خطب ومحاضرات
/home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f800c4caaf1f6345c5d1b344c3f9ad5482181c14_0.file.audio_show.tpl.php on line 55
Warning: Attempt to read property "value" on null in /home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f800c4caaf1f6345c5d1b344c3f9ad5482181c14_0.file.audio_show.tpl.php on line 55
Warning: Trying to access array offset on value of type null in /home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f800c4caaf1f6345c5d1b344c3f9ad5482181c14_0.file.audio_show.tpl.php on line 55
/audio/1538"> صفحة د. مساعد الطيار . /home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f800c4caaf1f6345c5d1b344c3f9ad5482181c14_0.file.audio_show.tpl.php on line 58
Warning: Attempt to read property "value" on null in /home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f800c4caaf1f6345c5d1b344c3f9ad5482181c14_0.file.audio_show.tpl.php on line 58
Warning: Trying to access array offset on value of type null in /home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f800c4caaf1f6345c5d1b344c3f9ad5482181c14_0.file.audio_show.tpl.php on line 58
/audio/1538?sub=5012"> عرض كتاب الإتقان
Warning: Undefined array key "Rowslist" in /home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f800c4caaf1f6345c5d1b344c3f9ad5482181c14_0.file.audio_show.tpl.php on line 70
Warning: Attempt to read property "value" on null in /home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f800c4caaf1f6345c5d1b344c3f9ad5482181c14_0.file.audio_show.tpl.php on line 70
عرض كتاب الإتقان (84) - النوع الثامن والسبعون في معرفة شروط المفسر وآدابه [5]
الحلقة مفرغة
بسم الله الرحمن الرحيم.
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد، وعلى آله وصحبه والتابعين.
أما بعد:
فنبتدئ بالورقة التي صنفتها في الأسبوع الماضي في أنواع علوم القرآن في الإتقان، وكنت طلبت النظر في هذه الورقة من جهتين: من جهة الموضوعات العامة التي ذكرتها، وهذا من اجتهادي الخاص كنزول القرآن، وتدوين القرآن، وأداء القرآن، ودلالة ألفاظ القرآن، وتفسير القرآن، وبلاغة القرآن، وعلوم سور القرآن، ثم أنواع أخرى، أما ما يندرج تحت هذه الأنواع الكلية فهي عبارات السيوطي ، وكذلك الأرقام هي أرقام الأنواع عند الإمام السيوطي رحمه الله تعالى.
ونأتي الآن إلى ما يتعلق بمعرفة شروط المفسر وآدابه كما ذكر السيوطي في النوع الثامن والسبعين. ذكر السيوطي كما قلت مجموعة من العلوم التي هي ستة عشر علمًا، جعلوها من العلوم التي يحتاج المفسر إليها، وبعض المتأخرين سماها شروط المفسر، فلا مشاحة في الاصطلاح وكما ذكرت: لو أردنا أن ندرس هذه تاريخيًا، سنجد أول من تكلم بها، وكيف تكلم بها، ثم صارت عند بعض المعاصرين على أنها عبارة عن شروط المفسر، هذا انتقال في المصطلح، لكن لا شك أن العلوم التي يحتاج إليها المفسر، أخف من عبارة شروط المفسر، وذكر خمسة عشر علمًا.
نأخذ هذه العلوم، أول علم ذكره: قال: [ أحدها: اللغة؛ لأن بها يعرف شرح مفردات الألفاظ ومدلولاتها بحسب الوضع]، وهو ما يسمى عند أهل العربية بمتن اللغة، لما أقول لك مثلًا: وَكَأْسًا دِهَاقًا [النبأ:34]، ما معنى: (دهاقًا) في اللغة؟ تقول: (دهاقًا) في اللغة المراد بها كذا. هذا هو المراد بعلم اللغة.
ثم ذكر كلاماً عن مجاهد ولم أجد له سندًا، قال: [لا يحل لأحد يؤمن بالله واليوم الآخر أن يتكلم في كتاب الله إذا لم يكن عالماً بلغات العرب ].
وكلام مالك الذي سبق وأن أشار إليه قال: [لا أوتى برجل غير عالم بلغة العرب يفسر كتاب الله إلا جعلته نكالاً].
فإذاً: اشتراط اللغة لا إشكال فيه، ولم يخالف في هذا إلا شذاذ؛ لأن استنطاق القرآن بنفسه يدل على هذا المعنى: إِنَّا أَنزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا [يوسف:2]، فلا يمكن أن يفهم بغير لغة العرب، فلغة العرب لا شك أنها مصدر أساس في فهم كتاب الله سبحانه وتعالى؛ ولهذا إذا رجعنا إلى الصحابة، والمصادر التي اعتمدها الصحابة سنجد أن أهم مصدر اعتمدوه هو اللغة.
فإذاً: اللغة بلا إشكال، هي من أهم المصادر التي يرجع إليها المفسر، استطرد في هذا سيأتي استطراده بعد قليل فيما يتعلق باللغة، والخلاف في بعض المفردات فيها، ثم قال: [ الثاني: النحو ] يعني: اللغة هي: النحو.
الفرق بين علم اللغة والنحو
وهنا يجب أن ننتبه إلى مسألة مهمة في تاريخ العلوم، وهي: أن علماء العربية مثل ما كتب أبو بكر بن الأنباري في الطبقات عنده: أن علوم العربية عند المتقدمين عشرة، وذكر منها: علم اللغة، وعلم النحو.
بعض الدارسين اليوم لا يميز بين علم النحو وعلم اللغة، فيظن أن الكلام عنهما واحد، والمتقدمون من علماء العربية كانوا يفرقون بين علم النحو وعلم اللغة، مثلما كتب الزبيدي : طبقات النحويين واللغويين، فهم يفرقون بين النحو وبين اللغة، وكما ذكر السيوطي أن المراد بالنحو: شرح المفردات ومدلولات الألفاظ، والنحو كما ذكر أنه ما يتغير آخره باختلاف الإعراب، الذي هو الحركات، يعني: الضمة والكسرة والفتحة وما يتبعها بعد ذلك مما يتعلق بعلم الإعراب.
هذا العلم الذي هو علم النحو، وعلم اللغة، لو أردنا أن ننظر بميزان آخر في أيهما أكثر وأهم: علم النحو أو علم اللغة، نجد أن علم اللغة أكثر ولهذا لاحظ أن علم النحو بالنسبة للمفسر الأول: لم يكن بحاجة إلى علم النحو ولذلك كلما ابتعد الزمن عن المفسر الأول وأقصد به جيل الصحابة، صارت الحاجة إلى علم النحو أكثر، وصرنا ننطلق من علم النحو لفهم المعنى، ولا ننطلق من المعنى لفهم النحو، ولهذا الذين أصلوا علم النحو انطلقوا من المعنى لتأصيل النحو، فلما أصل النحو، صار ينطلق من علم النحو لفهم المعنى، وصارت الأمة على هذا إلى يومنا هذا، إذاً صار مصدرًا بلا ريب، ولهذا لا يأتي أحد فيقول: بما أنك فصلت هذا التفصيل، إذاً علم النحو لا نحتاج إليه، هذا ليس بصحيح، بل نقول: علم النحو يحتاج إليه قطعًا، لكن الكلام الآن عن المقدار الذي يحتاجه المفسر، والمقدار الذي يحتاج إليه المفسر هو ما يبين به كلام الله له، وهذا يختلف من مفسر إلى آخر، ولكن لاحظ مثالًا لكي تفهم هذه الإشكالية؛ لأن الإشكالية قد تكون جدلية نوعًا ما، مثلًا: لم يكن منهج ابن كثير رحمه الله تعالى الاتجاه النحوي في التفسير، لكن لا يعني هذا أنه خلا كتابه كله من النحو، بل يوجد شيء من علم النحو لكنه قليل، فإذاً لم يكن بحاجة في بيان كلام الله لعلم النحو، لكن لما نأتي مثلًا لكتاب أبي حيان الأندلسي سنجد أنه يمثل الاتجاه النحوي بقوة، وإن كان يوجد عند الزمخشري ويوجد عند الرماني ويوجد عند ابن عطية ، ويوجد عند القرطبي ، يوجد عندهم الجانب النحوي، لكن ليس مثل الكثافة التي تجدها في كتاب أبي حيان . فإذاً نحتاج نحن إلى نوع من التوازن، ومعرفة ما هو المقدار الذي يحتاجه المفسر، من هذا العلم.
وأما علم اللغة فواضح أنه يحتاج بيان المفردات ومعرفة المدلولات.
أهمية معرفة اللغة والنحو للمفسر
قال: [ أخرج أبو عبيد عن الحسن : أنه سئل عن الرجل يتعلم العربية يلتمس بها حسن المنطق، ويقيم بها قراءته؟ فقال حسن : فتعلمها، فإن الرجل يقرأ الآية فيعيى بوجهها فيهلك فيها ].
لكن وضع هذا الأثر في هذا الموطن ليس له علاقة، والسيوطي رحمه الله تعالى فهم أن كلام الحسن موجه إلى علم النحو وعلم الإعراب، وليس هذا مراد الحسن فقط؟
ممكن يكون مراداً به العربية بعمومها، ويكون على اللغة بالذات أوضح.
قد يقال: قوله: (يقيم بها لسانه): تأخذ منها أنه أراد بها النحو، لكن قوله: [ فإن الرجل يقرأ الآية فيعيى بوجهها فيهلك فيها ] يهلك بسبب النحو، أو بسبب عدم فهم المعنى قد يقال في مثل: قوله: (إنما يخشى الله من عباده العلماء) ففعلاً هذه فيها مخالفة إذا رفع لفظ الجلالة، وكذلك قوله: (إن الله برئ من المشركين ورسوله) بالخفض في المعطوف عليه، فهذا ممكن.
فعلى العموم المقصد من ذلك: أن كلام الحسن أوسع من قضية المدلول النحوي؛ لأنه في وقت الحسن ، لا نجد أن علم النحو قد أخذ هيئته المعروفة، إنما هي بدايات علم النحو وكانت معاصرة للحسن البصري، كما قلنا: إن أبا الأسود الدؤلي هو أول من قعد قواعد النحو وأخذها عنه تلاميذه، فتلاميذ أبي الأسود هم من أقران الحسن البصري .
علم التصريف قال: [ لأن به تعرف الأبنية والصيغ].
وذكر كلام ابن فارس ، ثم كلام الزمخشري في قوله: يَوْمَ نَدْعُوا كُلَّ أُنَاسٍ بِإِمَامِهِمْ [الإسراء:71] يعني: أحد المفسرين كما يقول الزمخشري أنه من بدع التفاسير، وهذه من المصطلحات التي لا يعلم هل سُبق الزمخشري بها أو هي من بدعه أيضًا، أعني: من اختراعه لا أقصد البدعة المنكرة، وبدع التفاسير مصطلح يذكره الزمخشري في مواطن.
فهو يقول: يَوْمَ نَدْعُوا كُلَّ أُنَاسٍ بِإِمَامِهِمْ [الإسراء:71]، أن المراد: جمع (أم) قال: يدعون يوم القيامة بأمهاتهم دون آبائهم، والسبب عنده قال: تكريمًا لـلحسن والحسين ؛ لأنه من جهة أمهم يكون اتصالهم بالنبي محمد صلى الله عليه وسلم، ولا أدري ما ذكر بالنسبة لـعيسى ابن مريم ونسبه إلى أمه.
وهذا ليس بصواب لا من جهة الاستنباط ولا من جهة المدلول الذي ذكره، وقد رده الزمخشري في كتاب فيما يتعلق بصيغ الأفعال والأبنية وأثرها في التفسير، والظاهر: أنه التصريف، الذي هو للشيخ فريد الزامل ، تصريف الأفعال وأثره في التفسير أو تصريف الدلالة وأثره في التفسير، وهو كتاب نفيس في هذه القضية التي تتعلق بقضية التصريف.
ونختم بقضية الاشتقاق.
الاشتقاق
الاشتقاق كما قال: [ لأن الاسم إذا كان اشتقاقه من مادتين مختلفتين اختلف المعنى ]، وهذا علم الاشتقاق دقيق جدًا، ولهذا لاحظوا مثلًا الذي يدل على كلامه هذا، في سورة القمر: وَيَقُولُوا سِحْرٌ مُسْتَمِرٌّ [القمر:2]، هل (مستمر) أصل اشتقاقها من (مر، يمر)؟ (فيقولون: هذا سحر مستمر) أي: ذاهب وزائل، سيمر ويذهب، أو (مستمر) من أَمَرّ الحبلَ يمره إذا شده وقواه؟ وَيَقُولُوا سِحْرٌ مُسْتَمِرٌّ أي: قوي، فلاحظ: اختلف المعنى بسبب اختلاف الاشتقاق، هذا مبحث لطيف أيضًا لو جمع ما في القرآن مما يختلف معناه بسبب اختلاف اشتقاقه يشكل أو يمثل مجموعة من الألفاظ والمفردات الجيدة، مثل: وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْيدٍ [الذاريات:47]، والخلاف الموجود فيها، تعرفونه، وبعضهم جعلها (بأيد) جمع يد، وهي ليست كذلك، وإنما هي (بأيد) المراد بها: بقوة، مثل قوله: وَاذْكُرْ عَبْدَنَا دَاوُدَ ذَا الأَيْدِ إِنَّهُ أَوَّابٌ [ص:17]، فهذه أيضًا مما يمكن أن يدخل فيما يتعلق بقضية الاشتقاق.
وذكر: المسيح ، هل هو من السياحة، أو من المسح؟ لا شك أن المعنى يختلف باختلاف أصل الاشتقاق، لكن هذا لا يؤثر في معنى الآية، يعني: مثل الخلاف في المسيح، وإنما يؤثر في المراد بمعنى المسيح نفسه، لماذا سمي مسيحاً هل هو لأنه من السياحة، أو من المسح.
لكن كما ذكرت قبل قليل (مستمر) يؤثر في أصل المعنى، ومثل: وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ [الحج:29]، العتيق: القديم، فأخذه من الفعل الثلاثي: عَتُقَ، وبعضهم قال: عتيق، المعتَق من الجبابرة فأخذه من الفعل الرباعي، يعني: أعتق اختلف المعنى باختلاف الاشتقاق.
وهنا ملحوظات:
الملحوظة الأولى: التي هي شجرة علوم القرآن، والملحوظة الثانية: التي هي ربط الآيات بأنواع علوم القرآن.
ابتدأنا في الأسبوع الماضي بشيء من هذه الفكرة لما تكلمنا عن كلام الإمام رحمه الله تعالى في ترجيحه والعموم الذي ذهب إليه.
وهنا يجب أن ننتبه إلى مسألة مهمة في تاريخ العلوم، وهي: أن علماء العربية مثل ما كتب أبو بكر بن الأنباري في الطبقات عنده: أن علوم العربية عند المتقدمين عشرة، وذكر منها: علم اللغة، وعلم النحو.
بعض الدارسين اليوم لا يميز بين علم النحو وعلم اللغة، فيظن أن الكلام عنهما واحد، والمتقدمون من علماء العربية كانوا يفرقون بين علم النحو وعلم اللغة، مثلما كتب الزبيدي : طبقات النحويين واللغويين، فهم يفرقون بين النحو وبين اللغة، وكما ذكر السيوطي أن المراد بالنحو: شرح المفردات ومدلولات الألفاظ، والنحو كما ذكر أنه ما يتغير آخره باختلاف الإعراب، الذي هو الحركات، يعني: الضمة والكسرة والفتحة وما يتبعها بعد ذلك مما يتعلق بعلم الإعراب.
هذا العلم الذي هو علم النحو، وعلم اللغة، لو أردنا أن ننظر بميزان آخر في أيهما أكثر وأهم: علم النحو أو علم اللغة، نجد أن علم اللغة أكثر ولهذا لاحظ أن علم النحو بالنسبة للمفسر الأول: لم يكن بحاجة إلى علم النحو ولذلك كلما ابتعد الزمن عن المفسر الأول وأقصد به جيل الصحابة، صارت الحاجة إلى علم النحو أكثر، وصرنا ننطلق من علم النحو لفهم المعنى، ولا ننطلق من المعنى لفهم النحو، ولهذا الذين أصلوا علم النحو انطلقوا من المعنى لتأصيل النحو، فلما أصل النحو، صار ينطلق من علم النحو لفهم المعنى، وصارت الأمة على هذا إلى يومنا هذا، إذاً صار مصدرًا بلا ريب، ولهذا لا يأتي أحد فيقول: بما أنك فصلت هذا التفصيل، إذاً علم النحو لا نحتاج إليه، هذا ليس بصحيح، بل نقول: علم النحو يحتاج إليه قطعًا، لكن الكلام الآن عن المقدار الذي يحتاجه المفسر، والمقدار الذي يحتاج إليه المفسر هو ما يبين به كلام الله له، وهذا يختلف من مفسر إلى آخر، ولكن لاحظ مثالًا لكي تفهم هذه الإشكالية؛ لأن الإشكالية قد تكون جدلية نوعًا ما، مثلًا: لم يكن منهج ابن كثير رحمه الله تعالى الاتجاه النحوي في التفسير، لكن لا يعني هذا أنه خلا كتابه كله من النحو، بل يوجد شيء من علم النحو لكنه قليل، فإذاً لم يكن بحاجة في بيان كلام الله لعلم النحو، لكن لما نأتي مثلًا لكتاب أبي حيان الأندلسي سنجد أنه يمثل الاتجاه النحوي بقوة، وإن كان يوجد عند الزمخشري ويوجد عند الرماني ويوجد عند ابن عطية ، ويوجد عند القرطبي ، يوجد عندهم الجانب النحوي، لكن ليس مثل الكثافة التي تجدها في كتاب أبي حيان . فإذاً نحتاج نحن إلى نوع من التوازن، ومعرفة ما هو المقدار الذي يحتاجه المفسر، من هذا العلم.
وأما علم اللغة فواضح أنه يحتاج بيان المفردات ومعرفة المدلولات.