان في صلاته أن هذا لا يضره ولا ينتقض وضوءه.

قال المصنف رحمه الله تعالى: [باب الدعاء في الصلاة

حدثنا عمرو بن عثمان قال: حدثنا بقية قال: حدثنا شعيب عن الزهري عن عروة أن عائشة أخبرته: ( أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يدعو في صلاته: اللهم إني أعوذ بك من عذاب القبر، وأعوذ بك من فتنة المسيح الدجال، وأعوذ بك من فتنة المحيا والممات، اللهم إني أعوذ بك من المأثم والمغرم، فقال له قائل: ما أكثر ما تستعيذ من المغرم؟ فقال: إن الرجل إذا غرم حدث فكذب، ووعد فأخلف ).

حدثنا مسدد قال: حدثنا عبد الله بن داود عن ابن أبي ليلى عن ثابت البناني عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن أبيه، قال: ( صليت إلى جنب رسول الله صلى الله عليه وسلم في صلاة تطوع، فسمعته يقول: أعوذ بالله من النار، ويل لأهل النار ).

حدثنا أحمد بن صالح قال: حدثنا عبد الله بن وهب قال: أخبرني يونس عن ابن شهاب عن أبي سلمة بن عبد الرحمن أن أبا هريرة قال: ( قام رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الصلاة وقمنا معه، فقال أعرابي في الصلاة: اللهم ارحمني ومحمداً، ولا ترحم معنا أحداً، فلما سلم رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال للأعرابي: لقد تحجرت واسعاً ) يريد رحمة الله عز وجل.

حدثنا زهير بن حرب قال: حدثنا وكيع عن إسرائيل عن أبي إسحاق عن مسلم البطين عن سعيد بن جبير عن ابن عباس: ( أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا قرأ: سبح اسم ربك الأعلى، قال: سبحان ربي الأعلى ) قال أبو داود: خولف وكيع في هذا الحديث، ورواه أبو وكيع و شعبة عن أبي إسحاق عن سعيد بن جبير عن ابن عباس موقوفاً.

حدثنا محمد بن المثنى قال: حدثنا محمد بن جعفر قال: حدثنا شعبة عن موسى بن أبي عائشة قال: ( كان رجل يصلي فوق بيته، وكان إذا قرأ: أَلَيْسَ ذَلِكَ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتَى [القيامة:40] قال: سبحانك، فبكى، فسألوه عن ذلك، فقال: سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم )، قال أبو داود: قال أحمد: يعجبني في الفريضة أن يدعو بما في القرآن].

قال المصنف رحمه الله تعالى: [باب مقدار الركوع والسجود

حدثنا مسدد قال: حدثنا خالد بن عبد الله قال: حدثنا سعيد الجريري عن السعدي عن أبيه، أو عمه، قال: ( رمقت النبي صلى الله عليه وسلم في صلاته، فكان يتمكن في ركوعه وسجوده قدر ما يقول: سبحان الله وبحمده ثلاثاً ).

حدثنا عبد الملك بن مروان الأهوازي قال: حدثنا أبو عامر وأبو داود عن ابن أبي ذئب عن إسحاق بن يزيد الهذلي عن عون بن عبد الله عن عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( إذا ركع أحدكم فليقل ثلاث مرات: سبحان ربي العظيم، وذلك أدناه، وإذا سجد فليقل: سبحان ربي الأعلى ثلاثاً، وذلك أدناه )، قال أبو داود: هذا مرسل، عون لم يدرك عبد الله.

حدثنا عبد الله بن محمد الزهري قال: حدثنا سفيان قال: حدثني إسماعيل بن أمية قال: سمعت أعرابياً يقول: سمعت أبا هريرة يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( من قرأ منكم والتين والزيتون، فانتهى إلى آخرها: أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَحْكَمِ الْحَاكِمِينَ [التين:8] فليقل: بلى، وأنا على ذلك من الشاهدين، ومن قرأ: لا أقسم بيوم القيامة، فانتهى إلى أَلَيْسَ ذَلِكَ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتَى [القيامة:40] فليقل: بلى، ومن قرأ: والمرسلات، فبلغ: فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ [المرسلات:50] فليقل: آمنا بالله، قال إسماعيل: ذهبت أعيد على الرجل الأعرابي، وأنظر لعله، فقال: يا ابن أخي، أتظن أني لم أحفظه، لقد حججت ستين حجة، ما منها حجة إلا وأنا أعرف البعير الذي حججت عليه ) ].

ويبقى الحديث ضعيفاً ولو كان، ولو حفظ البعير يبقى الحديث ضعيفاً لجهالة الراوي رحمه الله ورضي عنه.

قال المصنف رحمه الله تعالى: [ حدثنا أحمد بن صالح و ابن رافع قالا: حدثنا عبد الله بن إبراهيم بن عمر بن كيسان حدثني أبي عن وهب بن مانوس قال: سمعت سعيد بن جبير يقول: سمعت أنس بن مالك يقول: ( ما صليت وراء أحد بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم أشبه صلاة برسول الله صلى الله عليه وسلم من هذا الفتى -يعني: عمر بن عبد العزيز- قال: فحزرنا في ركوعه عشر تسبيحات، وفي سجوده عشر تسبيحات )، قال أبو داود: قال أحمد بن صالح: قلت له: مانوس أو مابوس، قال: أما عبد الرزاق فيقول: مابوس، وأما حفظي فمانوس، وهذا لفظ ابن رافع ، قال أحمد: عن سعيد بن جبير عن أنس بن مالك].

قال المصنف رحمه الله تعالى: [باب أعضاء السجود

حدثنا مسدد وسليمان بن حرب قالا: حدثنا حماد بن زيد عن عمرو بن دينار عن طاوس عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: أمرت. قال حماد: ( أمر نبيكم صلى الله عليه وسلم أن يسجد على سبعة، ولا يكف شعراً ولا ثوباً ).

حدثنا محمد بن كثير قال: أخبرنا شعبة عن عمرو بن دينار عن طاوس عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( أمرت، وربما قال: أمر نبيكم صلى الله عليه وسلم أن يسجد على سبعة آراب ).

حدثنا قتيبة بن سعيد قال: حدثنا بكر -يعني: ابن مضر- عن ابن الهاد عن محمد بن إبراهيم عن عامر بن سعد عن العباس بن عبد المطلب أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ( إذا سجد العبد سجد معه سبعة آراب: وجهه، وكفاه، وركبتاه، وقدماه ).

حدثنا أحمد بن حنبل قال: حدثنا إسماعيل -يعني: ابن إبراهيم- عن أيوب عن نافع عن ابن عمر رفعه قال: ( إن اليدين تسجدان كما يسجد الوجه، فإذا وضع أحدكم وجهه فليضع يديه، وإذا رفعه فليرفعهما ) ].

وإذا استبعد أعظم السجود عليها واجب، وأما القدمان والركبتان والكفان والجبهة، والجبهة تجزئ عن الأنف، فإذا وضع جبهته ولم يضع أنفه أجزأ، وإذا وضع أنفه ولم يضع جبهته لم يجزئه في سجوده، وهذا باتفاق الصحابة عليهم رضوان الله.

قال المصنف رحمه الله تعالى: [باب في الرجل يدرك الإمام ساجداً كيف يصنع

حدثنا محمد بن يحيى بن فارس أن سعيد بن الحكم حدثهم قال: أخبرنا نافع بن يزيد قال: حدثني يحيى بن أبي سليمان عن زيد بن أبي العتاب و ابن المقبري عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( إذا جئتم إلى الصلاة ونحن سجود فاسجدوا ولا تعدوها شيئاً، ومن أدرك الركعة، فقد أدرك الصلاة )].

قال المصنف رحمه الله تعالى: [باب السجود على الأنف والجبهة

حدثنا ابن المثنى قال: حدثنا صفوان بن عيسى قال: حدثنا معمر عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عن أبي سعيد الخدري: ( أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رئي على جبهته وعلى أرنبته أثر طين من صلاة صلاها بالناس ).

حدثنا محمد بن يحيى قال: حدثنا عبد الرزاق عن معمر نحوه].

قال المصنف رحمه الله تعالى: [باب صفة السجود

حدثنا الربيع بن نافع أبو توبة قال: حدثنا شريك عن أبي إسحاق قال: ( وصف لنا البراء بن عازب فوضع يديه، واعتمد على ركبتيه، ورفع عجيزته، وقال: هكذا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسجد ).

حدثنا مسلم بن إبراهيم قال: حدثنا شعبة عن قتادة عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( اعتدلوا في السجود، ولا يفترش أحدكم ذراعيه افتراش الكلب ).

حدثنا قتيبة قال: حدثنا سفيان عن عبيد الله بن عبد الله عن عمه يزيد بن الأصم عن ميمونة: ( أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا سجد جافى بين يديه، حتى لو أن بهمة أرادت أن تمر تحت يديه مرت ).

حدثنا عبد الله بن محمد النفيلي قال: حدثنا زهير قال: حدثنا أبو إسحاق عن التميمي الذي يحدث بالتفسير عن ابن عباس قال: ( أتيت النبي صلى الله عليه وسلم من خلفه، فرأيت بياض إبطيه وهو مجخ، قد فرج بين يديه ).

حدثنا مسلم بن إبراهيم قال: حدثنا عباد بن راشد قال: حدثنا الحسن قال: حدثنا أحمر بن جزء صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا سجد جافى عضديه عن جنبيه، حتى نأوي له ).

حدثنا عبد الملك بن شعيب بن الليث قال: حدثنا ابن وهب قال: حدثنا الليث عن دراج عن ابن حجيرة عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( إذا سجد أحدكم، فلا يفترش يديه افتراش الكلب، وليضم فخذيه )].

قال المصنف رحمه الله تعالى: [باب الرخصة في ذلك للضرورة

حدثنا قتيبة بن سعيد قال: حدثنا الليث عن ابن عجلان عن سمي عن أبي صالح عن أبي هريرة قال: ( اشتكى أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم مشقة السجود عليهم إذا انفرجوا، فقال: استعينوا بالركب )].

وهذه المنهيات من الإقعاء، وكذلك افتراش السواء هذه لا تبطل الصلاة، ولكنها منهيات تنقص أجر الصلاة، إذا تعمد الإنسان بغير عذر فيأثم.